تداخل المصالح.. كيف يعزز الهجوم الإيراني على إسرائيل التحالف بين حماس وطهران

الأربعاء 02/أكتوبر/2024 - 07:07 ص
طباعة تداخل المصالح.. أميرة الشريف
 
بعد الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير على إسرائيل، يتجلى مشهد معقد من التوترات والردود السياسية والعسكرية في المنطقة. 
ويُعتبر هذا الهجوم جزءًا من سلسلة من الأحداث التي تصاعدت بشكل ملحوظ بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وزعيم حركة حماس، إسماعيل هنية.
 يأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه المنطقة حراكًا دبلوماسيًا مستمرًا، لكنه يعكس أيضًا الانقسامات العميقة والمخاطر المحتملة التي قد تؤدي إلى تصعيد أكبر.
وقد، أعلنت إيران، من خلال الحرس الثوري، عن تنفيذ عملية إطلاق مئات الصواريخ الباليستية مستهدفة عمق الأراضي الإسرائيلية، مُشيرة إلى أن هذا الهجوم جاء كرد فعل على اغتيالات قيادات المقاومة. في بيانها، اعتبرت "حماس" أن هذه العملية تمثل رداً بطولياً ومشرّفاً، مشيدة بما وصفته بـ"القوة الإيرانية" في مواجهة العدو الصهيوني. هذه العلاقة القوية بين حماس وإيران توضح كيف أن الحلفاء الإقليميين يمكن أن يؤثروا بشكل كبير على مسارات الصراع في الشرق الأوسط.
تظهر الردود من الطرفين، سواء من إيران أو من حماس، أن هناك ترابطًا وثيقًا في كيفية النظر إلى التهديدات المتزايدة من إسرائيل، حيث تعتبر حماس أن دعم إيران لها هو جزء أساسي من استراتيجيتها في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، مما يعكس تحولًا استراتيجيًا في علاقات القوى في المنطقة. 
دعم إيران لحماس قد يعزز موقف الحركة، خاصة مع تصاعد القلق بين الفصائل الفلسطينية من الممارسات الإسرائيلية.
وأعربت حركة "حماس" عن تأييدها للهجوم الصاروخي، حيث قالت الحركة: "نبارك عملية إطلاق الصواريخ البطولية التي ينفذها الحرس الثوري الإيراني"، واعتبرت هذا الرد الإيراني بمثابة رسالة قوية ضد "العدو الصهيوني" وحكومته، مما يعكس تصميمهم على كبح الإرهاب.
في هذا السياق، أكد الحرس الثوري الإيراني أنه أطلق مئات الصواريخ الباليستية نحو العمق الإسرائيلي، مشددًا على أن هذا الهجوم يأتي كاستجابة مباشرة لاغتيالات نصر الله وهنية، بالإضافة إلى القيادي في الحرس، عباس نيلفروشان.
وأوضح بيان الحرس الثوري أنه تم المصادقة على العملية في مجلس الأمن القومي الإيراني، مع التأكيد على توافقها مع الحقوق القانونية للدولة والقوانين الدولية.
كما حذر البيان إسرائيل من أن الرد على هذه العملية سيواجه بـ"هجمات قاسية ومدمرة" في المستقبل، مشيرًا إلى أن هذا الهجوم جاء بعد فترة من ضبط النفس، ونتيجة لانتهاك سيادة الجمهورية الإسلامية من خلال اغتيال هنية، مؤكدًا على حق إيران في الدفاع عن نفسها وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.
ومع تصاعد هذه الأحداث، هناك العديد من السيناريوهات المحتملة التي يمكن أن تتشكل في المستقبل القريب، من الناحية العسكرية، قد يؤدي هذا التصعيد إلى ردود فعل عسكرية من قبل إسرائيل، حيث يمكن أن تستهدف القوات الإسرائيلية المواقع الإيرانية في سوريا أو أي نقاط تواجد لحلفاء إيران في المنطقة. 
هذا النوع من الردود قد يؤدي إلى دورة جديدة من العنف، قد تشمل استهداف جماعات مثل حزب الله، والتي قد تشن هجمات انتقامية في حال تعرضت مواقعها للضغوط.
في نفس السياق، من المحتمل أن تشهد حماس زيادة في الدعم الإقليمي والدولي، حيث أن الفصائل الفلسطينية الأخرى، بما في ذلك الجهاد الإسلامي، قد تنظر إلى هذا الهجوم كفرصة لتعزيز موقفها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. 
وقد يفتح الدعم الإيراني لحماس لتعاون أكبر بين الفصائل، مما يشكل جبهة موحدة ضد التهديدات المشتركة.
علاوة على ذلك، يمكن أن يكون لهذا الهجوم تأثير كبير على التوازنات الإقليمية، دول مثل تركيا وقطر قد تسعى لتعزيز دورها كوسيط أو داعم للفصائل الفلسطينية.
 وقد تكون هذه الدول حريصة على توسيع نفوذها في المنطقة، مما يعكس تغييرًا في الديناميكيات الإقليمية.
 من الممكن أيضًا أن تعمل هذه الدول على تقديم دعم اقتصادي أو سياسي لحماس، مما يساعدها على تعزيز موقفها ضد الضغوط الإسرائيلية.
على المستوى الدولي، قد تترتب على هذا الهجوم تداعيات معقدة، فالولايات المتحدة، التي تعتبر إسرائيل حليفًا رئيسيًا، قد تواجه تحديات جديدة في سياستها تجاه إيران.
ويمكن أن تشمل ردود الفعل الأمريكية فرض عقوبات إضافية على طهران، مما يزيد من التوترات في العلاقات بين البلدين، كما أن هذا التصعيد قد يستدعي أيضًا تحركات دبلوماسية جديدة.
ويري مراقبون أنه حال استمرار الوضع على هذا المنوال، فقد تؤثر هذه الأحداث سلبًا على جهود السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، في المفاوضات التي قد تكون قد أحرزت تقدمًا بسيطًا ستتعرض لضغوط شديدة، مما يقلل من فرص الحوار والتسوية السلمية.
وقد تدفع التوترات المتزايدة الفصائل الفلسطينية إلى العودة إلى مربع العنف، مما يجعل من الصعب جدًا التوصل إلى اتفاقات سلمية مستقبلية.
ويبقي الوضع في المنطقة بعد هذه الضربة معقدًا ومليئًا بالتحديات، حيث يجب على جميع الأطراف المعنية أن تتخذ خطوات مدروسة لتفادي الانزلاق إلى صراع أوسع، كذلك يتطلب ذلك تقييمًا دقيقًا للخطوات القادمة، حيث أن كل قرار قد يحمل تبعات قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع بدلاً من تهدئتها، فالتواصل والدبلوماسية هما المفتاح لتجنب التصعيد، ولكن مع تصاعد الانقسامات والتهديدات، فإن المستقبل يبدو غامضًا وغير مؤكد.

شارك