وأدلى نتنياهو بهذه التعليقات من فوق قمة الجبل - أعلى قمة في المنطقة - التي تقع داخل سوريا، على بعد نحو 10 كيلومترات (6 أميال) من الحدود مع مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

ويبدو أن هذه هي المرة الأولى التي تطأ فيها قدم زعيم إسرائيلي في السلطة هذا العمق في سوريا. وقال نتنياهو إنه كان على قمة جبل الشيخ قبل 53 عاما كجندي، لكن أهمية القمة لأمن إسرائيل زادت في ضوء الأحداث الأخيرة.

سيطرت إسرائيل على مساحة واسعة من جنوب سوريا على طول الحدود مع مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل في الأيام التي أعقبت الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد على يد المتمردين .

وأثار استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة ، وهي منطقة منزوعة السلاح تبلغ مساحتها نحو 400 كيلومتر مربع (155 ميلا مربعا) في الأراضي السورية، موجة من الإدانة، حيث اتهم المنتقدون إسرائيل بانتهاك وقف إطلاق النار لعام 1974 وربما استغلال الفوضى في سوريا في أعقاب الإطاحة بالأسد للاستيلاء على الأراضي.

وتوجه نتنياهو إلى المنطقة العازلة برفقة وزير الدفاع يسرائيل كاتس، الذي قال إنه أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بإنشاء وجود سريع بما في ذلك التحصينات، تحسبا لما قد يكون إقامة طويلة في المنطقة.

وأضاف كاتس أن "قمة جبل الشيخ هي عيون دولة إسرائيل لتحديد أعدائنا القريبين والبعيدين".

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته تماشيا مع اللوائح العسكرية، إنه لا توجد خطة لإجلاء السوريين المقيمين في القرى داخل المنطقة العازلة.

أنشأت الأمم المتحدة المنطقة العازلة بين سوريا ومرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل بعد حرب عام 1973. ومنذ ذلك الحين، قامت قوة تابعة للأمم المتحدة قوامها نحو 1100 جندي بدوريات في المنطقة.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن تقدم القوات الإسرائيلية، مهما طال أمده، ينتهك اتفاق عام 1974 الذي أنشأ المنطقة العازلة.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن هذا الاتفاق "يجب احترامه، والاحتلال هو الاحتلال، سواء استمر أسبوعا أو شهرا أو عاما فإنه يظل احتلالا".

ولم يصدر تعليق فوري من هيئة تحرير الشام، الجماعة المتمردة التي قادت الإطاحة بالأسد، أو من الدول العربية.

لا تزال إسرائيل تسيطر على مرتفعات الجولان، التي استولت عليها من سوريا خلال حرب عام 1967 وضمتها لاحقًا - وهي الخطوة التي لم يعترف بها معظم المجتمع الدولي. يتم تقسيم قمة جبل الشيخ بين مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل ولبنان وسوريا. الولايات المتحدة فقط هي التي تعترف بسيطرة إسرائيل على مرتفعات الجولان. 

وفي العاصمة السورية دمشق، أعادت قطر فتح سفارتها رسميا، الثلاثاء، بعد نحو 13 عاما من قطع العلاقات الدبلوماسية مع حكومة الأسد.

وكانت قطر جددت في بيان سابق تأكيدها على "رفضها القاطع للسياسات القمعية التي ينتهجها النظام ضد الشعب السوري". وأغلقت معظم السفارات الأجنبية في سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية في البلاد في عام 2011.

رفعت السفارة الفرنسية في دمشق علمها الثلاثاء في "لفتة رمزية" لإظهار الدعم للشعب السوري خلال المرحلة الانتقالية. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن إعادة فتح السفارة تتوقف على التقييم الجاري للظروف السياسية والأمنية.

كما أعيد مؤخرا افتتاح السفارة التركية في دمشق.