"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الجمعة 10/يناير/2025 - 09:39 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 

تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 10 يناير 2025.


الاتحاد: مطالبة أممية لـ«الحوثي» بإجراءات ملموسة تمهد لعملية السلام

دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، جماعة «الحوثي» إلى خفض التصعيد والقيام بإجراءات ملموسة لتمهيد الطريق نحو عملية سياسية شاملة، وإطلاق سراح جميع المختطفين، دون قيد أو شرط.
وقال مكتب المبعوث الأممي، في بيان أصدره عقب اختتام غروندبرغ زيارَتَه لصنعاء، إنه شدد على أهمية الحفاظ على المكاسب التي تحققت العام الماضي بشأن ملف الأسرى والمختطفين، مؤكداً أن هذا الملف يُعد حجرَ الأساس لبناء الثقة بين الأطراف. 
وغادر غروندربغ صنعاء، أمس، بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام عمل خلالها على تجديد المشاركة في العملية السياسية.
وأكد غروندبرغ، خلال اجتماعاته، أهمية خفض التصعيد الوطني والإقليمي لتعزيز بيئة مواتية للحوار.
وحث على ضرورة الاتفاق حول إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق إلى الأمام لعملية سياسية لتحقيق السلام والاستقرار المستدامين في جميع أنحاء اليمن. 
وذكر البيان أن المناقشات سلطت الضوء على أهمية اتخاذ تدابير لمعالجة التحديات الاقتصادية وتحسين الظروف المعيشية، وفي الوقت نفسه تعزيز الاستعدادات لوقف إطلاق النار «وهي مكونات أساسية لخارطة الطريق والتوصل إلى حل سياسي يلبي تطلعات اليمنيين». 
وقال غروندبرغ: «أنا مصمم على حماية التقدم المحرز حتى الآن على خريطة الطريق والتركيز على آفاق السلام في اليمن». 
وحسب البيان، فقد استندت المناقشات حول ملف المعتقلين أو المختطفين إلى التقدم المحرز خلال المفاوضات التي عقدت في سلطنة عمان في يوليو 2024. 
وأكد المبعوث الأممي أن الملف حيوي لبناء الثقة بين الأطراف، والمضي قدماً في تنفيذ الالتزامات السابقة. 
وشدد على أهمية إعطاء الأولوية لهذه القضية الإنسانية كخطوة نحو تعزيز الثقة «التي يمكن أن تساعد في تمكين اتفاقات أوسع نطاقاً، وتظهر الالتزام بجهود السلام». 
وحث غروندبرغ «الحوثيين» بشدة على إطلاق سراح المعتقلين من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية فوراً دون قيد ولا شرط.
وشدد بالقول: «الاعتقالات التعسفية غير مقبولة، وتشكل انتهاكاً للقانون الدولي». 
وأضاف المبعوث الأممي: «يتعين علينا حماية دور المجتمع المدني والعاملين في المجال الإنساني. فهم يقدمون مساهمات حيوية لتحقيق السلام وإعادة بناء اليمن».
في سياق آخر، أفادت مصادر محلية وحقوقية وإعلامية باختطاف جماعة «الحوثي» مئات من أبناء محافظة صعدة، أقصى شمال البلاد، ضمن حملتها المستمرة منذ نحو أسبوعين، والتي اتسعت لتطال مختلف مديريات المحافظة.
وأكدت المصادر ذاتها أن الحملة طالت نحو 300 مدني اختطفتهم الجماعة من منازلهم وأماكن وجودهم، بينهم نحو 50 امرأة، وأنها شملت منطقتي صعدة وحرف سفيان التابعة إدارياً لمحافظة عمران.
وتزامنت حملة الاختطافات في صعدة مع حملة اختطافات جديدة في العاصمة صنعاء.

الخليج: إسرائيل تعترض عشرات الصواريخ و100 مسيّرة من اليمن

أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء أمس الخميس، أنه اعترض عشرات الصواريخ وأكثر من 100 مسيرة أطلقها الحوثيون من اليمن.

وأفاد البيان بأن سلاح الجو الإسرائيلي يواصل اعتراض التهديدات المنطلقة من كل الجبهات. وذكر أنه على مدار الأشهر الأخيرة يطلق الحوثيون مسيرات وصواريخ أرض - أرض نحو إسرائيل.
‏وأوضح أن الحوثيين أطلقوا منذ بداية الحرب نحو 40 صاروخاً أرض أرض تم اعتراض معظمها التي اقتربت من إسرائيل.
وأكد أنه حتى الآن وقع حادث سقوط صاروخ واحد بالإضافة إلى حالتين من الاعتراض الجزئي الذي أسفر عن سقوط شظايا في المنطقة، قائلا إن «باقي الصواريخ فشلت في طريقها».

العين الإخبارية: 40 صاروخ أرض-أرض و322 مسيرة..إسرائيل تكشف حصيلة الهجمات الحوثية

كشفت إسرائيل النقاب عن تعرضها لهجمات من اليمن بـ40 صاروخ أرض-أرض و322 مسيرة منذ دخول مليشيات الحوثي، على خط حرب غزة.

وتتسبب الهجمات الصاروخية من اليمن في الأسابيع الأخيرة بحالة من التوتر الشديد في وسط إسرائيل خاصة عندما تتم بعد منتصف الليل وفي ساعات الفجر.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان تلقته "العين الإخبارية": "على مدار الأشهر الأخيرة يطلق نظام الحوثي مسيرات وصواريخ أرض-أرض نحو دولة إسرائيل حيث يعتبر نظام الحوثي وكيلًا إيرانيًا مركزيًا للمحور الإيراني ومسؤولًا عن زعزعة الاستقرار الاقليمي وعرقلة حرية الملاحة البحرية الدولية".

وأشار إلى أنه: "منذ بداية الحرب أطلق من اليمن نحو 40 صاروخ أرض-ارض ليتم اعتراض معظم الصواريخ التي اقتربت من الأراضي الإسرائيلية".

وقال: "حتى الآن وقع حادث سقوط صاروخ واحد بالإضافة إلى حالتيْن من الاعتراض الجزئي الذي أسفر عن سقوط شظايا في المنطقة، أما باقي الصواريخ فقد فشلت في طريقها".

وذكر أنه "أطلق نظام الحوثي نحو 320 مسيرة نحو الأراضي الإسرائيلية ليتم اعتراض أكثر من 100 مسيرة من قبل سلاح الجو".

وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإنه «حتى الآن وقعت حالتان لسقوط مسيرتيْن في أماكن مأهولة بينما سقطت باقي المسيرات في مناطق مفتوحة أو لم تصل أصلًا إلى الأراضي الإسرائيلية أو لم تسفر عن أي ضرر حقيقي».

ومساء الخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي أن "سلاح الجو اعترض في منطقة البحر المتوسط مسيرة أطلقت من اليمن"، مضيفًا: "لم يتم تفعيل الإنذارات وفق السياسة المتبعة".

وأشار إلى اعتراض مسيرة أخرى لم يحدد الموقع الذي استهدفته، مضيفًا: "كما اعترض سلاح الجو قبل ذلك مسيرة أخرى أطلقت كما يبدو من اليمن حيث تم تفعيل إنذارات وفق السياسة المتبعة".

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن دوي صفارات الإنذار في منطقة الحدود الجنوبية، مؤكدًا أن «سلاح الجو يواصل العمل ضد كل تهديد جوي يعرض مواطني إسرائيل للخطر».

وكانت إسرائيل أعلنت عن 4 هجمات جوية على مواقع لنظام الحوثي منذ بداية الحرب.

حصار وقصف.. «الحوثي» ينكّل بقبائل قيفة أشد المناهضين لحكم المليشيات

مواجهات «عنيفة» اندلعت في محافظة البيضاء، وسط اليمن، عقب هجوم لمليشيات الحوثي، استهدف منطقة "حنكة"، مما خلف ضحايا في صفوف المدنيين.

و"حنكة" تتبع إدارياً مديرية القريشية إحدى أهم مديريات قيفة رداع في البيضاء التي تعد قبائلها من أشد المناهضين تاريخياً لحكم مليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً.

وفي تصريحات لـ«العين الإخبارية»، قالت مصادر قبلية، إن مليشيات الحوثي هاجمت بالدوريات العسكرية المدججة بالأسلحة مزودة بقطع المدفعية الثقيلة، والطيران المسيّر، قرى مناطق الحنكة والخشعة بالقريشية التابعة لقبائل آل مسعود، وفرضت حصاراً خانقاً عليها.

وأضافت المصادر، أن قبائل آل مسعود رفضت التسليم وواجهت هجوم المليشيات والذي اندلع على إثره مواجهات مسلحة، منذ وقت مبكر الخميس.

ضحايا مدنيون
وأوضحت المصادر، أن المليشيات الحوثية تقصف عشوائيا المنازل السكنية والمزارع وآبار مياه الشرب بالقذائف المدفعية، والطيران المسيّر، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بصفوف المدنيين، كما تمنع المدنيين والمرضى من الدخول والخروج للمنطقة.

وفي حصيلة أولية، أشارت المصادر إلى سقوط نحو 13 شخصاً بين قتيل وجريح بينهم نساء وأطفال، في هجوم الحوثي على قبيلة آل مسعود بقيفة رداع بالبيضاء.

كما فرضت المليشيات حصاراً خانقاً على قرى منطقتي الحنكة والخشعة، ومنعت دخول المساعدات الطبيعة للمرافق الصحية بتلك القرى، أو إسعاف الجرحى المدنيين الذين أصيبوا نتيجة القصف الهستيري بمختلف الأسلحة، بالإضافة للطيران المسيّر.

يأتي الهجوم الحوثي، بعد أيام من فرض حصار خانق على السكان بالقريشية، فيما كانت وساطة قبلية تبذل جهوداً لاحتواء التوتر بين رجال القبائل والمليشيات، لكن تعثرت -وفق مصادر- هذه الوساطة، في ظل تصعيد المليشيات وقصفها منازل المواطنين.

كما يأتي الهجوم الحوثي بعد تصاعد التوترات منذ وصول حملة عسكرية ضخمة تابعة للمليشيات، إلى المديرية قبل أيام، بحجة ملاحقة من وصفتهم "مطلوبين"، تضمنت تعزيزات عسكرية كبيرة تشمل دبابات وعربات مدرعة.

جرائم سابقة
ليست هذه المرة الأولى التي «تنكل» فيها مليشيات الحوثي بأبناء البيضاء وقبائلها، إذ حاصرت عسكرياً في أغسطس/آب 2024، بلدة حمة صرار في مديرية ولد ربيع الواقعة في الجزء الشمالي الغربي من البيضاء، وارتكبت بحق سكان البلدة أبشع الجرائم والانتهاكات.

وفي مارس/آذار 2024، حاصرت المليشيات الحوثية حي الحفر في رداع لأسابيع، قبل أن تفجر 8 منازل بمن فيها مخلفة مجزرة هزت اليمن والعالم إثر سقوط نحو 30 قتيلا ومفقودا.

كما سبق واجتاحت عشرات القرى في مختلف مديريات البيضاء، واقتحمت -كذلك- منازل في بلدة عبس بمديرية الشرية، وداهمت منازل آل الشرجبي، وشنت حرب إبادة جماعة ضد بلدة خبزة في المحافظة عبر الإعدامات وتفجير المنازل ومصادرة الأملاك وأخذ الرهائن لتطويع القبائل بالقوة.

الشرق الأوسط: حديث حوثي عن غارات غربية استهدفت صنعاء وعمران والحديدة

أقرّت الجماعة الحوثية بتلقي خمس غارات وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، استهدفت مواقع في صنعاء والحديدة وعمران، الخميس، وذلك غداة ضربات تبناها الجيش الأميركي ضد منشأتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض خاضعتين للجماعة في عمران وصنعاء.

ولم يتحدث الجيش الأميركي على الفور بخصوص هذه الغارات، في حين لم تكشف الجماعة المدعومة من إيران عن الآثار الناجمة عنها، وسط تقديرات بأنها ضربت مستودعات للأسلحة.

وبحسب ما أورده إعلام الجماعة الحوثية ضربت غارتان منطقة جربان التابعة لمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، فيما ضربت ثلاث غارات مواقع في مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران (50 كيلومتراً شمال صنعاء)، إلى جانب غارة قالت الجماعة إنها استهدفت موقعاً في مديرية اللحية الساحلية التابعة لمحافظة الحديدة غرباً.

وكان الجيش الأميركي أعلن، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً، بعد يوم من مزاعم الحوثيين حول مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية، وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر.

واعترفت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، بواقع اثنتين في منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، و4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، ويضم الموقعان معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة، تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون ذلك لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

14 شهراً من التصعيد
وتشن الجماعة منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

ورداً على هذا التصعيد استقبلت الجماعة أكثر من 950 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأدى ذلك إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر (كانون الأول) 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات.
واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

كما ردّت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدّد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لـ«حركة حماس»، و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

الحارس الحوثي القضائي يشعل خلافات مع أجنحة الجماعة

فجّرت ممارسات الحارس القضائي الجديد الذي كلفه الحوثيون مصادرة أموال معارضيهم، خلافاً بين أجنحة الجماعة الانقلابية بعد أن امتدت هذه الممارسات إلى أحد وجهاء القبائل المتعاونين معهم.

الحوثيون أوكلوا بعد اجتياح صنعاء إلى تاجر السلاح صالح مسفر الشاعر المعين مسؤولاً للشؤون اللوجيستية بوزارة الدفاع في الحكومة غير المعترف بها، مهمة الاستيلاء على شركات وممتلكات المعارضين السياسيين والمسؤولين في الحكومة اليمنية وأعضاء مجلس النواب، بما فيها مساكنهم الشخصية، بتهمة الخيانة.

استمر الشاعر في هذا المنصب حتى عام 2021، حيث أحلّت الجماعة الانقلابية في مكانه شخصاً آخر اسمه صالح دبيش ومُنح من قِبل مجلس القضاء التابع لها درجة قضائية عليا، حيث وسّع الرجل نطاق المصادرة إلى عواصم المحافظات وذهب للتفتيش في أسهم الشركات أو المستشفيات وحتى البنايات لمصادرتها بحجة أنها ملك لمعارضين لسلطتهم.

واتهم القيادي الحوثي صادق أبو شوارب دبيش بإثارة الفتنة واستهداف ما أسماه النسيج الاجتماعي ووحدة الجبهة الداخلية وتماسكها؛ لأنه اتهم أحد الوجهاء القبليين في محافظة عمران ويدعى علي تميم بالخيانة مع مصادرة ممتلكاته.

ودافع أبو شوارب عن المتهم وقال إنه وأسرته وأتباعه لهم مواقف معروفة لدى عامة الناس وخاصتهم. ورأى أبو شوارب، وهو قيادي حوثي أصبح أخيراً على هامش التأثير في صفوف الجماعة، أن ما قام به الحارس القضائي «محاولة بائسة لاستباحة أملاك وأموال عائلة تميم». وزاد على ذلك واتهم دبيش بإشعال نار الفتنة، ووصف ما قام به بأنه «منكر ومرفوض».

نقد علني
مع إعلان أبو شوارب الوقوف إلى جانب بيت تميم «حتى يرد اعتبارهم وأموالهم»، انضم قيادي وسطي آخر في صفوف الحوثيين يدعى سنان أبو أصبع إلى حملة النقد العلنية الموجهة للحارس القضائي.

وقال أبو أصبع إنه يحتفظ بتوجيهات ورسائل من المدعي العام العسكري للجماعة ويدعى أبو شهاب العياني موجهة إلى الحارس القضائي صالح دبيش تنص على منع اقتحام أي بيت توجد فيه أسرة. وأكد أن التوجيهات واضحة، بما فيها توجيهات من عبد الملك الحوثي زعيم الجماعة.

ووجّه أبو أصبع نقداً حاداً للرجل وقال مخاطباً قادة جماعته كل يوم «نجد بلطجياً تابعاً لكم» يهدد الناس ويأمرهم بالخروج من المنازل وإلا سوف يتم اقتحامها بناءً على توجيهات قهرية منه.

وقارن بين دبيش وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقال إن الأخير لم يأمر باقتحام منزل مليء بالأطفال والنساء مثلما يفعل دبيش، مشيراً إلى أنه يأخذ الرجال إلى السجن ويخرِج الأطفال والنساء إلى الشارع.

النقد الموجَّه للحارس القضائي الذي سلَّطه الحوثيون على ممتلكات المعارضين لم يقتصر على القيادات الوسطية وتلك التي أتت من خارج سلالة الحوثيين، لكنها امتدت إلى داخل الجماعة، حيث اتهم القيادي الحوثي المعروف عبد السلام الوجبة من سماهم «بلاطجة الحارس القضائي الجديد» ومدير عقوده المدعو أبو أمير الدين بالاعتداء على إحدى الأسواق المؤجرة في شارع جمال عبد الناصر التجاري في صنعاء لمستثمر يدفع كل ما تضمَّنه العقد الموقَّع معهم.

وأكد الوجيه أنه أحد شهود ذلك العقد، ووصف ما حدث بأنه يخالف كل الأعراف والقيم والمبادئ، وتساءل عما إذا كان هناك مجيب أو عاقل وراشد يرفع هذه المظلمة عن تجار المحال المؤجرة والذين لا ناقة لهم ولا جمل فيما يحدث.

صلاحيات بلا سقف
تظهر واقعة اقتحام دار الأيتام في صنعاء وإغلاق مدرسة «روافد النهضة»، التي كان الأيتام يتلقون فيها التعليم مجاناً، حجم الصلاحيات التي مُنحت لهذا الحارس القضائي الحوثي، حيث افتتح مدرسة تحمل الاسم نفسه وبالتصريح ذاته، لكن الالتحاق بها برسوم دراسية مرتفعة بعد تحويلها مشروعاً استثمارياً.

وتقول مصادر مطلعة في صنعاء إن القيادي دبيش استأجر مبنى جديداً بمبلغ 2000 دولار شهرياً، وضم المدرسة إلى ما تسمى «مؤسسة الشهداء» التي يديرها القيادي الحوثي طه جران، وهي الجهة التي استولت على «مؤسسة اليتيم التنموية». وكان أول قرار لها هو إغلاق المدرسة المجانية واستخدام تصريحها وتجهيزاتها في افتتاح مدرسة استثمارية تتبع الجناح العسكري للجماعة الحوثية.

وكان الحارس القضائي الجديد للحوثيين قد استكمل ما بدأه سلفه، حيث توجّه نحو المشروعات الاستثمارية والبحث عن أسماء المساهمين فيها ومصادرتها كما حدث في عدد من المستشفيات الخاصة في محافظة إب الواقعة على بعد 193 كيلومتراً جنوب صنعاء؛ بحجة وجود معارضين للجماعة من بين المساهمين في تلك المستشفيات. وعيَّن إدارة لهذه المستشفيات وخصص لهم رواتب مبالَغ فيها وحوّل عائداتها لخدمة الجماعة.

كما تولى هذا الحارس الحوثي مهمة الاستيلاء على أكبر شركتين لإنتاج الأدوية في اليمن بحجة اكتشاف وجود مساهمين من المعارضين لم تسلّم إدارة الشركتين أرباحهم للجماعة إلى جانب المساهمين السابقين الذين تتم مصادرة أرباحهم التي بلغت في أحد الأعوام ربع مليون دولار.

شارك