تقرير أمريكي يؤكد دور الحوثيين كأداة إيرانية لتقويض استقرار المنطقة

الأحد 23/مارس/2025 - 10:36 ص
طباعة تقرير أمريكي يؤكد فاطمة عبدالغني
 
في ظل التصعيد الإيراني المستمر في اليمن، كشف تقرير صادر عن مجلة Foreign Policy الأمريكية عن تنامي دور ميليشيا الحوثي كأحد أبرز أذرع إيران في المنطقة، مستفيدًا من الدعم العسكري والتقني الذي يتلقاه من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، بالإضافة إلى تنسيق وثيق مع ميليشيات شيعية عراقية.
ووفقًا للتقرير فإن الحوثيين تحولوا إلى كيان شبه دولي (من خلال سيطرتهم على مؤسسات الدولة) يدير اقتصاد حرب معقدًا، يمكنهم من تمويل عملياتهم عبر التهريب غير القانوني للسلع، وجمع الضرائب والإيرادات، على غرار أسلوب حزب الله في لبنان.
 وأكد التقرير أن الحوثيين لم يعودوا مجرد جماعة انقلابية داخل اليمن، بل أصبحوا جزءًا من شبكة إيرانية مترابطة تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة، تمامًا كما أوضح وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، في تصريحه الأخير.
ولفت التقرير إلى أن ميليشيا الحوثي تتبع النهج الإيراني وتمضي وفق ما يتوافق مع مصالح إيران، وتستخدم الأساليب نفسها التي تبنَّتها طهران مع ميليشيا حزب الله في لبنان والميليشيات العراقية.
وذكر التقرير أن إيران عملت على تطوير قدرات الحوثيين العسكرية، حيث زودتهم بتكنولوجيا الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، إلى جانب توجيه ودعم عملياتهم الميدانية.
كما أشار إلى أن مسؤولين بارزين من الحرس الثوري وحزب الله اللبناني والميليشيا العراقية قاموا بتدريب الحوثيين وتقديم استشارات استخباراتية لهم خلال السنوات الأخيرة.
وأوضح التقرير أنه بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وهو أحد الأذرع الإيرانية في المنطقة، تزايدت حركة انتقال قادة ومقاتلين سابقين من حزب الله في لبنان وسوريا، وكذلك عناصر من ميليشيات عراقية موالية لإيران، إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن.
ووفقًا للتقرير، فإن هذا النشاط العابر للحدود عبر محور لبنان-سوريا-العراق باتجاه اليمن يمثل جزءًا من اتجاه أوسع لإعادة التعبئة وإعادة التموضع، مع تراجع الأدوار الاستراتيجية لميليشيا إيران لي المنطقة.
كما أكد التقرير وجود مكتب جديد لميليشيا الحوثي في بغداد، إلى جانب مكاتب أصغر في كركوك وجنوب العراق، وهو ما يعزز من علاقاتهم الوثيقة مع الميليشيات الشيعية العراقية.
وكشف التقرير عن استخدام الحوثيين معسكر تدريب في بلدة الخالص بمحافظة ديالى، وهي منطقة تسيطر عليها كتائب حزب الله وقوات الحشد الشعبي في العراق، حيث يتلقون تدريبات على تكتيكات القتال الحديثة، ونشر الطائرات المسيرة، واستخدام العبوات الناسفة.
ووفقًا للتقرير بات ميزان القوى داخل المحور الإيراني يميل لصالح ميليشيا الحوثي في اليمن، حيث برزت كأكثر الجماعات المسلحة غير الحكومية تسليحًا وتمويلاً ضمن حلفاء إيران في المشهد الأمني الجديد، وذلك بعد تراجع القدرات الدفاعية والهجومية لحزب الله.
وفي هذا الإطار، أوضح التقرير أن ميليشيا الحوثي عملت على تقديم  نفسها كبديل مثالي لحزب الله عقب انهياره، كما عملت على توسيع نفوذها إلى خارج اليمن عبر علاقات مع جماعات إرهابية.
وأكد التقرير أن الحوثيين ينخرطون في علاقات مع جماعات مسلحة أخرى خارج اليمن مثل حركة الشباب الصومالية وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وهو ما يعكس سعيهم لتعزيز حضورهم الإقليمي.
وتحدث التقرير عن الضغوط التي يواجهها الحوثيون حاليًا، خصوصًا في ظل الحملة العسكرية الأميركية على مواقعهم. وأوضح أن المليشيات تعتمد على قدرتها على امتصاص الهجمات الجوية الأميركية، وتراهن على عامل الوقت.
ونوَّه أن الحوثيين يأملون أن تفقد واشنطن اهتمامها بالحملة العسكرية مع مرور الزمن، وهو ما قد يمنحهم فرصة لإعادة ترتيب صفوفهم، كما فعل نظام الأسد وحزب الله في أوقات سابقة.
وبحسب التقرير، فإن المليشيا تواجه تحديات أخرى، أبرزها الصعوبات الاقتصادية التي تعيق قدرتها على حشد المقاتلين وتمويل جولة جديدة من الحرب، إضافة إلى تصاعد الغضب المحلي في مناطق سيطرتها بسبب سياساتها القمعية.
وكان وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، حذر في وقت قريب من وصول قيادات من الحشد الشعبي العراقي وحزب الله اللبناني، وخبراء إيرانيين إلى العاصمة المختطفة صنعاء، تحت غطاء ما يسمى بـ"المؤتمر الثالث لفلسطين"، وأكد الوزير أن هذا التطور الخطير يكشف نوايا إيران في تأجيج الصراع باليمن، وتحويله إلى منصة لتصفية الحسابات الإقليمية، وتهديد المصالح الدولية، في تحدٍ صارخ للقرارات الدولية، واستمرار لمشروعها التخريبي في المنطقة. 
يأتي هذا في وقت تصعّد فيه إيران من دعمها للمليشيا الحوثية بالأسلحة والخبراء، ضاربة بعرض الحائط كل الجهود الدولية الرامية لإحلال السلام في اليمن، ما يجعل المجتمع الدولي أمام مسؤولية تاريخية لاتخاذ خطوات حازمة لكبح هذا التدخل قبل فوات الأوان.

شارك