ضمن مخططه لتجريف الهوية والموروث الثقافي والحضاري لليمن.. الحوثي يستهدف تدمير المواقع الأثرية والتراثية
السبت 18/مارس/2023 - 12:22 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
حذرت الحكومة اليمنية من اقدام ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا، على هدم اسواق "المحدادة، الحلقة، المنقالة" والتي تضم مئات المحلات "حوانيت" الاثرية في مدينة صنعاء القديمة، المدرجة على قائمة التراث العالمي منذ العام 1986، وقائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر في يوليو 2015، وتحويلها إلى مزار على الطريقة الإيرانية.
وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني "سبق وأن قامت ميليشيا الحوثي بهدم مسجد النهرين التاريخي وتسويته بالأرض، والعبث بمواد بنائه وأحجاره التي لا تقدر بثمن، وهو أحد أقدم المساجد الأثرية في العالم وأبرز المعالم التاريخية في مدينة صنعاء القديمة، وتم بناءه على يد احد الصحابة في القرن الاول هجري، ويزيد عمره عن 1300 عام".
وأوضح الوزير اليمني في تغريدة له على تويتر أن ما تقوم به الميليشيا الحوثية من استهداف وتدمير ممنهج للمواقع الأثرية والتراثية يندرج ضمن مخططها لتجريف الهوية والموروث الثقافي والحضاري والتاريخي لليمن، واستبدالها بهوية دخيلة مستوردة من ايران، في انتهاك سافر لكافة القوانين والمواثيق الدولية، واستنساخ لممارسات الجماعات الإرهابية المتطرفة
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والامم المتحدة والمنظمات الدولية ذات العلاقة وعلى رأسها منظمة اليونسكو والأليسكو ومراكز الدراسات والأبحاث المتخصصة وكل المهتمين، بإدانة هذه الجريمة النكراء، والتدخل لوقف المذبحة التي تنوي ميليشيا الحوثي ارتكابها بحق أحد مواقع التراث العالمي الخاضعة للحماية الدولية، باعتبارها ملك للإنسانية جمعاء، وجزء من تاريخ وهوية البشرية.
وكان سفير اليمن السابق لدى لبنان، فيصل أبو راس ، أطلق الاربعاء الماضي نداء استغاثة إلى كل أبناء اليمن وسكان العالم والمنظمات الإنسانية لإنقاذ صنعاء القديمة من مخطط لميليشيا الحوثي لهدم عدة أسواق.
وقال أبو راس، ان ميليشيا الحوثي تخطط لهدم عدة أسواق هي؛ الحلقة والمحدادة والمنقالة، بحجة أنها وقف للإمام علي بن أبي طالب.
وأوضح ابو راس أن هذه الأسواق سيتم إزالتها نهائيا وتضم 500 حانوت، وذلك لعمل ساحة كبيرة يتم فيها إنشاء مبنى وعمل ساحة لكي يتجمعوا فيه ويجعلوها مزارا.
وأكد أبو راس أن المخطط بحاجة إلى تكاتف، لأن المخطط أصبح جاهز للعمل، لافتا الى انه يشرف عليه مشرف العاصمة صنعاء، خالد المداني والقيادي المعين من الميليشيا مديرا لمكتب رئاسة الجمهورية، احمد حامد المكنى ابو محفوظ.
في غضون ذلك، حذر مندوب اليمن في اليونسكو، محمد جميح، من خطورة الخطوة التي تعتزم ميليشيات الحوثي الإقدام عليها، كونها ستمهد الطريق لإخراج المدينة من قائمة التراث العالمي.
وقال جميح في مقال مطول نشره عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، تحت عنوان "مزار وسط صنعاء القديمة": "يخطط الحوثيون لهدم عدد من الأسواق والمحلات التجارية في صنعاء القديمة، تمهيدًا لبناء عدد من المباني على شكل قباب وملاحق في الساحة التي سينشؤونها بهدم تلك المحلات التقليدية الخاضعة للحماية الدولية".
وأضاف: "إذا ما حدث أن أقدم الحوثيون على (مذبحتهم) في حق مئات المحلات التقليدية في صنعاء القديمة، بهدمها، فإنهم سيمهدون الطريق لإخراج هذه المدينة من قائمة التراث العالمي، وسيتحملون مسؤولية هذه الجريمة أمام المؤسسات الدولية وأمام اليمنيين جميعًا".
وأكد جميح، أن ميليشيات الحوثي تقوم بتزوير واضح للتاريخ، وقال: "يزوّر الحوثيون التاريخ، ويقولون إن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، جاء إلى صنعاء، وأن اليمنيين بايعوه في الساحة المذكورة، وهذه فرية يعرفها أقل الناس اطلاعًا على التاريخ".
وبحسب المندوب اليمني لدى اليونسكو، فإن "الهدف من إنشاء (المزار) الجديد آيديولوجي واقتصادي وسياسي، فالحوثيون وبعد أن أكلوا الطعام من أفواه الجياع، حسب تصريحات لمدير برنامج الغذاء العالمي، يريدون اليوم سرقة أموال اليمنيين الذين سيدعونهم لاتخاذ هذا المبنى الجديد مزارًا، على شاكلة المزارات والأضرحة الإيرانية، ومن ثم التبرع (لوقف الإمام علي بن أبي طالب)، الذي من المقرر إنشاؤه على الطراز الإيراني".
وتابع: "البعد العقدي والآيديولوجي، واضح من بناء هذه القبة أو القباب، وكذا الأبعاد السياسية، ومع الزمن يريد الحوثيون وداعموهم الإيرانيون، أن يحولوا صنعاء التاريخية من رمز يمني، ظل اليمنيون يفاخرون به كمنتج للتراكم الحضاري، إلى مزار ديني بلون طائفي وبطراز إيراني، بما أن الإيرانيين أصبحوا هم المتحكمين بهذه الجماعة التي تحاول إعادة قراءة التاريخ بما يتوافق وجنونها الطائفي والمذهبي".
واختتم جميح حديثه: "يسعى الحوثيون لهدم مئات المباني في الأسواق التاريخية لعاصمة اليمنيين، ولا بد من حراك دولي تقوده اليونسكو، والمؤسسات ذات الصلة في اليمن وخارجه، لمنع هذه الخطوة الانتهازية المفضوحة".
يشار إلى أن منظمة اليونسكو منحت السلطات اليمنية، في فبراير 2018، مهلة عامين إضافيين لمنع شطب مدينة صنعاء القديمة من قائمتها للتراث العالمي، لتلافي الأضرار الكبيرة التي لحقت بطابعها المعماري، إما بالهدم والخراب جراء السيول، أو التشويه بإضافة مواد بناء جديدة غير مطابقة لمواصفات هذه المدينة العريقة.
وتعد مدينة صنعاء القديمة من المدن التاريخية والأثرية، التي يرجع تاريخها لأكثر من 2500 عام، وكانت مسورة بالكامل، ولها 7 أبواب، لم يتبق منها سوى باب واحد، يعرف باسم "باب اليمن"، وأدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" في عام 1986 مدينة صنعاء القديمة، ضمن قائمة التراث العالمي.