سراق الله كتاب يرصد تاريخ الإسلام السياسي في المغرب
الإثنين 24/يوليو/2023 - 12:10 م
طباعة
روبير الفارس
عن دار الوطن صدرت الطبعة الثانية من كتاب :”سراق الله: الإسلام السياسي في المغرب تأملات في النشأة والخطاب والأداء” للمفكر والباحث المغربي " إدريس هاني" الكتاب سجل وثائقي لتاريخ الحركات الإسلاموية في المغرب ويعري واقع الإسلاميين ويكشف تخبطاتهم وتناقضاتهم..
وكتب الناشر عبد النبي الشراط مقدمة الطبعة الثانية لكتاب سراق الله وجاء فيها
قد يبدو عنوان هذا الكتاب مثيرا لأول وهلة ،( سراق الله ،الإسلام السياسي في المغرب: تأملات في النشأة والخطاب والأداء) حينما يصادفه القارئ سواء في المكتبات أو يقرأ عنه في صحيفة أو موقع ، لكن مع قليل من الصبر سيتأكد أن المجموعة المقصودة بهذا العنوان هم فعلا " سراق الله" .
الدين دين الله ، وتتقاسمه البشرية كلها ،كلا بطريقته، لكن السراق فصلوا أساسيات هذا الدين القيم بما يتماشى مع أهداف وتصورات خططوا لها بعناية، مستغلين بشكل بشع عاطفة الناس وميلهم الفطري نحو الدين ، فباتوا يدغدغون مشاعرهم باسم الدين ، والدين منهم براء .
قد لا يلاحظ المرء أي مظهر من مظاهر التدين على الكثيرين ممن تقمصوا دور المتدينين لكن هؤلاء الأدعياء يجعلون من الدين قوتهم اليومي . إمعانا منهم في تزييف الحقيقة والكذب على الله وعلى الناس أجمعين .
ويأتي هذا الكتاب ليرمي هؤلاء القوم بحجر ، إذ لأول مرة يسلط باحث مغربي ( وهو غير بعيد عن مسارات الحركة الإسلامية ) الضوء على الكثير من عتمات التاريخ التي أرادوا لها أن تبقى مخفية .
حاولوا تزييف الدين وجعلوه بضاعة تباع وتشترى وحاولوا كذلك طمس الحقائق عبر كتابة تاريخ مزيف على مقاسهم ، ويأتي هذا الكتاب الهام ليقول لهم كفى تزييفا للدين وسطوا على التاريخ ..
عبر صفحات هذا الكتاب سيجد القارئ نفسه أمام محطات تاريخية غيبت عنه قسرا ، وهذه المحطات التاريخية عززها الكاتب بالأدلة والوثائق وصور نادرة ، إذ لأول مرة يصدر كتاب بهذا الزخم من الحقائق والمعطيات عن تاريخ الحركات الإسلامية المغربية .
لا أدعي أن الكتاب قد أحاط بكل شيء ، لكنه أحاط بالكثير من أسرار هذه الجماعات التي بدأت زمنها الدعوي بالدروشة وحلقات الوعظ والإرشاد ، وانتهى فصيل منها إلى قيادة الحكومة المغربية بعد أن تمكن من التغلغل في الأوساط الاجتماعية والجمعوية ، وصولا إلى العمل الحزبي الذي قاد هذا الفصيل إلى البرلمان ومن خلاله إلى الحكومة ..
منطقيا يبدو كل شيء مسروقا عندهم ، وهذا ما فعلوه .
أولا : حاولوا إيهام الناس أنهم ضحايا جمعية الشبيبة الإسلامية بقيادة زعيمها التاريخي المنفي عبد الكريم مطيع ، لكن الحقيقة أثبتت أنهم كانوا في آخر قائمة هذه الجماعة ، ولا صلة عملية لهم بها لأنهم كانوا في آخر الركب وكانوا صغار السن آنذاك .
ثانيا : حاولوا بكل ما يملكون من دهاء وخدعة أن يركبوا موجة تأسيس كيانات – إسلامية – جديدة حاولوا عبرها تمرير خطاب المظلومية ثم دخلوا في تحالفات تكتيكية مع كيانات إسلامية أخرى ، اتضح فيما بعد أنهم فعلوا ما فعلوه ليستولوا على قيادتها وقاعدتها معا ليس إلا ، وهو ما حصل مع رابطة المستقبل الإسلامي على سبيل الحصر .
ثالثا : استخدموا كل ما تعلموه من حيل على يد قيادات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ، مستخدمين حتى أسلوب البكاء والتباكي أحيانا وذلك لكي يتمكنوا من التغلغل داخل بعض الأحزاب السياسية ، (حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال ) في بداية الأمر إلى أن تمكنوا عبر وساطات داخلية وخارجية من الاستيلاء على حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية بزعامة الدكتور المرحوم عبد الكريم الخطيب ، وبمجرد ما حصل لهم التمكين داخل هذا الحزب ، شطبوا على قياداته وأطره وقواعده ثم أسسوا على أنقاضه حزبا جديدا هو الذي يدعى الآن العدالة والتنمية.
رابعا : ركبوا على موجة أحداث ما أصطلح على تسميته بالربيع العربي ( أو العار العربي ) فأصبحوا حاكمين أو خيل إليهم ذلك..
هكذا نلاحظ في كل محطة من محطاتهم ( النضالية ) أنهم حصلوا على كل شيء بالسرقة ...سرقوا الدين ، سرقوا بعض الكيانات الإسلامية الأخرى عن طريق إدعاء الوحدة ، سرقوا احتجاجات الشارع بعدما سرقوا حزبا بكامله ، والآن لا ندري ما الذي يخططون له كي يهيمنوا عليه ويسرقوه ، وقد تكون عملية السطو هذه المرة كبيرة إن لم يتم التعامل معهم بحذر واحتياط شديدين . خاصة وأنهم زرعوا بذورهم في كل مرافق الدولة . هذه البذور مدسوسة بعناية لأنهم اختاروها بدقة حتى لا تثير انتباه من يهمهم الأمر .
لقد خططوا في ظل غياب منافسين لهم من قيادات الأحزاب الأخرى ، وهاهم يخططون الآن لتفكيك بقية الأحزاب لتخلو لهم الساحة ثم يفعلون حينئذ ما يريدون ، وذلك هو الخطر الأكبر الذي نلفت إليه الانتباه.
كتاب " سراق الله " بذل فيه الكاتب إدريس هاني جهدا كبيرا يحسب له، ويضاف إلى قائمة إنجازاته الفكرية والثقافية والعلمية التي تخطت المحلية لتصبح محل اهتمام جهات فكرية عربية ودولية .
ارتأيت ألا أقتبس من الكتاب ما قد يشوش على القارئ الكريم، تاركا له حرية الغوص في فصوله وأقسامه .
اما الكاتب إدريس هاني فهو باحث ومفكر مغربي، تنصب إهتماماته المعرفية في بحث قضايا الفكر العربي، أسئلة النهضة والإصلاح الديني، حركات الإسلام السياسي، وتحليل جيوستراتيجيا السياسة. له العديد من الكتب المقالات والأبحاث المنشورة، وكذلك مشاركات في ندوات ومؤتمرات فكرية وسياسية محلية وعربية ودولية أقيمت في أقطار العالم العربي والعالم الإسلامي. ويرتبط المشروع الفكري الذي يعمل عليه المفكر إدريس هاني بالفكر العربي والفكر الإسلامي في عموماته وشموله، حيث يرتكز المشروع على القضايا الكبرى المرتبطة بسؤال النهضة والمشروع الحضاري، وفي هذا الخصوص يكتب الباحث الأذربيجاني كمال قاسيموف حول الباحث إدريس هاني بالقول:«إن إدريس هاني هو الفيلسوف الناقد؛ الناقد الحضاري والفكري اللاذع مع حضور رؤية معرفية عميقة ومتعددة الأبعاد. ترتبط فلسفته بمنهجة النقدي ارتباطاً وثيقاً. كما أن منهجه النقدي يؤسس فلسفته. وهو ناقد للفكر العربي المعاصر، والأيديولوجيات والعلوم الإسلامية، والخطابات الدينية والسياسية، والسرد التقليدي لتاريخ الفكر الإسلامي الديني والفلسفي»
وهذا المشروع الذي يشتغل عليه أسماه الباحث «مشروع التبني الحضاري والتجديد الجذري» وهذا المشروع لا يتأثر بمدرسة بعينها دون أخرى أو بمذهب من دون آخر، وإنما يستهدف العقل العربي والحالة العربية برمتها، وهو رسالة لإصلاح الفكر العربي والفكر الديني، سعياً إلى الدربة المعرفية وإثارة دفائن العقول للإرتقاء في تحدي الحداثة، ورغم أن مشروعه الفكري يتضمن نقداً معرفياً للأعمال الفلسفة الكبرى في الفكر العربي المعاصر مثل مشروع نقد العقل العربي لمحمد عابد الجابري، ونقد العقل الإسلامي محمد أركون، ومشروع عبدالله العروي الفكري، وكذلك مشروع طه عبد الرحمن وغيرهم، إلا أنه يعد مشروعه استكمالاً لهذه المشاريع الرائدة في خريطة الفكر العربي المعاصر.
ويوثق سراق الله في اكثر من 600 صفحة لتاريخ الحركات الاسلامية في المغرب حيث نشأت جماعة الإخوان المسلمين في المغرب من خلال جماعة التوحيد والإصلاح الإسلامية المنبثقة من اتحاد عدة حركات إسلامية في المغرب، وذراعها السياسي هي حزب العدالة والتنمية المغربي الذي أسسه عبد الكريم الخطيب.
البداية كانت من خلال محاولة جماعة الإخوان في إنشاء شعب لها في المغرب العربي، واعتمد الإخوان المسلمون في يونيو 1937 ضمن شُعبهم في العالم الإسلامي شُعْبَتين في المغرب الأقصى، إحداهما كانت في فاس وكان مندوبها محمد بن علال الفاسي، والأخرى كانت في طنجة وكان مندوبها أحمد بن الصديق، إلا أنه تم اعتقال محمد بن علال الفاسي، ونفته خارج البلاد في عام 1937؛ مما أدى إلى انكماش دعوة الإخوان في المغرب وعدم انتشارها.
ونشطت حركة الإخوان في الستينييات على يد الدكتور عبد الكريم الخطيب والذي يعتبر مؤسس حركة العدالة والتنمية في المغرب، حيث تأسست الحركة عام 1967م، وكان الخطيب وقتها رئيس البرلمان المغربي، غير أنه مورس ضده التضييق من قبل الدولة.
وفي عام 1992 وبعد أن تعذر على حركة الإصلاح والتجديد- الجماعة الإسلامية سابقا- تأسيس حزب التجديد الوطني اتصلت قيادة الحركة بالدكتور عبد الكريم الخطيب عارضة عليه إعادة إحياء الحزب ووافق الخطيب بشروط ثلاثة، هي: "الإسلام-الاعتراف بالملكية الدستورية- نبذ العنف"، وفي عام 1996 عقد الحزب مؤتمرا استثنائيا لتمكين القيادات الإسلامية من العضوية في أمانته العامة، ومنذ ذلك الحين بدأ ينظر إلى الحزب باعتباره حزبا إسلاميا.
وفي هذه الفترة كانت الحركة الإسلامية تدبر مشروعا اندماجيا بين فصيلين هما حركة الإصلاح والتجديد ورابطة المستقبل الإسلامي، وتوجت هذه الجهود بالإعلان عن تنظيم جديد يضم الفصيلين هو: "حركة التوحيد والإصلاح" بقيادة الدكتور أحمد الريسوني.
وكتب الناشر عبد النبي الشراط مقدمة الطبعة الثانية لكتاب سراق الله وجاء فيها
قد يبدو عنوان هذا الكتاب مثيرا لأول وهلة ،( سراق الله ،الإسلام السياسي في المغرب: تأملات في النشأة والخطاب والأداء) حينما يصادفه القارئ سواء في المكتبات أو يقرأ عنه في صحيفة أو موقع ، لكن مع قليل من الصبر سيتأكد أن المجموعة المقصودة بهذا العنوان هم فعلا " سراق الله" .
الدين دين الله ، وتتقاسمه البشرية كلها ،كلا بطريقته، لكن السراق فصلوا أساسيات هذا الدين القيم بما يتماشى مع أهداف وتصورات خططوا لها بعناية، مستغلين بشكل بشع عاطفة الناس وميلهم الفطري نحو الدين ، فباتوا يدغدغون مشاعرهم باسم الدين ، والدين منهم براء .
قد لا يلاحظ المرء أي مظهر من مظاهر التدين على الكثيرين ممن تقمصوا دور المتدينين لكن هؤلاء الأدعياء يجعلون من الدين قوتهم اليومي . إمعانا منهم في تزييف الحقيقة والكذب على الله وعلى الناس أجمعين .
ويأتي هذا الكتاب ليرمي هؤلاء القوم بحجر ، إذ لأول مرة يسلط باحث مغربي ( وهو غير بعيد عن مسارات الحركة الإسلامية ) الضوء على الكثير من عتمات التاريخ التي أرادوا لها أن تبقى مخفية .
حاولوا تزييف الدين وجعلوه بضاعة تباع وتشترى وحاولوا كذلك طمس الحقائق عبر كتابة تاريخ مزيف على مقاسهم ، ويأتي هذا الكتاب الهام ليقول لهم كفى تزييفا للدين وسطوا على التاريخ ..
عبر صفحات هذا الكتاب سيجد القارئ نفسه أمام محطات تاريخية غيبت عنه قسرا ، وهذه المحطات التاريخية عززها الكاتب بالأدلة والوثائق وصور نادرة ، إذ لأول مرة يصدر كتاب بهذا الزخم من الحقائق والمعطيات عن تاريخ الحركات الإسلامية المغربية .
لا أدعي أن الكتاب قد أحاط بكل شيء ، لكنه أحاط بالكثير من أسرار هذه الجماعات التي بدأت زمنها الدعوي بالدروشة وحلقات الوعظ والإرشاد ، وانتهى فصيل منها إلى قيادة الحكومة المغربية بعد أن تمكن من التغلغل في الأوساط الاجتماعية والجمعوية ، وصولا إلى العمل الحزبي الذي قاد هذا الفصيل إلى البرلمان ومن خلاله إلى الحكومة ..
منطقيا يبدو كل شيء مسروقا عندهم ، وهذا ما فعلوه .
أولا : حاولوا إيهام الناس أنهم ضحايا جمعية الشبيبة الإسلامية بقيادة زعيمها التاريخي المنفي عبد الكريم مطيع ، لكن الحقيقة أثبتت أنهم كانوا في آخر قائمة هذه الجماعة ، ولا صلة عملية لهم بها لأنهم كانوا في آخر الركب وكانوا صغار السن آنذاك .
ثانيا : حاولوا بكل ما يملكون من دهاء وخدعة أن يركبوا موجة تأسيس كيانات – إسلامية – جديدة حاولوا عبرها تمرير خطاب المظلومية ثم دخلوا في تحالفات تكتيكية مع كيانات إسلامية أخرى ، اتضح فيما بعد أنهم فعلوا ما فعلوه ليستولوا على قيادتها وقاعدتها معا ليس إلا ، وهو ما حصل مع رابطة المستقبل الإسلامي على سبيل الحصر .
ثالثا : استخدموا كل ما تعلموه من حيل على يد قيادات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ، مستخدمين حتى أسلوب البكاء والتباكي أحيانا وذلك لكي يتمكنوا من التغلغل داخل بعض الأحزاب السياسية ، (حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال ) في بداية الأمر إلى أن تمكنوا عبر وساطات داخلية وخارجية من الاستيلاء على حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية بزعامة الدكتور المرحوم عبد الكريم الخطيب ، وبمجرد ما حصل لهم التمكين داخل هذا الحزب ، شطبوا على قياداته وأطره وقواعده ثم أسسوا على أنقاضه حزبا جديدا هو الذي يدعى الآن العدالة والتنمية.
رابعا : ركبوا على موجة أحداث ما أصطلح على تسميته بالربيع العربي ( أو العار العربي ) فأصبحوا حاكمين أو خيل إليهم ذلك..
هكذا نلاحظ في كل محطة من محطاتهم ( النضالية ) أنهم حصلوا على كل شيء بالسرقة ...سرقوا الدين ، سرقوا بعض الكيانات الإسلامية الأخرى عن طريق إدعاء الوحدة ، سرقوا احتجاجات الشارع بعدما سرقوا حزبا بكامله ، والآن لا ندري ما الذي يخططون له كي يهيمنوا عليه ويسرقوه ، وقد تكون عملية السطو هذه المرة كبيرة إن لم يتم التعامل معهم بحذر واحتياط شديدين . خاصة وأنهم زرعوا بذورهم في كل مرافق الدولة . هذه البذور مدسوسة بعناية لأنهم اختاروها بدقة حتى لا تثير انتباه من يهمهم الأمر .
لقد خططوا في ظل غياب منافسين لهم من قيادات الأحزاب الأخرى ، وهاهم يخططون الآن لتفكيك بقية الأحزاب لتخلو لهم الساحة ثم يفعلون حينئذ ما يريدون ، وذلك هو الخطر الأكبر الذي نلفت إليه الانتباه.
كتاب " سراق الله " بذل فيه الكاتب إدريس هاني جهدا كبيرا يحسب له، ويضاف إلى قائمة إنجازاته الفكرية والثقافية والعلمية التي تخطت المحلية لتصبح محل اهتمام جهات فكرية عربية ودولية .
ارتأيت ألا أقتبس من الكتاب ما قد يشوش على القارئ الكريم، تاركا له حرية الغوص في فصوله وأقسامه .
اما الكاتب إدريس هاني فهو باحث ومفكر مغربي، تنصب إهتماماته المعرفية في بحث قضايا الفكر العربي، أسئلة النهضة والإصلاح الديني، حركات الإسلام السياسي، وتحليل جيوستراتيجيا السياسة. له العديد من الكتب المقالات والأبحاث المنشورة، وكذلك مشاركات في ندوات ومؤتمرات فكرية وسياسية محلية وعربية ودولية أقيمت في أقطار العالم العربي والعالم الإسلامي. ويرتبط المشروع الفكري الذي يعمل عليه المفكر إدريس هاني بالفكر العربي والفكر الإسلامي في عموماته وشموله، حيث يرتكز المشروع على القضايا الكبرى المرتبطة بسؤال النهضة والمشروع الحضاري، وفي هذا الخصوص يكتب الباحث الأذربيجاني كمال قاسيموف حول الباحث إدريس هاني بالقول:«إن إدريس هاني هو الفيلسوف الناقد؛ الناقد الحضاري والفكري اللاذع مع حضور رؤية معرفية عميقة ومتعددة الأبعاد. ترتبط فلسفته بمنهجة النقدي ارتباطاً وثيقاً. كما أن منهجه النقدي يؤسس فلسفته. وهو ناقد للفكر العربي المعاصر، والأيديولوجيات والعلوم الإسلامية، والخطابات الدينية والسياسية، والسرد التقليدي لتاريخ الفكر الإسلامي الديني والفلسفي»
وهذا المشروع الذي يشتغل عليه أسماه الباحث «مشروع التبني الحضاري والتجديد الجذري» وهذا المشروع لا يتأثر بمدرسة بعينها دون أخرى أو بمذهب من دون آخر، وإنما يستهدف العقل العربي والحالة العربية برمتها، وهو رسالة لإصلاح الفكر العربي والفكر الديني، سعياً إلى الدربة المعرفية وإثارة دفائن العقول للإرتقاء في تحدي الحداثة، ورغم أن مشروعه الفكري يتضمن نقداً معرفياً للأعمال الفلسفة الكبرى في الفكر العربي المعاصر مثل مشروع نقد العقل العربي لمحمد عابد الجابري، ونقد العقل الإسلامي محمد أركون، ومشروع عبدالله العروي الفكري، وكذلك مشروع طه عبد الرحمن وغيرهم، إلا أنه يعد مشروعه استكمالاً لهذه المشاريع الرائدة في خريطة الفكر العربي المعاصر.
ويوثق سراق الله في اكثر من 600 صفحة لتاريخ الحركات الاسلامية في المغرب حيث نشأت جماعة الإخوان المسلمين في المغرب من خلال جماعة التوحيد والإصلاح الإسلامية المنبثقة من اتحاد عدة حركات إسلامية في المغرب، وذراعها السياسي هي حزب العدالة والتنمية المغربي الذي أسسه عبد الكريم الخطيب.
البداية كانت من خلال محاولة جماعة الإخوان في إنشاء شعب لها في المغرب العربي، واعتمد الإخوان المسلمون في يونيو 1937 ضمن شُعبهم في العالم الإسلامي شُعْبَتين في المغرب الأقصى، إحداهما كانت في فاس وكان مندوبها محمد بن علال الفاسي، والأخرى كانت في طنجة وكان مندوبها أحمد بن الصديق، إلا أنه تم اعتقال محمد بن علال الفاسي، ونفته خارج البلاد في عام 1937؛ مما أدى إلى انكماش دعوة الإخوان في المغرب وعدم انتشارها.
ونشطت حركة الإخوان في الستينييات على يد الدكتور عبد الكريم الخطيب والذي يعتبر مؤسس حركة العدالة والتنمية في المغرب، حيث تأسست الحركة عام 1967م، وكان الخطيب وقتها رئيس البرلمان المغربي، غير أنه مورس ضده التضييق من قبل الدولة.
وفي عام 1992 وبعد أن تعذر على حركة الإصلاح والتجديد- الجماعة الإسلامية سابقا- تأسيس حزب التجديد الوطني اتصلت قيادة الحركة بالدكتور عبد الكريم الخطيب عارضة عليه إعادة إحياء الحزب ووافق الخطيب بشروط ثلاثة، هي: "الإسلام-الاعتراف بالملكية الدستورية- نبذ العنف"، وفي عام 1996 عقد الحزب مؤتمرا استثنائيا لتمكين القيادات الإسلامية من العضوية في أمانته العامة، ومنذ ذلك الحين بدأ ينظر إلى الحزب باعتباره حزبا إسلاميا.
وفي هذه الفترة كانت الحركة الإسلامية تدبر مشروعا اندماجيا بين فصيلين هما حركة الإصلاح والتجديد ورابطة المستقبل الإسلامي، وتوجت هذه الجهود بالإعلان عن تنظيم جديد يضم الفصيلين هو: "حركة التوحيد والإصلاح" بقيادة الدكتور أحمد الريسوني.