السودان في مواجهة الصراع والكوارث.. شعب بين فكي الحرب والأوبئة
الخميس 26/سبتمبر/2024 - 12:10 م
طباعة
أميرة الشريف
مع استمرار الصراع الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، ووسط انتشار الأوبئة وتفشيها جراء السيول الأخيرة، لا تزال الاشتباكات المستمرة تعقد المشهد السوداني بشكل غير مسبوق.
فاليوم يعاني السودان من واحدة من أخطر أزماته السياسية والإنسانية، إذ أصبحت البلاد غارقة في دوامة من العنف والتدهور الاقتصادي والاجتماعي، ما يزيد من معاناة الملايين من المواطنين.
الأوضاع في السودان تفاقمت بشكل حاد بعد اندلاع الصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، حيث تحولت العاصمة الخرطوم وبعض الولايات إلى ساحات قتال مفتوحة. الصراع ليس مجرد مواجهة بين قوات عسكرية، بل هو صراع على السلطة والنفوذ بين قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).
هذا النزاع العسكري الداخلي عمق من الانقسام السياسي وزاد من هشاشة الوضع الأمني في البلاد.
في هذا السياق، يعيش المواطن السوداني حالة من الرعب المستمر، حيث يتم استهداف المدنيين في بعض الأحيان، ويُجبرون على النزوح بحثًا عن الأمان.
وأفادت تقارير إعلامية باندلاع معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ الثانية فجراً وحتى الآن، وذلك في عدة محاور بالعاصمة الخرطوم.
كما لفت إلى أن الاشتباكات الأخيرة هي الأعنف، حيث رافقها تصعيد عسكري غير مسبوق في الخرطوم منذ الأشهر الماضية.
وأشار إلى أن أصوات الأسلحة الثقيلة والانفجارات العنيفة سُمعت بشكل متزامن في وسط وجنوب وشمال الخرطوم، حيث القيادة العامة ومنطقة المقرن، إلى جانب سلاحي الإشارة والمدرعات التابعين للجيش
كذلك تابع أن سماع دوي انفجارات متتالية في الأحياء المحيطة بسلاح المدرعات التابع للجيش في جنوب الخرطوم استمر حتى الصباح، إضافة إلى أصوات قذائف مدفعية وانفجارات متقطعة قرب سلاح الإشارة في مدينة بحري شمالي الخرطوم.
تأتي هذه التطورات العسكرية في وقت تشهد فيه الخرطوم تصعيداً واسعاً للقتال في جميع مقار وقواعد الجيش العسكرية بالعاصمة.
وكان رئيس لجنة الطوارئ الصحية بولاية الخرطوم محمد إبراهيم، قد أوضح للعربية/الحدث الجمعة الماضي، أن عدد الضحايا المدنيين في الخرطوم بلغ 5000 منذ تفجر القتال، بسبب القصف العشوائي لقوات الدعم السريع.
كما أضاف أن الاعتداءات التي سجلتها مستشفيات العاصمة من قبل تلك القوات بلغت 4742 وفاة و31272 مصاباً من المدنيين منذ بدء الحرب.
وأشار إلى أن المستشفيات أجرت أكثر من 20 ألف عملية جراحية لمصابين جراء القصف العشوائي.
وبسبب هذه الأوضاع، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان عن "قلقه البالغ" حيال تصعيد النزاع في السودان، فيما نددت الجمعيات الإنسانية بالجحيم الذي يعيشه المدنيون في هذا البلد، وفق بيانها.
وشدد غوتيريش للبرهان خلال لقاء بينهما الأربعاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عن قلق بالغ إزاء تصعيد النزاع في السودان، منددا بتداعياته المدمّرة على المدنيين السودانيين ومخاطر تمدّده إقليميا، وفق ما أفاد المتحدث باسم الأمين العام في بيان.
كذلك بحث الطرفان الحاجة إلى وقف إطلاق نار آني ودائم، والسماح بوصول الإغاثة الإنسانية إلى المدنيين "بدون عوائق".
بدوره، حذّر المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الأربعاء من أن الأوضاع باتت مروعة في السودان.
كما دعت وكالات تابعة للأمم المتحدة ودول أعضاء خلال المؤتمر إلى اتخاذ تدابير ملموسة لا سيما لحماية المدنيين وزيادة المساعدات الإنسانية غير الكافية إطلاقا لسد الحاجات.
كما لفت إلى أن الاشتباكات الأخيرة هي الأعنف، حيث رافقها تصعيد عسكري غير مسبوق في الخرطوم منذ الأشهر الماضية.
وأشار إلى أن أصوات الأسلحة الثقيلة والانفجارات العنيفة سُمعت بشكل متزامن في وسط وجنوب وشمال الخرطوم، حيث القيادة العامة ومنطقة المقرن، إلى جانب سلاحي الإشارة والمدرعات التابعين للجيش
كذلك تابع أن سماع دوي انفجارات متتالية في الأحياء المحيطة بسلاح المدرعات التابع للجيش في جنوب الخرطوم استمر حتى الصباح، إضافة إلى أصوات قذائف مدفعية وانفجارات متقطعة قرب سلاح الإشارة في مدينة بحري شمالي الخرطوم.
تأتي هذه التطورات العسكرية في وقت تشهد فيه الخرطوم تصعيداً واسعاً للقتال في جميع مقار وقواعد الجيش العسكرية بالعاصمة.
وكان رئيس لجنة الطوارئ الصحية بولاية الخرطوم محمد إبراهيم، قد أوضح للعربية/الحدث الجمعة الماضي، أن عدد الضحايا المدنيين في الخرطوم بلغ 5000 منذ تفجر القتال، بسبب القصف العشوائي لقوات الدعم السريع.
كما أضاف أن الاعتداءات التي سجلتها مستشفيات العاصمة من قبل تلك القوات بلغت 4742 وفاة و31272 مصاباً من المدنيين منذ بدء الحرب.
وأشار إلى أن المستشفيات أجرت أكثر من 20 ألف عملية جراحية لمصابين جراء القصف العشوائي.
وبسبب هذه الأوضاع، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان عن "قلقه البالغ" حيال تصعيد النزاع في السودان، فيما نددت الجمعيات الإنسانية بالجحيم الذي يعيشه المدنيون في هذا البلد، وفق بيانها.
وشدد غوتيريش للبرهان خلال لقاء بينهما الأربعاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عن قلق بالغ إزاء تصعيد النزاع في السودان، منددا بتداعياته المدمّرة على المدنيين السودانيين ومخاطر تمدّده إقليميا، وفق ما أفاد المتحدث باسم الأمين العام في بيان.
كذلك بحث الطرفان الحاجة إلى وقف إطلاق نار آني ودائم، والسماح بوصول الإغاثة الإنسانية إلى المدنيين "بدون عوائق".
بدوره، حذّر المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الأربعاء من أن الأوضاع باتت مروعة في السودان.
كما دعت وكالات تابعة للأمم المتحدة ودول أعضاء خلال المؤتمر إلى اتخاذ تدابير ملموسة لا سيما لحماية المدنيين وزيادة المساعدات الإنسانية غير الكافية إطلاقا لسد الحاجات.
وتفجر الصراع الدموي بين القوتين العسكريتين في 15 أبريل من العام
الماضي، حين كانت القيادات السودانية تناقش مسألة توحيد القوات العسكرية،
والعودة إلى المسار الديمقراطي.
ومنذ ذلك الحين حصدت المعارك نحو 20 ألف قتيل في عموم البلاد، وتسببت بدمار واسع في البنية التحتية.
كما أدت إلى خروج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.
في حين نزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع الحرب، بحسب أرقام الأمم المتحدة، معظمها تجد نفسها محاصرة في ظروف إنسانية كارثية، وفي ظل غياب الأمن وانتشار الميليشيات المسلحة، يجد المواطن العادي نفسه بين مطرقة الصراع وسندان الأزمات الاقتصادية التي تتفاقم يومًا بعد يوم.
الأوضاع الاقتصادية لا تقل سوءًا عن الأوضاع الأمنية، فالاقتصاد السوداني يعاني منذ سنوات من أزمة حادة، إلا أن الحرب الأخيرة زادت من حدة الانهيار الاقتصادي.
وارتفعت معدلات التضخم إلى مستويات قياسية، وأصبح الحصول على السلع الأساسية أمرًا صعبًا على غالبية السكان، فيما تراجعت قدرة الدولة على تقديم الخدمات العامة.
وأمام هذه الظروف المعيشية القاسية، يعاني السودانيون من تدهور جودة الحياة، خاصة في المناطق التي تشهد اشتباكات، حيث تتعرض البنية التحتية للدمار بشكل متكرر.
وبالإضافة إلى ذلك، جاءت السيول والأمطار الغزيرة لتزيد من معاناة السودانيين، هذه الكوارث الطبيعية لم تقتصر آثارها على تدمير المنازل والمزارع، بل أدت إلى تفشي الأوبئة والأمراض.
كذلك انتشار الكوليرا والملاريا وبعض الأمراض المرتبطة بتلوث المياه أصبح مشكلة صحية خطيرة، خصوصًا في ظل الانهيار شبه التام للنظام الصحي.
وتعاني المستشفيات من نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية، والعاملون في القطاع الصحي يجدون صعوبة في الوصول إلى أماكن عملهم بسبب الأوضاع الأمنية المتردية.
التحديات التي تواجه السودان اليوم ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة سنوات من الصراع الداخلي والاضطرابات السياسية.
بعد سقوط نظام الرئيس عمر البشير في عام 2019، ظن السودانيون أن بلادهم ستبدأ مرحلة جديدة نحو الديمقراطية والاستقرار، لكن المرحلة الانتقالية التي جاءت بعد الثورة واجهت عقبات كبيرة.
فالصراع بين القوى المدنية والعسكرية حول تقاسم السلطة، إلى جانب التدخلات الخارجية، ساهم في تأجيج الوضع وزيادة التوترات.
أما الدور الخارجي في الصراع السوداني لا يمكن تجاهله، حيث تسعى بعض القوى الإقليمية إلى تحقيق مصالحها عبر دعم طرف ضد الآخر.
فهذه التدخلات تزيد من تعقيد الوضع وتعيق أي جهود حقيقية لحل النزاع. وبينما تحاول بعض الدول التوسط من أجل التوصل إلى حل سياسي، يبقى الوضع على الأرض متفجراً، مما يجعل من الصعب تحقيق تقدم ملموس نحو السلام.
ومع استمرار هذه الأزمة المتعددة الأوجه، يبقى السؤال حول مستقبل السودان معلقًا في الهواء.. هل سيتمكن الأطراف المتصارعة من التوصل إلى تسوية سياسية توقف نزيف الدم وتعيد الاستقرار إلى البلاد؟ أم أن السودان سيظل عالقًا في هذه الحلقة المفرغة من العنف والفقر والانقسام؟ في ظل غياب حل واضح في الأفق، يبقى الشعب السوداني هو الخاسر الأكبر، حيث يعيش الملايين تحت رحمة حرب لا يعرفون متى ستنتهي.
ويري مراقبون أنه من الواضح أن حل الأزمة في السودان يتطلب جهودًا شاملة تتجاوز مجرد إنهاء الصراع المسلح. فهناك حاجة ماسة إلى إعادة بناء الاقتصاد وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، بالإضافة إلى إعادة الثقة بين القوى السياسية المختلفة.
ويري مراقبون أنه من الواضح أن حل الأزمة في السودان يتطلب جهودًا شاملة تتجاوز مجرد إنهاء الصراع المسلح. فهناك حاجة ماسة إلى إعادة بناء الاقتصاد وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، بالإضافة إلى إعادة الثقة بين القوى السياسية المختلفة.
بدون تحقيق هذه الأهداف، سيظل السودان في دائرة الأزمات المستمرة، ما يهدد مستقبل أجيال قادمة ويجعل الاستقرار حلمًا بعيد المنال.