دعوات دولية لمحاسبة الحوثيين بعد وفاة موظف أممي في معتقلاتهم

الجمعة 14/فبراير/2025 - 12:35 م
طباعة دعوات دولية لمحاسبة فاطمة عبدالغني
 
أدانت الحكومة اليمنية بأشد العبارات الجريمة الوحشية التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، بتصفية "أحمد باعلوي"، الموظف في برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في اليمن، والذي تعرض للاختطاف والإخفاء القسري في 23 يناير الماضي، وذلك في امتداد لممارساتها الإجرامية تجاه المدنيين والعاملين في المجال الإنساني في اليمن.
وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني" لم تكتفِ مليشيا الحوثي الإرهابية بتسببها في أكبر أزمة إنسانية في العالم، بل تستمر في تقويض جهود المجتمع الدولي الرامية إلى تقديم الدعم والمساعدات للمحتاجين، هذه التصرفات تؤكد بشكل قاطع أنها لا تأبه بالمعاناة الإنسانية المستمرة، بل تواصل تعميق معاناة الشعب اليمني، وزيادة تعقيد الأوضاع الإنسانية، وانها عبارة عن عصابة اجرامية أرهابية ليس لها اي علاقة بقيم الدولة ومؤسساتها".
وأضاف الإرياني في تغريدة له على منصة "إكس" "شنت مليشيا الحوثي في يونيو 2024 موجة اختطافات طالت أكثر من خمسين موظفا من الأمم المتحدة، والوكالات التابعة لها، ومكتب المبعوث الأممي، والمنظمات الدولية والمحلية، بينهم ثلاث نساء، تم إخفاؤهم قسريا في ظروف قاسية، كما أقدمت في 23 يناير على اختطاف عدد إضافي من الموظفين، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وحقوق الإنسان، واستهتار واضح بالجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية في اليمن".
وتابع الإرياني "أقدم ما يسمى جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين في أكتوبر 2023 على تصفية هشام الحكيمي، أحد موظفي منظمة "Save the Children" المتخصصة في رعاية الأطفال، بعد شهرين من اختطافه، كما اختطف الجهاز صبري الحكيمي، مدير عام التدريب في وزارة التربية والتعليم، وأخفاه قسريا في معتقلاته لمدة 6 أشهر، قبل أن يعيده إلى أسرته جثة هامدة في 25 مارس 2024
 وندد الإرياني بشدة بموقف الأمم المتحدة، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي في اليمن، الذي كان موقفها ضعيفا للغاية في التعامل مع هذه الانتهاكات، لم تمارس المنظمة الضغط الكافي على مليشيا الحوثي لإطلاق سراح المختطفين، مما يُظهر فشلا في الوفاء بمسؤولياتها تجاه حماية موظفيها والعاملين في المجال الإنساني وضمان سلامتهم
 ولفت الإرياني إلى أن هذه الجريمة تؤكد مجددا الحاجة الملحة لنقل المقرات الرئيسية لبعثة الأمم المتحدة، والوكالات الأممية، والمنظمات الدولية العاملة في اليمن، وبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة "أونمها"، فورا إلى العاصمة المؤقتة عدن والمناطق المحررة، لضمان توفير بيئة آمنة ومستقرة للعاملين في هذا المجال، وضمان استمرار عمليات المساعدة الإنسانية دون أي عوائق
 وأكد الإرياني على ضرورة تحرك المجتمع الدولي واتخاذ خطوات حاسمة للضغط على مليشيا الحوثي لإطلاق جميع المختطفين فورا، ومحاسبة المتورطين في هذه الجرائم الوحشية، وندعو الولايات المتحدة الى سرعة استكمال اجراءات تصنيفها جماعة ارهابية وعدم الاكتفاء بالتصنيف، كما ندعو المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطوات مشابهة في تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية عالمية"، وتجميد أصولهم وملاحقة قياداتهم أمام المحاكم الجنائية الدولية.
وكان برنامج الأغذية العالمي أفاد في بيان له، الثلاثاء، بأن أحد موظفيه توفي بينما كان محتجزاً في شمال اليمن، دون أن يحدد البرنامج متى أو كيف توفي الموظف الذي جرى احتجازه في 23 يناير مع ستة آخرين.
وأعرب برنامج الأغذية العالمي عن حزنه العميق وغضبه الشديد إزاء وفاة أحد موظفيه أثناء احتجازه لدى سلطات الحوثيين. 
وأوضح البرنامج في بيان أن الموظف الراحل باعلوي، كان يعمل في المجال الإنساني منذ عام 2017، يترك خلفه زوجة وطفلين.
ومن جانبها، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين في تعليق على الحادثة: "نشعر بقلوب محطمة وغضب شديد لفقدان زميلنا أحمد، الذي فقد حياته أثناء احتجازه التعسفي في اليمن".
وأضافت: "كان إنساناً متفانياً وأباً لطفلين، ولعب دوراً حيوياً في مهمتنا لتقديم المساعدات الغذائية المنقذة للحياة، العاملون في المجال الإنساني ليسوا هدفاً".
وعلى صعيد متصل، أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، "بشدة" وفاة أحمد باعلوي، الموظف في برنامج الأغذية العالمي، الذي توفي في 10 فبراير (شباط) أثناء احتجازه. 
وقدّم غوتيريش، في بيان صدر عن المتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك، تعازيه لعائلة الضحية وزملائه في برنامج الأغذية العالمي، مشيراً إلى تضامنه الكامل مع جميع الزملاء المحتجزين وعائلاتهم.
وأوضح غوتيريش أن تفاصيل هذه المأساة المروعة لا تزال غير واضحة، وأن الأمم المتحدة تسعى بشكل عاجل للحصول على تفسيرات من الحوثيين، ودعا إلى إجراء تحقيق فوري وشفاف وشامل، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الحادثة.
وأشار إلى أن العديد من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية، فضلاً عن منظمات المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية، لا يزالون رهن الاحتجاز، وبعضهم محتجز منذ سنوات. واعتبر غوتيريش استمرار احتجازهم التعسفي "أمراً غير مقبول"، مجدداً الدعوة للإفراج الفوري وغير المشروط عنهم. وأضاف أن الأمم المتحدة تواصل متابعة هذه القضية عن كثب، وستتخذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة وأمن موظفيها الذين يسعون لتقديم الخدمات للشعب اليمني.

يُذكر أن غوتيريش كان قد أعلن قبل ساعات من وفاة باعلوي عن تعليق عمل الوكالات الأممية في محافظة صعدة، معقل الحوثيين، رداً على حملة الاعتقالات الأخيرة التي طالت باعلوي وسبعة من زملائه.
وفي السياق ذاته، أدان أعضاء مجلس الأمن الدولي بشدة وفاة باعلوي، معربين عن تعازيهم العميقة لعائلته وللأمم المتحدة.
كما أدان رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، المندوب الدائم للصين السفير فو كونغ، في بيان صحفي صادر باسم أعضاء المجلس، الاعتقالات المستمرة التي ينفذها الحوثيون بحق موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية ومنظمات المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.
ودعا أعضاء المجلس إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين من قبل الحوثيين، مؤكدين أن جميع التهديدات الموجهة إلى أولئك الذين يقدمون المساعدات الإنسانية تعد غير مقبولة.
وأعربوا عن قلقهم العميق إزاء التدهور السريع والكبير للوضع الإنساني في اليمن، وأكدوا على أهمية ضمان الوصول الآمن والمستمر للعاملين في المجال الإنساني وموظفي الأمم المتحدة والهيئات ذات الصلة.
كما أعربوا عن قلقهم البالغ بشأن المخاطر التي تهدد إيصال المساعدات الإنسانية الأساسية، مجددين مطالبة الحوثيين باحترام القانون الإنساني الدولي وضمان وصول المساعدات إلى المدنيين المحتاجين بطريقة آمنة وسريعة وغير معوقة.
وحذر الأعضاء من استمرار تدهور الوضع الإنساني في اليمن في ظل غياب الحل السياسي، وأكدوا مجددًا التزامهم الراسخ بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، ووقوفهم إلى جانب الشعب اليمني.
وجددوا دعمهم لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانز جروندبرج، في مساعيه للتوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية شاملة بقيادة يمنية ومملوكة لليمن، على أساس المراجع المتفق عليها وبما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ومن جانبها، دانت السفارة الأمريكية لدى اليمن وفاة باعلوي، ودعت في بيان لها إلى الإفراج الفوري عن جميع المختطفين، بما في ذلك العاملون في المجال الإنساني والمنظمات غير الحكومية والبعثات الدبلوماسية، كما أعربت السفارة عن دعم الولايات المتحدة لقرار الأمم المتحدة بتعليق المساعدات الدولية في محافظة صعدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وطالبت الجماعة بوقف اختطاف المدنيين.
وفي السياق نفسه، دان الاتحاد الأوروبي بشدة وفاة باعلوي، وأعرب الاتحاد في بيان له عن تعازيه لعائلة الموظف المتوفى ولبرنامج الأغذية العالمي، وأكد تضامنه مع جميع الموظفين المعتقلين تعسفياً وأسرهم، كما دعا الاتحاد الأوروبي الحوثيين إلى إجراء تحقيق فوري وشفاف وشامل، ومحاسبة المسؤولين عن الحادثة، مجدداً دعوته إلى الإفراج غير المشروط عن جميع الموظفين المحتجزين، وحذر من أن هذه الاعتقالات تعرض تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية للخطر، ودعا الحوثيين إلى وقف الاعتقالات والعودة إلى عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى حل مستدام للصراع اليمني.
كما أعربت الحكومة الفرنسية عن بالغ استيائها إزاء وفاة باعلوي، الذي كان يخضع لاحتجاز تعسفي من قبل الحوثيين منذ يناير الماضي في ظروف غير إنسانية. وجددت باريس إدانتها الشديدة لممارسات الاحتجاز التعسفي التي تستهدف موظفي الأمم المتحدة، والعاملين في المنظمات غير الحكومية، والبعثات الدبلوماسية، مطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم.
ودعت فرنسا إلى الالتزام التام بحماية العاملين في المجال الإنساني، وفقاً للقانون الإنساني الدولي، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وكامل ودون عوائق. وشددت على ضرورة عدم استهداف العاملين في هذا المجال تحت أي ظرف، مؤكدة دعمها الكامل لجهود الأمم المتحدة في اليمن.
ومن جانبها، قالت السفيرة البريطانية لدى اليمن عبدة شريف في تغريدة لها على منصة "إكس"،  "إن الاحتجاز الظالم لأحمد باعلوي ووفاته أثناء احتجازه لدى الحوثيين أمر مروع، وذكرت أنه كان إنسانياً مخلصاً، يعمل على إيصال المساعدات لمن هم في أمسّ الحاجة إليها في بلاده.
وأكدت السفيرة أن الحوثيين لا يزالون يحتجزون كثيراً من الأشخاص بشكل غير قانوني ودون أي مبرر، وجددت دعوتها لهم للقيام بالتصرف الصحيح والإفراج الفوري عن جميع المحتجزين.
ولم يصدر أي تعليق من الحوثيين بشأن وفاة الموظف الأممي باعلوي، في وقت تُنقل فيه أنباء عن إجبارهم عائلته على تسلم جثمانه ودفنه، في محاولة للتغطية على الظروف التي أدت إلى وفاته في المعتقل، وسط تكهنات بتعرضه للتعذيب حتى الموت.

شارك