" المرجع في علم التراث العربي للمسيحيين مصحوبا بفقرات من نصوص المصادر التراثية
لاعلام شتى الكنائس العربية والاندلسية والسريانية والارمنية والقبطية وغيرها "
مجلد ضخم يصدر خلال فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب للاستاذ الدكتور باسم سمير
الشرقاوي المحاضر بدپلوم الدراسات العُليا للآثار والفنون
القـﭙطيّة– بالمركز
الثقافيّ الفرنسيسكانيّ – ورئيس تحرير دورية
’التراث العربيّ المسيحيّ‘ (JACI-CCF) العلميّة السنويّة المُحكّمة: إصدار المركز الثقافيّ
الفرنسيسكانيّ – مصر.
المرجع يوثق لتفوّقَ «المسيحيّون العَرَب»
(بالمفهوم الحضاريّ، لا العرقيّ) في معظم مجالات الحضارة والإنتاج الفِكْريّ
قَبْلَ ظهورِ الإسلام وبعده، ويبرز كيف كانوا سببًا في نقلِ حضارةِ العصور القديمة
للعصور الوسطى بترجمةِ ميراثِها الفِكْريّ والحضاريّ والإضافة إليه، ومرَّةً أخرى
في نقلِ كافة ما توصّل إليه العِلْم والحضارة إبان العصورِ الوسطى إلى العصورِ
الحديثة التي قامت على أكتاف النَّهضةِ الأوروبيّة - بترجمةِ الإنتاجِ العَرَبيّ
الذي يعود الفضل فيه للمسيحيّين العَرَب الذين قادوا حركةَ التَّرجمةِ (وبخاصة في
بيتِ الحِكْمَة)، فقام أوروپيّون بترجمتِه إلى اللاتينيَّةِ واللُّغاتِ
الأوروپيَّة المحليَّة وقتذاك، وذلك عبرَ معابرِ شمال الشّام وتُرْكِيا وعبرَ
جُزُر البحرِ المتوسط وعبرَ الأنْدَلُس، وتارةً أُخرى بواسطةِ المستشرقين الذين
أخذوا مخطوطاتنا العَرَبيَّة للغربِ وأخذوا في نشرِها وتحقيقِها وتكوين مكتبات
منها في جامعاتٍ وكاتدرائياتٍ ومتاحفٍ غاية في الأهمية.زيقزل الدكتور الشرقاوي ان العمل
يوظّف مجموعة مِنَ العُلومِ، ويُدرِّب على مجموعة من المهارات والفنون، التي
تُغطّي غالبية مجالات «عِلْمِ التُّراث العَرَبي المسيحيّ»؛ ذلك التُّراث، الماديّ
وغير الماديّ، والمُمتد تقريبًا منذ القرن الثّالث -إن لم يكن منذ الأوَّل-
الميلاديّ وحتّى مطلع القرن العشرين، الذي يُبرز تنوّع إسهامات أجدادِنا
المسيحيّين في شتّى مجالات الحياة، وما خلّفوه من تُراثٍ مكتوب، سواء مُترجم إلى
اللغة العَرَبيَّة أو مُدوَّن بها، أو منقوش أو محفور أو مطروق أو مُطرّز على كافة
خامات الحوامل (البردي والرّق والورق، شرقيّ الصّناعة منه والغربيّ؛ الأحجار؛
الأخشاب؛ المعادن؛ والنّسيج؛ .. إلخ).
والهدف
منه إبراز ثراء هذا التُّراث وتنوّعه، والذي يكشف، في أحد جوانبِه، عن عوالمٍ
رَحِبَة مِنَ التّأصُّل في كافة الثّقافات والحضارات السّابقة على هذا التُّراث،
وكذلك اتّسامه -في العموم- بالروح المسكونيَّة بين مختلف المذاهب المسيحيَّة
وقتذاك، وانفتاحه على الدِّيانات الإبراهيميَّة المحيطة به (اليهوديَّة، والإسلام)
في حوارٍ بنَّاء تبادُليّ.
والمرجع
كما يضيف الدكتور باسم قائلا يقوم بتسليط
الضوء على دور المسيحيّين فيه، وأعلامهم، تحت المظلّة العَرَبيَّة في بناء الحضارة
العَرَبيَّة-الإسلاميَّة من جهةٍ، بل وفضل نِتاج هذا التُّراث من جهةٍ أُخرى على
النّهضة الأوروپيَّة وعصر الأنوار وانعكاسه على الحضارة الإنسانيَّة العالميَّة
قاطبةً. بما يُعمّق هوِّيَّتنا وانتمائنا واعتزازنا، ما يُحفّزنا على مواصلة هذا
الدور الرياديّ.