"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الأحد 23/مارس/2025 - 09:37 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 23 مارس 2025.

العربية نت: هجمات أميركية جديدة تستهدف مخازن وثكنات حوثية في مطار الحديدة

استهدفت غارات أميركية جديدة مواقع وثكنات عسكرية تابعة لجماعة الحوثيين، ذراع إيران في اليمن، داخل قاعدة ومطار الحديدة الدولي على سواحل البحر الأحمر غربي اليمن، وذلك ضمن موجة هجمات دشنتها الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب تستهدف قدرات جماعة الحوثي المصنفة منظمة إرهابية.

وتحدثت معلومات عن وقوع ثلاث غارات أميريية استهدفت، مساء السبت، مخازن وثكنات لجماعة الحوثيين في مطار الحديدة.

فيما أفاد سكان عن انفجارات عنيفة أعقبت الهجمات داخل المطار، وهو مطار مدني وقاعدة جوية عسكرية، تستخدمه الجماعة لعملياتها وأنشطتها العسكرية.

وقد كشف تحقيق سابق أجرته منصة "ديفانس لاين" استخدام الحوثيين مطار الحديدة الدولي الواقع في محافظة الحديدة الخاضعة لسيطرة الجماعة غرب اليمن، لأعمال عسكرية وتنفيذ تدريبات ومناورات حربية داخل المطار المدني وقاعدة الحديدة الجوية، إحدى أهم القواعد الجوية العسكرية التي تقع بجوار المطار الدولي بمدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر.

وشنت القوات الأميركية خلال الأيام الماضية موجة من الهجمات استهدفت مواقع وقدرات لجماعة الحوثيين في الحديدة.

وتعتبر محافظة الحديدة مركزا استراتيجيا للحوثيين عسكريا وأمنيا واقتصاديا، وتقع فيها موانئ وقواعد عسكرية للجماعة وتعتبر منطقة عبور الأسلحة والدعم المتدفق للجماعة عبر خطوط تهريب من البحر الأحمر.

وخلال الأسابيع الماضية دفعت جماعة الحوثيين بتعزيزات وتحشيدات عسكرية وأسلحة متطورة ونقلت صواريخ إلى المناطق الساحلية المطلة على البحر الأحمر شمالي غرب اليمن.

ووفقا لمصادر "ديفانس لاين" كثفت جماعة الحوثيين تحركاتها العسكرية والأمنية في محافظة الحديدة، ووجهت تعزيزات عسكرية إلى مناطق تهامة ونقلت مقاتلين وأعتدة عسكرية تم توزيعها ونشرها في مناطق متفرقة بمحافظة الحديدة.

كما قامت الجماعة بإعادة تخزين أسلحة وذخائر في قواعد عسكرية ومخابئ قامت بتطويرها بينها مخازن تحت الأرض، وفي مزارع ومنشئات حكومية في المناطق الساحلية التابعة لمحافظة الحديدة.

عسكرة مطار الحديدة
كما كشف التحقيق قيام الجماعة المدعومة من إيران باستحداثات وإنشاءات وبناء تحصينات وأنفاق وملاجئ داخل المطار المدني والقاعدة الجوية، وفي المناطق القريبة والمقرات والمؤسسات التعليمية، وكشف كذلك بدء الجماعة إعادة تأهيل مدرج المطار خلال مدة الهدنة في محاولة لإعادة تشغيله لاستقبال رحلات مدنية وعسكرية.

وتستخدم الجماعة المطار لتنفيذ مناورات وتمارين عسكرية، وقيام الجماعة بإطلاق صواريخ وطائرات باليستية من داخل المطار، وتخزين أسلحة وذخائر بحرية وجوية متطورة داخل منشئات المطار.

واشنطن تقرر إرسال حاملة طائرات ثانية للشرق الأوسط

أفاد مسؤول أميركي لـ"العربية English" بأن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث قرر تمديد بقاء حاملة الطائرات "ترومان" بالشرق الأوسط.

وقال المسؤول الأميركي ن وزير الدفاع الأميركي قرر أيضا إرسال حاملة طائرات ثانية للشرق الأوسط خلال أسابيع.
يأتي ذلك فيما أفادت مصادر "العربية" و"الحدث" بحدوث انفجارات عنيفة جنوب الحديدة.

جاء هذا بعد إعلان الناطق باسم الحوثيين استهداف قطع حربية أميركية ترافق حاملة الطائرات "يو إس إس هاري ترومان" بطائرات مسيرة.

وكانت الولايات المتحدة بدأت السبت الماضي ضربات جوية على ما وصفتها بأهداف للحوثيين، وقالت إن العملية تهدف لاستعادة حرية الملاحة في الممرات البحرية بالمنطقة.

وتمثل الضربات الأميركية أكبر عملية عسكرية أميركية في الشرق الأوسط منذ تولي ترامب منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب "بالقضاء على الحوثيين تماما"، على حد قوله.

كما توعد ترامب يوم الاثنين بأنه سيعتبر إيران مسؤولة عن أي هجمات حوثية مستقبلية، وحذر من عواقب وخيمة.

ونفذ الحوثيون أكثر من 100 هجوم على سفن الشحن منذ اندلاع الحرب في غزة أواخر عام 2023. وأدت هذه الهجمات إلى اضطراب حركة التجارة العالمية، ودفعت الجيش الأميركي إلى إطلاق حملة مكلفة لاعتراض الصواريخ.

زيارة غامضة.. رئيس وزراء عراقي سابق يلتقي بالحوثيين في صنعاء

قام رئيس الوزراء العراقي الأسبق، عادل عبد المهدي، بزيارة مفاجئة إلى صنعاء للقاء قيادات جماعة الحوثيين، وذلك بعد أيام قليلة من الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت مواقع الجماعة المدعومة من إيران.

وتزامنت زيارته مع تصعيد الحوثيين لهجماتهم الصاروخية على إسرائيل يومي 18 و20 مارس.

وسلطت "مجلة الحرب الطويلة" المختصة بالحرب على الإرهاب، التابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأميركية (FDD's Long War Journal - LWJ)، سلطت الضوء على زيارة عبد المهدي.

ونشرت وكالة "مهر نيوز الإيرانية" شبه الرسمية، تقريراً حول زيارة عبد المهدي وذكرت بأنها جاءت في إطار “خفض التصعيد في المنطقة”، كما نقلت عن مصدر لم تسمّه أن رئيس الوزراء العراقي الأسبق حمل رسالة من الولايات المتحدة إلى الحوثيين، تضمنت مقترحات تتعلق بالأوضاع في البحر الأحمر.

وجاء في تقرير الوكالة: “أضاف المصدر أن عبد المهدي توجه إلى اليمن حاملاً رسالة من الولايات المتحدة، وقدّم مقترحات جديدة إلى اليمنيين بهدف الحد من تصاعد التوترات في المنطقة، وذلك عقب إعلان استئناف عمليات الجيش اليمني في البحر الأحمر.”

“وحدة الساحات”
من جانب آخر، أشار موقع “شباب اليمن”، الذي يُعرف بانتقاده للحوثيين، إلى أن زيارة عبد المهدي تتماشى مع استراتيجية “وحدة الساحات” التي تنسقها إيران بين حلفائها في المنطقة، بمن فيهم حزب الله اللبناني، وحماس، والميليشيات العراقية، والحوثيين.

ونشر عبد الرحمن الأهنومي، مدير مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الحوثية، مقطع فيديو لاستقبال عبد المهدي، قائلاً فيه: “مرحباً بالضيف العزيز، لقد أنرت صنعاء.”

وأشار الموقع إلى أن عبد المهدي شارك في مؤتمر استمر ثلاثة أيام تحت عنوان، “فلسطين: القضية المركزية للأمة.”

رسائل طهران
فيما نقلت قناة السومرية العراقية عن مصادرها أن زيارة عبد المهدي إلى اليمن قد تشير إلى وجود مفاوضات سرية بين الأطراف الإقليمية المعنية بالأزمة، فقد ذكرت رويترز أن إيران أرسلت “رسالة شفهية” إلى الحوثيين حول التطورات في البحر الأحمر.

وحسب المجلة الأميركية، فإن طهران تحاول منذ تصاعد الضربات الأميركية ضد الحوثيين النأي بنفسها عن الجماعة، لا سيما بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن “إيران ستتحمل مسؤولية أفعال الحوثيين”.

وكالة سبأ: إشادة حوثية بموقف عبد المهدي
وذكرت "وكالة سبأ اليمنية"، التي كانت سابقاً وكالة الأنباء الرسمية وتحولت الآن إلى منصة مؤيدة للحوثيين، أن وزير الخارجية وشؤون المغتربين في حكومة الحوثيين، جمال عامر، التقى عبد المهدي خلال مؤتمر “فلسطين” في صنعاء.

وكان عامر قد صرّح مؤخراً قائلا: “في نهاية المطاف، نحن في حالة حرب مع أميركا.”
كما أكد أن المؤتمر يبرز “أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة لليمن”، مشيداً بقرار الحوثيين بدء الهجمات على إسرائيل في نوفمبر 2023، وبتوسيع عملياتهم ضد السفن في البحر الأحمر.

من رئاسة الوزراء إلى التحرك الإقليمي
ومنذ استقالته في نوفمبر 2019، إثر احتجاجات واسعة قُتل فيها المئات، ظل عبد المهدي بعيداً عن الساحة السياسية العراقية. وكان قد تولى رئاسة الوزراء بدعم من قوى سياسية موالية لإيران، بينها هادي العامري ومقتدى الصدر.

ورغم عدم وضوح الدور الذي يلعبه حالياً، فإن زيارته إلى صنعاء تثير تساؤلات حول ما إذا كان يتحرك بصفة وسيط إقليمي، أم أنه يؤدي دوراً أكثر تعقيداً في إطار العلاقات الإيرانية مع حلفائها في المنطقة.

مصادر أمنية لـ«العين»: مقتل قائد المليشيات البحرية للحوثيين بضربات أمريكية

قالت مصادر أمنية يمنية لـ"العين الإخبارية": إن قائد المليشيات البحرية للحوثيين منصور السعادي قتل في غارة أمريكية.
ووفقًا لمصادر أمنية، فإن سلسلة عنيفة من الغارات الأمريكية الأخيرة أصابت مقر قيادة لمليشيات الحوثي في الحديدة، مما أدى إلى مقتل القيادي الحوثي البارز منصور السعادي، وهو قائد المليشيات البحرية للحوثيين.

والسعادي هو أحد قيادات الحوثي المدرجة على قوائم العقوبات الأمريكية منذ مارس/آذار 2021، ويعد الرجل الأول لزعيم المليشيات فيما يسمى "القوات البحرية والدفاع الساحلي"، وهي قوة شُيّدت بإشراف وتدريب مباشر من خبراء الحرس الثوري الإيراني.

ويتحدر "منصور أحمد السعدي" الذي تمنحه مليشيات الحوثي ما يسمى رتبة "عميد" ويتخذ من "أبوسجاد" اسما حركيا له من معقل الانقلاب "مران" في محافظة صعدة، أقصى شمالي اليمن، ويعد أحد القادة العسكريين المتطرفين. 

ويعتبر أحد القادة الحوثيين القلائل الذين دربتهم مليشيات الحرس الثوري الإيراني في معسكراتها بطهران في وقت مبكر، كما حصل على دورات عسكرية على يد ضباط مليشيات حزب الله في البقاع اللبنانية قبيل العودة لليمن.

وبحسب المعلومات، فإن مدير شرطة الحديدة، القيادي الحوثي عزيز الجرادي، المكنى "أبو طارق"، أصيب بجروح بليغة في الضربات الأمريكية الأخيرة.

وتعرضت الحديدة لأكثر من 41 غارة جوية من قبل الولايات المتحدة منذ 15 مارس/آذار الجاري، حيث استهدفت مقار قيادة، وبنية تحتية، ومخازن أسلحة للحوثيين.

وقالت المصادر لـ"العين الإخبارية" إن مليشيات الحوثي أصدرت تعميمًا داخليًا لقياداتها بتغيير أماكنهم بالكامل، وأرقام هواتفهم، وخفض مستويات التواصل بينهم خشية من الضربات الأمريكية.

ووفقًا للمصادر، فإن المليشيات الحوثية وجهت قياداتها بالتحصن في أنفاق أرضية، لا سيما في الريف الجنوبي من المحافظة، حيث تنتشر في التحيتا، وزبيد، والجراحي، وجبل رأس.

كما أعادت مليشيات الحوثي تمركزاتها جنوبًا إلى مناطق آمنة شرق مركز مديرية الدريهمي جنوبي الحديدة، وتحديدًا في مزارع "جنوب الشجن"، و"المنقم"، وجنوب قرية "الجربة"، وفقًا لذات المصادر.

وفجر ومساء السبت، استهدفت 10 ضربات أمريكية أهدافًا حوثية في مديرية التحيتا، والقاعدة الجوية، ومحيط مطار الحديدة، والقاعدة البحرية في الكثيب، وبالقرب من ميناء الصليف.

كما امتدت الضربات إلى مأرب، حيث استهدفت 5 غارات مخازن أسلحة للحوثيين في مديرية مجزر ومعسكر ماس، فيما دكت غارة أخرى ثكنة عسكرية بالقرب من مدينة براقش في الجوف.

ودخلت العملية الجوية للولايات المتحدة أسبوعها الثاني، إذ واصلت ضرب أهداف مليشيات الحوثي في 8 محافظات، مما كبّد الميليشيات خسائر بشرية ومادية، بما في ذلك مقتل العشرات من عناصرها وقياداتها.

جدار التعتيم يتصدع.. الحوثي يعترف بقتلى جدد في صفوفه

سعت مليشيات الحوثي إلى التعتيم على خسائرها جراء الضربات الأمريكية المتواصلة، لكن سياستها تفشل على ما يبدو.


وأقرت مليشيات الحوثي في وقت متأخر من مساء السبت بمقتل 8 من كوادرها في الضربات الأمريكية، ليرتفع عدد القتلى في صفوف قادتها الميدانيين إلى 42 قتيلاً.

وذكرت مليشيات الحوثي في وسائل إعلامها أنها شيّعت دفعة جديدة من قتلاها في صنعاء بعد أن لقوا مصرعهم "في سبيل الدفاع عن السيادة"، في إشارة إلى الضربات الأمريكية الأخيرة.

وتُظهر قائمة القتلى خسارة المليشيات الحوثية 8 من قياداتها الشابة العقائدية، منهم 4 قيادات برتبة "نقيب".

وارتفع عدد قتلى المليشيات الذين اعترفت بمصرعهم إلى 42 قيادياً منذ بدء الضربات الأمريكية في 15 مارس/آذار الجاري، والتي طالت الجوف وصعدة وصنعاء والحديدة وتعز ومأرب وحجة وذمار.

وتتكتم مليشيات الحوثي بشدة على خسائرها الحقيقية، وتلجأ إلى تشييع دفعات منهم في مسعى لحث السكان على الانخراط في صفوفها.

وكانت مليشيات الحوثي قد اعترفت للمرة الأولى في 18 و19 مارس/آذار الجاري بمقتل 26 من قياداتها الميدانية بالضربات الأمريكية على مواقعها.

ودخلت العملية الجوية للولايات المتحدة أسبوعها الثاني، إذ واصلت ضرب أهداف مليشيات الحوثي بأكثر من 100 غارة، وذلك في 8 محافظات، مما كبّد المليشيات خسائر بشرية ومادية، بما في ذلك مقتل العشرات من عناصرها وقياداتها.

في غارة أمريكية باليمن.. مقتل 3 أعضاء بـ«القاعدة» بينهم قيادي بارز

كشفت مصادر عسكرية يمنية، اليوم السبت، عن مقتل 3 من أعضاء تنظيم "القاعدة" بينهم قيادي ميداني بارز.
وأوضحت المصادر أن أفراد التنظيم الإرهابي قُتلوا في غارة أمريكية على معاقله في محافظة أبين اليمنية.
وذكر بيان للمجلس الانتقالي أذاعه التلفزيون الرسمي، وطالعته "العين الإخبارية"، أن "ضربة أمريكية استهدفت بشكل مباشر قيادات من الصف الأول لتنظيم القاعدة أثناء اجتماع لهم في وادي النسيل بمديرية مُودية شمال شرقي أبين، جنوبي اليمن".

ونقل البيان عن مصادر عسكرية قولها إن غارة نفذتها طائرة بدون طيار أمريكية قبل يومين قتلت قياديا ميدانيا بالقاعدة يُدعى سالم قاسم المرقشي وعضوين في التنظيم يدعى الأول محمد الوليدي والثاني أحمد لبتر.

ويعد المرقشي أحد أبرز القادة الميدانيين في تنظيم "القاعدة" ومسؤولا عن العديد من الهجمات الإرهابية التي استهدفت القوات الأمنية والعسكرية في أبين، طبقا للبيان.

وكان تنظيم القاعدة في اليمن خسر في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين 5 من قيادييه، منهم 4 بضربات أمريكية مباغته في شبوة وأبين، والخامس بعملية اغتيال في مأرب.

وهذه القيادات هي أبو محمد الهذلي المكي – أجنبي، أيوب اللحجي وهو ما يسمى "أمير ولاية لحج" سابقا، وأبي يوسف الحضرمي، بالإضافة لما يُسمى "أمير الحرب" في التنظيم وعضو مجلس الشورى أبي علي الديسي، وكذا القيادي عمار العولقي، المكنى "أبو صالح الديولي".

وتثبت هذه الضربات الأمريكية المتلاحقة في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، جدية دولية أكبر في مكافحة تنظيم "القاعدة" الذي يعاني من اختراق أمني في عمق بنيته التنظيمية، والتي جعلت قياداته المختبئة في كهوف جبال شبوة وأبين عرضة لغارات المسيرات مؤخرا، بحسب خبراء في شؤون التنظيمات المتطرفة.

الشرق الأوسط: سكان صنعاء يحمّلون الحوثيين مسؤولية استدعاء الغارات الأميركية

أثارت الضربات الأميركية على العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، موجة سخط واسعة بين سكان المدينة؛ حيث أجمعوا على تحميل قادة الجماعة الحوثية مسؤولية مساعيها لإشعال فتيل حرب جديدة، واستدعائها لهذه الغارات، مع تجاهلها المستمر للمخاطر المحدقة بملايين السكان أمنياً ومعيشياً.

ووصف السكان في صنعاء الغارات الأخيرة على مناطق مدينتهم بأنها الأشد والأعنف من سابقاتها من الضربات الإسرائيلية والغربية، موضحين أنها أثارت حالةً من الرعب غير المسبوق، وألحقت أضراراً كبيرة بعدد من المساكن القريبة من المواقع المستهدَفة، التابعة للحوثيين.

وأبدى أسامة، وهو مالك محل ملابس بصنعاء تخوفه من عدم الوصول إلى أي اتفاق فيما تبقَّى من أيام شهر رمضان يُفضي إلى وقف فوري للتصعيد الحوثي ضد الملاحة الدولية، وإيقاف الضربات على صنعاء وبقية المدن.

وأوضح مالك المتجر لـ«الشرق الأوسط»، أن الغارات على صنعاء كانت «مخيفة»، وأشاعت حالة رعب بين السكان، وأرغمت كثيراً منهم، لا سيما النساء، على الامتناع عن الخروج للأسواق لشراء مستلزمات عيد الفطر.
واضطر أسامة - وهو موظف حكومي سابق أقصته الجماعة من عمله في إحدى المؤسسات قبل أشهر عدة - إلى بيع ما تبقى من حُلي زوجته وتأسيس مشروع متواضع، لكنه يُبدي خشيته من استمرار التصعيد الحوثي الذي قد يقود إلى توسُّع واشتداد الغارات على صنعاء، وتأثير ذلك سلباً على تجارته من الملابس.

وعقب كل غارة أميركية على صنعاء خلال الأسبوع الماضي تكاد تخلو الشوارع من المارة بما فيها تلك الواقعة إلى شمال المدينة ووسطها، حيث يُسارِع السكان للعودة إلى منازلهم خشية حصول أي مكروه لهم أو لذويهم؛ بسبب الضربات.

نزوح ومعاناة
مع تكثيف الطيران الأميركي غاراته الجوية على منطقة الجراف التابعة لمديرية الثورة شمال صنعاء، اضطر عبد الله، وهو أحد سكان حارة الربعين بحي الجراف الغربي، إلى النزوح إلى منزل أحد أقربائه في جنوب صنعاء؛ حِفاظاً على سلامة عائلته.

ويحكي عبد الله لـ«الشرق الأوسط»، عن حالة رعب غير مسبوقة عاشها مع أفراد عائلته على مدى الأيام القليلة الماضية وقبيل النزوح من الحارة إثر الغارات الأميركية المتوالية على المناطق القريبة منهم في الجراف؛ حيث تعدّ المنطقة مركزاً للموالين للحوثيين.

وقال: «إن حارات القيوم، والبلسة، والمؤيد، والنوبة، وبير زيد، وعرهب، وغيرها في الجراف الغربي والشرقي بصنعاء باتت حالياً شبه خالية من السكان، بعد أن لجأ كثير منهم للنزوح الإجباري إلى مناطق عدة أكثر أمناً بصنعاء وخارجها».
وأضاف أن الجماعة الانقلابية مارست مختلف الضغوط عليهم لإرغامهم على البقاء في منازلهم حتى يكونوا عرضةً لأي استهداف قادم؛ بغية استثمار ذلك إنسانياً على مستويى الداخل والخارج.

ويعاني سكان صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة الحوثية، منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، من صعوبة العيش، وغياب أبسط الخدمات، وغلاء الأسعار، وانقطاع الرواتب، وتدهور الحالتين الأمنية والاقتصادية، وتفشي البطالة، واستمرار سياسات الفساد والتجويع.

من جهته يحمّل جمال وهو أحد سكان حي عصر في صنعاء قادة الجماعة الحوثية كامل المسؤولية لما تَعرَّض له وأفراد عائلته من حالة فزع ورعب شديدة، وتَعرُّض زجاج منزله للتهشيم جراء غارة أميركية، وصفها بـ«العنيفة» استهدفت منطقة فج عطان القريبة من الحي الذي يقع فيه منزله.

وأكد جمال وجود حالة سخط بين سكان الحي لجهة استدعاء الانقلابيين الحوثيين لهذه الغارات وما سبقتها من ضربات إسرائيلية وأميركية وبريطانية. وقال إنه يأمل في أن يتم الضغط بأي طريقة على قادة الجماعة لإجبارهم على وقف التصعيد الذي قد يجر البلد إلى مزيد من الفوضى.

وكانت الولايات المتحدة أطلقت، الأسبوع الماضي، حملةً جديدةً ضد الحوثيين أمر بها الرئيس ترمب، استهدفت صنعاء و7 محافظات أخرى، وطاولت لأول مرة حي الجراف شمال صنعاء الذي يعدّ معقلاً رئيسياً للجماعة الحوثية.

بنك الأهداف الأميركية يتوسّع في مناطق سيطرة الحوثيين

وسَّعت الولايات المتحدة من بنك أهدافها في مناطق سيطرة الحوثيين مع انقضاء أسبوع على بدء ضرباتها الجوية على مواقع الجماعة في شمال اليمن، لتشمل إلى جانب مخابئ القادة ومراكز القيادة والسيطرة، مخازن الأسلحة ومواقع إطلاق الصواريخ والمسيَّرات.

ومع تحديد الإدارة الأميركية هدفها بمنع استهداف الحوثيين لحركة الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، دون الخوض في الصراع الداخلي اليمني، بات من المؤكد أنها سوف تستهدف قيادات ومراكز سيطرة، ومواقع إطلاق الصواريخ والمسيَّرات.

ولهذا امتدت الضربات من استهداف مخابئ قادة الصف الأول للحوثيين ومراكز القيادة والسيطرة، إلى المناطق التي تضم المخازن السرية للأسلحة، والتي تتمركز في محافظتي صنعاء وصعدة، وإلى مواقع إطلاق الصواريخ والطيران المسيَّر، وتوسَّعت رقعة الاستهداف لتشمل معظم المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة.
ولأن الحوثيين عادة ما يقومون بنقل الأسلحة من المخازن المعروفة إلى مواقع جديدة، خصوصاً في محافظتي صعدة والحديدة، فقد تركزت الضربات الأميركية خلال الأيام الماضية على هاتين المحافظتين، مع استمرار استهداف مواقع مختارة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، ولكنها توسَّعت لتشمل نحو 7 محافظات، حوَّلها الحوثيون إلى مواقع لإطلاق الصواريخ والمسيَّرات أو تخزين الأسلحة بعيداً عن أعين السكان حتى لا يتم الإبلاغ عنها واستهدافها.

صعدة وصنعاء
تظهر الضربات، خلال الأسبوع الماضي، أن محافظة صعدة تحتل الأولوية في بنك الأهداف الأميركية، حيث استُهدفت بأكثر من 30 غارة حتى الآن، لأنها تحتل أهميةً خاصةً قد تعادل أهمية صنعاء، بوصفها مركز ولادة حركة الحوثيين، وهي اليوم معقلهم الرئيسي، وفيها يعيش عبد الملك الحوثي منذ ولادته، ويدير مناطق سيطرته من أحد الكهوف الجبلية، ولم يُعرف عنه ظهوره في أي تجمعات أو أماكن خارجها، وينحدر منها جل قيادات الصف الأول للجماعة والجناح العسكري والأمني.

وإلى جانب ذلك، توفر الطبيعة الجبلية للمحافظة مأوى مناسباً لقيادة الجماعة، وزاد من أهميتها وجود كهوف طبيعية تمت تهيئتها لتكون مواقع للاختباء وقيادة العمليات في أثناء الحرب بين الجمهوريين والملكيين في ستينات القرن الماضي. وقد استحدث الحوثيون مزيداً من هذه الكهوف بمساعدة خبراء إيرانيين، حيث تم استحداث خنادق إضافية في الجبال وتحتها؛ لتخزين الأسلحة وإدارة العمليات القتالية وإخفاء قادتهم، خصوصاً الجناح العسكري والمخابراتي، ولهذا فرَّ إليها أغلب القيادات من صنعاء؛ للاحتماء من الضربات الأميركية.
أما العاصمة المختطفة صنعاء فاحتلت المرتبة الثانية في عدد الغارات التي استهدفتها، وتكمن أهميتها إلى جانب كونها عاصمة البلاد، في وجود المقرات الرئيسية لقيادة الجيش والاتصالات وأكبر المطارات، وثاني أهم قاعدة عسكرية جوية ومركز المخابرات.

كما أنها مقر لمجلس حكم الحوثيين لمناطق سيطرتهم، ويوجد بها قادة الصف الأول للجماعة، ومن بينهم المرشحون لخلافة عبد الملك الحوثي، مثل أخيه عبد الخالق، الذي عُين قائداً لقوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة السابقة، ومحمد علي الحوثي، عضو مجلس الحكم، الذي يتزعم أحد أجنحة الجماعة.

كذلك يوجد في المدينة عبد الكريم الحوثي، وزير الداخلية في الحكومة التي لا يعترف بها أحد، وهو أيضاً عم عبد الملك، إلى جانب أنه يتزعم أحد الأجنحة التي تنافس بقوة على النفوذ والأموال، حيث يتحكم الرجل بقوات الشرطة والأمن المركزي، ويشرف على جهاز مخابرات مستقل تم إنشاؤه مؤخراً وأُطلق عليه جهاز استخبارات الشرطة، وعُين على رأسه علي حسن الحوثي النجل الأكبر لمؤسس الجماعة.

الحديدة وحجة
كما تركزت الغارات على محافظة الحديدة ذات الأهمية الاستراتيجية، ويوجد بها ثاني أكبر مواني اليمن، وهي الآن المنفذ البحري الوحيد المتبقي تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وتعد أهم مصدر لجمع الأموال، سواء من عائدات دخول البضائع للسكان في تلك المناطق، الذين يقدر عددهم بنحو 60 في المائة من سكان البلاد، أو من خلال الضرائب التي تتم جبايتها من كبار التجار وأهم المصانع التي توجد في هذه المحافظة.

وإلى جانب ذلك، يوجد في المحافظة ميناء الصليف وميناء رأس عيسى النفطي، ومقر قيادة القوات البحرية وقوات خفر السواحل والكلية البحرية، كما تضم مواني صغيرة مثل ميناء اللحية وميناء الحيمة، ويستخدم الحوثيون معظم هذه المواني لتهريب الأسلحة وتدريب مقاتلين من الصومال وإثيوبيا.

وتأتي محافظة حجة في المرتبة الثالثة من الأهمية لأسباب مرتبطة بموقعها، حيث تمتد من ساحل البحر الأحمر إلى أعلى المرتفعات الجبلية، كما أنها مخزون بشري للمقاتلين الحوثيين، حيث تطل المحافظة على البحر عبر ميناء ميدي الخاضع حالياً للقوات الحكومية، كما أن مرتفعاتها الجبلية المطلة على البحر حوَّلتها إلى مركز للمراقبة واستهداف السفن.

ولا يقتصر بنك الأهداف الأميركية على المحافظات الرئيسية لأنشطة الحوثيين العسكرية، لكنه امتد إلى محافظات أخرى، مثل البيضاء جنوب شرق صنعاء، حيث يتم تخزين الصواريخ والطائرات المسيَّرة هناك، ويستغل الحوثيون المرتفعات الجبلية التي تطل على خليج عدن لإطلاق الصواريخ والمسيَّرات على السفن.

وكذلك الأمر في محافظة الجوف المجاورة لمحافظة مأرب، حيث قامت الجماعة بنقل عدد من الصواريخ والطيران المسيَّر إلى هناك، كما تحشد قواتها بغرض مهاجمة منابع النفط والغاز الخاضعة للحكومة الشرعية.

شارك