الروم الكاثوليك : نطمح ان تصان كرامة كل سوري ويحصل كل مواطن علي حقوقه

الثلاثاء 10/ديسمبر/2024 - 08:40 م
طباعة الروم الكاثوليك : روبير الفارس
 
بين امل  ورجاء يغلفه قرب الاحتفال بعيد الميلاد .وخوفا من مستقبل مجهول مازالنا نتابع حالة القلق التي يعيشها مسيحيو سوريا  حيث صدر بيانا  عن بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك جاء فيه "لأنه هو سلامنا، هو الذي جعل من الشعبين واحداً، إذ نقض الحائط الحاجز بينهما، أي العداوة ... ليكون في نفسه من الاثنين إنساناً واحداً جديداً، بإحلال السلام بينهما." (أف ٢:(١٤-١٧
إلى الإخوة والأبناء الأحباء
في زمن نستعد فيه للاحتفال بميلاد السيد المسيح، وفي اليوم الثامن من كانون الأول ٢٠٢٤ حدث كبير هز سورية، مهد الأديان وأرض منبت الحضارات. فتحت فيه صفحة جديدة. أجل، يطمح كل سوري أن تصان كرامته، ويقوم بواجباته، ويُحصل حقوقه كإنسان مواطن.
هذه المرحلة التي يمر فيها وطننا الحبيب تتطلب الكثير من الحكمة والتعقل والتآزر وتوحيد جهود جميع مكونات الشعب السوري لبناء بلد المواطنة والسلام والأمن. في هذا البلد تعمل المؤسسات على تقدم الوطن وازدهاره لتحقق المساواة لجميع مكونات النسيج السوري.
تدعو بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك جميع المواطنين للتحلي بالحكمة والعقلانية والصبر والعمل معاً لتجاوز هذه المرحلة الصعبة، والتعاون مع من هم في موقع السلطة والمسؤولية لتحقيق الأمن والسلام ولبناء وطننا سورية.
وفي الختام نطلب متضرعين إلى المسيح ملك السلام الذي ولد في بيت لحم أن يحل الأمن والسلام في وطننا وفي العالم. ونسبح مع الملائكة قائلين: "المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام للناس الذين بهم المسرة." وفي سياق متصل  قال الأب بهجت قره قاش الفرنسيسكاني، كاهن رعيّة حلب للاتين، لفاتيكان نيوز، أن المسيحيين، "مثلهم كمثل جميع السوريين"، كانوا "منهكين تمامًا من العيش في ظل النظام"، حيث "لم يكن هناك تنمية ولا نمو اقتصادي". وأكد أن "الأمر لا يتعلق بالعيش، بل بالبقاء على قيد الحياة".
وأشار إلى أن المعارضة قد أظهرت خلال السنوات القليلة الماضية تسامحًا متزايدًا تجاه المسيحيين، بما في ذلك إعادة الممتلكات المصادرة. وقال إنه بعد أن سيطروا على حلب وانتقلوا جنوبًا، كانوا يرسلون "رسائل قوية جدًا من التسامح" إلى جميع الأقليات، بما في ذلك المسيحيين.
كما أكد الأب قره قارش على واجب المجتمع الدولي في "القيام بدوره في استقرار البلاد، ومساعدة السوريين في وضع دستور جديد يحترم جميع حقوق الجميع". وقال الراهب الفرنسيسكاني السوري: "هذا هو أملنا، ولكن علينا أن نرى كيف ستسير الأمور".
هل يصدق  الجولاني ؟!
أما المطران حنا جلوف، النائب الرسولي في حلب، فشكر الله على أن انتقال السلطة تم دون إراقة دماء.
وقال المطران لموقع فاتيكان نيوز، إنه التقى بالجولاني، قائد "هيئة تحرير الشام"، الذي أعطاه "تأكيدات على أن المسيحيين وممتلكاتهم لن يتم المساس بها، وأن [المسلحين] سيستجيبون لجميع طلباتنا المشروعة". وقال إنه حتى الآن، كان المعارضون صادقين في كلمتهم، وعاملوا المسيحيين "بلطف كبير".
نصف مليون قتيل
كان الأب فراس لطفي، كاهن رعيّة اللاتين في دمشق، أكثر تفاؤلاً بعض الشيء، حيث وصف سقوط النظام بأنه "هدية تأتي إلينا في عيد مريم: ولادة سورية الجديدة بعد 53 عامًا من الحكم الدكتاتوري المتعطش للدماء"، مشدّدًا على أن الأسد ترك وراءه "أكثر من نصف مليون قتيل" و"اقتصادًا في حالة خراب".
وأكد أن اللحظة الحالية هي الوقت المناسب "للاحتفال بولادة سورية الجديدة". لكنه أشار إلى أن هناك أسئلة مهمة يجب طرحها حول مستقبل البلاد، وخاصة في ضوء التنوّع الواسع للجماعات المسلحة -بما في ذلك العديد من المقاتلين الأجانب- التي تمسك بالسلطة الآن.
وأعرب الكاهن عن أمله في أن يتمكن السوريون، جنبًا إلى جنب مع المجتمع الدولي الذي قال أنه "ساعد المعارضة بالتأكيد على استعادة السلطة"، من قيادة البلاد إلى "نهضة حقيقية ونهائية، حيث تسود الديمقراطية وحقوق الإنسان، وحيث يتم احترام السوريين من جميع الأديان والأعراق والطوائف".
اليونان
أعرب رئيس الحكومة اليونانية كيرياكوس ميتسوتاكيس عن وقوف اليونان حكومةً وشعباً إلى جانب بطريركية أنطاكية وسائر المشرق في ضوء ما جرى ويجري في سوريا ولبنان. كلام رئيس الحكومة جاء في اتصال هاتفي مع البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس. من جهته شكر البطريرك لرئيس الحكومة موقفه وتضامنه في ظل ما تشهده المنطقة وسوريا خاصةً من تغيرات. وشدد الطرفان على عمق العلاقة التي تجمع كنيسة أنطاكية باليونان.

شارك