إستراتيجية البرهان في قمة بكين.. السودان بين الاستقرار والإرهاب
الجمعة 06/سبتمبر/2024 - 11:33 ص
طباعة
حسام الحداد
يأتي خطاب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، في قمة التعاون الصيني الإفريقي في بكين (4-6 سبتمبر 2024) في لحظة حساسة من تاريخ السودان، إذ يسعى البرهان لتأطير الصراع مع قوات الدعم السريع ضمن سياق أكبر وأوسع من مجرد تمرد داخلي، بل يعمد إلى تصنيف تلك القوات كتهديد إقليمي ودولي يتطلب تحركاً عالمياً.
الإطار العام للخطاب:
يستند خطاب البرهان إلى عدد من الاستراتيجيات الخطابية التي تهدف إلى تحقيق هدفين رئيسيين:
إضفاء الطابع الإرهابي على قوات الدعم السريع: يستند الخطاب إلى صياغة صورة لقوات الدعم السريع كـ "مليشيا إرهابية" تشكل تهديدًا ليس فقط للسودان بل للأمن الإقليمي والدولي. من خلال هذا التأطير، يحاول البرهان إضفاء شرعية على مطالبه بالحصول على دعم دولي لمحاربة هذه القوات، وربما تمهيد الطريق أمام تدخلات عسكرية أو دعم سياسي ودبلوماسي ضدها.
التركيز على التعاون الدولي: يوجه البرهان رسالته إلى المجتمع الدولي، مستندًا إلى حاجة السودان للدعم الدولي من أجل استعادة الأمن والاستقرار. إنه يربط دعوته بالقضايا الأوسع المتعلقة بالأمن الإقليمي، وذلك لتأطير معركته ضد الدعم السريع على أنها جزء من حرب عالمية ضد الإرهاب، بما في ذلك المليشيات المسلحة.
الاستراتيجية الخطابية:
من خلال منهج تحليل الخطاب، يمكن تحليل خطاب البرهان وفق عدد من الأدوات:
التأطير اللغوي:
"مجموعة إرهابية": البرهان يصنف قوات الدعم السريع بشكل صريح كمنظمة إرهابية. هذا التأطير اللغوي له تأثير كبير في توجيه السردية حول الصراع من مجرد تمرد داخلي إلى مستوى أعلى من الاستعجال والخطر. الإرهاب في الخطاب السياسي المعاصر يُستخدم كأداة لاستدعاء ردود فعل قوية من المجتمع الدولي، مما يسهل الحصول على الدعم المادي والسياسي.
"مؤامرة كبرى": يشير البرهان إلى أن الحرب منذ 15 أبريل 2023 ليست مجرد صراع داخلي بل مؤامرة متعمدة. هذه الصياغة تهدف إلى إثارة العواطف الوطنية وإبراز قوات الدعم السريع كمصدر خارجي مدعوم من قوى إقليمية تسعى للهيمنة على السودان.
التلاعب بالمخاوف الأمنية: البرهان يسعى لإدخال الصراع ضمن إطار الأمن الإقليمي والدولي، حيث يصف قوات الدعم السريع بأنها "مهددة للأمن والسلم المحلي والإقليمي". هذا النهج يعمل على ربط مصير السودان بأمن المنطقة، مما يشجع القوى الدولية والإقليمية على دعم جيشه ضد الدعم السريع.
التعبئة الدولية والإقليمية: من خلال استثمار القمة الإفريقية الصينية، يحاول البرهان استمالة المجتمع الدولي، وخاصة الصين والدول الإفريقية، لدعم السودان. فهو يدعو إلى إعادة النظر في قرار الاتحاد الإفريقي بتجميد عضوية السودان، محاولاً إظهار أن السودان يمثل نقطة ارتكاز لاستقرار الإقليم. كما يحاول تعزيز صورة السودان كضحية بحاجة إلى دعم دولي لإعادة الإعمار والاستقرار.
التناقضات السياسية:
البرهان يُلمح إلى تورط قوى إقليمية في دعم قوات الدعم السريع دون تسميتها، مما يترك المجال مفتوحًا للتفسيرات المتعددة، ما يمكن أن يكون وسيلة لإبقاء الدول الإقليمية في حالة من الحذر والتوتر.
التحول إلى اللاعب الدولي: يعتمد البرهان على التحالفات الدولية لضمان بقاء نظامه في السلطة، من خلال التأكيد على دور الصين في إعادة الإعمار والتأهيل بعد الحرب. يُظهر هذا التوجه البرهان كلاعب يسعى للاستفادة من الأقطاب الدولية الكبرى لضمان استقرار السودان، متجنبًا الاعتماد الكلي على الغرب.
تحليل السياق:
يأتي هذا الخطاب في وقت تشتد فيه الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ويواجه السودان أزمة إنسانية غير مسبوقة. عبر خطابه، يحاول البرهان تعزيز موقفه السياسي الداخلي والدولي. فالحديث أمام قمة صينية إفريقية يعكس إدراكه لأهمية الدعم الصيني في استقرار السودان سياسيًا واقتصاديًا، وخاصة في ظل التوجه العالمي نحو تعدد الأقطاب.
الخاتمة:
تسعى استراتيجية البرهان الخطابية إلى تحشيد الرأي العام المحلي والدولي ضد قوات الدعم السريع عبر استخدام مصطلحات الإرهاب والمؤامرة، مما يعزز صورته كمدافع عن السودان ضد قوى الشر. ومن خلال التركيز على البعد الدولي للصراع، يحاول البرهان استمالة الدول الكبرى والإفريقية لدعم جهوده في القضاء على قوات الدعم السريع وإعادة بناء السودان.
الإطار العام للخطاب:
يستند خطاب البرهان إلى عدد من الاستراتيجيات الخطابية التي تهدف إلى تحقيق هدفين رئيسيين:
إضفاء الطابع الإرهابي على قوات الدعم السريع: يستند الخطاب إلى صياغة صورة لقوات الدعم السريع كـ "مليشيا إرهابية" تشكل تهديدًا ليس فقط للسودان بل للأمن الإقليمي والدولي. من خلال هذا التأطير، يحاول البرهان إضفاء شرعية على مطالبه بالحصول على دعم دولي لمحاربة هذه القوات، وربما تمهيد الطريق أمام تدخلات عسكرية أو دعم سياسي ودبلوماسي ضدها.
التركيز على التعاون الدولي: يوجه البرهان رسالته إلى المجتمع الدولي، مستندًا إلى حاجة السودان للدعم الدولي من أجل استعادة الأمن والاستقرار. إنه يربط دعوته بالقضايا الأوسع المتعلقة بالأمن الإقليمي، وذلك لتأطير معركته ضد الدعم السريع على أنها جزء من حرب عالمية ضد الإرهاب، بما في ذلك المليشيات المسلحة.
الاستراتيجية الخطابية:
من خلال منهج تحليل الخطاب، يمكن تحليل خطاب البرهان وفق عدد من الأدوات:
التأطير اللغوي:
"مجموعة إرهابية": البرهان يصنف قوات الدعم السريع بشكل صريح كمنظمة إرهابية. هذا التأطير اللغوي له تأثير كبير في توجيه السردية حول الصراع من مجرد تمرد داخلي إلى مستوى أعلى من الاستعجال والخطر. الإرهاب في الخطاب السياسي المعاصر يُستخدم كأداة لاستدعاء ردود فعل قوية من المجتمع الدولي، مما يسهل الحصول على الدعم المادي والسياسي.
"مؤامرة كبرى": يشير البرهان إلى أن الحرب منذ 15 أبريل 2023 ليست مجرد صراع داخلي بل مؤامرة متعمدة. هذه الصياغة تهدف إلى إثارة العواطف الوطنية وإبراز قوات الدعم السريع كمصدر خارجي مدعوم من قوى إقليمية تسعى للهيمنة على السودان.
التلاعب بالمخاوف الأمنية: البرهان يسعى لإدخال الصراع ضمن إطار الأمن الإقليمي والدولي، حيث يصف قوات الدعم السريع بأنها "مهددة للأمن والسلم المحلي والإقليمي". هذا النهج يعمل على ربط مصير السودان بأمن المنطقة، مما يشجع القوى الدولية والإقليمية على دعم جيشه ضد الدعم السريع.
التعبئة الدولية والإقليمية: من خلال استثمار القمة الإفريقية الصينية، يحاول البرهان استمالة المجتمع الدولي، وخاصة الصين والدول الإفريقية، لدعم السودان. فهو يدعو إلى إعادة النظر في قرار الاتحاد الإفريقي بتجميد عضوية السودان، محاولاً إظهار أن السودان يمثل نقطة ارتكاز لاستقرار الإقليم. كما يحاول تعزيز صورة السودان كضحية بحاجة إلى دعم دولي لإعادة الإعمار والاستقرار.
التناقضات السياسية:
البرهان يُلمح إلى تورط قوى إقليمية في دعم قوات الدعم السريع دون تسميتها، مما يترك المجال مفتوحًا للتفسيرات المتعددة، ما يمكن أن يكون وسيلة لإبقاء الدول الإقليمية في حالة من الحذر والتوتر.
التحول إلى اللاعب الدولي: يعتمد البرهان على التحالفات الدولية لضمان بقاء نظامه في السلطة، من خلال التأكيد على دور الصين في إعادة الإعمار والتأهيل بعد الحرب. يُظهر هذا التوجه البرهان كلاعب يسعى للاستفادة من الأقطاب الدولية الكبرى لضمان استقرار السودان، متجنبًا الاعتماد الكلي على الغرب.
تحليل السياق:
يأتي هذا الخطاب في وقت تشتد فيه الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ويواجه السودان أزمة إنسانية غير مسبوقة. عبر خطابه، يحاول البرهان تعزيز موقفه السياسي الداخلي والدولي. فالحديث أمام قمة صينية إفريقية يعكس إدراكه لأهمية الدعم الصيني في استقرار السودان سياسيًا واقتصاديًا، وخاصة في ظل التوجه العالمي نحو تعدد الأقطاب.
الخاتمة:
تسعى استراتيجية البرهان الخطابية إلى تحشيد الرأي العام المحلي والدولي ضد قوات الدعم السريع عبر استخدام مصطلحات الإرهاب والمؤامرة، مما يعزز صورته كمدافع عن السودان ضد قوى الشر. ومن خلال التركيز على البعد الدولي للصراع، يحاول البرهان استمالة الدول الكبرى والإفريقية لدعم جهوده في القضاء على قوات الدعم السريع وإعادة بناء السودان.