"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
الإثنين 23/ديسمبر/2024 - 11:45 ص
طباعة

تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 23 ديسمبر 2024.
الخليج: غارات أمريكية تستهدف منشأة صواريخ ومقر قيادة بصنعاء
أعلن الجيش الأمريكي أنه نفذ ضربات جوية «دقيقة» في صنعاء مستهدفاً منشأة لتخزين الصواريخ ومرفق قيادة وتحكم، بينما نجا طياران من البحرية الأمريكية من تحطم طائرتهما المتطورة، أمس الأحد، فوق البحر الأحمر بعدما أسقطها «عن طريق الخطأ» صاروخ أطلق من طراد أمريكي، لكن الحوثيين قالوا: إنهم أسقطوها واستهدفوا حاملة الطائرات «يو إس إس هاري ترومان» وعدداً من المدمرات التابعة لها.
وبعد ساعات من إصابة صاروخ حوثي تل أبيب، نفذ الجيش الأمريكي ضربات جوية دقيقة ضد أهداف للحوثيين في صنعاء، وطال القصف الأخير منطقتي عطان وجبل نقم وسط العاصمة صنعاء تحديداً على مستودع لتخزين الصواريخ ومنشأة للقيادة والسيطرة تديرهما جماعة الحوثي.
كما قالت القيادة الوسطى الأمريكية «سنتكوم»: إن قواتها أسقطت أيضاً خلال العملية طائرات مسيرة عدة للحوثيين فوق البحر الأحمر إضافة إلى صاروخ مضاد للسفن.
وأضافت «سنتكوم»، في بيان إن «هذه الضربات جاءت بهدف تعطيل وإضعاف عمليات الحوثيين، بما في ذلك الهجمات التي تستهدف السفن الحربية الأمريكية وسفن الشحن التجارية في جنوب البحر الأحمر، وباب المندب، وخليج عدن».
وأعلن الإعلام الحوثي، عن تعرض محافظة الحديدة الساحلية، غربي اليمن لقصف أمريكي بريطاني، وذلك بعد ساعات من قصف استهدف مواقع حوثية في صنعاء، وقالت المصادر: إن قصفاً أمريكياً بريطانياً استهدف جبل الجدع في مديرية اللحيّة التابعة لمحافظة الحديدة، دون ذكر أي تفاصيل عن عدد الغارات ونتائج الاستهداف. إلى ذلك، أعلن الجيش الأمريكي، صباح أمس الأحد، إسقاط طائرة مقاتلة من طراز «إف/إيه-18 هورنت» عن طريق الخطأ فوق البحر الأحمر، مما أجبر الطيارين على القفز بالمظلة ونجاتهما.
وقال: إن الحادث وقع أثناء مهمة للطائرة المقاتلة التي كانت تحلق فوق حاملة الطائرات «هاري إس ترومان»، وأوضح أن إحدى السفن المرافقة، وهي الطراد الصاروخي «جيتيسبيرغ»، أطلقت النار عن طريق الخطأ على الطائرة، مما أدى إلى تدميرها.
وبالمقابل، قال متحدث باسم الحوثيين: إنهم أسقطوا طائرة «إف 18»أثناء محاولة التصدي للطائرات الأمريكية والبريطانية، التي شنت غارات على اليمن، وأضاف المتحدث: إنهم استهدفوا أيضاً حاملة الطائرات «يو إس إس هاري ترومان» وعدداً من المدمرات التابعة لها.
وتأتي هذه التطورات، بينما توعّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الحوثيين بالتحرّك ضدهم «بقوة وتصميم»، وسط حديث مسؤولين أمنيين إسرائيليين عن استعداد تل أبيب لشن هجوم آخر في اليمن، يتضمن مشاركة دول أخرى، وذلك بعد فشل منظومتها الدفاعية في التصدي أمس الأول السبت لصاروخ باليستي آخر أُطلق من اليمن، وسقط في تل أبيب مخلفاً 23 مصاباً على الأقل وأضراراً بعشرات الشقق في المنطقة.
وفي وقت لاحق، قال سلاح الجو الإسرائيلي، في نتائج تحقيق بشأن فشله في اعتراض الصاروخ: إن الصاروخ سقط في تل أبيب بسبب خلل في الصاروخ الاعتراضي، وليس في منظومة الدفاع الجوي نفسها.
الشرق الأوسط: إسرائيل تحض واشنطن على ضربة مزدوجة لإيران والحوثيين
بعد تزايد الشكوك حول مشاركة الأقمار الصناعية الإيرانية في توجيه الصواريخ الحوثية التي استهدفت إسرائيل وتمكنت من اختراق منظوماتها الدفاعية المتطورة، كشفت مصادر سياسية في تل أبيب عن جهود حثيثة لإقناع الإدارة الأميركية بوضع خطة لتنفيذ ضربة عسكرية واسعة ومزدوجة تستهدف الحوثيين في اليمن وإيران في الوقت ذاته.
وأوضحت المصادر أن أجهزة الأمن الإسرائيلية ترى أن الحوثيين يعملون باستقلالية نسبية، لكنهم يحظون بدعم إيراني كبير لا يقتصر على توفير المال والعتاد والخبرات، بل يشمل أيضاً توجيه الصواريخ. وكشفت التحقيقات الداخلية عن أن الصواريخ الأخيرة التي أطلقها الحوثيون باتجاه إسرائيل كانت تتميز بتقنيات متقدمة وغير مألوفة، تضمنت منظومة تسمح بزيادة كمية الوقود، ما يمنح الصاروخ القدرة على التحليق فوق هدفه لفترة أطول ويصعّب عملية اعتراضه.
وأشارت التحقيقات إلى أن منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية «حيتس»، رغم تطورها الكبير، لم تتمكن من التعامل بفاعلية مع هذه الصواريخ الإيرانية. ففي المرة الأولى، صباح الأربعاء، أصابت المنظومة الصاروخ جزئياً، مما أدى إلى سقوط رأسه على مدرسة في رمات غان قرب تل أبيب. أما في المرة الثانية، فجر الجمعة، فقد أخفقت المنظومة تماماً في إصابة الصاروخ، الذي سقط في ساحة بين مبانٍ سكنية في يافا.
وقال روعي كهنوفتش، الخبير في الشؤون الإيرانية، إن «إيران ترفض الاعتراف بفشل خطتها لتطويق إسرائيل بحزام ناري من أذرعها الإقليمية، رغم الضربات القاسية التي تلقتها، بما في ذلك انهيار القدرات العسكرية لـ(حماس)، وضعف (حزب الله)، وانهيار نظام بشار الأسد. وتلجأ إيران إلى استعراض قوتها عبر الحوثيين».
وأضاف كهنوفتش أن إيران «رغم أنها تبدو كمن يواصل ضرب رأسه بالحائط، فإنها تستند إلى دوافع عقائدية وترفض إيقاف الحرب». وأكد أنه «ما دام بقي نظام الحكم في إيران بقيادة الملالي، فإن الهجمات ستستمر من اليمن، ولا يُستبعد أن توجه إيران ضربات مباشرة لإسرائيل في المستقبل».
من المعروف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حاول منذ زمن طويل إقناع الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، لكنه لم ينجح؛ إذ إن الإدارات الأميركية المتعاقبة ما زالت تفضّل السعي لتحقيق اتفاق مع طهران عبر الطرق الدبلوماسية. وحتى الإدارة الجمهورية المقبلة برئاسة دونالد ترمب، التي تؤمن بأهمية توجيه ضربة عسكرية قوية لإيران، تفضل أولاً استخدام التهديد لتغيير سلوك إيران، وفي حال لم تستجب، يتم اللجوء إلى العمل العسكري.
مع ذلك، تؤكد الإدارة الأميركية أن أي ضربة عسكرية ضد إيران ستكون مسؤولية إسرائيل وحدها وليست أميركية. هذا الموقف دفع نتنياهو إلى التردد بشأن اتخاذ قرار نهائي بتوجيه الضربة أو التراجع عنها.
واليوم، ومع استمرار تكرار القصف الصاروخي من قبل الحوثيين، تقترح إسرائيل على الإدارة الأميركية تنفيذ ضربة مزدوجة. فقد أطلق الحوثيون باتجاه إسرائيل 200 صاروخ و171 طائرة مسيّرة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وخلال الشهر الحالي وحده شنوا هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة 10 مرات.
وترى إسرائيل أن هذه الهجمات لا تمثّل مجرد ضربات عسكرية، بل هي تحدٍّ فظ لقوتها الاستراتيجية، التي تتفاخر بإنجازاتها في غزة ولبنان وسوريا، كما أنها تحدٍّ للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الذي يحاول لجم التهديدات الحوثية للملاحة في البحر الأحمر، والذي يُلحق ضرراً استراتيجياً للتجارة الدولية برمتها.
وتقول إسرائيل لواشنطن إنه «من الضروري التركيز على التهديد اليمني بالتعاون مع الإدارة الأميركية ودول المنطقة، والعمل على دفع معركة مستمرة تُفضي في النهاية إلى إسقاط النظام الحوثي. تحقيق هذه النتيجة سيمثّل ضربة قاصمة للمحور بأكمله، وخصوصاً لإيران، كما سيضمن حرية الملاحة في البحر الأحمر مستقبلاً. أي خطوة أخرى لن تُحدث تغييراً جوهرياً، بل قد تُسهم في تعزيز قوة الحوثيين».
يقول الدكتور داني سترينوفيتش، الباحث في برنامج إيران بمعهد بحوث الأمن القومي في تل أبيب، الذي خدم لفترة طويلة في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان»، إن «الاعتقاد بأن الهجمات الإسرائيلية والأميركية على مواقع البنية التحتية للحوثيين ستخلق رادعاً لمنظمة الحوثيين الإرهابية هو اعتقاد خاطئ من الأساس. فبعد مرور أكثر من 14 شهراً على الحرب، أصبح واضحاً أن الاستراتيجية الحالية لدولة إسرائيل لا تحقق التغيير المطلوب لوقف النار من اليمن باتجاه إسرائيل».
ويضيف سترينوفيتش: «فقط معركة طويلة الأمد ومتواصلة، بمشاركة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، تستهدف القيادة الحوثية وقدرات إنتاج وإطلاق الأسلحة التي تمتلكها المنظمة، يمكن أن تغير الوضع جذرياً. وفي نظرة مستقبلية، ينبغي استثمار الموارد الضرورية والعمل على إسقاط حكم الحوثيين في اليمن لتحقيق هذا الهدف».
وزاد: «ينبغي عدم الاستهانة بقدرات الحوثيين. فضعفهم في حد ذاته يجعل من الصعب تحقيق ميزان ردع فعّال ضدهم؛ إذ لا يوجد هدف محدد إذا تم استهدافه سيؤدي تلقائياً إلى تحقيق هذا الميزان. هذه الحقيقة تتطلب (تفكيراً من خارج الصندوق)، يقوم على وقف الهجمات العشوائية ضد الحوثيين والانتقال إلى تنفيذ حملة طويلة الأمد ومنسقة بمشاركة أذرع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة».
وتابع: «الهدف المركزي لهذه الحملة يجب أن يكون تصفية القيادة الحوثية، إلى جانب تعطيل قدراتهم على إنتاج وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة. كما يجب أن تشمل الحملة قطع الدعم الإيراني الذي يعزّز قدراتهم ويطيل أمد تهديداتهم».
العربية نت: "الحوثي" تعلن استهداف حاملة طائرات أميركية ومدمرات تابعة لها
قالت جماعة الحوثي الأحد إنها استهدفت حاملة الطائرات الأميركية "ترومان" ومدمرات تابعة لها.
يأتي هذا الإعلان بعد أن نفذ الجيش الأميركي ضربات جوية دقيقة ضد أهداف للحوثيين في صنعاء، بينها منشأة لتخزين الصواريخ و"مرفق قيادة وتحكم".
وطال القصف الأخير منطقتي عطان وجبل نقم وسط العاصمة صنعاء تحديدا على مستودع لتخزين الصواريخ ومنشأة للقيادة والسيطرة تديرهما جماعة الحوثي.
كما قالت القيادة الوسطى الأميركية "سنتكوم" إن قواتها أسقطت أيضا خلال العملية طائرات مسيرة عدة للحوثيين فوق البحر الأحمر إضافة إلى صاروخ مضاد للسفن.
وفي وقت سابق، أعلنت ميليشيا الحوثي، عن تعرض محافظة الحديدة الساحلية، غربي اليمن لقصف أميركي بريطاني، وذلك بعد ساعات من قصف استهدف مواقع حوثية في صنعاء.
وقالت وسائل إعلام حوثية، في وقت مبكر من فجر الأحد، إن قصفاً أميركيا بريطانيا استهدف جبل الجدع في مديرية اللحيّة التابعة لمحافظة الحديدة، دون ذكر أي تفاصيل عن عدد الغارات ونتائج الاستهداف.
ومساء السبت، أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن قواتها "نفذت ضربات جوية دقيقة استهدفت منشأة لتخزين الصواريخ ومرفق قيادة وتحكم تابع للحوثيين المدعومين من إيران في صنعاء".
وأضافت في بيان أن "هذه الضربات جاءت بهدف تعطيل وإضعاف عمليات الحوثيين، بما في ذلك الهجمات التي تستهدف السفن الحربية الأمريكية وسفن الشحن التجارية في جنوب البحر الأحمر، وباب المندب، وخليج عدن".
ومنذ مطلع العام الجاري يشن تحالف عسكري بقيادة أميركا هجمات على اليمن، ويقول إنها تستهدف مواقع الحوثيين رداً على هجماتهم في البحر الأحمر التي تلاحق السفن المرتبطة بإسرائيل وأميركا وبريطانيا، ويقول الحوثيون إنها مساندة لغزة، بينما تعتبرها أميركا وحلفاؤها تهديداً للملاحة الدولية.
كهوف ومخابئ تحت الأرض.. تحقيق يكشف مواقع قواعد الحوثي السرية
استنفرت جماعة الحوثي، منذ عام في إعادة تعبئة قدراتها وقواتها ومخابئ قادتها، وأجرت تحديثات شاملة لأنظمة الأمن والاحترازات وتكتيكات الانتشار والتوزيع، وآليات تمركز القيادة والعمليات، هروبا من الهجمات الأمريكية البريطانية، وكذلك الهجمات الإسرائيلية، التي تستهدف الجماعة منذ يناير الماضي، على خلفية استهدافها للسفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن وفي البحر العربي تحت شعار نصرة غزة والأقصى.
وقبل ذلك، تمكنت الجماعة من بناء مرافق حصينة تحت الأرض وأسفل الجبال في المناطق الوعرة لتجنب الغارات الجوية لمقاتلات "عاصفة الحزم - إعادة الأمل" التي أطلقتها دول التحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية في 26 مارس 2015 بقيادة السعودية، إذ نجحت الجماعة بتخبئة بعض الأسلحة والذخائر الاستراتيجية التي استولت عليها من مخازن الجيش اليمني وتلك التقنيات والقطع المتطورة التي تدفقت إليها من إيران.
وبحسب تحقيق أجرته منصة "ديفانس لاين" - منصة يمنية مستقلة مهتمة بالشأن الأمني والعسكري-، فإن جماعة الحوثي تستفيد من عقيدتها المتراكمة كحركة تمرد مسلحة ترتكز على حروب العصابات وقتال الجبال، إلى جانب تقليد أساليب إيران والجماعات التابعة لها، وقد ساهم خبراء الحرس الثوري وحزب الله في تأمين تحصينات حوثية.
وقامت بتوزيع القواعد العسكرية على مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها، مع التركيز على محافظة صعدة بدرجة رئيسية، والمحافظات الجبلية المجاورة، عمران وحجة، لتحديث وبناء قواعد سرية كبيرة وشبكات كثيرة من الطرق، ثم العاصمة صنعاء والمرتفعات المحيطة بها، وكذلك محافظة الحديدة والمرتفعات الغربية المطلة على البحر الأحمر.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية و"غوغل إيرث" قيام الجماعة بإنشاء عشرات من القواعد الرئيسية والفرعية في جبال صعدة والسلسة الجبلية المجاورة في عمران وحجة والجوف، وحفر مغارات تحت الأرض لتخزين الأسلحة والمعدات والوقود والأموال وقواعد لتخبئة واطلاق الصواريخ ومنصات للذخائر الجوية والطائرات المسيرة ومراكز لمنظومات المراقبة والاستطلاع، والقيادة والسيطرة وملاجئ للخبراء والمستشارين الأجانب.
وبينت نتائج تحليل الصور وجود أعمال انشائية واسعة في مدينة صعدة ومديريات الصفراء وسحار وحيدان وساقين والبقع وكتاف.
وكانت تلك الجغرافيا الاستراتيجية مسرحا لعدد غير قليل من الضربات الجوية الأميركية البريطانية، وبعض غارات قاذفة "الشبح" الأميركية التي استهدفت منشئات تحت الأرض، يوم 17 أكتوبر، وقعت في قاعدتين للحوثيين بصعدة.
وفي محافظة الجوف، تبين صور "غوغل إيرث" ومصادر الاستخبارات المفتوحة التي قام فريق "ديفانس لاين" بتحليلها، وجود منشئات عسكرية حوثية واستحداثات مستمرة في المرتفعات الجبلية بالمحافظة، وتتركز في السلاسل الجبلية في مديريات الزاهر والحميدات المحاذية لحرف سفيان عمران، ومديرية خراب المراشي التي تربط بين الجوف وعمران وصعدة، وكذلك مديرية رجوزة الجبلية التي تشهد نشاطات عسكرية حوثية مكثفة، وصولا إلى مديرية برط العنان الحدودية مع صعدة، وفيها تقع أعلى جبال الجوف، وهي ذات أهمية للحوثيين لقربها من صعدة وتضاريسها الوعرة.
كما تتركز المنشئات والمخابئ الحوثية بمحافظة حجة في المديريات الغربية عبس وميدي وحيران المطلة على البحر الأحمر، امتدادا إلى حرض الحدودية مع السعودية.
وتكشف المعلومات وصور الأقمار الصناعية عن تركيز جهود الحوثية لبناء قواعد عسكرية تحت الأرض وفي الجبال، وحفر شبكة واسعة من الأنفاق والملاجئ في الجغرافيا الساحلية في عبس وميدي ومخابئ للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والزوارق البحرية ومراكز أنظمة الرادار ونقاط المراقبة، وإنشاء ورش لتجميع وتصنيع المعدات الحربية في مزارع الجر بعبس. ومراكز مراقبة واستطلاع في حرض، ومثلها منصات إطلاق صواريخ وطائرات غير مأهولة ومنظومات دفاع جوي.
وفي محافظة عمران، تشير المعلومات ونتائج تحليل صور الأقمار الصناعية إلى وجود استحداثات وانشاءات حوثية في أعتى جبال المحافظة، خصوصا في مديرية حرف سفيان، أكبر المديريات جغرافيا وأهمها استراتيجيا كونها البوابة الجنوبية لصعدة وتقع على الحدود مع مديريات الجوف وحجة.
وتقع في سفيان قواعد عسكرية قديمة ومقار عسكرية، ومنها تمر الطرق الرئيسية الرابطة بين صنعاء وعمران وصعدة والجوف.
صنعاء مخزن أسلحة ومغارات
وفي العاصمة صنعاء والمرتفعات الجبلية المحيطة بها التابعة لمحافظة صنعاء تقع ثاني أكبر مجمعات للقواعد العسكرية الحوثية، إذ لا تتوقف أنشطة الحوثيين في إنشاء قواعد عسكرية جديدة ومخابئ تحت الأرض وأنفاق وتحصينات أسفل الجبال التي تطوق العاصمة، وتحديث منشئات عسكرية قديمة مدفونة ومحصنة بالخرسانة الأسمنتية بنيت في عهد على عبدالله صالح.
وتستفيد الجماعة من التضاريس والمقومات المواتية، وتستغل البنى التحتية العسكرية ومقار ومخازن الجيش اليمني التي وضعت يدها عليها في حروبها وفي التجنيد والتعبئة الطائفية وإدارة عملياتها داخل وخارج حدود اليمن.
وتوضح صور الأقمار الصناعية وصور "غوغل إيرث" والمصادر المفتوحة قيام الجماعة بإعادة تأهيل مخازن أسلحة تحت الأرض قديمة في معسكر الحفا والمعسكرات في جبال نقم شرقي العاصمة، واستحداث مخابئ وتحصينات جديدة واسعة في سلسلة جبال نقم.
وتفيد المعلومات عن محاولة الحوثيين إعادة تشغيل مخازن الصواريخ القديمة المخبئة في أنفاق محصنة في جبال عطان، حيث كانت تتمركز ألوية الصواريخ سابقا وتم فيها تخبئة الصواريخ الباليستية والمجنحة.
وكانت مصادر أمنية أفادت لـ"ديفانس لاين" في وقت سابق عن قيام الحوثيين بأعمال حفر واسعة في الجبال الشرقية للعاصمة صنعاء للبحث عن مخازن سلاح وذخائر قديمة وبناء تحصينات وأنفاق جديدة.
كما توضح صور الأقمار الصناعية قيام الحوثيين بانشاءات واستحداثات كثيفة وشق طرقات جديدة في مواقع بقاعدة عسكرية بمنطقة جربان شمال العاصمة، وفي منطقة ضلاع همدان إلى الشمال الغربي، حيث يقع فيها عدة معسكرات سابقة وحديثة ومنطقة الكسارات ومغارات واسعة تستخدمها الجماعة لعمليات عسكرية.
إلى الشرق، استحدث الحوثيون منشئات عسكرية في محافظة البيضاء ونشروا قواعد ومنصات إطلاق صواريخ وطائرات تجاه البحر العربي.
فيما توضح المعلومات الاستخبارية وصور الأقمار الصناعية تكثيف الجماعة بناء الأنفاق والتحصينات وشق طرقات في مرتفعات مأرب خصوصا في سلسلة جبال هيلان الاستراتيجية، وحفر شبكة أنفاق وتحصينات في خطوط المواجهات.
عسكرة الحديدة والمرتفعات الغربية
وفي محافظة الحديدة، الساحل الغربي المطل على البحر الأحمر، وجهت جماعة الحوثي جزء غير قليل من جهدها لبناء مرافق وقواعد عسكرية جديدة في سهول تهامة وفي الجزر البحرية والموانئ بمدينة الحديدة والصليف.
إذ أنشأت الجماعة شبكة واسعة من الانفاق والمغارات تحت الأرض على طريقة حماس والجهاد الإسلامي في غزة وحزب الله في ضاحية بيروت، وتطوير مخازن محصنة لإيواء وتخبئة السلاح والذخائر البحرية المتطورة، ومراكز تصنيع الألغام البحرية والزوارق المفخخة وورش تجميع صواريخ أرض بحر وأرض جو والقذائف المضادة للسفن، وتطوير مخابئ مدفونة للقيادة والتوجيه ومرابض منصات الاطلاق والرادارات.
وتظهر صور الأقمار الصناعية قيام جماعة الحوثي باستحداثات وانشاءات وشق طرقات في الجبال الغربية لمحافظتي ريمة وذمار وإب وتعز المطلة على البحر الأحمر.
وفي تلك المناطق الاستراتيجية قامت الجماعة بنشر منصات ثابتة ومتنقلة لإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة ومنظومات المراقبة الكهروبصرية وأنظمة دفاع جوي ومعدات الحرب الالكترونية والاستطلاع.
العين: إسرائيل تكتشف «جهلها» الاستخباري بالحوثيين.. الأمر «قيد المعالجة»
على مدى سنوات لم يكن الحوثيون في اليمن حتى على قائمة الاهتمام الاستخباري في إسرائيل إلى أن ظهروا على رادارها في الأشهر الماضية.
ومع انحسار الهجمات الصاروخية من غزة وتوقفها بالكامل من لبنان وسوريا فإن إسرائيل باتت تواجه تحدي وقف الهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيرة من اليمن.
ورصدت إسرائيل منذ بداية الحرب إطلاق نحو 200 صاروخ و150 مسيرة من اليمن باتت أكثر دقة في الأشهر القليلة الماضية.
ونفذت إسرائيل 3 هجمات جوية على أهداف في اليمن آخرها قبل أيام وسط تقديرات بهجمات إضافية في المستقبل القريب.
وتحت عنوان: "إذا كنت تتحدث اليمنية وتعرف جيدا الثقافة اليمنية، فإن مديرية المخابرات الإسرائيلية تبحث عنك" رصدت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في تقرير تابعته "العين الإخبارية" التحدي الاستخباري الإسرائيلي في اليمن.
وقالت: "حتى حوالي عام وشهرين مضت، لم يكن الحوثيون في اليمن هدفا للمراقبة من قبل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية".
وأضافت: "على مر السنين، لم يكن الحوثيون يشكلون تهديدا لإسرائيل، ولا حتى ثانويا. كان ترتيب أولويات اهتمام المخابرات الإسرائيلية تجاه الحوثيين هو الأدنى، ووفقا لمصادر عسكرية، كان شبه معدوم".
واستدركت: "منذ حوالي عام وعدة شهور، وبتشجيع ودعم من إيران، بدأ الحوثيون بالعمل والقتال مباشرة ضد إسرائيل. أدركت مديرية الاستخبارات الإسرائيلية أن مسألة جمع المعلومات الاستخباراتية، وكذلك تحليل المعلومات التي تصل إلى إسرائيل، تتطلب مهارة المتحدثين اليمنيين: التحدث والقراءة، وكذلك فهم المزاج والثقافة اليمنية، والتعرف على قبلية اليمن".
وقالت: "ومع ذلك، واجهت مديرية المخابرات مشكلة مزدوجة، ففي معظم المجالات التي تتطلب جمع المعلومات الاستخباراتية من اللغة العربية، باستثناء إيران، فإن كل منطقة وكل بلد عربي له لهجته الخاصة".
وأضافت: "على مر السنين، تمكن سلاح المخابرات من نقل أفراد المخابرات من ساحة إلى أخرى وفقا للقيود والتحديات التشغيلية، مع إجراء تعديلات تعليمية سهلة في تدريب الناطقين باللغة العربية وفقا للهجة المطلوبة".
واستدركت: "لكن الساحة اليمنية هي حدث مختلف من وجهة نظر مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي، فاللغة اليمنية ليست مثل اللغة العربية، ومن ناحية أخرى، اكتشف مجتمع الاستخبارات أنه لا يوجد في إسرائيل شبان وشابات يعرفون اللغة اليمنية على مستوى القراءة والكتابة".
وأشارت إلى أنه "كانت آخر هجرة كبيرة من اليمن هي "السجادة السحرية" وحدثت بين عامي 1949 و1950، وتخلى معظم المهاجرين عن لغتهم اليمنية الأصلية، وبدأوا يتحدثون العبرية بانتظام، سواء في منازلهم أو في التجمعات الاجتماعية لأفراد المجتمع. وهكذا، على عكس لغات المهاجرين الأخرى، لم يتم غرس اللغة اليمنية في الأجيال الشابة".
وكشفت النقاب عن أنه "تم مؤخرا افتتاح فصل لدراسة اللغة اليمنية، بالإضافة إلى دراسات حول الثقافة اليمنية والقبلية، في قاعدة تدريب سلاح المخابرات".
وقالت: "الهدف هو تدريب مجموعات من أفراد المخابرات الذين سيقومون بتشغيل مكتب المخابرات "اليمني".
وأضافت: "قام الجيش الإسرائيلي مؤخرا بتجنيد العديد من المعلمين الناطقين باللغة اليمنية الذين يعلمون جهاز المخابرات القراءة والكتابة والتحدث باللغة اليمنية".
وتابعت: "في الوقت نفسه، تحاول المخابرات العسكرية دراسة عقلية الحوثيين".
وقال مصدر عسكري إسرائيلي للصحيفة: "نعمل على جمع أهداف جيدة من أجل التأثير على الحوثيين، لكن من الواضح لنا أن هذا تحد لم نعرفه من قبل".
وعيد نتنياهو
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد إن إسرائيل ستواصل التحرك ضد جماعة الحوثي في اليمن، متهما إياها بتهديد الملاحة العالمية والنظام الدولي، ودعا الإسرائيليين إلى الثبات.
وأضاف في بيان مصور، بعد يوم من سقوط صاروخ أطلق من اليمن على منطقة تل أبيب مما تسبب في عدد من الإصابات الطفيفة، "مثلما تحركنا بقوة ضد الأذرع الإرهابية لمحور الشر الإيراني، فسوف نتحرك بقوة أيضا ضد الحوثيين"، على حد تعبيره.
وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن تل أبيب ستتحرك مع الولايات المتحدة.
وأضاف "لذلك، سنتحرك بقوة وعزيمة وحنكة. أقول لكم إنه حتى لو استغرق الأمر وقتا، فإن النتيجة ستكون هي نفسها".
قتلى بينهم خبيران من حزب الله.. «خسائر موجعة» للحوثيين بضربة أمريكية
خسائر موجعة تكبدها الحوثيون جراء ضربة أمريكية دمرت غرفة للقيادة والسيطرة، مُطلة على ساحل البحر الأحمر في محافظة الحديدة.
وعلمت "العين الإخبارية" أن خبيرين أجنبيين و 3 قادة حوثيين قتلوا في الضربة الأمريكية الدقيقة.
وكانت غارة أمريكية واحدة على الأقل استهدفت في 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، هدفا لمليشيات الحوثي في الريف الجنوبي للحديدة، بساحل مديرية "التحيتا"، المطلة على البحر الأحمر، ما أوقع انفجارا كبيرا.
وقالت مصادر أمنية وعسكرية يمنية، في حديث لـ "العين الإخبارية"، إن الضربة الأمريكية "كانت موجعة ونجحت في تدمير غرفة قيادة وسيطرة متقدمة للحوثيين في ساحل البلدة الريفية، التي تتخذها المليشيات منصة لتنفيذ الهجمات البحرية".
وأشارت المصادر إلى أن "غرفة القيادة والسيطرة لمليشيات الحوثي كانت عبارة عن حاوية مدفونة تحت الأرض ومتصلة بنفق فتحته عند ساحل البلدة، وقد دمرت بالكامل وقُتل من فيها".
وعن هوية الخبيرين الأجنبيين، كشفت المصادر أنهما "من خبراء حزب الله الذين ما زال عدد منهم ينتشر في اليمن ويقدم الدعم اللوجيستي وتوجيه هجمات مليشيات الحوثي على السفن ونحو إسرائيل".
كما أكدت المصادر أن القادة الحوثيين الثلاثة الآخرين الذين قتلوا، هم من العاملين في ما يُسمى بـ "القوات البحرية" للجماعة، وينتحل اثنان منهم رتبة "عقيد" والثالث رتبة "عميد".
وأدرج الحوثيون كعادتهم هذه الخسائر ضمن "المعلومات السرية" الخاصة بالضربات الأمريكية البريطانية، والتي كان آخرها، مساء السبت، باستهداف فج عطان في مديرية السبعين، ومعسكر الحفا في صنعاء.
وخلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، استهدفت نحو 29 ضربة أمريكية بريطانية، مواقع مليشيات الحوثي في باجل والتحيتا والصومعة، وذي ناعم وحرف سفيان والصفراء وسنحان ومعسكري النهدين والحفاء، وفقا لآخر إحصائية نشرها الحوثيون.
وكانت مصادر عسكرية وأمنية أبلغت "العين الإخبارية"، بأن "أكثر من 80 حوثيا قُتلوا بقصف أمريكي خلال سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين، بينهم عدد من القيادات الميدانية العاملة في ما تسمى بـ "القوات الصاروخية والقوات البحرية" للمليشيات".