ترامب يهدد بالقضاء التام.. تصعيد أمريكي جديد ضد الحوثيين وضغط متزايد على إيران
الخميس 20/مارس/2025 - 01:35 م
طباعة

في تطور جديد يشهده التصعيد العسكري في المنطقة، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ميليشيا الحوثي بـ "الإبادة التامة" وزيّف من سقف الضربات الجوية الأمريكية على المواقع التي يسيطرون عليها، في خطوة تهدف إلى الضغط على الجماعة المسلحة التي تهدد الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وقد جاءت هذه التهديدات في سياق تصريحات لترامب تتعلق بتوجيه تحذيرات لإيران بشأن دعمها المستمر للحوثيين، حيث زعم دون تقديم أدلة قاطعة أن طهران قد "قلصت من مستوى دعمها العسكري" للميليشيا.
وتسعى الولايات المتحدة إلى ممارسة ضغط متواصل على إيران وحلفائها في المنطقة، حيث تعزز هذه الضغوط بتكثيف العمليات العسكرية ضد الحوثيين الذين يقومون بتنفيذ هجمات تستهدف أهدافًا إسرائيلية وأمريكية على السواء.
وعلى الرغم من تزايد الضغوط الأمريكية، لا يزال الحوثيون مستمرين في تنفيذ هجماتهم العسكرية في منطقة البحر الأحمر ضد السفن الأمريكية والإسرائيلية.
وفي وسط هذا التصعيد، طرح العديد من الخبراء العسكريين تساؤلات حول قدرة الولايات المتحدة على القضاء على الحوثيين الذين يسيطرون على أراضٍ واسعة في اليمن.
إليزابيث كيندال، مديرة كلية غيرتون في جامعة كامبردج البريطانية، قالت في تصريحات لوكالة "فرانس برس" إن القضاء على الحوثيين لن يكون أمرًا سهلًا، مشيرة إلى أن الجماعة تسيطر على أراضٍ تزيد بمقدار 20 مرة على مساحة لبنان و500 مرة على مساحة غزة.
في المقابل، أشار فابيان هينز، الباحث في "المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية"، إلى أن الهجوم البري على الحوثيين أمر مستبعد، خاصة في ظل مقاومتهم المستمرة وقدرتهم على تكتم الخسائر التي يتكبدونها نتيجة الضربات الأمريكية.
في ذات السياق، أكدت التقارير العسكرية الأمريكية أن الضربات الجوية التي أمر بها ترامب تواصلت على مدار الأيام الأخيرة، حيث أسفرت عن تدمير العديد من المواقع التابعة للحوثيين في مناطق متفرقة من اليمن، مثل صعدة، حجة، الحديدة، صنعاء، البيضاء والجوف.
وكانت أبرز الغارات التي استهدفت مواقع ميليشيا الحوثي تلك التي دمرت مصنعًا مهجورًا في منطقة كانت تستخدمها الجماعة لتصنيع الألغام والعبوات الناسفة.
وفي ضوء التصعيد المستمر، تم تأكيد أن الولايات المتحدة تركز في هجماتها على تدمير مواقع الحوثيين المحصنة، والتي تتخذ من الجبال والكهوف مخابئ لها لتخزين الأسلحة ومعدات عسكرية أخرى.
من جانب آخر، قالت التقارير العسكرية إن الهجمات الحوثية قد أسفرت عن إصابات بين المدنيين، حيث أفادت وزارة الصحة التابعة للحوثيين أن تسعة أشخاص، بينهم نساء وأطفال، أصيبوا جراء إحدى الغارات التي استهدفت منطقة سكنية في صنعاء.
مع استمرار هذا التوتر العسكري، انتقل الصراع ليشمل الصراع البحري، حيث أطلقت الجماعة الحوثية سلسلة من الهجمات على السفن الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر.
واحتدم الصراع أيضًا بعد أن تبنت الجماعة هجمات ضد حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" في البحر الأحمر، وهو الهجوم الرابع الذي شنته الجماعة على هذه الحاملة خلال 72 ساعة.
وفي بيان له، قال المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع، إن الهجوم على حاملة الطائرات جاء ردًا على "التحركات العسكرية العدائية" في البحر الأحمر.
وتتزايد المخاوف في ظل تهديدات الحوثيين بالتصعيد العسكري ضد إسرائيل وأميركا.
زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أشار في خطبته الأخيرة إلى أن الجماعة ستصعد العمليات العسكرية إلى "أعلى المستويات" ضد أميركا وإسرائيل، مدعيًا أن هذه العمليات هي رد فعل على الدعم المزعوم للفلسطينيين في غزة. وبالتزامن مع هذه التهديدات، أكدت التقارير أن الجماعة الحوثية أطلقت صواريخ باليستية باتجاه إسرائيل، ما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار في عدة مناطق جنوب إسرائيل.
وفي هذا السياق، يعتقد المراقبون أن الهجمات الحوثية، رغم عدم تأثيرها العسكري الكبير على إسرائيل، قد تدفع بتطورات إضافية في الصراع، خاصة في ظل استمرار الدعم الإيراني للحوثيين.
وتواصل الجماعة الحوثية تنفيذ هجماتها البحرية منذ نوفمبر 2023، حيث هاجمت ما يقرب من 211 سفينة حتى منتصف يناير 2024.
في المقابل، تواجه إسرائيل تهديدات متزايدة من الحوثيين، حيث تكثف الهجمات الجوية ضد المنشآت الحيوية التي يسيطر عليها الحوثيون.
في حين أن إسرائيل قد شنت خمس موجات من الغارات الجوية ضد الحوثيين في البحر الأحمر ومناطق أخرى، يتخوف اليمنيون من تصاعد الموقف مع العودة إلى الحرب المشتعلة في غزة.
في سياق الهجمات الجوية الأمريكية، توعد ترامب في وقت سابق بالقضاء على الحوثيين باستخدام "القوة المميتة"، موجهًا رسائل تحذيرية إلى إيران على خلفية تقديمها الدعم للجماعة.
وقال ترامب عبر منصته على "تروث سوشال" إن "الوضع سيتدهور تدريجياً"، موضحًا أن الولايات المتحدة لن تتوقف عن ضرب الحوثيين حتى توقف الجماعة تهديداتها للملاحة البحرية.
ومع استمرار الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر، والتهديدات المتزايدة ضد إسرائيل، يتزايد القلق من التداعيات المستقبلية لهذا التصعيد.
في هذا السياق، تتزايد التوقعات بأن هجمات الحوثيين قد تستدعي ردودًا عسكرية قوية من جميع الأطراف المعنية، لا سيما مع استمرار دعم إيران للحوثيين.