هجوم غير مسبوق على القصر الرئاسي.. بوكو حرام تستهدف قلب العاصمة نجامينا

السبت 11/يناير/2025 - 11:32 ص
طباعة هجوم غير مسبوق على فاطمة عبدالغني
 
في سياق سياسي وأمني حساس تعيشه تشاد عقب الانتخابات البرلمانية الأخيرة وزيارة وزير الخارجية الصيني، شهدت العاصمة نجامينا، مساء الأربعاء  8 يناير، محاولة هجوم فاشلة على المجمع الرئاسي أسفرت عن مقتل حارس رئاسي و18 مهاجمًا، وأفادت التقارير بأن المهاجمين حاولوا اقتحام القصر الرئاسي أثناء وجود الرئيس محمد ديبي إتنو بداخله.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني أن المهاجمين ينتمون إلى جماعة بوكو حرام التي تقاتلها قوات الأمن التشادية في منطقة بحيرة تشاد (غرب) المتاخمة لكل من الكاميرون ونيجيريا والنيجر.
وبحسب تصريح عبدالرحمن كلام الله، المتحدث باسم الحكومة ووزير الخارجية، فإن الهجوم وقع قرابة الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي، حيث سُمعت أصوات إطلاق نار كثيف في العاصمة، وأوضح أن 24 مهاجمًا مسلحين بالسكاكين والسواطير، اقتربوا من بوابة المجمع الرئاسي بسيارات تعطلت عند المدخل، حيث هاجم المهاجمون الحراس عند المدخل مما أدى إلى مقتل حارس وإصابة اثنين.
وداخل المجمع، تصدى الحراس للمهاجمين بإطلاق النار، مما أدى إلى مقتل 18 منهم واعتقال 6 آخرين، وفي بث مباشر على فيسبوك، أكد كلام الله أن الوضع أصبح تحت السيطرة وأنه "لا يوجد ما يدعو للقلق".
وأشار كلام الله إلى أن الهجوم قد لا يكون عملًا إرهابيًا منظمًا، ووصف المهاجمين بأنهم "مجموعة من الأشخاص غير المنظمين وغير المسلحين بأسلحة حربية"، واصفًا إياهم بـ"أقدام نيكلس السكارى"، وهي إشارة إلى شخصية كوميدية فرنسية تمثل مجرمين تعساء، وأكد أن المهاجمين ينتمون إلى أحد أحياء نجامينا دون ذكر اسمه.
وعقب الهجوم، شددت السلطات الأمنية الإجراءات في محيط القصر والمواقع الحساسة في العاصمة، مؤكدة استمرار حالة التأهب لضمان الاستقرار الأمني.
وقد وقعت الحادثة بعد ساعات من زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي لتشاد، وبعد أسبوع من الانتخابات البرلمانية التي قاطعها حزب التحول، الحزب المعارض الرئيسي في البلاد.
ويرى المراقبون أن العاصمة التشادية نجامينا شهدت حادثة غير مسبوقة، إذ نفذت جماعة بوكو حرام أول هجوم من نوعه على قصر رئاسي، ليس فقط في تشاد بل على مستوى دول الساحل بأكملها، وعلى عكس عملياتها السابقة التي استهدفت الثكنات والقواعد العسكرية والمناطق النائية، اختارت الجماعة هذه المرة أحد أكثر المواقع حساسية في العاصمة.
وتتجلى خطورة الحادث في توقيته وموقعه، حيث وقع الهجوم أثناء وجود الرئيس محمد ديبي داخل القصر الرئاسي، ويشير ذلك إلى امتلاك المهاجمين معلومات دقيقة عن تحركاته، ما يثير تساؤلات حول مصادر هذه المعلومات، كما أن الهجوم بدأ بمباغتة الحراس باستخدام السكاكين والسيوف لتجنب إثارة انتباه بقية الحراس عبر إطلاق النار، ورغم نجاح المهاجمين في تجاوز البوابة الرئيسية ودخول القصر، إلا أن المجموعة المراقبة سرعان ما نبهت الحراس، لتبدأ اشتباكات استمرت نصف ساعة وانتهت بالقضاء على المهاجمين واعتقال الباقين، وفي أعقاب ذلك نشر الحرس الرئاسي دبابات لإغلاق المداخل المؤدية إلى القصر.
ويثير هذا الهجوم قلق المراقبين بشأن احتمال كونه اختبارًا لرد فعل السلطات ومدى تماسك النظام، حيث يأتي ذلك في سياق سياسي متوتر تشهده البلاد، مع تصاعد الانتقادات الموجهة لحكم الرئيس ديبي وتفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية. ويؤكد محللون أن محاولات مشابهة في الماضي كانت تمهد الطريق لانقلابات عسكرية ناجحة، حيث تضعف مثل هذه الحوادث ثقة الرأي العام في قدرة الحكومة على حفظ الأمن وحماية المؤسسات.

شارك