مقتل قيادي بارز في داعش الصومال: عملية البرق تواصل النجاح في بونتلاند

الأربعاء 05/مارس/2025 - 10:51 م
طباعة مقتل قيادي بارز في علي رجب
 

في تطور هام على الساحة الأمنية في الصومال، أعلن مركز مكافحة الإرهاب أن قوات الأمن في ولاية بونتلاند قد تمكنت من السيطرة على قاعدة يُعتقد أنها كانت المقر الرئيسي لمسلحي تنظيم داعش في المنطقة، وهو ما يعد خطوة كبيرة نحو تحرير الولاية من قبضة المسلحين.

 وأكد المركز أن هذه السيطرة تأتي بعد سلسلة من العمليات الناجحة التي قامت بها قوات بونتلاند على مدار الأشهر الثلاثة الماضية، والتي أسفرت عن استعادة مناطق استراتيجية من قبضة داعش.

على الرغم من أن قوات بونتلاند كانت تعمل بشكل مستقل دون دعم مباشر من الحكومة الفيدرالية في مقديشو، فقد اعتمدت أحيانًا على الضربات الجوية التي نفذتها القيادة الأمريكية في أفريقيا (AFRICOM) والقوات الجوية الإماراتية لتقديم الدعم الجوي في عملياتها ضد الجماعات المسلحة.

ومن بين أبرز الإنجازات التي حققتها العمليات العسكرية في الأشهر الأخيرة، مقتل أحد كبار عملاء تنظيم داعش، أحمد ماء العينين، الذي كان يشغل منصب قائد العمليات الخارجية والممول الأساسي للتنظيم.

وأوضح مركز مكافحة الإرهاب أن قوات بونتلاند قد اكتشفت مؤخرًا منازل خرسانية تم بناؤها من قبل المسلحين في منطقة جبال كال ميسكااد، وهي مناطق كانت تستخدم كمقرات رئيسية للقيادة.

هذه الاكتشافات شملت أيضًا مكاتب وغرف اجتماعات تم تجهيزها من قبل المسلحين، بالإضافة إلى اكتشاف سيارتين محترقتين وأدوات أخرى تدل على أن الغارات الجوية ربما كانت السبب في نزوح العديد من المسلحين.

وقد شهدت العمليات العسكرية الأخيرة سقوط العديد من القتلى من صفوف مسلحي داعش، فيما استسلم عدد كبير منهم للسلطات المحلية. كما أسفرت العمليات عن تدمير العديد من معاقل المسلحين، بينما فقدت الجماعة العشرات من المقاتلين الأجانب الذين كانوا يتدربون في المنطقة.

تسعى قوات بونتلاند الآن إلى المرحلة الأخيرة من عملياتها العسكرية، التي تركز على الإطاحة بالجماعة من المناطق المتبقية التي يُعتقد أنها لا تزال تحت سيطرة داعش في الولاية. وتؤكد قوات بونتلاند أن دعم مقديشو ليس شرطًا أساسيًا لتحقيق النصر، مشددة على عزمها في الاستمرار بالمكافحة وتحقيق الانتصار.

 

الأزمة السياسية في مقديشو:

من جهة أخرى، شهدت الساحة السياسية في الصومال توترًا بين السلطات الفيدرالية والعديد من القادة الإقليميين، على رأسهم زعيم جوبالاند، أحمد إسلام محمد مادوبي.

وفي تصريحات حادة، اتهم مادوبي الحكومة الفيدرالية بإدارة البلاد كما لو كانت "شركة خاصة"، معبرًا عن استيائه من عدم قدرتها على الوفاء بوعودها تجاه الشعب الصومالي. وأشار إلى أن رئيس الوزراء حمزة عبدي بري يفتقر إلى السلطة الحقيقية لإدارة شؤون الحكومة.

كما اتهم مادوبي الحكومة الفيدرالية بانتهاك الدستور وبتجاوز حدود صلاحياتها، مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل على تقويض الاتفاقات السياسية المبرمة بين مختلف أصحاب المصلحة في الصومال. وأضاف مادوبي أن الخلافات حول الانتخابات المباشرة، التي أصر عليها الرئيس حسن شيخ محمود، قد تؤدي إلى تمديد فترة الولاية وتفاقم الأزمة السياسية في البلاد.

 

الانتخابات المقبلة وتأثيراتها:

 

فيما يتعلق بالانتخابات المقبلة، أكد مادوبي أن موقفه من الانتخابات المباشرة يتناقض مع مقترح الحكومة الفيدرالية، مشيرًا إلى أن هذا الخيار سيؤدي إلى تمديد تلقائي لفترة الولاية الحالية. وأكد أن جوبالاند سوف تواصل إجراء انتخابات غير مباشرة رغم الضغط الفيدرالي. ونتيجة لهذه التوترات، وقع خلاف سياسي آخر بين الحكومة الفيدرالية وزعماء الأقاليم، مما يزيد من تعقيد الوضع السياسي والأمني في البلاد.

شارك