وفاة "أبي اليسر منصور".. نجل زعيم تنظيم القاعدة

الثلاثاء 26/مارس/2024 - 05:16 م
طباعة وفاة أبي اليسر منصور.. حسام الحداد
 
انتشرت معلومات على المواقع والصفحات التابعة لتنظيم القاعدة في اليمن تؤكد وفاة "أبي اليسر منصور".. نجل زعيم تنظيم القاعدة "سيف العدل" بعد أسبوع من إصابته بجروح إثر حريق شب في بيته بمديرية الوادي شرقي محافظة مأرب، وقام حساب “أنباء جاسم” -وهو حساب متخصص بشؤون التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، بنشر صورة لـ”خالد نجل سيف العدل” قبيل دفنه مؤكدًا وفاة خالد محمد صلاح الدين زيدان، خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان متأثراً بحروق بالغة في جسده نتجت عن محاولته إنقاذ ابنه من حريق نشب في بيته قبيل شهر رمضان.
ويأتي ذلك رداً على إشاعات تشكك في وفاة الشاب الذي كان يعمل ضمن لجنة الإعلام في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب. ولد خالد وتوفي في اليمن بعد الهروب من دولة إلى أخرى مع أسرته إلى حين وصوله للسجون الإيرانية التي نشأ فيها. في العام 2015 وهو في العشرين من عمره، اختار الهجرة إلى اليمن ضمن اتفاق بين القيادة العامة للتنظيم والاستخبارات الإيرانية، المعروفة رسميا بوزارة الاستخبارات والأمن الوطني أو اطلاعات وقام فيلق القدس بتولي عملية النقل البحري. وتظهر الصورة الحصرية، التي حصلنا عليها من خلال مصدر مقرب من الحراك الجهادي، خالد زيدان قبل دفنه. وقد قرر المصدر الإفصاح عن الدليل بسبب الإشاعات التي انتشرت على الإنترنت حول وفاة خالد من عدمها.
النشأة والتربية:
ولد خالد في العام 5991 في اليمن، وذلك بسبب وجود أبيه وأسرته هناك خلال تلك الفترة، ويبدو أن المعلومات الواردة في مذكرات فاضل هارون عن ولادة خالد في الخرطوم كانت خاطئة. تنقّلت أسرة العدل بين العديد من البلدان إلى أن استقرت في أفغانستان قبل عمليات الحادي عشر من سبتمبر. مع بدء الاجتياح الأمريكي لأفغانستان، تسللت أسرة العدل إلى إيران، ووضعتهم السلطات الإيرانية في السجن. نتج عن ذلك تربية الطفل داخل السجون، وعرف الدنيا فقط من خلال الكتب بدون المرور بأي تجارب حياتية أو عسكرية تؤهله للعمل العسكري أو القيادي.
الهجرة إلى اليمن:
في العام 2015، نفذ فرع القاعدة في اليمن علمية خطف لدبلوماسي إيراني للضغط على المخابرات الإيرانية لإطلاق سراح قيادات القاعدة المسجونة. فشلت المفاوضات مع النظام الإيراني في إطلاق سراح العدل وأبي محمد المصري والقياديين الآخرين المتبقيين في إيران، وهم كُثُر. توجه العدد الأكبر من القيادات إلى إدلب في الشام، ولكن اختار خالد الذهاب إلى اليمن بدلاً من الشام نظراً للصراعات الداخلية التي أدت إلى محنة فك الارتباط واستقلالية هيئة تحرير الشام عن التنظيم الأم، ثم بداية تفكك التنظيم. سافر الشاب مباشرةً من إيران إلى اليمن عبر البحر، ولم يتوقف في الصومال. كان في استقباله عدد من القيادات في اليمن، وبدءاً من هنا كانت فترة تدريبه وانخراطه داخل التنظيم.
دوره في التنظيم:
نظراً لعدم تأهله للأمور العسكرية والقيادية، وضع التنظيم خالد في اللجنة الإعلامية لتولي تصميم وإخراج الإصدارات الرسمية، وكان نشطا في هذا المجال بكثرة في الدعاية للتنظيم عبر منصاته الرسمية وغير الرسمية. لم يتضح لنا إن كان خالد قد ارتقى إلى منصب رفيع في الإعلام، ولو كان ذلك قد حدث، فمن المنطقي أنه لعب دوراً أكبر في مجال الإعلام بعد اغتيال أمير الإعلام، الشيخ حمد التميمي. ومن المعروف أن العمل الإعلامي في التنظيمات الجهادية يتداخل مع ملف العمليات النوعية في جانب تشجيع الذئاب المنفردة وأحيانا التواصل بين الأفرع للتنسيق الإعلامي. ولكن لم نتوصل إلى دليل قاطع يؤكد أنه كان المسؤول الرسمي عن التواصل، وهذا ليس معناه نفي المعلومة. علماً أن جماعة أنصار الله “الحوثي” كانوا أول من كشف عن وجود خالد في التنظيم والادعاء أنه كان الرسول الخاص لأمير التنظيم وقتها، خالد باطرفي. وإن دل ذلك على شيء، فهو اختراق الحوثي للتنظيم، ربما عن طريق المصادر القبلية واهتمامهم بمعلومات عن الأجانب في التنظيم بالتحديد.
شبهات حول الوفيات المتتالية داخل التنظيم:
بعد وفاة أمير التنظيم باطرفي، ومن بعد ذلك خالد ومسؤول آخر، تساءل كثيرون إن كانت هذه الحوادث مجرد صدفة. وحاولت جهات عدة للترويج لروايات، مثل الادعاء أن باطرفي قتل في مواجهات مع قوات الانتقالي، أو أنه اُغْتِيل بطريقة أو بأخرى. رغم من الصعب أن يُبتلى التنظيم بوفيات طبيعية لشخصيات مستهدفة عن طريق الصدفة، وينتج عن هذا التساؤل المهم ما إذا كانت وفيات باطرفي وخالد قد نتجت عن عمليات اغتيال غير تقليدية عن طريق عملاء في ظل تراجع الحاضنة الشعبية للتنظيم بين القبائل. وأشارت بعض المصادر إلى أن بعض القبائل المخترقة في أفغانستان وباكستان تعودت هذا الأسلوب أحيانا في التصفية الهادئة لكي لا يُشَكّ في الفاعل لو ظهر أنها كانت عملية اغتيال تقليدية. ورغم عدم تأييد هذه النظرية إلا أن البعض يؤكد مسألة تراجع الحاضنة القبلية، وخصوصاً في منطقة مأرب. وعلى سبيل المثال خلال العام الماضي دبت بعض الخلافات القبلية، مثل الحرب بين قبائل عبيدة آل منيف وآل فجيح التي تورط فيها بعض عناصر التنظيم، الأمر الذي يؤدي إلى تآكل الحاضنة القبلية وتورط التنظيم كخصم في صراعات جيلية.

شارك