الحوثيون يروجون لانتصارات وهمية للتغطية على خسائرهم جراء القصف الإسرائيلي لميناء الحديدة
الثلاثاء 30/يوليو/2024 - 11:54 ص
طباعة

تتكبد ميليشيا الحوثي الإرهابية الموالية لإيران كل يوم الهزائم والانكسارات والخسائر البشرية والمادية، وهو ما يجعلها تلجأ لاختلاق الأكاذيب وتحقيق الانتصارات الوهمية عبر وسائلها الإعلامية.
ووفقًا لتصريحات الحكومة اليمنية "تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية، بيع الوهم والترويج لانتصارات وهمية، فيما الحقيقة انها مجرد اداة قذرة لتدمير اليمن واقتصاده ومقدراته، وتقويض أمنه واستقراره، وتحويل أراضيه إلى حلبة للصراعات والحروب العبثية، وساحة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية، ورهن اليمن خدمة لمصالح نظام طهران ومليشياته الطائفية واجندته التوسعية في المنطقة"، جاء ذلك على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني.
وأضاف الإرياني في تغريدة له على منصة إكس "تعاملت مليشيا الحوثي مع الخسائر الكارثية التي تكبدها الاقتصاد الوطني جراء غارات العدوان الإسرائيلي الغاشم على ميناء مدينة الحديدة، بنوع من اللامبالاة واللامسئولية، وخرج زعيمها المدعو عبدالملك الحوثي وقيادات المليشيا وعناصرها معبرين عن سعادتهم الغامرة بمشاهد ألسنة النيران وهي تلتهم احد أهم المنشآت الاقتصادية في البلد، مؤكدين انهم عصابة مارقة تدار بالريموت كنترول من طهران، ولا تكترث لمصالح اليمن واليمنيين".
ولفت الإرياني إلى أن التقارير الأولية تشير إلى أن تلك الغارات الجوية أدت إلى تدمير وتضرر غالبية المباني والمرافق والمعدات والآليات والبنية التحتية في ميناء الحديدة والمنشآت النفطية في الميناء، والتي استغرق بنائها عشرات السنوات وكلفت الخزينة العامة للدولة مئات الملايين من الدولارات وكل هذه الخسائر من مقدرات الشعب اليمني، وأن إعادة بناء ما تم تدميره سيستغرق عقود من الزمن.
وتساءل الإرياني ما الذي استفادته القضية الفلسطينية من المغامرات الحوثية، وهل أوقفت تلك الخسائر الكارثية التي تكبدها الاقتصاد اليمني وتدمير مقدرات اليمنيين في ميناء الحديدة العدوان الإسرائيلي الغاشم على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ام انها افسحت المجال للكيان المحتل لاستعراض عضلاته واستعادة سياسة الردع المفقود وإنتهاك سيادة اليمن وتحقيق انتصار عسكري واعلامي مجاني ؟!
ودعا الإرياني الشعب اليمني بكل فئاته ومكوناته وفي المقدمة القاطنين في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، أن يدركوا أن اليمن تخسر كل يوم واقتصاده ومنشآته تتدمر، وأن المليشيا لا تحمل أي مشروع للبناء والتنمية والاعمار، وأنها لا تجيد سوى تفجير الحروب والقتل والهدم والتخريب وافقار وتجويع اليمنيين، وأن استعادة اليمن لعافيته وأمنه واستقراره مرهون برحيل هذه العصابة الاجرامية.
ووفقًا لتقارير إعلامية تفاوتت تقديرات الخسائر الناتجة عن الغارات الإسرائيلية على مدينة الحديدة اليمنية، حيث شنت 20 طائرة غارات جوية في 20 يوليو الجاري على ميناء الحديدة ومحطة رأس الكثيب الكهربائية ومبنى الشرطة العسكرية والأمن السياسي.
واستهدفت الغارات بصورة رئيسية خزانات الوقود في الميناء ما سبّب اندلاع حرائق ضخمة استمرت عدة أيام، بالإضافة إلى تدمير رافعات في الميناء، ما يضاعف من حجم الخسائر الاقتصادية للحوثيين نتيجة هذه الغارات.
كما استهدفت الغارات الإسرائيلية المرفأ الذي يعدّ بوابة رئيسية لواردات الوقود والمساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي مما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، بحسب وسائل إعلام حوثية.
واستهدفت الغارات كذلك بعض الرافعات في الميناء فضلاً عن العشرات من خزانات النفط والذي يستخدمها الحوثيون لتخزين النفط القادم من إيران والمستخدم في أغراضهم المدنية والعسكرية.
وقال نصر النصيري نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانئ البحر الأحمر التابعة للحوثيين والمسؤولة عن الميناء إن الخسائر "تتجاوز 20 مليون دولار بالنسبة للميناء، أما المنشآت النفطية فالتقدير متروك لوزارة النفط".
وأضاف: "هناك أضرار مادية لحقت بالميناء ولحقت بالمنشآت النفطية، من تلك الأضرار تدمير رافعات جسرية عدد اثنين وقطعة بحرية وعدد من المرافق والمباني الخاصة بالمؤسسة في الميناء".
وأشار النصيري أيضاً إلى أضرار لحقت بالأرصفة أدت إلى "توقف أنشطة الميناء خلال فترة محددة". لكن ليل الثلاثاء الماضي، رست سفينتا حاويات في ميناء الحديدة للمرة الأولى منذ الغارات، بحسب ما أفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين.
وعلى صعيد متصل أوضح تقرير لصحيفة "إسرائيل هيوم" الخسائر المحتملة التي تكبدتها جماعة الحوثي جراء القصف، حيث أشار إلى أن الجماعة تكسب حوالي 3 ملايين دولار يومياً من ميناء الحديدة، و"من المتوقع أن تستغرق إعادة إعماره ما بين ستة أشهر وعام".
وأكدت الصحيفة أن إغلاق الميناء بالكامل من شأنه أن يجبر الحوثيين على نقل كل التجارة إلى ميناءي الصليف ورأس عيسى، اللذين لن يكونا قادرين على التعامل مع مثل هذه الكميات من البضائع. وفي سيناريو يتم فيه تقليص سعة الشحن في ميناء الحديدة بنسبة 20% لمدة ستة أشهر، فإن الحوثيين سيخسرون حوالي 108 ملايين دولار من التجارة وحدها.
وأردفت الصحيفة: "في سيناريو أكثر شدة لهم، حيث يُغلَق الميناء لمدة عام، وفي الأسبوعين اللذين تتجمد فيهما التجارة، يتمكنون من نقل 75% منها إلى الميناءين الأصغر حتى تتم استعادة الحديدة - فإن الحوثيين سيخسرون حوالي 312 مليون دولار".
وبجانب الأضرار التجارية، أفادت "إسرائيل هيوم" يجب الأخذ بعين الاعتبار تكاليف إعادة تأهيل محطة الطاقة ومرافق التخزين وغيرها، والتي قد تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات.
وعن الأضرار المباشرة الناجمة عن القصف، أشارت الصحيفة العبرية إلى أن صور الأقمار الصناعية الأخيرة من القمر الصناعي الإسرائيلي EROS B كشفت عن تدمير حوالي ثلثي احتياطيات النفط والوقود في ميناء الحديدة.
وأغار سلاح الجو الإسرائيلي في 20 يوليو الجاري على ميناء الحديدة غرب اليمن، غداة تبنّي الحوثيين هجوما بمسيّرة مفخّخة أوقع قتيلا في تل أبيب.