"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
الأحد 16/مارس/2025 - 09:10 ص
طباعة

تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 16 مارس 2025.
الاتحاد: ترامب يعلن قصف «الحوثيين» ويتعهد باستخدام «قوة ساحقة»
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، أن الولايات المتحدة أطلقت «عملاً عسكرياً حاسماً وقوياً» يرمي إلى وضع حد للتهديد الذي تشكّله جماعة «الحوثي» في اليمن على حركة الشحن في البحر الأحمر.
وقال ترامب: «سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا»، مشيراً إلى تهديد الحوثيين لحركة الشحن في البحر الأحمر. وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس بسماع دوي انفجارات في صنعاء. وجاءت الضربات الأميركية بعيد إعلان «الحوثيين» أنهم سوف «يستأنفون حظر مرور جميع السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب وخليج عدن».
وقال ترامب «إلى كل الحوثيين، انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءاً من اليوم، وإذا لم تفعلوا ذلك، فسينهمر عليكم الجحيم مثلما لم تروا من ذي قبل!».
وأضاف ترامب: «مقاتلونا الشجعان ينفذون الآن هجمات جوية على قواعد الإرهابيين وقادتهم ومنظوماتهم الدفاعية الصاروخية لحماية السفن والطائرات والأصول البحرية الأمريكية، واستعادة حرية الملاحة». وتابع: «لن يسمح لأي قوة إرهابية بمنع السفن التجارية والبحرية الأميركية من الإبحار بحرية في الممرات المائية حول العالم».
وأردف الرئيس الأميركي: «لقد مرّ أكثر من عام منذ أن أبحرت سفينة تجارية تحمل العلم الأميركي بسلام عبر قناة السويس أو البحر الأحمر أو خليج عدن. وتعرضت آخر سفينة حربية أميركية عبرت البحر الأحمر، قبل أربعة أشهر، لهجوم من الحوثيين أكثر من 12 مرة. وأطلق الحوثيون صواريخ على طائرات أميركية، واستهدفوا قواتنا وحلفاءنا». وواصل ترامب: «كلفت هذه الهجمات المتواصلة الاقتصاد الأميركي والعالمي مليارات الدولارات، وفي الوقت نفسه، عرضت أرواحاً بريئة للخطر». وأظهرت صور متداولة على «الإنترنت» أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد فوق منطقة مجمع مطار صنعاء، الذي يضم منشأة عسكرية كبيرة. ولم تتضح بعد حجم الأضرار الناجمة عن الضربات، فيما أشارت تقارير إلى مقتل وإصابة 15 شخصاً، من جراء القصف الأميركي في صنعاء.
وقال مسؤول أميركي لـ«رويترز» إن الضربات ضد الحوثيين ستستمر لأيام وربما أسابيع.
وفي مطلع مارس، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة صنفت رسمياً «الحوثيين» «منظمة إرهابية أجنبية»، وذلك بعد أسابيع من توقيع الرئيس دونالد ترامب أمراً تنفيذياً بهذا الشأن.
وذكر المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، أن التحركات الأخيرة ضد الحوثيين تعبّر عن النهج الجديد للإدارة الأميركية ضد هذه الجماعة، والتي تختلف عن الفترات الماضية، خصوصاً بعد أن أدرك الرئيس دونالد ترامب أنه لا يمكن اعتبار «الحوثي» طرفاً سياسياً في الحوار وإحلال السلام في اليمن. وحذر الطاهر من استمرار تهديد جماعة «الحوثي» لأمن واستقرار المنطقة، مشيراً إلى أن الجماعة وضعت منصات الصواريخ والطائرات المسيرة على قمم الجبال الشاهقة، لتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت أن الولايات المتحدة بدأت، أمس، تنفيذ ضربات عسكرية واسعة النطاق ضد عشرات الأهداف في اليمن في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وفقاً لتقارير إخبارية محلية ومسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، وذلك في بداية ما وصفه المسؤولون الأميركيون بأنه هجوم جديد ضد المسلحين. وأصابت الضربات الجوية والبحرية التي أمر بها الرئيس ترامب، رادارات ودفاعات جوية وأنظمة صواريخ وطائرات دون طيار، في محاولة لفتح ممرات الشحن الدولية في البحر الأحمر التي عطلها «الحوثيون» لأشهر بهجماتهم.
العربية نت: "رسالة تحذير لإيران".. واشنطن تبدأ عملية عسكرية ضد الحوثيين
تجددت فجر اليوم الأحد الغارات الأميركية على مواقع عدة للحوثيين في اليمن، حيث تركز القصف على مخازن الأسلحة ومراكز السيطرة.
وأفادت مصادر العربية/الحدث بأن قصفاً جديداً طال معسكرا للحوثيين في مديرية سنحان بصنعاء.
فيما قالت وسائل إعلام حوثية إن القصف استهدف مبنى الأمن السياسي وسط صنعاء، بالإضافة إلى مجمع الثورة الصناعي العسكري ومنطقة عطان بالعاصمة.
في حين طالت غارة أميركية محطة كهرباء مدينة ضحيان في محافظة صعدة.
وقالت مصادر العربية/الحدث إنه تم استهداف شركة النفط اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون وسقوط قتلى وجرحى.
وأفاد مراسل العربية/الحدث بأن الغارات الأميركية على مواقع الحوثيين لا تزال مستمرة في عدة مدن يمنية.
وشنت الولايات المتحدة عملية عسكرية واسعة النطاق ضد أهداف للحوثيين في اليمن مساء السبت.
26 قتيلاً
وأفاد مراسل العربية/الحدث بارتفاع أعداد قتلى القصف على محافظتي صنعاء وصعدة إلى 26 شخصا.
في موازاة ذلك قال مراسل العربية/الحدث إن الغارات استهدفت معسكر قيادة الشرطة العسكرية بمحافظة ذمار. وأضاف مراسلنا أن الغارات الأميركية استهدفت 5 محافظات يمنية.
وذكر أن 3 غارات أميركية استهدفت شرق مديرية مجزر في محافظة مأرب.
فيما تحدثت وسائل إعلام حوثية بأن 8 غارات أميركية استهدفت مديريتي مكيراس والقريشية في محافظة البيضاء.
كما استهدف القصف الأميركي مديرية مبين بمحافظة حجة.
في وقت سابق أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بلاده أطلقت "عملاً عسكرياً حاسماً وقوياً" يرمي إلى وضع حد للتهديد الذي يشكّله المتمردون الحوثيون في اليمن على حركة الشحن في البحر الأحمر.
فيما كشف مسؤول أميركي أن القصف على اليمن اليوم "أهم عمل عسكري في ولاية ترامب الجديدة" وهو "رسالة تحذير لإيران" وفق ما نقلت "نيويورك تايمز".
بداية عملية عسكرية
كما ذكر أن الضربات في اليمن هدفها حماية الملاحة في المنطقة، وهي بداية لعملية عسكرية على الحوثيين، لافتاً إلى أن الهجوم كان مخططا له من قبل.
في الأثناء كشفت مصادر يمنية أن إحدى الغارات الأميركية استهدفت مقر المجلس السياسي الأعلى للحوثيين.
وأفادت مصادر العربية/الحدث بأن 5 انفجارات دمرت مقراً حوثياً في حي الجراف بصنعاء.
وأضافت أن المواقع المستهدفة في صنعاء بحسب شهود عيان هي حي الجراف ومحيط مطار صنعاء شمال العاصمة.
وذكرت أن القصف الأميركي استهدف أيضا محافظة صعدة وسط تحليق مستمر للطيران.
هجمات الحوثيين
يذكر أن الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء قد أطلقوا صواريخ ومسيّرات على إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة يوم السابع من أكتوبر 2023، مؤكدين أن هجماتهم تأتي "تضامنا" مع الفلسطينيين.
كما استهدفوا أيضاً سفن شحن في البحر الأحمر وخليج عدن، زعموا أنها مرتبطة بإسرائيل.
العين الإخبارية: «حي الجراف» تحت النار.. خطوات حوثية تقتفي أثر حزب الله اللبناني
أراده الحوثيون جغرافيًّا مغلقًة أمنيًّا لتأمين قادتهم على غرار ضاحية حزب الله اللبناني، فأصبح "ضحيتهم" كما يطلق عليه اليمنيون.
هو حي الجراف شمال صنعاء، الذي تعرض السبت للمرة الأولى لغارات أمريكية عنيفة، ما وضعه في دائرة الضوء.
وشكلت الغارات على الجراف رسالة مؤلمة من الولايات المتحدة الأمريكية لميليشيات الحوثي بأن معاقلها في صنعاء وصعدة باتت غير آمنة لقيادات الميليشيات، وفقًا لمراقبين.
لبننة صنعاء
وخلافًا لبقية أحياء العاصمة صنعاء، يقول سكان محليون لـ"العين الإخبارية"، إن غالبية من يقطن حي الجراف، الواقع على بعد 5 كيلومترات من المدينة، باتوا من أنصار الميليشيات الحوثية، سواء القادمون من صعدة أو من سكنوا الحي مبكرًا.
فالحي الذي يتألف من 5 حواري سكنية، يُعتبر مركز الثقل لخلايا ميليشيات الحوثي، ويشتهر بكونه معقلًا محصنًا لقيادات الجماعة منذ نشأتها في الثمانينيات، والتي دفعت بقياداتها لشراء الأراضي بالجراف واتخاذه موطنًا لأنشطتها التخريبية.
ويضم الجراف أهم مقرات الحوثي، ومنها مقر المكتب السياسي للميليشيات، ومقر قناة وشبكة "المسيرة" الواجهة الإعلامية والدعائية للجماعة، وكذلك مقرات قنوات ووسائل إعلامية حوثية تقوم بنشر التعبئة الأيديولوجية والتوجيه الطائفي.
ووفقًا لمصادر إعلامية ومحلية، فإن الجراف يضم أيضًا مقر إقامة قيادات في الميليشيات الحوثية، بالإضافة إلى مراكز تعليمية وفكرية تابعة للمليشيات.
استنساخ ضاحية حزب الله
وتشير مصادر يمنية إلى أن الجراف كان أول منطقة يتخذها الحوثيون منطلقًا لإسقاط صنعاء من الداخل أواخر 2014، وذلك بعد أن تركزت فيها غالبية خلايا الميليشيات القادمة من صعدة.
ومؤخرًا، يقول سكان ومصادر محلية إن ميليشيات الحوثي حوّلت حي الجراف، القريب من مطار صنعاء، إلى منطقة مغلقة على قادتها وأنصارها، مستنسخةً تجربة حزب الله اللبناني في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وبيّنت المصادر أنه، وإلى ما قبل اجتياح صنعاء، كانت عائلات تنتمي للحوثي قد حوّلت الحي إلى مكان شبه مغلق عليها، إذ كانت تمتلك مساحات من الأرض هناك منذ عهد حكم أسلافها قبل 1962، وعقب ذلك عمدت هذه الأسر إلى شراء مساحات إضافية حتى أصبحت تهيمن على الحي.
وأوضحت المصادر أن ميليشيات الحوثي، عند اجتياحها صنعاء، كانت تنظم مظاهراتها في شارع المطار المقابل لحي الجراف، وذلك لقربه من مناطق نفوذها.
وبعد عقد من سيطرتها على صنعاء، أصبح الجراف مقرًّا مركزيًّا يسكنه الحوثيون وحدهم وأبرز قادتهم السياسيين، حيث فرضت الميليشيات قبضة أمنية مشددة عليه، بما في ذلك رصد تحركات سكانه والداخلين إليه، وفقًا لذات المصادر.
خبراء لـ«العين الإخبارية».. هكذا ينجح «الضغط الأقصى» ضد الحوثيين
باغتت الولايات المتحدة اليوم السبت مليشيات الحوثي بضربات مدمرة لمقرات قيادتها في حي الجراف في صنعاء، ومعقلها الرئيسي في صعدة، مما أوقع قتلى وجرحى بصفوف المليشيات.
وللمرة الأولى، تضرب الولايات المتحدة منازل حولها الحوثيون إلى مقرات عسكرية وغرف عمليات لقيادات المليشيات، في تطور كشف نهج إدارة الرئيس دونالد ترامب الحازم للتعامل مع الجماعة.
وبحسب مصادر يمنية، فإن أحد المنازل التي طالتها الغارات الأمريكية يتبع قيادي حوثي يُدعى حسن عبدالقادر شرف الدين، كان يستخدمه الحوثيون كمقر عملياتي لقيادات عسكرية وأمنية.
واتبع ترامب قصف صنعاء، بتحذير شديد اللهجة للحوثيين، قائلا: "لقد انتهى وقتكم.. إن لم تتوقف هجماتكم فستشهدون جحيما لم تروا مثله من قبل".
وردا على الغارات الأمريكية، خرج القيادي الحوثي محمد البخيتي، مُهددا بأن المليشيات سوف تقابل "التصعيد بالتصعيد"، واعتبر أن "عدوان أمريكا على الجماعة غير مبرر وسيترتب عليه رد تصعيدي"، على حد زعمه.
ضغط غير مسبوق
ورأى خبراء يمنيون أن الضربات الأمريكية وقبلها العقوبات المشددة تمثل ضغطا غير مسبوق على مليشيات الحوثي التي "لن تنصاع مالم تطال الغارات القاتلة قياداتها في الصف الأول".
ووفقا للباحث اليمني في الشؤون العسكرية عدنان الجبرني، فإن "ترمب لن يتعامل بنفس طريقة سلفه جو بايدن المهزوزة مع الحوثيين، فمن الواضح أن هناك إرادة أمريكية للإضرار بمليشيات الحوثي".
لكن السؤال المهم، وفقا للجبراني: "هل تملك إدارة ترمب الفهم الكافي للحوثيين بحيث تسدد ضربات دقيقة تجنب المدنيين أي كلفة وتضرب في عمق القدرات الحساسة للمليشيات وليس في مواقع هامشية؟".
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن "هذه الغارات إضافة إلى العقوبات قد تشكل ضغطا غير مسبوق على الحوثيين لأول مرة في تاريخ الجماعة، وقد يتطور الأمر لاستهداف قيادات من الصف الأول للمليشيات".
ولا يتوقع الجبراني انصياع المليشيات الحوثية بعد ضربات اليوم "لأن الحوثي أعلن التصعيد وهو يدرك تماما أنه سيواجه بضربات وبتصعيد أقوى"، مشيرا إلى أن مليشيات الحوثي سوف "تناور ولكنها لن تنصاع كونها تراهن على طول النفس لديها".
الضربات غير كافية
من جانبه، قال المحلل السياسي باسم الحكيمي إن "إدارة ترامب أظهرت أنها أكثر جدية في مواجهة صلف الحوثيين وتهديدهم للملاحة الدولية على عكس الإدارة السابقة".
وأضاف الحكيمي لـ"العين الإخبارية"، أن "ضربات إدارة ترامب ضد الحوثيين لن تكون ذات جدوى مالم يرافق ذلك دعم الشرعية عسكريا والسماح لها بعمليات عسكرية برية ضد الحوثيين لتحرير كل الجغرافيا التي يسيطرون عليها".
وأكد المحلل السياسي أن مليشيات الحوثي لن "تنصاع للتحذيرات والضربات الأمريكية لأن قرارها الأخير في إيران التي تواصل استخدمها كرأس حربة في تصعيدها العسكري في البحر الأحمر والمنطقة".
وأضاف: "الإيرانيون يراهنون على مليشيات الحوثي لتحسين رصيدهم التفاوضي أمام الغرب فيما يخص الملف النووي وهذا يجعل المليشيات الحوثية تصر على استمرار الهجمات رغم كلفتها".
وكان ترامب وجه رسالة لإيران بالقول: "يجب أن يتوقف دعمكم لإرهابيي الحوثي فورًا! لا تهددوا الشعب الأمريكي أو رئيسهم أو ممرات الشحن العالمية، وإن فعلتم، فاحذروا، لأن أمريكا ستحمّلكم المسؤولية الكاملة، ولن نكون لطفاء في ذلك".
الحوثيون تحت نيران العقوبات.. حصار خانق وفاعلية قيد الاختبار
وسط تعقيدات المشهد اليمني، جاء تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية ليكشف عن تحول استراتيجي في التعامل مع الجماعة التي لطالما استخدمت السلام كغطاء لتعزيز نفوذها.
فبينما يُنظر إلى القرار باعتباره خطوة ضرورية لقطع شريان تمويل المليشيات والحد من قدرتها على المناورة، يظل نجاحه مرهونًا بمدى تكامله مع ضغوط ميدانية وسياسية واقتصادية تُجبر الحوثيين على تقديم تنازلات حقيقية بدلًا من توظيف العقوبات لصالح دعاية المظلومية.
فهل يكون القرار مدخلًا لسلام حقيقي؟
يقول محللون استطلعت «العين الإخبارية» آراءهم، إن تصنيف الحوثي منظمة إرهابية يُعد تحولا استراتيجيا إذا ما قورن بضغوط ميدانية وسياسية واقتصادية لخدمة المسار السلمي في اليمن، كون ذلك يغلق أبواب التلاعب بالسلام ويدفع المليشيات لتقديم تنازلات حقيقة.
وكانت الأمم المتحدة، شددت عقب سريان التصنيف للحوثيين مؤخرا على ضرورة «اقترانه بضمانات ملائمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية بشكل فعال» مثيرة مخاوف من تأثر السلام.
وبحسب المحلل السياسي اليمني رماح الجبري، فإن معاقبة قيادات الحوثي السياسية، «تشكل ضربة موجعة لهذه الشخصيات التي ظلت تقدم نفسها كجناح سياسي وتُمسك بملف التفاوض وتتلاعب بالسلام، في وقت تدير فيه شبكة أموال وتفاوض على توريد صفقات أسلحة».
وأوضح أن «التصنيف والعقوبات تجاه الحوثيين وقياداتهم يضع الحكومة اليمنية الشرعية أمام مسؤولية أكبر للاستفادة من هذا التصنيف لتحقيق السلام بالضغط الميداني والسياسي والاقتصادي».
تحول استراتيجي
بينما رأى الباحث السياسي والاقتصادي اليمني وحيد الفودعي، في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن القرار الأمريكي بمعاقبة القادة السياسيين للحوثيين «يعكس تحولًا استراتيجيًا في التعامل مع المليشيات»، ويربك علاقتها داخليا.
فالقرار، -بحسب الفودعي- يستهدف الجناح الذي يدير عمليات التفاوض والسياسات العامة، وليس فقط القيادة العسكرية، فمن الناحية السياسية، يُمثل هذا الإجراء خطوة ضمن أدوات الضغط الدبلوماسي والاقتصادي؛ بهدف تقويض الحوثيين في المحافل الدولية وإضعاف قدرتهم على المناورة السياسية.
ويضيف: «كما تبعث العقوبات برسالة إلى الأطراف الإقليمية والدولية بأن أي تعامل سياسي أو اقتصادي مع هؤلاء القادة قد يترتب عليه تبعات قانونية ودبلوماسية؛ مما قد يحدّ من خيارات المليشيات في بناء تحالفات رسمية أو غير رسمية خارج اليمن».
لكن هل يتأثر الوضع الإنساني في اليمن بالتصنيف الأمريكي؟
وصف المحلل السياسي اليمني رماح الجبري، المخاوف من تأثر الوضع الإنساني في اليمن بتصنيف الحوثيين بـ«غير الواقعية»، مشيرًا إلى أنه جاء استجابة لدعوات الشعب اليمني وخدمة مصالحه وتحقيق السلام وتحجيم المليشيات وقطع وسائل تمويلها ومنعها من إطالة أمد الحرب.
وأضاف الجابري لـ«العين الإخبارية»، أن تصنيف الحوثي ومعاقبة قادة جناحه السياسي يغلق «الباب أمام التلاعب بالسلام»، مؤكدًا أن «المؤشرات تشير إلى أن الخيار العسكري الفاعل بات الأكثر طرحًا للتعامل مع المليشيات الحوثية وتحقيق سلام اليمن».
بدوره، قال الباحث السياسي والاقتصادي اليمني وحيد الفودعي إن العقوبات تسهم في تعقيد قدرة الحوثيين على الاستفادة من الأنظمة المالية الرسمية، وتعمل على تقييد حركة الأموال المرتبطة بهؤلاء القادة.
إلا أنه مع ذلك، فإن الأثر الفعلي لهذه العقوبات، يظل مرهونًا بمدى التزام الدول الإقليمية والدولية بتنفيذها، نظرًا لاعتماد الحوثيين على اقتصاد غير رسمي وآليات تمويل غير تقليدية، مثل السوق السوداء والضرائب المفروضة على النشاط الاقتصادي في مناطق سيطرتهم، وفق الفودعي.
ويمكن النظر للقرار الأمريكي باعتباره جزءًا من استراتيجية أشمل تستهدف الحدّ من نفوذ الحوثيين سياسيًا عبر تجريدهم من أي اعتراف دبلوماسي، واقتصاديًا عبر تضييق الخناق على مصادر تمويلهم، لكن نجاح هذه الاستراتيجية متوقفة على مدى تكاملها مع إجراءات إقليمية ودولية أكثر صرامة، طبقا للفودعي.