عملية نوعية للجيش الباكستاني وتصفية عشرة إرهابيين في ديرا إسماعيل خان

الخميس 20/مارس/2025 - 11:46 م
طباعة عملية نوعية للجيش محمد شعت
 
تشهد باكستان تصاعدًا خطيرًا في العمليات الإرهابية، ما يعكس تزايد التهديدات الأمنية، خاصة في المناطق الحدودية مثل خيبر بختونخوا وبلوشستان. وفي عملية استخباراتية حديثة، تمكنت قوات الأمن الباكستانية من القضاء على عشرة إرهابيين في منطقة ديرا إسماعيل خان، وفقًا لبيان إدارة العلاقات العامة للجيش الباكستاني.

جاءت العملية بعد تلقي معلومات استخباراتية حول وجود إرهابيين في المنطقة، حيث قامت القوات بمحاصرتهم والاشتباك معهم بفعالية، مما أسفر عن مقتلهم جميعًا. وخلال المعركة، استشهد الكابتن حسنين أختر، البالغ من العمر 24 عامًا، أثناء قيادته للقوات من الجبهة. وقد تمت مصادرة أسلحة وذخائر كانت بحوزة الإرهابيين الذين تورطوا في هجمات سابقة ضد قوات الأمن والمدنيين الأبرياء.

ودائما ماتعتبر السلطات الباكستاني أن تصاعد العمليات الإرهابية جاء بعد عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان عام 2021، ما أدى إلى تنشيط الجماعات المسلحة داخل باكستان. ووفقًا لمعهد باكستان لدراسات الصراع والأمن (PICSS)، شهدت البلاد في يناير/كانون الثاني 2025 ارتفاعًا بنسبة 42% في الهجمات الإرهابية مقارنة بالشهر السابق، حيث سجلت 74 هجومًا، أسفرت عن مقتل 91 شخصًا، من بينهم 35 من أفراد الأمن، و20 مدنيًا، و36 مسلحًا، إضافة إلى إصابة 117 آخرين.

تظل خيبر بختونخوا المنطقة الأكثر تضررًا، حيث شهدت المناطق الحضرية فيها 27 هجومًا أسفرت عن مقتل 19 شخصًا، بينهم 11 من أفراد الأمن. أما المناطق القبلية، فقد سجلت 19 هجومًا، أدت إلى مقتل 46 شخصًا، من بينهم 13 من أفراد الأمن، وثمانية مدنيين، و25 مسلحًا. وفي بلوشستان، تواصلت الهجمات المسلحة مستهدفة قوات الأمن والمنشآت الحكومية.

وتشير تقارير إلى أن تصاعد الهجمات الإرهابية في باكستان يرتبط بتوسع نفوذ الجماعات المتطرفة، التي تستغل الفراغ الأمني وعدم الاستقرار السياسي لتحقيق أهدافها. ويشير الخبراء إلى أن هذه الجماعات باتت تعتمد تكتيكات جديدة مثل الهجمات الانتحارية، والتفجيرات عن بعد، وعمليات القنص لاستهداف القوات الأمنية.

كما أن تزايد الهجمات الإرهابية دفع الحكومة الباكستانية إلى تعزيز التدابير الأمنية، بما في ذلك نشر مزيد من القوات على الحدود مع أفغانستان، وتعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الدول المجاورة. وفي الوقت نفسه تعتبر تقارير أن الحلول العسكرية وحدها لا تكفي، بل يجب تعزيز الجهود التنموية والاستثمار في التعليم والتوعية لمكافحة الفكر المتطرف.

وتذهب قراءات إلى أن تصاعد الهجمات الإرهابية في باكستان قد يكون مرتبطًا بزيادة نفوذ تنظيم داعش في المنطقة، حيث تشير التقارير إلى أن التنظيم يسعى إلى استقطاب مقاتلين جدد وشن هجمات أكثر تطورًا. كما أن الخلافات الداخلية بين الجماعات الإرهابية المختلفة تؤدي أحيانًا إلى مواجهات دامية، ما يفاقم حالة عدم الاستقرار.

وفي ظل هذه التحديات، تعتمد الحكومة الباكستانية نهجًا متعدد الأبعاد لمكافحة الإرهاب، يشمل التعاون مع القوى الإقليمية والدولية، وتكثيف العمليات العسكرية، بالإضافة إلى تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي قد تدفع بعض الأفراد إلى التطرف. ومن المتوقع أن تستمر باكستان في تعزيز قدراتها الدفاعية وتحسين استراتيجيات مكافحة الإرهاب لمواجهة هذا التهديد المستمر.

تسعى قوات الأمن الباكستانية إلى القضاء على الإرهاب من خلال عمليات عسكرية مكثفة، فيما تعكس هذه الهجمات التحديات الأمنية المتزايدة. ومع استمرار العمليات الإرهابية، يبقى تعزيز التعاون الاستخباراتي وتكثيف الإجراءات الأمنية ضروريًا لضمان الاستقرار وحماية أرواح المدنيين وأفراد الأمن على حد سواء. كما يبقى التساؤل قائمًا حول مدى نجاح باكستان في احتواء هذا التهديد المتزايد، في ظل التعقيدات الإقليمية والسياسية التي تؤثر على الوضع الأمني في البلاد.

شارك