بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان تدين هجمات كابول وقندوز

الخميس 13/فبراير/2025 - 08:34 م
طباعة بعثة الأمم المتحدة محمد شعت
 

أدانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان (يوناما) بشدة الهجومين اللذين شهدتهما كل من العاصمة كابول ومدينة قندوز مؤخرًا، معربةً عن تعازيها العميقة لأسر الضحايا. وأكدت البعثة في بيانها على ضرورة الحفاظ على أمن ورفاهية الشعب الأفغاني، مشددة على أن العنف لا مكان له في أفغانستان.

وقع الهجوم الأول في العاصمة كابول عند مدخل وزارة التنمية الحضرية والإسكان التابعة لحكومة طالبان. ووفقًا لتصريحات الحركة، فقد تم إحباط محاولة هجوم انتحاري عندما تمكنت قوات الأمن من تحديد هوية المهاجم والتعامل معه قبل دخوله إلى المبنى، مما أدى إلى انفجار عبواته الناسفة. وأسفر الحادث عن مقتل شخص واحد وإصابة ثلاثة آخرين، وفقًا لما أفادت به المصادر الرسمية.

من جانبه، أعلن مستشفى الطوارئ في كابول أن الانفجار تسبب في مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة خمسة آخرين، في حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن. ويأتي هذا الحادث بعد شهرين فقط من مقتل وزير اللاجئين الأفغاني في هجوم مماثل، مما يبرز استمرار التحديات الأمنية التي تواجهها الحكومة الجديدة في البلاد.

أما الهجوم الثاني فقد وقع يوم الثلاثاء في مدينة قندوز، حيث تبنى تنظيم "داعش - ولاية خراسان" المسؤولية عنه. وأفادت تقارير أن الهجوم كان انتحاريًا واستهدف مجموعة من عناصر طالبان أثناء استلامهم لرواتبهم أمام أحد فروع بنك كابول. وأدى التفجير إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة سبعة آخرين، وفقًا لمسؤولين في طالبان.
وأوضحت وزارة الداخلية الأفغانية أن المهاجم في حادثة كابول كان يحاول دخول مبنى الوزارة قبل أن يتم التصدي له من قبل أحد مقاتلي الأمن، ما أسفر عن وقوع الانفجار. وأكد المتحدث باسم الوزارة عبد المتين قاني في تصريح لوكالة "فرانس برس" أن "قوات الأمن تصدت لانتحاري حاول الدخول إلى الوزارة، مما أدى إلى مقتله، وأسفر الانفجار عن مقتل شخص قريب وإصابة ثلاثة آخرين". كما أفاد مصدر طبي بأن عدد المصابين الذين تم نقلهم إلى المستشفى تراوح بين خمسة إلى ستة أشخاص.

ويأتي هذا التصعيد الأمني في ظل وضع سياسي معقد تشهده أفغانستان منذ استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس 2021. فقد واجهت الحركة تحديات أمنية متزايدة، أبرزها الهجمات المتكررة التي يشنها تنظيم "داعش - ولاية خراسان"، والذي يعتبر خصمًا أيديولوجيًا لطالبان ومنافسًا لها على النفوذ.
كما يشير استهداف المؤسسات الحكومية، مثل وزارة التنمية الحضرية، إلى نمط متكرر يهدف إلى إضعاف سلطة طالبان وإظهار هشاشتها الأمنية، خاصة في العاصمة كابول. ورغم نجاح قوات الأمن في التصدي لمحاولة الانتحاري، فإن وقو قتلى وجرحى يعكس استمرار وجود ثغرات أمنية تستغلها الجماعات المسلحة لتنفيذ هجماتها.

في ظل هذا المشهد المضطرب، تتزايد المخاوف من تصاعد العنف في أفغانستان، لا سيما مع استمرار نشاط الجماعات المسلحة المعارضة لطالبان. ومع غياب جهة واضحة أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الأخير في كابول، يبقى الغموض سيد الموقف، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول طبيعة الصراعات الداخلية وتوازنات القوى في البلاد.


شارك