حكايات مجهولة عن ميلاد المسيح وزيارته لمصر
الأحد 07/يناير/2024 - 12:55 م
طباعة
روبير الفارس
الباحث شنودة الامير: قصص اناجيل الطفولة تروي عطش التقوي الشعبية
أناجيل الطفولة كنز يروي عطش التقوي الشعبية قدمت تفاصيل عن طفولة يسوع وحياة السيدة العذراء مريم ويوسف النجار، فهي تكملة للأخبار في الاناجيل القانونية، وجاءت تحمل تقاليد شفاهية أصيلة جنباً إلى جنب مع مجموعة من الأساطير الشعبية. حول بعض الاحداث المهمة مثل زيارة العائلة المقدسة إلى مصر، فما جاء عن الزيارة في النص المقدس آيات معدودة في إنجيل متى ولكنها تأخذ حيز كبير في أناجيل الطفولة.هذه الكنوز المخفية عكف علي دراستها الباحث الشاب" شنودة الامير " ليقدم عنها سفرجليل صدر بعنوان " الابوكريفا مجرد سرد "و أبوكريفا كلمة يونانية الاصل معناها حرفيا (التعاليم الخفية) وفي هذا الحواروتواكبا مع الاحتفالات بميلاد المسيح نتبحر مع شنودة ليكشف لنا طرفا من تلك الكتابات
متى ولماذا بدا اهتمامك بالابوكريفا؟
منذ حوالي أكثر من 15 سنة بدأت محاولات جادة في دراسة تاريخ المسيحية المبكر، وبالأخص تاريخ الأفكار والتقاليد المتوارثة، وقتها كنت أعرف الأعمال المشهورة مثل إنجيل يهوذا مثلا فكلنا يذكر الضجة التي صاحبت ترجمات هذا العمل. ولكن مع تقدم دراستي للتاريخ تفجرت أمامي كنوز من الكتابات القديمة وبدأت في جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن هذه الأعمال، وللأسف الشديد كان هناك قصور شديد في اللغة العربية عن الأعمال الأبوكريفية سواء ترجمة للنصوص أو دراسات عنها، ففكرت في عمل ببلوجرافيا جامعة بقدر الإمكان عن النصوص، وزدت على ذلك محاولة لسرد واختصار – قدر الإمكان طبعا – متن المخطوطات للقاريء العربي، لأنني كما قلت عندما بدأت لم تكن هناك ترجمات لأغلب هذه الأعمال. التاريخ وقرائته ومحاولة فـَهمه السبب الرئيسي وراء ظهور هذا العمل.
كيف وضعت خطة البحث؟
خطة العمل تغيرت أربعة مرات، الأولى وضعت قائمة ببلوجرافية بالترتيب الأبجدي كانت مختصرة جدا تتحدث عن المخطوطات الموجودة، تاريخ كتابتها وتاريخ اقدم مخطوطة، واين وجدت .. ثم زدت على ذلك بمجموعة من التفاصيل، وفي المرحلة الثالثة قررت اسم العمل (أبوكريفا مجرد سرد) ورحت أسرد مختصرا للنص، أما المرحلة الأخيرة فقررت زيادة الباب الأول الذي تحدثت فيه عن الأعمال القانونية (الكتاب المقدس) وكذلك الباب الرابع الذي وضعت فيه نصوص ليست أبوكريفية بالمعنى العام ولكنها ترتبط بها بشكل أو بأخر ودعيته (على هامش الأبوكريفا) أو المتفرقات.
وما الهدف منها؟
المعرفة هي الحرية. هذه العبارة من إنجيل فيلبس وضعتها في مدخل العمل، المعرفة والبحث والدراسة هي الهدف الرئيسي للعمل، كلمة أبوكريفا كلمة يونانية الاصل معناها حرفيا (التعاليم الخفية) لكن في القرون الأولى مقدوش بيها المعنى السيء بل تعاليم هامة وخفية عن العامة، لكن مع انتشار المسيحية في العالم اختلف المنظور خطوة خطوة حتى وصل إلينا الأن على أنها كتابات كلها هرطقة ودا مش صحيح، وخلينا نفرق بين مفهوم المصطلح عن الطوائف: البروتستانت بتعتبر سبعة أسفار هي كتابات أبوكريفية والكاثوليك والارثوذكس بيعتبروها أسفار مقدسة وهي طوبيا ويهوديت والمكابيين الأول والثاني وسفر الحكمة وحكمة يشوع ابن سيراخ ورسالة باروخ، أما ما يعتبره باقي الطوائف أبوكريفا فهي الأناجيل والأعمال التي نتحدث عنها، وخليني أقولك أغلب التقاليد المتوارثة فهي مسجلة في هذه الأناجيل والأعمال وأيضا أغلبها سليم من الناحية التاريخية أعني المعلومات التي تقدمها وتم إثبات ذلك فعليا في عصرنا الراهن، مثلا تبشير توما للهند وجدوا الأماكن المذكرة في سفر أعمال توما تطابق الحقائق التاريخية وسليمة من ناحية الوصف الجغرافي فإذا كانت رحلات توما مجرد تأليف إزاي مؤلف من القرن الثاني هيوصف جغرافية المدن بشكل سليم دا دليل صحة الخيط التاريخي في النص.
وفي النهاية تبقى هذه الإبداعات نتاج إنساني رائع بكل ما فيها من أفكار يملؤها الإيمان الورع، والتقوى، ورمزية الفلسفة، وسمو العقل، واندفاع المشاعر، وخلق الأعذار لتقبل آلام الحياة وشرورها وعنفها، ووضع سور دوجماطيقي حول تفاصيل الحياة الإجتماعية البسيطة لتُصبح حياة الإنسان أسراراً مقدسة وسط الجماعة، فهي أفكار بشرية تستحق الإعجاب، ولا نستطيع الأن أن نحكم عليها بعيون عصرنا لنصفها بالسذاجة أو الاسطورية، فلكل زمان تعاليمه وتقاليداه ورؤاَّه.
أناجيل الطفولة كنز يروي عطش التقوي الشعبية قدمت تفاصيل عن طفولة يسوع وحياة السيدة العذراء مريم ويوسف النجار، فهي تكملة للأخبار في الاناجيل القانونية، وجاءت تحمل تقاليد شفاهية أصيلة جنباً إلى جنب مع مجموعة من الأساطير الشعبية. حول بعض الاحداث المهمة مثل زيارة العائلة المقدسة إلى مصر، فما جاء عن الزيارة في النص المقدس آيات معدودة في إنجيل متى ولكنها تأخذ حيز كبير في أناجيل الطفولة.هذه الكنوز المخفية عكف علي دراستها الباحث الشاب" شنودة الامير " ليقدم عنها سفرجليل صدر بعنوان " الابوكريفا مجرد سرد "و أبوكريفا كلمة يونانية الاصل معناها حرفيا (التعاليم الخفية) وفي هذا الحواروتواكبا مع الاحتفالات بميلاد المسيح نتبحر مع شنودة ليكشف لنا طرفا من تلك الكتابات
متى ولماذا بدا اهتمامك بالابوكريفا؟
منذ حوالي أكثر من 15 سنة بدأت محاولات جادة في دراسة تاريخ المسيحية المبكر، وبالأخص تاريخ الأفكار والتقاليد المتوارثة، وقتها كنت أعرف الأعمال المشهورة مثل إنجيل يهوذا مثلا فكلنا يذكر الضجة التي صاحبت ترجمات هذا العمل. ولكن مع تقدم دراستي للتاريخ تفجرت أمامي كنوز من الكتابات القديمة وبدأت في جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن هذه الأعمال، وللأسف الشديد كان هناك قصور شديد في اللغة العربية عن الأعمال الأبوكريفية سواء ترجمة للنصوص أو دراسات عنها، ففكرت في عمل ببلوجرافيا جامعة بقدر الإمكان عن النصوص، وزدت على ذلك محاولة لسرد واختصار – قدر الإمكان طبعا – متن المخطوطات للقاريء العربي، لأنني كما قلت عندما بدأت لم تكن هناك ترجمات لأغلب هذه الأعمال. التاريخ وقرائته ومحاولة فـَهمه السبب الرئيسي وراء ظهور هذا العمل.
كيف وضعت خطة البحث؟
خطة العمل تغيرت أربعة مرات، الأولى وضعت قائمة ببلوجرافية بالترتيب الأبجدي كانت مختصرة جدا تتحدث عن المخطوطات الموجودة، تاريخ كتابتها وتاريخ اقدم مخطوطة، واين وجدت .. ثم زدت على ذلك بمجموعة من التفاصيل، وفي المرحلة الثالثة قررت اسم العمل (أبوكريفا مجرد سرد) ورحت أسرد مختصرا للنص، أما المرحلة الأخيرة فقررت زيادة الباب الأول الذي تحدثت فيه عن الأعمال القانونية (الكتاب المقدس) وكذلك الباب الرابع الذي وضعت فيه نصوص ليست أبوكريفية بالمعنى العام ولكنها ترتبط بها بشكل أو بأخر ودعيته (على هامش الأبوكريفا) أو المتفرقات.
وما الهدف منها؟
المعرفة هي الحرية. هذه العبارة من إنجيل فيلبس وضعتها في مدخل العمل، المعرفة والبحث والدراسة هي الهدف الرئيسي للعمل، كلمة أبوكريفا كلمة يونانية الاصل معناها حرفيا (التعاليم الخفية) لكن في القرون الأولى مقدوش بيها المعنى السيء بل تعاليم هامة وخفية عن العامة، لكن مع انتشار المسيحية في العالم اختلف المنظور خطوة خطوة حتى وصل إلينا الأن على أنها كتابات كلها هرطقة ودا مش صحيح، وخلينا نفرق بين مفهوم المصطلح عن الطوائف: البروتستانت بتعتبر سبعة أسفار هي كتابات أبوكريفية والكاثوليك والارثوذكس بيعتبروها أسفار مقدسة وهي طوبيا ويهوديت والمكابيين الأول والثاني وسفر الحكمة وحكمة يشوع ابن سيراخ ورسالة باروخ، أما ما يعتبره باقي الطوائف أبوكريفا فهي الأناجيل والأعمال التي نتحدث عنها، وخليني أقولك أغلب التقاليد المتوارثة فهي مسجلة في هذه الأناجيل والأعمال وأيضا أغلبها سليم من الناحية التاريخية أعني المعلومات التي تقدمها وتم إثبات ذلك فعليا في عصرنا الراهن، مثلا تبشير توما للهند وجدوا الأماكن المذكرة في سفر أعمال توما تطابق الحقائق التاريخية وسليمة من ناحية الوصف الجغرافي فإذا كانت رحلات توما مجرد تأليف إزاي مؤلف من القرن الثاني هيوصف جغرافية المدن بشكل سليم دا دليل صحة الخيط التاريخي في النص.
وفي النهاية تبقى هذه الإبداعات نتاج إنساني رائع بكل ما فيها من أفكار يملؤها الإيمان الورع، والتقوى، ورمزية الفلسفة، وسمو العقل، واندفاع المشاعر، وخلق الأعذار لتقبل آلام الحياة وشرورها وعنفها، ووضع سور دوجماطيقي حول تفاصيل الحياة الإجتماعية البسيطة لتُصبح حياة الإنسان أسراراً مقدسة وسط الجماعة، فهي أفكار بشرية تستحق الإعجاب، ولا نستطيع الأن أن نحكم عليها بعيون عصرنا لنصفها بالسذاجة أو الاسطورية، فلكل زمان تعاليمه وتقاليداه ورؤاَّه.
ماهي عدد اناجيل الطفولة ومبلاد المسح وماهي اهم مميزاتها؟
أناجيل الطفولة كثيرة يمكن يكون الأقدم هو إنجيل يعقوب الأول، وهو واحد من أقدم أسفار الأبوكريفا دُون في منتصف القرن الثاني الميلادي في مصر، وصل إلينا في مخطوطات باليونانية والسريانية والآرمينية والحبشية والجورجية والسلافية القديمة، وكثرة الترجمات هذه دليل على مدى انتشار النص وسط التجمعات المسيحية الأولى، وهي سبب كذلك لأن يأخذ النص العديد من الأسماء منها "خبر مولد مريم".
ويقدم لنا كل ما نعرفه عن ميلاد العذراء مريم من أحداث وأسماء .. فكل المعلومات التي نتوارثها أو نسمعها في عظات ولم تذكر في الأناجيل القانونية عن حياة مريم العذراء وفترة ميلاد المسيح كان مصدرها هذا الكتاب.
وفي عمل انتشر في أوربا من القرن الرابع باللغة اللاتينية يدعى (خبر مولد مريم) نقدر نقول أنه ترجمة غير حرفية لإنجيل يعقوب الأول وبيتكلم عن نفس التفاصيل.
ومن الأعمال القديمة والمهمة (إنجيل الطفولة لتوما) عندنا دلائل أنه كان منتشر عام 250م، ودا اللي بيحكي معجزات غريبة ليسوع وهو طفل.
رابع عمل إنجيل قيافا ولكنه اشتهر بإسم إنجيل الطفولة العربي، ودا اتكتب في القرن الخامس الميلادي، وهو تجميع من كذا عمل أو ثلاثة تحديدا: إنجيل يعقوب وإنجيل توما اللي ذكرناهم وتقاليد مصرية قديمة لم تصل لنا إلا في هذا النص طبعا تتعلق بزيارة العائلة المقدسة إلى مصر، وفي إنجيل متى الأبوكريفي والصورة النهائية للعمل دوُنت تقريباً في القرن الثامن الميلادي، والكتاب انتشر في الغرب فقط ولم يُعرف في الشرق، ودا مبني على كتاب أقدم منه مفقود تماما اسمه (حياة طفولة المخلص وميلاد مريم) فأناجيل الطفولة كانت بالفعل كثيرة جدا انتشرت وسط كل التجمعات المسيحية شرقا وغربا لكننا نتحدث عن ما تبقى منه مخطوطات فقط.
أهم مميزاتها لو قارنها بالأناجيل الأبوكريفية الأخرى هتكون خلوها التام من أي هرطقة عقيدية، مشكلتها في القصص الخرافية أو ما لا يقبله عقلنا في العصر الراهن، تاني ميزة نقدر نقول انتشارها في كل المجتمعات المسيحية لما اتكلمنا عن إنجيل يعقوب الأول عدينا مخطوطات له بست لغات قديمة دا غير الترجمات اللاتينية، أناجيل الطفولة كانت أكتر الأناجيل انتشارا وسط الجماعات المسيحية الأولى، الميزة الثالثة أعتقد تفاعلها مع العامة، عامة الشعب كانت مطلعة وحافظة أحداث وتفاصيل هذه الأناجيل ودليلنا هو الإنتاج الفني في المجتمعات الأولى كان متأثر بقصص من أناجيل الطفولة.
ماهي اشهر القصص الواردة في اناجيل الطفولة الخاصة بميلاد وطفولة المسيح؟
يمكن تكون أكثر القصص انتشارا في المجتمع المسيحي وحتى الأن قصة اللصين تيتوس ودوماكيوس والقصة يرويها إنجيل قيافا العربي أنها تمت أثناء الزيارة إلى مصر، حسث تلتقي العائلة المقدسة باللصين في الصحراء ويعمل تيتوس على تخليص العائلة من يد دوماكيوس اللص الشرير، وهذان اللصان هما اللذان صلبا مع المسيح بعد أعوام كثيرة وبالطبع سيخلص اللص الطيب ويذهب إلى الفردوس.
أما أشهر القصص فهي الواردة في إنجيل الطفولة لتوما وترد في بدايته في الإصحاح الثاني حيث يذكر:
فلما صنع بعض الصلصال شكل منهم اثنى عشر عصفورا، وكان السبت لما فعل تلك الأفعال، وكان هناك أيضا عديدا من الأطفال الآخرون يلعبون معه .... فلما رأى أحد اليهود ما يفعله يسوع، أنه يلعب في السبت، ذهب في التو وقال لأبيه يوسف: "هوذا أبنك عند جدول المياه وأخذ طين الصلصال وصنع منه أثنى عشر عصفورا فدنس السبت" .. فأتي يوسف للمكان و نظر و صاح به قائلا: "لماذا تفعل في السبت ما لا يحل لك أن تفعله ؟ " فصفق يسوع بيديه وصاح في العصافير وقال لهم: "أنطلقوا بعيدا !" فطارت العصافير و انطلقت بعيدا صائحة ...
وقد تكون أظرف المعجزات هي معاونته ليوسف النجار أثناء العمل:
كان يصنع في ذلك الوقت محاريث، فأوصاه أنسانا غنيا أن يصنع له سريرا، فواحدة من تلك الأجزاء المتقاطعة كانت قصيرة جدا، فلم يعرفوا ماذا يفعلون، فقال الصبي يسوع لوالده يوسف" :ضع قطعتان الخشب وأجعلهم متساويين في الوسط"، ففعل يوسف كما قال الصبي، فوقف يسوع عند النهاية الأخرى و أمسك بالقطعة الصغرى من الخشب و شدها و جعلها مساوية للأخرى ... فلما رأى أبيه يوسف ذلك تعجب.
أناجيل الطفولة كثيرة يمكن يكون الأقدم هو إنجيل يعقوب الأول، وهو واحد من أقدم أسفار الأبوكريفا دُون في منتصف القرن الثاني الميلادي في مصر، وصل إلينا في مخطوطات باليونانية والسريانية والآرمينية والحبشية والجورجية والسلافية القديمة، وكثرة الترجمات هذه دليل على مدى انتشار النص وسط التجمعات المسيحية الأولى، وهي سبب كذلك لأن يأخذ النص العديد من الأسماء منها "خبر مولد مريم".
ويقدم لنا كل ما نعرفه عن ميلاد العذراء مريم من أحداث وأسماء .. فكل المعلومات التي نتوارثها أو نسمعها في عظات ولم تذكر في الأناجيل القانونية عن حياة مريم العذراء وفترة ميلاد المسيح كان مصدرها هذا الكتاب.
وفي عمل انتشر في أوربا من القرن الرابع باللغة اللاتينية يدعى (خبر مولد مريم) نقدر نقول أنه ترجمة غير حرفية لإنجيل يعقوب الأول وبيتكلم عن نفس التفاصيل.
ومن الأعمال القديمة والمهمة (إنجيل الطفولة لتوما) عندنا دلائل أنه كان منتشر عام 250م، ودا اللي بيحكي معجزات غريبة ليسوع وهو طفل.
رابع عمل إنجيل قيافا ولكنه اشتهر بإسم إنجيل الطفولة العربي، ودا اتكتب في القرن الخامس الميلادي، وهو تجميع من كذا عمل أو ثلاثة تحديدا: إنجيل يعقوب وإنجيل توما اللي ذكرناهم وتقاليد مصرية قديمة لم تصل لنا إلا في هذا النص طبعا تتعلق بزيارة العائلة المقدسة إلى مصر، وفي إنجيل متى الأبوكريفي والصورة النهائية للعمل دوُنت تقريباً في القرن الثامن الميلادي، والكتاب انتشر في الغرب فقط ولم يُعرف في الشرق، ودا مبني على كتاب أقدم منه مفقود تماما اسمه (حياة طفولة المخلص وميلاد مريم) فأناجيل الطفولة كانت بالفعل كثيرة جدا انتشرت وسط كل التجمعات المسيحية شرقا وغربا لكننا نتحدث عن ما تبقى منه مخطوطات فقط.
أهم مميزاتها لو قارنها بالأناجيل الأبوكريفية الأخرى هتكون خلوها التام من أي هرطقة عقيدية، مشكلتها في القصص الخرافية أو ما لا يقبله عقلنا في العصر الراهن، تاني ميزة نقدر نقول انتشارها في كل المجتمعات المسيحية لما اتكلمنا عن إنجيل يعقوب الأول عدينا مخطوطات له بست لغات قديمة دا غير الترجمات اللاتينية، أناجيل الطفولة كانت أكتر الأناجيل انتشارا وسط الجماعات المسيحية الأولى، الميزة الثالثة أعتقد تفاعلها مع العامة، عامة الشعب كانت مطلعة وحافظة أحداث وتفاصيل هذه الأناجيل ودليلنا هو الإنتاج الفني في المجتمعات الأولى كان متأثر بقصص من أناجيل الطفولة.
ماهي اشهر القصص الواردة في اناجيل الطفولة الخاصة بميلاد وطفولة المسيح؟
يمكن تكون أكثر القصص انتشارا في المجتمع المسيحي وحتى الأن قصة اللصين تيتوس ودوماكيوس والقصة يرويها إنجيل قيافا العربي أنها تمت أثناء الزيارة إلى مصر، حسث تلتقي العائلة المقدسة باللصين في الصحراء ويعمل تيتوس على تخليص العائلة من يد دوماكيوس اللص الشرير، وهذان اللصان هما اللذان صلبا مع المسيح بعد أعوام كثيرة وبالطبع سيخلص اللص الطيب ويذهب إلى الفردوس.
أما أشهر القصص فهي الواردة في إنجيل الطفولة لتوما وترد في بدايته في الإصحاح الثاني حيث يذكر:
فلما صنع بعض الصلصال شكل منهم اثنى عشر عصفورا، وكان السبت لما فعل تلك الأفعال، وكان هناك أيضا عديدا من الأطفال الآخرون يلعبون معه .... فلما رأى أحد اليهود ما يفعله يسوع، أنه يلعب في السبت، ذهب في التو وقال لأبيه يوسف: "هوذا أبنك عند جدول المياه وأخذ طين الصلصال وصنع منه أثنى عشر عصفورا فدنس السبت" .. فأتي يوسف للمكان و نظر و صاح به قائلا: "لماذا تفعل في السبت ما لا يحل لك أن تفعله ؟ " فصفق يسوع بيديه وصاح في العصافير وقال لهم: "أنطلقوا بعيدا !" فطارت العصافير و انطلقت بعيدا صائحة ...
وقد تكون أظرف المعجزات هي معاونته ليوسف النجار أثناء العمل:
كان يصنع في ذلك الوقت محاريث، فأوصاه أنسانا غنيا أن يصنع له سريرا، فواحدة من تلك الأجزاء المتقاطعة كانت قصيرة جدا، فلم يعرفوا ماذا يفعلون، فقال الصبي يسوع لوالده يوسف" :ضع قطعتان الخشب وأجعلهم متساويين في الوسط"، ففعل يوسف كما قال الصبي، فوقف يسوع عند النهاية الأخرى و أمسك بالقطعة الصغرى من الخشب و شدها و جعلها مساوية للأخرى ... فلما رأى أبيه يوسف ذلك تعجب.
- في رايك لماذا تم كتابة هذه الاناجيل واين وجدت نسخها الاصلية؟
أناجيل أرادت أن تعوض ما لم تكتبه الأناجيل القانونية، فقدمت تفاصيل عن طفولة يسوع وحياة مريم ويوسف النجار، فهي تكملة للأخبار القانونية، والحافز الأول على كتابتها هو ظمأ التقوى الشعبية، وجاءت تحمل تقاليد شفاهية أصيلة جنباً إلى جنب مع مجموعة من الأساطير الشعبية. يمكن يكون المثال الشهير الواضح هو زيارة العائلة المقدسة إلى مصر، كل اللي جاء في النص المقدس عنها آيات معدودة في إنجيل متى ولكنها تأخذ حيز كبير في أناجيل الطفولة، فيذكرها إنجيل توما ويسرد عنها تفاصيل أكثر إنجيل قيافا من الفصول (11- 35) حيث تذكر باختصار:
وفي المدينة التي سقطت فيها الأوثان كانت الشياطين قد اصابت ابن كاهن المدينة ولكنه عندما لمس ثياب الطفل المغسولة هربت الشياطين من جسده وبرىء في الحال، وأثناء انتقالهم لمدينة أخرى في طريق به مجموعة من اللصوص، يفر اللصوص لسماعهم صوت جيش عظيم كأن ملكاً يعبر الطريق، وفي مدينة أخرى تحننت السيدة العذراء على امرأة بها روح نجس ففارقتها في الحال، وهكذا صارت العائلة المقدسة من مدينة لأخرى تتبعها العجائب في كل مكان يدخلونه.. فهذه عروس بكماء شُفيت بمجرد حملها للطفل يسوع، وأبرص يبرأ جسده بواسطة الماء الذي استحم به الطفل الإلهي، أما أغرب قصة فهي حكاية الشاب الذي تحول بواسطة السحر إلى بغل وكان سبباً في حزن أخوته البنات حتى شفي بواسطة العذراء وتزوج من فتاة شفاها المسيح سابقاً من البرص.
وأثناء عبورهم الصحراء تقابل العائلة المقدسة اللصين تيتوس ودوماكيوس اللذان بعد ثلاثين عاما سيصلبان مع المسيح وسيخلص تيتوس نظراً لعطفة على العائلة المقدسة، ثم تتوجه الأسرة إلى المطرية ويفجر الرب ينبوع ماء هناك، ومن عرق يسوع ينتج البلسم في هذا المكان، ويذكر النص أنهم مكثوا في مصر ثلاث سنوات، ثم عادوا لليهودية بعد موت هيرودس.
واحب أضيف أن القصص اللي شايفينها خيالية كانت منتشرة جدا وقتها وتاريخيا حتى عصر قريب كان أغلب العامة يصدق مثل هذه الخرافات، وقصة الشاب المتحول أعتقد أخذوها من رواية شهيرة لأبوليوس المداوري تدعى (تحولات الجحش الذهبي) وهي عمل ساخر عن السحر ولكنه كان منتشرا جدا آنذاك.
لكن الخطوط التاريخية سليمة زي انتقال العائلة إلى المطرية وتفجر ينبوع المياه الشهير، أو المدينة التي سقطت فيها الأوثان اللي هي تل بسطة حاليا مازال معبدها تتناثر فيه التماثيل بشكل غريب ومثير جدا حتى أن بعض علماء الأثار قال أنه لا يوجد تفسير متكامل إلا الرواية المذكورة عن تحطم التماثيل أمام العائلة.
ماهي موقف الطوائف المسيحية من هذه الاناجيل؟
بالنسبة للنصوص المقدسة الطوائف المسيحية تنقسم بصورة عامة قسمين: الكاثوليك والأرثوذكس بكل كنائسهم ودول يؤمنوا بالعهدين القدي والجديد المتداول مع الأغلبية ومعهم كتاب الأسفار القانوينة الثانية ويشمل كما قلنا سبعة أسفار مع جزء تكلميلي يدعى تتمة لسفر أستير وسفر دانيال، أما الكنائس البروتستانتية والأنجليكان يؤمنون بالكتاب المقدس فقط دون الأسفار القانونية الثانية.
إذن هذه الكتابات لا تؤمن بها أي كنيسة أنها كتابات مقدسة أو موحى بها، ولكن، تقاليد الكنائس القديمة تحتفظ بما تحمل من معلومات على أنه حقيقة تاريخية، فالعذراء مريم على سبيل المثال نعرف أن أباها يدعى يواقيم وأمها حنة وأن أبويها لم ينجبا أطفال لفترة طويلة، وأنجبا ابنتين مريم العذراء التي قدموها لخدمة الرب ومريم أخرى، وأيضا عرف أو نسمع في العظات غالبا أن الملائكة كانت تطعمها وهي صغيرة في الهيكل .. كل هذه المعارف هي من أناجيل أبوكريفية سجلت التقاليد الشفهية لتنتقل عبر الأجيال مكتوبة، فهي أعمال هامة من نواحي كثيرة ولكنها تحتاج إلى إعمال العقل أثناء قرائتها لنفرق بين خط تاريخي وبين أساطير أضيفت لترضي ذوق المجتمع المعاصر لها.
أناجيل أرادت أن تعوض ما لم تكتبه الأناجيل القانونية، فقدمت تفاصيل عن طفولة يسوع وحياة مريم ويوسف النجار، فهي تكملة للأخبار القانونية، والحافز الأول على كتابتها هو ظمأ التقوى الشعبية، وجاءت تحمل تقاليد شفاهية أصيلة جنباً إلى جنب مع مجموعة من الأساطير الشعبية. يمكن يكون المثال الشهير الواضح هو زيارة العائلة المقدسة إلى مصر، كل اللي جاء في النص المقدس عنها آيات معدودة في إنجيل متى ولكنها تأخذ حيز كبير في أناجيل الطفولة، فيذكرها إنجيل توما ويسرد عنها تفاصيل أكثر إنجيل قيافا من الفصول (11- 35) حيث تذكر باختصار:
وفي المدينة التي سقطت فيها الأوثان كانت الشياطين قد اصابت ابن كاهن المدينة ولكنه عندما لمس ثياب الطفل المغسولة هربت الشياطين من جسده وبرىء في الحال، وأثناء انتقالهم لمدينة أخرى في طريق به مجموعة من اللصوص، يفر اللصوص لسماعهم صوت جيش عظيم كأن ملكاً يعبر الطريق، وفي مدينة أخرى تحننت السيدة العذراء على امرأة بها روح نجس ففارقتها في الحال، وهكذا صارت العائلة المقدسة من مدينة لأخرى تتبعها العجائب في كل مكان يدخلونه.. فهذه عروس بكماء شُفيت بمجرد حملها للطفل يسوع، وأبرص يبرأ جسده بواسطة الماء الذي استحم به الطفل الإلهي، أما أغرب قصة فهي حكاية الشاب الذي تحول بواسطة السحر إلى بغل وكان سبباً في حزن أخوته البنات حتى شفي بواسطة العذراء وتزوج من فتاة شفاها المسيح سابقاً من البرص.
وأثناء عبورهم الصحراء تقابل العائلة المقدسة اللصين تيتوس ودوماكيوس اللذان بعد ثلاثين عاما سيصلبان مع المسيح وسيخلص تيتوس نظراً لعطفة على العائلة المقدسة، ثم تتوجه الأسرة إلى المطرية ويفجر الرب ينبوع ماء هناك، ومن عرق يسوع ينتج البلسم في هذا المكان، ويذكر النص أنهم مكثوا في مصر ثلاث سنوات، ثم عادوا لليهودية بعد موت هيرودس.
واحب أضيف أن القصص اللي شايفينها خيالية كانت منتشرة جدا وقتها وتاريخيا حتى عصر قريب كان أغلب العامة يصدق مثل هذه الخرافات، وقصة الشاب المتحول أعتقد أخذوها من رواية شهيرة لأبوليوس المداوري تدعى (تحولات الجحش الذهبي) وهي عمل ساخر عن السحر ولكنه كان منتشرا جدا آنذاك.
لكن الخطوط التاريخية سليمة زي انتقال العائلة إلى المطرية وتفجر ينبوع المياه الشهير، أو المدينة التي سقطت فيها الأوثان اللي هي تل بسطة حاليا مازال معبدها تتناثر فيه التماثيل بشكل غريب ومثير جدا حتى أن بعض علماء الأثار قال أنه لا يوجد تفسير متكامل إلا الرواية المذكورة عن تحطم التماثيل أمام العائلة.
ماهي موقف الطوائف المسيحية من هذه الاناجيل؟
بالنسبة للنصوص المقدسة الطوائف المسيحية تنقسم بصورة عامة قسمين: الكاثوليك والأرثوذكس بكل كنائسهم ودول يؤمنوا بالعهدين القدي والجديد المتداول مع الأغلبية ومعهم كتاب الأسفار القانوينة الثانية ويشمل كما قلنا سبعة أسفار مع جزء تكلميلي يدعى تتمة لسفر أستير وسفر دانيال، أما الكنائس البروتستانتية والأنجليكان يؤمنون بالكتاب المقدس فقط دون الأسفار القانونية الثانية.
إذن هذه الكتابات لا تؤمن بها أي كنيسة أنها كتابات مقدسة أو موحى بها، ولكن، تقاليد الكنائس القديمة تحتفظ بما تحمل من معلومات على أنه حقيقة تاريخية، فالعذراء مريم على سبيل المثال نعرف أن أباها يدعى يواقيم وأمها حنة وأن أبويها لم ينجبا أطفال لفترة طويلة، وأنجبا ابنتين مريم العذراء التي قدموها لخدمة الرب ومريم أخرى، وأيضا عرف أو نسمع في العظات غالبا أن الملائكة كانت تطعمها وهي صغيرة في الهيكل .. كل هذه المعارف هي من أناجيل أبوكريفية سجلت التقاليد الشفهية لتنتقل عبر الأجيال مكتوبة، فهي أعمال هامة من نواحي كثيرة ولكنها تحتاج إلى إعمال العقل أثناء قرائتها لنفرق بين خط تاريخي وبين أساطير أضيفت لترضي ذوق المجتمع المعاصر لها.