قتل ستة أشخاص بينهم طفلة السبت، جراء غارات إسرائيلية على جنوب لبنان، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، بعد إعلان الدولة العبرية أنها سترد بحزم على إطلاق صواريخ باتجاه أراضيها من لبنان.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في مرحلة أولى شنّ ضربات ضد أهداف لحزب الله اللبناني في جنوب لبنان، رداً على إطلاق ثلاثة صواريخ من هذه المنطقة على شمال إسرائيل.
وأفادت الوكالة بأن «غارة إسرائيلية على بلدة تولين أدت في حصيلة نهائية إلى استشهاد خمسة أشخاص من بينهم طفلة، وإصابة أحد عشر آخرين بجروح من بينهم طفلان».
وكانت الوكالة ذكرت في وقت سابق مقتل شخصين في تولين.
كما أفادت نقلاً عن وزارة الصحة بأن «الغارة الإسرائيلية على بلدة حوش السيد علي، في الهرمل (شرق) أدت إلى إصابة خمسة أشخاص بجروح».
ونفذ الجيش الإسرائيلي لاحقاً «سلسلة ثانية من الضربات ضد عشرات الأهداف لحزب الله في لبنان»، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع.
وطالت الموجة الثانية للغارات مدينة صور الساحلية ومناطق أخرى في جنوب لبنان وشرقه، وقتل في صور شخص، وأصيب سبعة آخرون بحسب ما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن وزارة الصحة اللبنانية.
وقالت إسرائيل إنها اعترضت ثلاثة صواريخ أطلقت السبت من جنوب لبنان باتجاه شمال أراضيها. ولم تتبن بعد أي جهة عمليات إطلاق الصواريخ.
وقال مسؤول إسرائيلي إنّ «ستة صواريخ أُطلقت صباح السبت على الجليل، ثلاثة منها دخلت الأراضي الإسرائيلية، واعترضتها قوات سلاح الجو الإسرائيلي».
ونفى حزب الله أن تكون له «أيه علاقة» بإطلاق الصواريخ، وأكد في بيان التزامه «اتفاق وقف إطلاق النار، وأنّه يقف خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد».
وأوقف اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 نوفمبر حرباً مفتوحة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله استمرت شهرين، بعدما فتح هذا الأخير جبهة ضد إسرائيل «إسناداً» لغزة بدء الحرب في القطاع في أكتوبر 2023.
وصمد الاتفاق عموماً رغم الاتهامات المتبادلة بحصول انتهاكات فيما أبقى الجيش الإسرائيلي قواته في خمسة مواقع استراتيجية في جنوب لبنان على طول الحدود مع شمال إسرائيل.
وكان قائد أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال إيال زامير تعهد قائلاً «سيرد الجيش بشدة على هجمات هذا الصباح» مضيفاً في بيان «يتحمل لبنان مسؤولية احترام اتفاق» الهدنة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس «لا يمكننا السماح بإطلاق صواريخ من لبنان على بلدات الجليل» مضيفاً «تتحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية عمليات الإطلاق من أراضيها، أمرت الجيش بالرد».
وأضاف «وعدنا بلدات الجليل بالأمن وهذا ما سيحصل، مصير المطلة هو نفسه مصير بيروت».
ودوّت صفارات الإنذار في ساعات مبكرة من صباح السبت في بلدة المطلة الواقعة قرب الحدود اللبنانية، وقال رئيس بلدية المطلة ديفيد أزولاي، إنّ 8 في المئة فقط من السكان عادوا إلى المطلّة منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ، مضيفاً أنّ بعض السكان غادروها السبت، بعد الهجوم الصاروخي.
تفكيك منصات إطلاق
أعلن الجيش اللبناني السبت، أنه فكك ثلاث منصات إطلاق صواريخ «بدائية الصنع» في جنوب لبنان وأوضح في بيان أنه «على أثر إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، أجرى الجيش عمليات مسح وتفتيش وعثر بنتيجتها على 3 منصات صواريخ بدائية الصنع في المنطقة الواقعة شمال نهر الليطاني».
وبعد إعلان إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل، حذر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام من «تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، لما تحمله من مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة، تعود بالويلات على لبنان واللبنانيين» مضيفاً أنه أجرى اتصالاً بوزير الدفاع شدد خلاله على «ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة، بما يؤكد أن الدولة وحدها هي من يمتلك قرار الحرب والسلم».
بدوره، دان الرئيس اللبناني جوزيف عون في بيان للرئاسة اللبنانية «محاولات استدراج لبنان مجدداً إلى دوامة العنف» وقال: «ما حصل اليوم في الجنوب، وما يستمر هناك منذ 18 فبراير/شباط الماضي، يشكل اعتداء متمادياً على لبنان وضرباً لمشروع إنقاذه الذي أجمع عليه اللبنانيون».
وأعربت قوة الأمم المؤقتة في لبنان (يونيفيل) المنتشرة في جنوب لبنان السبت عن قلقها من «تصعيد محتمل للعنف»، وحضّت «جميع الأطراف على تجنب تقويض التقدم المحرز».
ودعا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، السبت إلى تحرك دولي فوري «لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان».
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية إن الصفدي أكد في اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني يوسف رجي «ضرورة التحرك الدولي الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان».
وأكد الصفدي «تضامن المملكة المطلق مع لبنان الشقيق في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية»، مشدداً على «ضرورة احترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرار مجلس الأمن رقم 1701».
وبحسب البيان، أكّد الصفدي ورجي «ضرورة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل بجميع بنوده».