وسط الهجوم على سياساته.. زعيم طالبان: أستمد قراراتي من القرآن والحديث
الجمعة 14/فبراير/2025 - 10:30 م
طباعة

في خطاب ألقاه زعيم حركة طالبان، هيبة الله أخوندزاده، بجامعة قندهار، شدد على أن أوامره مستمدة من القرآن والحديث، مشيرًا إلى أنه يتم التشاور مع علماء الدين في صياغتها. وأكد في كلمته على أهمية العلم، داعيًا الطلاب والأساتذة إلى الاجتهاد في التعلم ليصبحوا قادرين على النهوض بأفغانستان إلى مصاف الدول المتقدمة.
قرارات مثيرة للجدل
على الرغم من حديثه عن أهمية التعليم، فإن زعيم طالبان أصدر خلال السنوات الثلاث الماضية سلسلة من المراسيم التي أثارت انتقادات واسعة، أبرزها حظر تعليم الفتيات والنساء. وقد واجه هذا القرار إدانات عالمية، كما أبدى بعض مسؤولي الحركة معارضتهم له. ورغم هذه الانتقادات، تواصل طالبان التمسك بمواقفها المتشددة تجاه حقوق المرأة والتعليم.
وخلال عام 2022، أصدر أخوندزاده مرسومًا يمنع النساء من العمل في المنظمات غير الحكومية، مما أدى إلى تعطيل خدمات الإغاثة الحيوية. وفي تصريح سابق، أكد أن "المرأة مكانها في المنزل"، مشددًا على ضرورة التزامها بالأحكام الشرعية التي تفرضها طالبان. كما منع النساء من زيارة الحدائق العامة وصالات الألعاب الرياضية، معتبراً ذلك مخالفاً لما وصفه بالتعاليم الإسلامية.
وفي خطابه، أشار أخوندزاده إلى أن الحكومة وفرت كافة التسهيلات لتطوير التعليم، بما في ذلك دفع رواتب الأساتذة الأجانب بأي ثمن. لكن الواقع يشير إلى أزمة حقيقية تعصف بالمؤسسات التعليمية، حيث غادر العديد من الأكاديميين البلاد، كما قامت الحركة بإقالة بعض الأساتذة واستبدالهم بآخرين من مؤيديها، ما أدى إلى تراجع جودة التعليم.
تعديل المناهج وتزايد التسرب الدراسي
أجرت طالبان تغييرات واسعة على المناهج الدراسية، وهو ما وصفه منتقدون بـ"أدلجة" الجامعات، مما أدى إلى ارتفاع معدلات التسرب الدراسي بسبب البطالة ومستقبل الطلاب غير الواضح. كما أن القيود المفروضة على تعليم الفتيات فاقمت هذه الأزمة، حيث أُغلقت المدارس الثانوية والجامعات أمامهن، مما دفع العديد من الأسر إلى البحث عن بدائل تعليمية خارج البلاد أو عبر الإنترنت.
انتقادات محلية ودولية
غالبًا ما تواجه تصريحات زعيم طالبان انتقادات شديدة، خاصة فيما يتعلق بالعقوبات العامة على النساء. ففي تسجيل صوتي تم بثه مؤخرًا، أكد أخوندزاده على تنفيذ "الحدود"، بما في ذلك رجم النساء في الأماكن العامة. واعتبر نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، هذه التصريحات "مخيبة للآمال للغاية"، مشددًا على ضرورة إلغاء مثل هذه المراسيم.
وفي إحدى خطاباته السابقة، قال أخوندزاده: "سنطبق شرع الله، وسنرجم النساء علانية إذا ثبتت عليهن جريمة الزنا". وأكد على معارضته المستمرة للدول الغربية، متوعدًا بمواصلة المواجهة لعشرين عامًا أخرى.
كما شدد المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة، على ضرورة منح المرأة حقوقها في أفغانستان. وأكد فرحان حق أن المنظمة ستواصل الضغط لتحقيق المساواة في الحقوق. لكن طالبان أبدت رفضها لهذه الدعوات، وأكد زعيمها استمرار معارضته للدول الغربية، مشددًا على أن سياسات الحركة لن تتغير تحت أي ضغوط دولية.
ردود فعل محلية
أثارت تصريحات أخوندزاده ردود فعل واسعة بين المواطنين الأفغان، حيث أعرب كثيرون عن مخاوفهم من أن طالبان لا تزال غير قابلة للتغيير. وأكد بعضهم أن المجتمع الدولي يجب أن يأخذ هذه التصريحات في الاعتبار عند التعامل مع الحركة.
وبينما تسعى طالبان لتقديم نفسها كحكومة شرعية، فإن سياساتها المتشددة تجاه المرأة والتعليم، فضلاً عن القيود المفروضة على الحريات العامة، تضعها في مواجهة مستمرة مع المجتمع الدولي، مما يزيد من عزلة أفغانستان على الساحة العالمية.