تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 25 يوليو 2023.
البيان: مخاوف أممية من تجدد النزاع في اليمن
بعد خمسة عشر شهراً على التهدئة نبهت الأمم المتحدة، إلى أن اليمن لا يزال يواجه مخاطر عالية بعودة أعمال العنف نتيجة عدم إبرام اتفاق للسلام وانعدام الأمن الغذائي وتأثير أزمة المناخ إلى جانب الضعف المؤسسي وانخفاض القدرة على الصمود.
وحسب اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (اسكوا) فإن اليمن يواجه ثلاثة مسارات للمخاطر التي من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم النزاع، في مقدمتها استمرار الصراع وأزمات المناخ والضعف التنموي المرتبط بانخفاض القدرة على الصمود.
وأوضحت أن الأوضاع في هذا البلد تشهد تدهوراً كبيراً قد يؤدي إلى تجدد أعمال العنف، وأعادت أسباب هذا إلى تفاقم المخاطر الاقتصادية، وأزمات المناخ، وقلة الموارد الطبيعية، والمخاطر التي تواجه المجتمع، على الرغم من الزيادة الطفيفة في مناعة المجتمع جراء المساعدات الدولية في قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.
وذكر تقرير اللجنة الاقتصادية أن المؤشر الرئيسي لخطر النزاع في اليمن يتمثل في تزايد أعداد النازحين داخلياً، في ظل بقاء الحرب من دون حل، إذ لم يتم التوقيع على أي اتفاق سلام بين الأطراف حتى الآن رغم مرور نحو 15 شهراً على التهدئة التي ترعاها الأمم المتحدة، كما يسهم تزايد حدة النزاع وانتشار الأسلحة الخفيفة في تفاقم خطر عودة العنف المسلح.
وإلى جانب ذلك، حددت اللجنة الاقتصادية لغرب آسيا انعدام الأمن الغذائي والاعتماد المتزايد على الواردات الغذائية كمصدر كبير للمخاطر على المسار التنموي، وقالت: إن هناك محركين رئيسيين للمخاطر التنموية في هذا البلد هما التدهور الاقتصادي وتزايد خطر عدم المساواة في الدخل.
العين الإخبارية: تفشي الأمراض بمناطق الحوثي.. الأطفال يدفعون الثمن شمال اليمن
يتحسر منيف الفقيه من المضاعفات الصحية لمرض الحصبة التي لحقت بطفله حمزة، وألقت به في العناية المركزة بأحد المستشفيات غربي اليمن.
حمزة، المتحدر من محافظة الحديدة، هو واحد من آلاف الأطفال الضحايا نتيجة الشائعات التضليلية المغلوطة التي تقوم بها مليشيات الحوثي الإرهابية والجماعات المتطرفة ضد مأمونية لقاحات الأطفال في اليمن.
مصرع 6 وإصابة 6 في حادث مروّع باليمن
ويقول منيف الفقيه (36 عاما) والد الطفل حمزة (3 أعوام)، خلال تصريحاته لـ"العين الإخبارية"، إن ابنه أصيب بالحصبة منذ شهرين، بسبب عدم تلقيه اللقاح.
ويضيف الفقيه أن ابنه لم يتلق اللقاحات سوى جرعة واحدة في الشهر الثاني من مولده، بسبب انعدام جرع اللقاح في المنطقة التي يسكن فيها، بعد أن قامت المليشيات بمنعها، بحجة التآمر الأمريكي.
وأدت الحملات التضليلة التي شنتها مليشيات الحوثي ضد اللقاحات منذ مطلع العام الجاري، إلى عدم تلقي نسبة كبيرة من شريحة الأطفال في مجتمعات مناطق سيطرة المليشيات لجرعة اللقاح.
ارتفاع حالات الإصابة
وارتفعت حالات الإصابة بالأوبئة وأمراض الحصبة والحصبة الألمانية، وشلل الأطفال الرخو الحاد، والسعال الديكي، والدفتيريا، في مناطق سيطرة المليشيات، بعد قيامها منذ أكثر من 7 أشهر بحملات تحريضية ضد مأمونية لقاحات الأطفال، تحت مبرر "نظرية المؤامرة".
تتركز تلك المجتمعات في المحافظات الشمالية أبرزها البيضاء وحجة وذمار وعمران وصعدة وصنعاء والحديدة، والتي نفذت فيها المليشيات حملاتها بمنع الأطفال من أخذ التطعيم الفموي.
ويرى مختصون في مجال الأوبئة، أن استمرار قيام مليشيات الحوثي بمنع لقاحات الأطفال في مناطق سيطرتها، يهدد بكارثة صحية مستقبلية ستؤدي إلى عودة ظهور الأوبئة، والتي سبق وأن تم الإعلان من خلو اليمن منها، كما مرض شلل الأطفال.
ويؤكد المختصون أن حالات الإصابة بمرض الحصبة ارتفع بنسبة كبيرة في النصف الأول من العام الجاري، مقارنة في الأعوام السابقة.
ويشير المختصون إلى أنه لا يمكن الوقاية من أمراض الطفولة القاتلة إلّا من خلال التحصين باللقاحات، وعندما لا يتم تطعيم الأطفال فإن حياتهم معرضة للخطر.
وسبق أن بدأت اليمن في عملية تطعيم الأطفال بشكل منتظم منذ عام 1996، عبر منظمة الصحة العالمية، دون تسجيل أي مخاطر لهذه اللقاحات، فيما أعلنت المنظمة ذاتها خلو اليمن من فيروس شلل الأطفال منذ عام 2006.
منع حملات التطعيم
ودقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر، حول تفشي وباء الحصبة في اليمن، حيث أكدت في تقرير لها لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن تطعيم الأطفال تراجع في المحافظات التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي، وتوقفت حملات التطعيم والتوعية في المراكز الصحية بتلك المحافظات.
وأضاف التقرير الأممي الحديث، أن توقف حملات التطعيم في مناطق المليشيات، يعد السبب الرئيسي لانتشار مرض الحصبة وأمراض أخرى يمكن الوقاية منها باللقاحات، إضافة إلى حملات التضليل الحوثية المكثفة ضد مأمونية اللقاحات.
وذكر التقرير أن عدد الحالات المصابة بالوباء وحالات الاشتباه منذ بداية العام 2023 وحتى 22 يونيو، بلغت، 25,935 حالة يشتبه إصابتها بالحصبة، منها 1,406 حالات مؤكدة مختبرياً و259 حالة وفاة في المحافظات اليمنية.
وتابع التقرير أن هذا الرقم يمثل أكثر من 96% من إجمالي الحالات المبلغ عنها عام 2022، بأكمله. منوهاً إلى أنه "بوجود هذا الاتجاه قد يكون هناك ضعف عدد الحالات التي تم الإبلاغ عنها العام الماضي، إذا لم يتم تنفيذ استجابة فعالة في الوقت القريب".
وأشار إلى أن 88% من الأطفال الذين تم الإبلاغ عن الاشتباه بإصابتهم بالحصبة لم يتلقوا جرعة واحدة من اللقاح، بينما كان من الممكن منع هذا الوضع لو تلقى هؤلاء الأطفال جرعتين أو ثلاث جرعات من لقاح الحصبة.
مناطق الانتشار
وبحسب التقرير الأممي، فإن محافظات الحديدة، والبيضاء، وصعدة، وحجة، وعمران، وصنعاء، وذمار، أكثر المناطق التي شهدت وفيات وتسجيل حالات اشتباه وإصابة بالحصبة.
وكان نصيب الأسد لمحافظة الحديدة، التي تم تسجيل فيها 2,375 حالة إصابة واشتباه فيما تم تسجيل 49 حالة وفاة، فيما لحقتها محافظة البيضاء والتي بلغت عدد حالات الإصابة والاشتباه فيها 2,174 حالة، وبلغت عدد الحالات في محافظة صعدة 2,078 حالة، إضافة إلى محافظة حجة والتي كان نصيبها 1,923 حالة إصابة واشتباه، وكانت في المرتبة الثانية في تسجيل الوفيات بعد الحديدة 35 حالة وفاة.
بداية عودة الوباء
وفي أغسطس من العام 2020، أعلنت منظمة الصحة العالمية تفشٍّ جديد لفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاح (cVDPV1)، في اليمن، وبحسب المنظمة تم تسجيل نحو 15حالة مصابة بالفيروس في مديريات محافظة صعدة شمالي اليمن.
صعدة معقل مليشيات الحوثي الإرهابية كانت أولى المحافظات التي عاود وباء شلل الأطفال الظهور فيها، نتيجة التحريض الحوثي ضد اللقاحات، ومنع الأسر من الذهاب إلى المراكز الصحية وتطعيم أطفالها، بعد أن تقوم بمنع نزول اللقاحات إلى المراكز ذاتها.
وتقي اللقاحات من نحو 12 مرضًا بينها أمراض قاتلة مثل شلل الأطفال، والحصبة والدفتيريا والسعال الديكي، والكبد البائي، والتي حققت نجاحا كبيرا في مختلف دول العالم.
الصراعات تتسلل لـ"جناح صعدة".."الرزامي" يطمح لتجاوز "الحوثي"
من صنعاء لصعدة، انتقل الصراع على الزعامة، بعد أن لم يعد بمقدور أتباع الراحل حسين الحوثي مؤسس المليشيات، الانقياد لشقيقه عبدالملك الحوثي
ولطالما مارس جناح صعدة البطش بالأجنحة الأخرى كجناح صنعاء، فإنه لم يسلم من الصراعات البينية تحت مظلته خصوصا، بعد بروز تيار جديد يتصدره الرفيق السابق لمؤسس المليشيات عبدالله عيضة الرزامي؛ والذي يطمح لزعامة المليشيات.
وتجلى الصراع في جناح صعدة مؤخرا بعد عودة عدد من قيادات مليشيات الحوثي من أداء فريضة الحج، من بينهم يحيى عبدالله الرزامي؛ النجل الأكبر للمرجعية القبلية والدينية عبدالله الرزامي، صاحب الطموحات الكبيرة.
ونظم الرزامي الابن لقاءات شعبية وجماهيرية بعد عودته من الحج بمعية والده؛ الأمر الذي اعتبرته القيادات الحوثية تسويقا لقيادة جديدة ونزعة استقلال عن "المسيرة الجهادية" وفق حديث وزير إعلام المليشيات الحوثية ضيف الله الشامي، في لقاء جمع قيادات حوثية وقبلية، بحسب مصادر قبلية وأمنية لـ"العين الإخبارية".
تمرد عائلة
وذكرت المصادر أن زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي وجه بعدم تغطية تحركات الرزامي؛ الابن الذي تمنحه المليشيات رتبة "لواء"، وأجريت له استقبالات بعد عودته من أداء فريضة الحج، ما يشير إلى صراعات حوثية تجري بصمت.
وكان الرزامي الابن ظهر في استعراض شعبي وقبلي بجانب والده "عبدالله الرزامي" والقيادي الحوثي العسكري البارز "يوسف المداني" و"عبدالله حسين الحوثي"، نجل مؤسس المليشيات الراحل، وذلك ردا على إقصاء زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي لرفاق شقيقه المؤسس.
في غضون ذلك كشفت مصادر قبلية وأمنية لـ"العين الإخبارية"، أن زعيم المليشيات الحوثية اتخذ قرارا يقضي بالإطاحة بـ"الرزامي" الابن من قيادة ما يسمى محور همدان، وهي المليشيات التي تنتشر على الحدود اليمنية في نطاق جغرافية صعدة.
وبحسب المصادر فإن زعيم المليشيات الحوثية يعتزم تعيين أحد أبناء قبيلة الرزامي قائدا جديدا لمحور همدان؛ وذلك ضمن توجه لعبدالملك الحوثي يستهدف إلى تحجيم دور الرزامي "الابن" و"الأب" وتعين المقربين منه سيما في الجانب العسكري.
وأوضحت المصادر أن زعيم المليشيات الحوثية وقيادات حوثية في الصف الأول اعتبرت إشادة الرزامي بالسعودية تجوزا لخط المليشيات وقفزا على ما أسمته "حرب الشعب من أجل استعادة قراره المحلي"، على حد تعبيرهم.
كما أظهرت تحركات الرزامي الأخيرة بين قبائل صعدة خصوصا قبلية "آل النمر "، وزيارته لـ"محمد عبدالعظيم الحوثي"، المرجعية الدينية المعروف بمناهضته لزعامة المليشيات، قوة وازنة كبيرة يتمتع بها الرجل قبليا وهو أمر أثار حفيظة زعيم المليشيات الحالي عبدالملك الحوثي.
واللواء "يحيى الرزامي" هو قائد ما يسمى "محور همدان" التي تسمى أيضا "كتائب الموت" التابعة عملياتيا وعقائديا لوالده المتطرف "عبدالله عيضة الرزامي" الذي يعتبر من مؤسسي النواة الأولى ورفيق "حسين الحوثي" في دراسته في مدينة "قم" الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي.
ويكتسب الرزامي "الابن" نفوذه من الرزامي "الأب" وهو أكبر قيادي حوثي متطرف ينحدر من قبائل صعدة ولا ينتمي لـ"الأسر السلالية"، التي تتبنى النسل المقدس، ويقدم نفسه بحامي "ولي الله" أو نصير "آل البيت"، بحسب تراثهم الذي يزعم نسبة همداني لسبط الرسول.
رسالة الجيل القديم بزعامة الرزامي
ويرى خبراء يمنيون أن الرزامي الأب تعمد تنظيم استعراض قبلي لنجله في صعدة وصنعاء، كجزء من مرحلة صراع جديدة انتقلت من العاصمة إلى المعقل الأم بين أجنحة المليشيات، وتحديدا بين الجيل القديم بقيادة الرزامي والجيل الجديد الشاب بقيادة عبدالملك الحوثي.
وبحسب الناشط السياسي في حزب المؤتمر الشعبي العام رشاد الصوفي فإن الرزامي الأب يشكل "جناحا ذا حضور قبلي وعقائدي داخل مليشيات الحوثي أو بنيتها الهيكلية كونه كان أحد المؤسسين مع الراحل حسين الحوثي لجسد المليشيات، ومن ساهم بقوة في دعم زعيم المليشيات السابق والحالي".
ويعتقد الصوفي في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الرزامي "الأب" الذي صعدت المليشيات نجله "يحيى" إلى مناصب قيادية شكلية باستثناء قيادة محور همدان، الذي هو أساسا معقل نفوذ وحضور والده القبلي ووجوده فيه تحصيل حاصل.
وأوضح قائلا: "مؤخرا بدأ الرزامي الأب يشعر بإقصاء رفاقه أو من يسميهم هو "رفاق الحسين" أي رفاق الحوثي الراحل مؤسس المليشيات، وهذا تجلى في تصعيد عبد الملك الحوثي لقيادات زمالته في الكهوف، بدلا عن قيادات رافقت شقيقه حسين أثناء تشكل المليشيات ولعبت دورا في صعود المليشيات إلى واجهة المشهد".
ونبه إلى أن الرزامي "يتحرك في مسار قبلي وعقائدي متطرف ولديه أتباع وموالون كثر، ويشكل قوة وازنة في صعدة وظهوره الأخير إلى جانب قيادات حوثية من المحسوبة على الجيل القديم للحوثي، وكذلك بحضور نجل مؤسس المليشيات يشكل رسالة صريحة لزعيم المليشيات والموالين له من القيادات".
كما أن "الاستعراض القبلي الذي قام به الرزامي الأب لنجله في صعدة، وكذلك الاستقبالات الجماهيرية في صنعاء تشكل مرحلة صراع جديدة داخل المليشيات، ونقل للصراع إلى داخل جناح صعدة، الذي كان طرفا ضد الأجنحة الأخرى خلال السنوات الماضية من عمر الانقلاب"، وفقا للسياسي اليمني.
الشرق الأوسط: فصل الجنسين في جامعة صنعاء يفجّر موجة غضب في وجه الحوثيين
أثار قرار فصل الذكور عن الإناث في كلية الإعلام بجامعة صنعاء موجة غضب في الأوساط اليمنية، بما في ذلك الناشطون والسياسيون الموالون للجماعة الحوثية، حيث وصفوا القرار بـ«الداعشي» وعدّوه ردة عن قيم الحرية والمساواة التي كافح من أجلها اليمنيون على مدى عقود.
وفي حين كانت شخصيات حوثية تعلن عن نوايا للتراجع عن القرار؛ صدر إعلان عن بدء تنفيذه في كلية الآداب، وأيّدته قيادات عليا، وكشفت مصادر عن وجود تنافس بين عناصر أكاديمية حوثية لإرضاء القيادات العليا.
وأفادت مصادر أكاديمية في جامعة صنعاء، بأن من المحتمل أن تكون الاعتراضات التي أبداها قادة وناشطون حوثيون على القرار مفتعلة، من أجل قياس ردة الفعل لدى المجتمع وداخل الجامعات، ثم تمرير القرار على بقية الكليات والجامعات بعد انتهاء الجدل.
فبعد أن قرر قادة حوثيون يسيطرون على كلية الإعلام، الأسبوع الماضي، تخصيص الأيام الثلاثة الأولى من الأسبوع للطلاب الذكور، والأيام الثلاثة التالية للإناث، وأن يتم دمج طلاب التعليم الموازي من الفئتين مع نظرائهم لتخفيف الأعباء، أعلن الانقلابيون بدء تنفيذ القرار في كلية الآداب الأحد الماضي.
وخلال الأيام الماضية أعلنت قيادات حوثية عن نوايا لإلغاء القرار والتراجع عنه، بعد أن أثار الكثير من النقد والجدل والسخرية حتى داخل أوساط الميليشيات؛ برغم أنه حظي بتأييد قيادات عليا، في حين أعلن الطلاب والطالبات الإضراب عن الدراسة احتجاجاً على القرار الذي عدّوه عنصرياً ويضيف عليهم الكثير من الأعباء.
تنافس على المناصب
وفسّرت مصادر في جامعة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» قرار الفصل بأنه جاء في إطار احتدام التنافس بين عدد من القيادات الحوثية على عدد من المناصب في سياق نوايا قيادات الانقلاب الحوثي إجراء تعديلات في عدد من المناصب في الجامعة، خصوصاً مناصب الرئيس ونوابه.
ووفقاً للمصادر، فإن قرار فصل الطلاب الذكور عن الطالبات في كلية الإعلام صدر باجتهاد شخصي من عمر داعر منتحل صفة عميد الكلية، في سياق مساعيه لإرضاء قيادات الجماعة والحصول على منصب رئيس الجامعة، بعد أن أمضى ست سنوات في منصبه الحالي.
وتضيف المصادر أن داعر الذي يتحدث مع قيادات الجماعة عن إنجازاته في الكلية، ويختم حديثه بالتشديد على أنه قد بذل جهوداً يستحق عليها منصب رئيس الجامعة؛ اتفق مع ما يسمى «ملتقى الطالب الجامعي» لإصدار القرار كخط رجعة بالنسبة له إذا تسبب في ردة فعل سلبية من قيادات الانقلاب.
وتؤكد المصادر بأن داعر على علم بمساعي القيادات العليا في الانقلاب الحوثي لإجراءات في هذا الشأن؛ إلا أنها لم تتفق على آلية تنفيذه، وأراد أن يكون سبّاقاً في اتخاذ القرار لإرضائها.
و«ملتقى الطالب الجامعي» هو كيان أشبه بجهاز أمني استحدثه الانقلابيون الحوثيون للرقابة على الجامعات العمومية وانضباط العمل والدراسة فيها وفق مشروع الانقلاب، وتم منحه صلاحيات غير قانونية تتجاوز صلاحيات رؤساء الجامعات ووزارة التعليم العالي.
وبحسب المصادر، فإن عدداً من قيادات الانقلاب كانت تفكر بالطريقة التي يتم بها فصل الطلاب عن الطالبات، مشيرة إلى أن أساس الخلاف تركز حول التكاليف التي سيتطلبها أي قرار بهذا الشأن، فبعض القيادات ترى تخصيص قاعات وممرات داخل مباني الجامعة وأروقتها وفنائها للطلاب الذكور وأخرى للطالبات.
وجرى الاعتراض على هذا المقترح لعدم توفر القاعات الكافية والمعدات والتجهيزات من جهة، وعدم مقدرة المدرسين على تقديم المحاضرات بشكل متكرر في اليوم نفسه؛ ما أدى إلى ظهور مقترح آخر بتخصيص نصف أيام الأسبوع للطلاب الذكور والنصف الآخر للطالبات، والذي تم الاعتراض عليه أيضاً بسبب زيادة الأعباء واستهلاك طاقة المدرسين.
غير أن المقترح الأخير كان هو الأقرب للتنفيذ؛ لأنه يلقي بالأعباء على طاقم التدريس فقط، والذين لا يتقاضون رواتبهم منذ سنوات طويلة.
انتقادات من داخل الجماعة
في هذا الصدد، يؤكد عدد من طلاب جامعة صنعاء بأنهم كانوا على علم بنوايا الانقلابيين الحوثيين لإصدار مثل هذا القرار، وقال عدد منهم لـ«الشرق الأوسط»: إن مسؤولي الأمن والمخابرات في الجامعة أبلغوهم، خلال جلسات تحقيق معهم بسبب تبادلهم الأحاديث مع زميلات لهم بأنه سيتم منع الاختلاط خلال هذا العام.
وبقدر ما حظي قرار الفصل بين الطلاب الذكور والطالبات في كلية الإعلام بتأييد قادة حوثيين؛ فإن عدداً من الناشطين والإعلاميين الموالين للجماعة أبدوا رفضهم واستنكارهم لهذا القرار الذي وصفوه بالمسيء للطلاب والطالبات وعائلاتهم، وبأنه يشوّه صورة الجماعة الحوثية، ويؤكد التهم الموجهة لها بالتطرف.
ويتحدث محمد المقالح، الذي سبق وكان عضواً فيما يسمى «اللجنة الثورية»؛ عمّا وصفه بغبار الريف الذي يُحكم قبضته على المدينة ويتحكم بها، حيث قضايا نساء الريف غير قضايا نساء المدينة، في إشارة منه إلى أن القرار تقف خلفه القيادات والأجنحة الحوثية القادمة من مديريات محافظة صعدة. حيث معقل الجماعة الرئيسي.
وخاطب المقالح القيادات الحوثية قائلاً: «ما يجري في صنعاء اليوم ليس قيم الدين، بل قيم الأمية والتخلف، وأنا شخصياً لم أعد أرى سوى وجوهاً انتهازية جديدة لم نكن نعرفها من قبل»، متهماً القيادات الحوثية بأنها ترفض العلم وتعليم البنات خصوصاً، ولم يكن موقفها من الاختلاط فحسب.
وخصصت صحيفة موالية للانقلابيين الحوثيين باسم «لاء» عدداً من صفحاتها لمهاجمة القرار وانتقاده بسخرية وتهكم، واتهام الجهة التي أصدرته بحذو نهج تنظيم «داعش» مُفرِدة مساحة لعدد من الناشطين لكتابة مقالات رافضة له.
وهاجمت الصحيفة حسين حازب، المُعين وزيراً للتعليم العالي في حكومة الميليشيات غير المعترف بها، بعد أن تحدث عن عدم معرفته بالقرار، وعدم اعتراضه عليه؛ «كونه يأتي ضمن ما قال إنه تخفيف أو منع لما يؤدي إلى رواج الحرب الناعمة، ولتعزيز الهوية الإيمانية».
شرعنة وتحايل
الوزير في حكومة الانقلاب حسين حازب عاد لينتقد القرار؛ لأنه يمنح خصوم الميليشيات الحوثية مادة، من دون تعب؛ في مجال ما يسميه «الحرب الناعمة»؛ لأن ردود الأفعال بين مؤيد ومعارض حول ما حصل، حرب ناعمة شاملة بامتياز كما قال. واتسم تعليق حازب على القضية بالمراوغة والمواربة؛ ما يوحي بمحاولته إرضاء أطراف عدة في الميليشيات الحوثية.
بدوره، زعم محمد علي الحوثي ابن عم زعيم الميليشيات وعضو ما يعرف بالمجلس السياسي الأعلى، أن القرار يوافق رغبات الطالبات، مطالباً المعترضين عليه وعلى رغبة بناتهم من أولياء الأمور أن يتقدموا بطلب إلى رئاسة جامعة صنعاء لاستمرار الاختلاط، حتى تتحقق الأغلبية لهم ليتم العودة إلى الوضع السابق قبل القرار.
ووجّه الحوثي بأن يتم العمل من أجل الاستثناء في هذا القرار بإعداد استمارة لأولياء أمور الطالبات يوقّعون فيها على طلب الاختلاط وتحديد قاعة للدراسة، وأن يحدد الأب من يحق له من الطلاب الذكور الاختلاط بابنته، كي يتم إخلاء مسؤولية الميليشيات مما سيحدث خلال الدراسة المختلطة.
ولجأت الميليشيات خلال اليومين الماضيين إلى الزعم، عبر وسائل إعلامهم، بصدور دراسات علمية غربية استنتجت حدوث آثار مدمرة للاختلاط في الجامعات، حيث يقتل الطموح والإبداع ويقضي على الذكاء، وزعمت أن جامعة هارفارد الأميركية تحولت إلى بؤرة للاغتصاب بسبب الاختلاط.
وزير الخارجية اليمني: هناك فرصة لإنهاء الصراع في اليمن
قال وزير الخارجية اليمني وشؤون المغتربين الدكتور أحمد عوض بن مبارك، إن هناك فرصة لإنهاء الصراع الدائر في البلاد لأكثر من 8 سنوات، مبيناً أن ذلك مرهون بتوفر الإرادة الحقيقية لدى الحوثيين والقبول بالآخر والعودة للعملية السياسية.
وشدد بن مبارك الذي يزور بغداد، على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لحل الأزمة اليمنية، والعودة إلى العملية السياسية، وفقاً للمرجعيات الثلاث المتفق عليها محلياً وإقليمياً ودولياً.
ووصف زيارته للعراق بالمهمة لتركيزها على تعزيز التعاون والتنسيق في مختلف المجالات، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الزيارة مستمرة حتى غد (الثلاثاء)، وتشمل مزيداً من اللقاءات المهمة».
والتقى بن مبارك الرئيس العراقي الدكتور عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، كما عقد جلسة مباحثات سياسية مع نظيره العراقي الدكتور فؤاد حسين.
وأضاف الوزير خلال محاضرة ألقاها في المعهد الدبلوماسي بمبنى الخارجية العراقية أمام الدبلوماسيين العراقيين، بقوله: «هناك فرص متاحة لإنهاء الصراع الدائر، ومن أهمها توفر الإرادة الحقيقية (للحوثيين) لإنهاء الحرب وإحلال السلام والاشتراك في العملية السياسية والقبول برأي الآخر، والتخلي عن فكرة الحق الإلهي في الحكم والانفراد بالسلطة».
وتطرق الدكتور أحمد في حديثه، إلى جولات مشاورات السلام الكثيرة التي عقدت والتي لم تلتزم بها جماعة الحوثي الانقلابية، كما استعرض المبادرات الدولية والإقليمية من أجل تحقيق السلام، وآخرها تنصل الحوثيين من تنفيذ بنود الهدنة الأممية واستمرارها في حصار مدينة تعز، وشنها حرباً اقتصادية من خلال استهداف الموانئ اليمنية، مما أدى إلى إيقاف تصدير النفط.
واستعرض خلال المحاضرة جذور وطبيعة الصراع مع ميليشيا الحوثي، وكيف انقلبت على مخرجات الحوار الوطني ومؤسسات الدولة وأسس المواطنة المتساوية التي تعد الأساس لأي دولة مدنية حديثة، الأمر الذي أدى إلى حدوث مآسٍ إنسانية وسياسية واقتصادية وتمزيق النسيج الاجتماعي بين أبناء الشعب اليمني الواحد، على حد تعبيره.
وأكد بن مبارك أن العراق واليمن يربطهما تاريخ مشترك عريق يعود إلى حضارات وادي الرافدين والمماليك اليمنية القديمة، مستندة على الروابط الاجتماعية والثقافية والسياسية، وتعززت بعد الفتوحات الإسلامية وهجرة القبائل اليمنية إلى العراق والاندماج في مجتمعها، مبدياً تطلعه إلى تعزيز العلاقات الثنائية انعكاساً لمكانة وتاريخ البلدين.