"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
الثلاثاء 13/يونيو/2023 - 10:31 ص
طباعة
إعداد: فاطمة عبدالغني
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 13 يونيو 2023.
الاتحاد: استمرار الصراع يترك ملايين اليمنيين فريسة للجوع
في وقت يبعث فيه الهدوء النسبي الذي يسود اليمن منذ شهور الآمال في إمكانية بدء اتخاذ خطوات عملية على طريق حقن دماء مواطنيه، يتفق خبراء ومتابعون للشأن اليمني، على أن إحلال السلام الشامل في هذا البلد، هو السبيل الوحيد لتمكينه من الخروج من أزمته الكارثية متعددة الجوانب.
فالصراع الناجم عن الانقلاب «الحوثي» ضد الحكومة الشرعية في صنعاء أواخر عام 2014، زج باليمن في أتون ما تُصنِّفه الأمم المتحدة بالأزمة الإنسانية الأسوأ من نوعها على مستوى العالم بأسره، خصوصاً بعدما وصل انعدام الأمن الغذائي بين اليمنيين، إلى مستويات متفاقمة غير مسبوقة.
وتؤكد تقديرات دولية مستقلة، أن نصف حالات الوفاة التي سُجِلَت في اليمن على مدار الأعوام الثمانية الماضية، والتي يقارب عددها 233 ألف حالة، تُعزى إلى الآثار غير المباشرة للصراع، من قبيل النقص الحاد في الغذاء، وتدني مستوى الرعاية الصحية، بجانب تدمير البنية التحتية بشكل شبه كامل.
ويحذر الخبراء، من أن تراجع حدة المواجهات نسبياً منذ الاتفاق في ربيع 2022 على هدنة أُممية مُدِدَت مرتين وانتهى سريانها رسمياً في أكتوبر الماضي، وإن ظلت قائمة بحكم الأمر الواقع، لم ينعكس بشكل كافٍ على الأوضاع المعيشية لملايين اليمنيين، الذين لا يزالون محاصرين، ما بين الصراع المستمر والمجاعة التي تُحدق بكثير منهم، سواء بسواء.
وفي تصريحات نشرها موقع «ناشيونال وورلد نيوز» الإخباري، شدد الخبراء على أن وضع الاقتصاد اليمني الذي دمرته الحرب، أسهم بشكل هائل في تردي الوضع الإنساني، لا سيما في ظل القيود المفروضة على الاستيراد، والتراجع الحاد في قيمة العملة المحلية، وتباين سعر صرفها، بين المناطق اليمنية المختلفة.
وإضافة إلى ذلك، أفضى ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية عالمياً، نتيجة للاضطرابات التي شهدتها السنوات القليلة الماضية، وعلى رأسها تفشي وباء كورونا واندلاع الأزمة الأوكرانية، إلى دفع ملايين اليمنيين إلى حافة المجاعة، بعدما فقد كثير منهم سبل الحياة الضرورية وفرص العمل، وهو ما يجعلهم عاجزين عن شراء احتياجاتهم من الطعام، حتى وإن كان متوافراً أحياناً في الأسواق.
وفي السياق نفسه، قادت اعتداءات جماعة «الحوثي» على المناطق الزراعية واستهدافها قوارب الصيد، وزرعها الذخائر والألغام الأرضية بالقرب من الحقول والشواطئ، إلى تراجع الإنتاج المحلي من الخضراوات والأسماك، وسط شح شديد في الخدمات الحيوية، وعدم توافر إمدادات كافية من المياه الصالحة للشرب.
ويبرز هذا الوضع الإنساني الصعب، أهمية اغتنام التراجع الراهن في حدة التوتر، لتسريع وتيرة الجهود الرامية لبلورة تسوية سلمية شاملة، تفتح الطريق أمام إطلاق عملية إنعاش اقتصادي، تساعد اليمنيين على مواجهة التحديات الحالية، والتعافي كذلك من تبعات سنوات الصراع، الذي يقترب الآن من إكمال عامه التاسع.
ويدعو الخبراء في هذا الصدد، إلى أن تقود الأمم المتحدة والوكالات الإغاثية التابعة لها، تحركاً جماعياً، يستهدف مد يد العون إلى اليمنيين المنكوبين بالصراع، بما يشمل منح تمويل مستدام للمنظمات الإنسانية المحلية، مع التركيز على دعم الفئات المجتمعية الأكثر هشاشة، وعلى رأسها النساء والنازحون.
وتأتي هذه الدعوات، في وقت تفيد فيه بيانات أممية، بأن الوضع الإنساني في اليمن، بات الآن أسوأ من العام الماضي، بعدما ارتفع عدد من يعانون من انعدام الأمن الغذائي هناك، إلى قرابة 19 مليون شخص، مقارنة بنحو 16.2 مليون خلال 2022، وسط مخاوف من أن يتحول ما يكابده اليمنيون، إلى ما يمكن أن يُوصف بـ «أزمة إنسانية منسية»، لا تلقى ما يجب من اهتمام، من جانب المجتمع الدولي.
العين الإخبارية: تقدم أممي نحو نزع فتيل "قنبلة صافر".. توفير التغطية التأمينية
أعلنت الأمم المتحدة توفير التغطية التأمينية لتفريغ ناقلة النفط المتهالكة قبالة اليمن، في خطوة تتزامن مع قرب انتهاء فرق فنية من فحصها.
وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، اليوم الإثنين، إنه تم توفير "التغطية التأمينية لعملية تفريغ خزان "صافر" النفطي المتهالك قبالة اليمن والراسي في ميناء رأس عيسى.
سفينة الدعم الأممية.. أولى خطوات عملية إنقاذ قنبلة صافر
ووصف البرنامج ذلك في بيان بأنه "خطوة محورية لبدء عملية النقل من سفينة إلى سفينة"، في إطار الجهود التي تقودها الأمم المتحدة بهدف الحيلولة دون تسرب 1.14 مليون برميل من الخام في البحر الأحمر.
من المقرر أن تبدأ عملية تفريغ السفينة "صافر" خلال الأيام القليلة المقبلة في عملية تستغرق نحو أسبوعين.
يأتي ذلك في ظل تواصل إجراءات فحص الخزان النفطي المتهالك بوتيرة عالية، إذ إنه بمجرد الانتهاء من الفحص ستبدأ عملية نقل النفط بواسطة شركة بوسكاليس الهولندية، وعبر السفينة التابعة لها "إنديفور".
وكان منسق الشؤون الإنسانية والمنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن ديفيد غريسلي قد أشار في وقت سابق إلى أن عملية النقل لن تزيد عن أسبوعين، وقال: "ما لم تكن هناك تعقيدات فإن نقل النفط الخام من الخزان المتهالك إلى السفينة البديلة سيكتمل في فترة تتراوح بين 10 إلى 14 يوما".
وفي 30 مايو/أيار الماضي، قالت الأمم المتحدة إن عملية الإنقاذ الخاصة بخزان "صافر" ستبدأ في القريب العاجل، بعد وصول الفريق المكلف بالتنفيذ إلى موقع الخزان المتهالك والعائم قبالة رأس عيسى شمالي محافظة الحديدة غربي اليمن.
وقال مكتب الأمم المتحدة في اليمن، على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إنه "بعد وصول سفينة الدعم "Ndeavor" المتخصصة والمكلفة بتنفيذ الخطة الأممية لإنقاذ صافر إلى موقع الخزان، سيبدأ العمل في البحر قريباً جداً"، وهي الخطوة الثالثة من العملية، والمتمثلة في إجراء فحص شامل لحالة الخزان.
خطة أممية لإنقاذ "صافر".. هل تنجو من غدر الحوثي؟
وناقلة صافر هي واحدة من أكبر سفن الشحن بالعالم، وتقل أكثر من مليون برميل من النفط الخام وترسو منذ أكثر من 30 عاما قبالة ميناء رأس عيسى، لكنها تحولت منذ الانقلاب الحوثي وبفعل رفض المليشيات أي تدخلات لصيانتها إلى قنبلة تهدد الحياة البحرية والمجرى الملاحي.
وعرقل الحوثيون طيلة الأعوام الماضية صيانة الناقلة التي تقل نحو 1.14 مليون برميل من النفط الخام قبل التوصل إلى اتفاق مع الأمم المتحدة مطلع العام الجاري لتفريغ الوقود، مما جعل الوقت ضيقا جدا ولا يقبل الانتظار أكثر.
الإرهاب يطل بوجهه القبيح.. "القاعدة" يتبنى هجوم شبوة اليمنية
أعلن تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن، اليوم الإثنين، تبنيه رسميا هجومه المسلح على حاجز تفتيش في محافظة شبوة، جنوبي اليمن.
وقال تنظيم القاعدة الإرهابي في بيان مقتضب إن عناصره الإرهابية هاجمت حاجز تفتيش "المخطط" في بلدة "المصينعة" في مديرية الصعيد غربي المحافظة النفطية.
وزعم تنظيم القاعدة في البيان أنه أحرق دوريتين عسكريتين بالتزامن مع اقتحام عناصره للموقع الأمني التابع لقوة دفاع شبوة، في هجوم يعيد مجددا إرهاب القاعدة للمحافظة النفطية.
وكان مصدر أمني قد قال لـ"العين الإخبارية" يوم الأحد الماضي، إن عناصر مسلحة لتنظيم القاعدة نفذت هجوما مباغتا على حاجز تفتيش في بلدة المصينعة، في مديرية الصعيد غربي المحافظة النفطية المطلة على بحر العرب.
وأوضح المصدر أن التنظيم الإرهابي استخدم أسلحة المدافع الرشاشة وقذائف "الآر بي جي"، مشيرا إلى أن اشتباكات عنيفة حدثت قبل التصدي للهجوم المسلح والغادر للتنظيم الإرهابي.
وبحسب المصدر، فإن جنديين قتلا وأصيب اثنان آخران، أثناء الاشتباك المباشر مع عناصر التنظيم فيما قتل عنصر إرهابي وأصيب آخران في ذات الهجوم.
وهذا أول هجوم لتنظيم القاعدة خلال شهر يونيو/حزيران الجاري، بعد أن زاد التنظيم الإرهابي من وتيرة هجماته الإرهابية التي طالت جميعها شبوة وأبين، ردا على انطلاق عمليتي "سهام الشرق" و"سهام الجنوب" في شهر أغسطس/آب الماضي في المحافظتين الواقعتين جنوبي اليمن.
وشهد شهر مايو/أيار الماضي 3 عمليات إرهابية لـ"القاعدة"، في محافظتي شبوة وأبين، حيث استخدم التنظيم الإرهابي لأول مرة الطائرات المسيرة لقصف القوات الجنوبية.
وفي حصيلة تتبعتها "العين الإخبارية"، فقد شهد الربع الأول من العام الجاري 14 عملية إرهابية لتنظيم القاعدة غالبيتها في محافظة أبين، ما أسفر عن سقوط أكثر من 60 قتيلا وجريحا جميعهم من القوات الجنوبية ومحور أبين.
معسكرات الحوثي الصيفية.. فيلق صناعة الكراهية بعقول أطفال اليمن
في منتصف عام 2022 استقطب الحوثيون الطفل اليمني فضل (14 عاما) من حي مسيك شرق أمانة العاصمة صنعاء وتم إلحاقه بما يسمى "المعسكرات الصيفية" للنشء.
وبعد 50 يوما من خضوعه لدورات ثقافية حوثية عاد فضل إلى أسرته أشبه بوحش يثير الخوف والقلق في نفوسهم بسبب "غسل دماغه" في تلك المعسكرات.
وقال والد الطفل فضل في شهادة حديثة نشرتها منظمة حقوقية إن كل محاولته باءت بالفشل لإعادة طفله إلى جادة الصواب سواء بالحوار أو العنف أو العقاب
وأضاف "أدركت أن ولدي لم تسعني الفرحة بمولده وسهرت على رعايته قد تحول إلى شيطان، وذلك عندما رفع في وجهي السلاح وهددني بالاعتقال بتهمة "النفاق" أمام أمه وأخواته".
وأكد أن طفله خرج ذات يوم ولم يعد، وبعد سنة من خروجه عادت مليشيات الحوثي له بمجرد صورة وخبر دون أي جثة بعد أن لقي مصرعه في جبهات القتال.
والطفل فضل هو واحد من آلاف الأطفال اليمنيين ممن يجري استقطابهم من قبل مليشيات الحوثي سنويا ويضمونهم إلى المعسكرات الصيفية الطائفية ويخضعون لمناهج طائفية متطرفة وتدريبات عسكرية قبل أن تزج بهم في جبهات القتال لمواجهة مصير محتوم.
مناهج طائفية
وبحسب "المركز الأمريكي للعدالة"، منظمة غير رسمية، فإن الأطفال والشباب يتعرضون لغسل أدمغة في معسكرات الحوثي الصيفية، حيث يخضعون لمنهج طائفي صمم بعناية ويتألف من 7 كتب رئيسية.
وأشار المركز الحقوقي الأمريكي إلى أن الكتاب الأول من تأليف بدر الدين أمير الدين الحوثي، والكتاب الثاني من تأليف محمد بدر الدين الحوثي، وباقي الكتب اختصارات من "ملازم" حسين بدر الدين الحوثي، وجميعها تخضع لتعديلات سنوية.
وأوضح أنه يتم تقسيم الملتحقين إلى تلك المعسكرات الصيفية بحسب الفئات العمرية إلى 3 مستويات هي المستوى الأول، المستوى المتوسط، المستوى العالي فيما حددت فترة الدراسة بـ50 يوما.
وتقسم مليشيات الحوثي المستوى الأول إلى قسمين وفقا للمراحل الدراسية للطلاب الملتحقين، حيث تضع طلاب المستوى الأول والثاني والثالث تحت "المستوى التأهيلي الأول"، فيما تضع طلاب المستوى الرابع والخامس والسادس في مستوى ثان.
ويخضع هؤلاء الطلاب لمناهج طائفية مغلوطة أبرزها كتاب "صلاتي"، والذي حرصت مليشيات الحوثي فيه على ترويج مذهبها الطائفي والقدح فيما عارضه من آراء في المذاهب الأخرى التي يعتنقها الملايين في غالبية محافظات اليمن.
كما تقسم مليشيات الطلاب الملتحقين إلى المستوى المتوسط ويضم طلاب الصف السابع والثامن والتاسع والقسم الثاني متوسط والذي يشمل طلاب أول ثانوي وما فوق، فيما يخضع خريجو الثانوية لمناهج يطلق عليها "المستوى العالي".
في الصفحة 205 من منهج المستوى الأول المتوسط تقدم مليشيات الحوثي قصة مزيفة عن شخص يدعى محمد في العشرين من عمره تقول إن بداية التحاقه بمليشيات الحوثي كانت بدورات ثقافية وعسكرية ثم التحق بإحدى جبهات القتال، في خطوة أرادت بها المليشيات غرس ثقافة الموت بعقول الأطفال.
وتحث مليشيات الحوثي الأطفال بعد انخراطهم في جبهات القتال على الالتزام بما أسموه برنامج "رجال الله"، وهو برنامج طائفي عقائدي يغرس في عقول الصغار ثقافة الكراهية والتطرف والعداء لليمنيين غير الموالين للمليشيات بوصفهم "أعداء الله" وليسوا مواطنين أبرياء.
مراكز مفتوحة ومغلقة
ويشير المركز الأمريكي للعدالة في تقرير حديث إلى أن مليشيات الحوثي تقسم المراكز الصيفية إلى قسمين، منها المراكز المفتوحة، وهي الغالبية العظمى، ويتم فيها الاهتمام بالثقافة التعبوية، والمشاركة في فعاليات ومناسبات جماعة الحوثي كزيارة مقابر قتلاها.
أما المراكز المغلقة وهي أشبه بمعسكرات التجنيد، يتم فيها تهيئة الملتحقين بها بالتدريب على استخدام الأسلحة والأساليب القتالية، وتنفيذ الحملات عبر الإنترنت، ومشاهدة فيديوهات تحريضية ضد المناوئين لجماعة الحوثي، وفقا للتقرير.
التقرير الذي حمل عنوان "صناعة العنف والكراهية"، كشف عن افتتاح مليشيات الحوثي 593 مركزا صيفيا في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، ونحو 500 مركز صيفي في جميع مديريات وقرى المحافظة منها 19 مركزاً مغلقاً.
ورصد التقرير تجنيد مليشيات الحوثي 186 طفلا من الملتحقين بالدورات الصيفية في محافظة ذمار، وبلغت نسبة من هم دون سن الخامسة عشرة 85%.
ونظمت جماعة الحوثي 115 مركزاً صيفياً مفتوحاً في محافظة المحويت، فيما شيدت 340 مركزاً صيفياً، منها 9 مراكز مغلقة موزعة على مختلف مديريات محافظة إب.
أما في الحديدة فشيدت المليشيات 29 مركزاً صيفيا في 12 مديرية، فيما وثق التقرير تراجعا نسبيا في إقبال أبناء محافظة صعدة المعقل الأم للمليشيات على المعسكرات الصيفية، عند مقارنته بالأعوام الماضية نتيجة للتجارب التي خاضها الآباء مع مليشيات الحوثي.
الشرق الأوسط: تصعيد حوثي ضد الحريات الدينية ومساومة لتعميم الفكر الطائفي
بينما كان سفير اليمن لدى «اليونيسكو» يشكو ممارسات الانقلابيين الحوثيين بحق جامع أثري؛ حوَّل الانقلابيون أقدم جامع في البلاد إلى قاعة لمناسباتهم الطائفية، وملتقى لعناصرهم لتعاطي نبتة «القات»، بالتزامن مع تصعيدهم في المناطق الخاضعة لسيطرتهم ضد الجماعات والأقليات الدينية، ومساومتها لاعتناق مشروعهم الطائفي في حلقات الدروس الدينية.
شكوى سفير اليمن لدى اليونيسكو، محمد جميح، كانت بشأن جامع النهرين الذي يعيد الانقلابيون بناءه بشكل مخالف تماماً لهويته وطابعه الأثري، بعد أن أقدموا على هدمه في فبراير (شباط) 2021، بذريعة انحراف قبلته، رغم أن بناءه يعود إلى صدر الإسلام حسب المؤرخين.
غير أن أهالي صنعاء القديمة (المدينة التاريخية) كانوا يؤكدون حينها أن عملية الهدم حدثت بسبب عدم استيعاب الصلوات والأنشطة الدينية لـ«المسيرة القرآنية»، وهي التسمية التي يطلقونها على مشروعهم الانقلابي.
وذكر جميح أن الانقلابيين الحوثيين يعيدون بناء جامع النهرين في صنعاء القديمة بمواد بناء حديثة مخالفة للمعايير، بعد محاولة استحداث بوابة في حي شعوب الأثري شرق العاصمة صنعاء؛ مشيراً إلى أن هذه الإجراءات تهدد مكانة صنعاء الموضوعة على قائمة التراث العالمي وتعرضها للخطر، وداعياً «اليونيسكو» إلى تحمل مسؤولية التدخل لحمايتها.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو من داخل جامع معاذ بن جبل، في بلدة الجند التابعة لمحافظة تعز (263 كيلومتراً جنوب العاصمة صنعاء)؛ حيث يظهر عشرات من عناصر ميليشيات الحوثي وهم يستخدمون الجامع كقاعة للاجتماعات والفعاليات، وللمقيل وتعاطي نبتة «القات»، وقد ملأوا جدرانه بشعاراتهم الطائفية.
ويفيد أهالي المنطقة بأن الجامع الذي يعدّ أول جامع في اليمن، وبني في صدر الإسلام بعد زيارة الصحابي معاذ بن جبل إلى المنطقة، تحول تحت سيطرة ميليشيات الحوثي إلى منصة طائفية للتحريض ضد مناهضي الانقلاب الحوثي، وتقدم فيه حلقات ودروس تحريضية لغسل أدمغة الشباب والأطفال ودفعهم إلى القتال، إلى جانب استخدامه ثكنة عسكرية لتجمع عناصر الميليشيات.
وحسب روايات الأهالي؛ فإن الجامع يستخدم من طرف قادة الميليشيات كمقر عملياتي للمهام الأمنية والعسكرية للجماعة، ويتم فيه عقد اجتماعات لتوزيع المهام وإصدار الأوامر، كما يتم استدعاء الشخصيات الاجتماعية في المنطقة لحضور الفعاليات الحوثية، واختبار ولائها من خلال الانتظام في تلك الفعاليات، وترديد شعارات الحوثي الطائفية فيها.
هجرة الجوامع
كان أهالي إحدى حارات حي حزيز جنوبي العاصمة صنعاء يؤدون صلاة المغرب في منزل أحدهم؛ قبل أن يقتحم مشرف حوثي رفقة مسلحيه المنزل، مانعاً إياهم من إكمال الصلاة، وطالباً منهم التوجه للصلاة في مسجد الحارة.
هجر الأهالي الصلاة في المسجد بسبب تعيين إمام وخطيب جديدين من الميليشيات الحوثية، واللذين منذ اليوم الأول لتعيينهما بادرا بإدارة حلقات ترويج لمشروع الانقلاب قبل وبعد الصلاة، والجهر بأدعية تحمل مضموناً طائفياً خلال الصلوات، وتخصيص خطبة الجمعة للتحريض على مختلف المذاهب والديانات.
وحسب أحد السكان، فقد اتفقوا منذ ما يقارب الشهرين على أن يجتمعوا كل يوم في أحد المنازل للمقيل معاً، وتأدية الصلاة للحفاظ على جماعيتها، وبسبب الازدحام بعد ازدياد أعداد المنضمين لهم؛ قام أحد الأهالي بتخصيص مساحة من فناء منزله لأداء الصلاة فيها من حين لآخر.
ورغم أن صلاة سكان الحارة لم تكن منتظمة، ولم يتحول فناء المنزل إلى جامع؛ فإن عناصر الميليشيات لاحظوا عزوف مزيد من الناس عن الصلاة في الجامع، ومن خلال مخبريهم علموا باتفاق السكان على هجرة الصلاة في المسجد، فشرع خطيب المسجد في التحريض ضدهم، واتهامهم بموالاة الأعداء، والتخطيط للتمرد.
اضطر الأهالي بعدها لتجنب التجمع لصلاة الجماعة، واكتفوا بعدم الذهاب إلى المسجد، تعبيراً عن رفضهم لممارسات الميليشيات وتحريضها ضد المذاهب والديانات وأفراد المجتمع؛ لكنهم أصبحوا يخشون التعرض للتنكيل بعد أن صارت مواقفهم مكشوفة.
تصعيد ضد البهائيين
في غضون ذلك، انتقل التحريض على أتباع الطائفة البهائية من منابر الجوامع التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية إلى وسائل إعلامها، رغم كل المواقف الدولية التي أدانت واستنكرت ممارسات الميليشيات وإجراءاتها التعسفية ضد عدد من أتباع الطائفة، واختطاف 16 شخصاً منهم، مع استمرار محاكمة 24 آخرين منذ سنوات.
ووصفت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» الطائفة البهائية بصنيعة الاستعمار الصليبي بمختلف مسمياته ومراحله التاريخية، متهمة إياها بمحاربة الإسلام وتشويه صورة المسلمين، وطمس معالم المسلمين وإضعافهم، وزراعة الانقسام في أوساطهم، وسلخهم وإبعادهم عن عقيدتهم، وهدم الأسرة وإلغاء الأديان والأوطان واللغات، وتهيئة العالم الإسلامي ليقع تحت سيطرة الاستعمار، حسبما ورد في تقرير للوكالة.
ويأتي هذا التصعيد الحوثي ضد الطائفة البهائية رداً على المواقف الدولية المساندة للبهائيين في مواجهة التعسفات الحوثية، وآخر تلك المواقف البيان الصادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الذي رفض مختلف الممارسات ضد الأقليات والجماعات الدينية، وأعرب عن قلق المنظمة الأممية من استخدام الميليشيات الحوثية منابرها للتمييز والتحريض على العنف.
وانتقدت المفوضية اختطاف الميليشيات الحوثية أتباع الأقلية البهائية، معربة عن مخاوفها من تبعات الخطبة التي حرض فيها شمس الدين شرف الدين، القيادي الحوثي المنتحل صفة المفتي، على قتل البهائيين والمجموعات الدينية الأخرى، وحذرت من خطورة هذا الخطاب الذي يتحدى القانون الدولي بشكل صارخ.
تراخيص مقابل الملازم
في سياق متصل، عاودت الميليشيات الحوثية اقتحام مسجد ومركز التوحيد للعلوم الشرعية في بلدة المعاين شمال مدينة إب (198 كيلومتراً جنوب العاصمة صنعاء) أواخر مايو (أيار) الماضي، وطردت أكثر من 400 من طلابه، وأحلت أتباعها الذين استقدمتهم من مناطق أخرى مكانهم، وذلك بعد أن اقتحمته صبيحة عيد الفطر، ومنعت إلقاء خطبة العيد فيه.
وسبق ذلك بأسابيع إغلاق ثلاثة -على الأقل- من مراكز تحفيظ القرآن في العاصمة صنعاء، وطرد طلابها، واختطاف القائمين عليها، بذريعة مخالفة ما تسمى «المسيرة القرآنية»، كما جاء في بيانات منظمات حقوقية، في حين شهد شهر رمضان الفائت منع إقامة صلاة التراويح في عدد كبير من الجوامع والمساجد في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة، وفقاً للمنظمات.
ويؤكد رجال دين يمنيون أن ميليشيات الحوثي تساوم المراكز الدينية، بتوجيهها لتقديم دروس من ملازم مؤسس الميليشيات حسين الحوثي، مقابل السماح لها بالاستمرار في أنشطتها، ولأجل ذلك ابتدعت إجراءً جديداً يتمثل بحصول هذه المراكز على تراخيص ممارسة الأنشطة من مكتب الإرشاد التابع للجماعة.
وتتضمن شروط الحصول على هذه التراخيص تقديم دروس من ملازم حسين الحوثي، وتعاليم تتوافق مع مشروع الميليشيات. ومن دون الالتزام بهذه الشروط؛ فإن تلك المراكز مهددة بالإغلاق، وتعرض القائمين عليها لإجراءات تعسفية.
وتعدّ محافظة إب أكثر المحافظات التي تعاني فيها المراكز الدينية من تعسفات واضطهاد الميليشيات الحوثية.
الحوثيون يوغلون في التغيير المذهبي... وسجناء في إب يضربون عن الطعام
أوغلت الميليشيات الحوثية في فرض التغيير المذهبي على سكان محافظة إب اليمنية، عبر استقطاب عشرات من المراهقين ومن ثم إرسالهم إلى معقلها في محافظة صعدة، لإخضاعهم لدورات طائفية، في حين ذكرت مصادر محلية أن عشرات من الشبان المعتقلين على ذمة المشاركة في تشييع جنازة الناشط حمدي المكحل بدأوا إضراباً عاماً عن الطعام، احتجاجاً على سوء المعاملة.
وذكرت مصادر محلية في مدينة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) لـ«الشرق الأوسط» أنه بعد أن تنامت النقمة الشعبية ضد الميليشيات واتسعت رقعة الرافضين لها، رغم تكثيف الخطاب الطائفي في المدارس والجامعات، وعزل أئمة المساجد المنتمين للمحافظة وتعيين آخرين من أتباعها، قررت الجماعة تنفيذ عملية تغيير مذهبي عبر استقطاب عشرات من المراهقين من داخل ما تسمى المخيمات الصيفية، في محاولة جديدة لإيجاد حاضنة اجتماعية.
ويؤكد سكان في المدينة (إب) أن قيادة ميليشيات الحوثي صُدمت بردة فعل المجتمع عقب تصفية الناشط في مواقع التواصل الاجتماعي حمدي المكحل؛ حيث خرج آلاف لتشييعه، غالبيتهم من شباب المدينة القديمة، في جنازة تحولت إلى أكبر مظاهرة شعبية منذ الانقلاب.
وندد المشاركون في التشييع بالميليشيات، في حين قام بعض المحتجين بتمزيق شعارات الجماعة والدعوة لإسقاط نظام حكمها، ولهذا أقرت مضاعفة أنشطة التغيير المذهبي، اعتماداً على مجموعة من السكان ينحدرون من سلالة الحوثي نفسها، كانوا قد استقروا في المحافظة منذ عشرات السنين، بعد أن تم استخدام هؤلاء عند الانقلاب كخلايا لتسهيل دخول الميليشيات إلى عاصمة المحافظة.
استقطاب 100 مراهق
وفق المصادر، قامت ميليشيات الحوثي عبر المخيمات الصيفية باستقطاب أكثر من 100 من المراهقين، وقامت بإرسالهم على دفعتين إلى محافظة صعدة معقل الميليشيات، وألحقتهم في برنامج إعادة تأهيل طائفي، بهدف خلق تكوين مذهبي في المحافظة التي يعتنق غالبية عظمى من سكانها المذهب السني، وتحتل المرتبة الثانية من حيث عدد السكان بعد محافظة تعز، على مستوى البلاد.
وطبقاً لما ذكرته المصادر، فإن زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي، يشرف شخصياً على عملية «تطييف» محافظة إب، منذ ما بعد الجنازة الشهيرة، وأنه دفع في البداية بكتائب من وحدات المخابرات الخاصة المعروفة باسم الأمن الوقائي، لتعزيز قبضة الميليشيات على عاصمة المحافظة، وملاحقة الناشطين، وبالذات في المدينة القديمة التي أصبحت مركزاً لمعارضة حكم الميليشيات.
بالإضافة إلى ذلك، قام زعيم الجماعة –حسب المصادر- بتغيير مسؤولي المخابرات في جماعته الذين اتهموا بالفشل في إيجاد قاعدة شعبية مؤيدة له، وفي طليعتهم المشرف الأمني المعروف بـ«أبو هاشم»؛ حيث تم تعيين آخر يسمى «أبو يحيى»، وهو الذي يتولى حالياً مهمة إرسال المراهقين إلى مركز التعليم الطائفي في صعدة، والمعروف باسم «مدرسة الهادي».
إضراب عن الطعام
المصادر كشفت عن بدء مجموعة من المعتقلين من شبان مدينة إب القديمة إضراباً عن الطعام، احتجاجاً على مواصلة اعتقالهم، وسوء المعاملة التي يلاقونها من قبل مسؤولي مخابرات ميليشيا الحوثي، منذ ما يزيد على شهرين، دون وجود أي تهمة فعلية سوى أنهم شاركوا في تشييع المكحل، إضافة إلى احتجاجهم على قيام مخابرات ميليشيات الحوثي بنقل 4 من زملائهم المعتقلين، وهم: علي السياغي، ومحمد الشيبة، وعصام الحداد، ومعاذ الصباحي، إلى مركز المخابرات في صنعاء، بعد أن صنفتهم قادة للاحتجاجات التي رافقت تشييع المكحل.
ووسط المخاوف من إرغام الأربعة تحت التعذيب على الإدلاء باعترافات غير حقيقية بأنهم قادوا الاحتجاجات بالتنسيق مع الحكومة الشرعية، يقول سكان في المدينة إن المخابرات الحوثية لا تزال تعتقل عشرات من شبان المدينة القديمة، على ذمة المشاركة في تلك الجنازة التي أعقبتها تظاهرة شعبية شارك فيها آلاف منددين بممارسات الحوثيين؛ حيث وصفوهم بأنهم «أعداء الله».
وأكد السكان أن المعتقلين أخضعوا لجلسات تعذيب جسدية، كما منعت عنهم الزيارة منذ اعتقالهم، كما تعرض أقاربهم للتهديد إذا ما أدلوا بأي تصريحات عن أوضاعهم أو تبنوا وقفات احتجاجية للمطالبة بإطلاق سراحهم.