ضربة موجعة لحماس.. استشهاد القانوع وتصعيد القصف الإسرائيلي في غزة
الخميس 27/مارس/2025 - 01:34 م
طباعة

تشهد الأراضي الفلسطينية، وبالتحديد قطاع غزة، تصعيدًا غير مسبوق في أعمال العنف العسكرية بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي، مما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية والسياسية في المنطقة.
ففي وقت تتسارع فيه الأحداث بشكل يومي، يتواصل القصف الجوي الإسرائيلي على القطاع، مستهدفًا المنازل والمرافق المدنية، مما يودي بحياة العديد من الأبرياء، في وقت تزداد فيه المعاناة على المدنيين الفلسطينيين الذين يعانون من الحصار العسكري والاقتصادي المستمر.
وفي ظل هذا التصعيد المستمر، كان آخر ما أسفر عنه هذا الصراع هو استشهاد عبد اللطيف القانوع، المتحدث الإعلامي لحركة حماس، والذي قتل في غارة جوية استهدفت خيمته شمال غزة.
هذا الحادث يأتي في وقت حساس للغاية، حيث استأنف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية بعد فترة من وقف إطلاق النار، مما يرفع من حدة التوتر ويضع القضية الفلسطينية أمام مرحلة جديدة من الصراع الدموي الذي يبدو أن تداعياته ستكون بعيدة المدى.
و أكدت وكالة شهاب الإخبارية التابعة لحركة حماس أن المتحدث باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، قد لقي مصرعه في غارة جوية إسرائيلية استهدفت خيمته في منطقة جباليا البلد بشمال قطاع غزة.
وكشفت الوكالة أيضًا أن القصف الإسرائيلي في نفس التوقيت استهدف منطقة أخرى في مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ستة أشخاص، في أحدث حلقة من الهجمات الجوية المتواصلة على القطاع.
وقد نفذ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية في ساعة مبكرة من صباح، أسفرت عن انفجارات ضخمة في شمال قطاع غزة. كما استهدفت إحدى الغارات شقة سكنية في حي النصر غرب مدينة غزة، مما أدى إلى مقتل شخص آخر وإصابة عدة أشخاص.
من هو؟
يعد عبد اللطيف القانوع أحد أبرز القيادات الإعلامية في حركة حماس، وُلد في عام 1981 في جباليا شمالي قطاع غزة، وبدأ نشاطه في صفوف الحركة منذ بداية انتفاضة الأقصى في عام 2000.
في تلك الفترة، بدأ القانوع نشاطه في الكتلة الإسلامية داخل مدرسته، ليصبح فيما بعد أحد الكوادر البارزين في الجامعة الإسلامية.
تم انتخابه عضوًا في مجلس طلبة الجامعة، ثم رئيسًا له، ليواصل نجاحاته في العمل الطلابي حتى أصبح رئيسًا للكتلة الإسلامية في الجامعة في عام 2006.
بعد تخرجه، انخرط القانوع في العمل الإعلامي لحركة حماس في شمال قطاع غزة، حيث تولى عدة مناصب إعلامية هامة. بدأ العمل مديرًا إعلاميًا في مكتب الحركة بشمال القطاع في عام 2007، ثم أصبح المتحدث الإعلامي الرسمي لحركة حماس في نفس المنطقة.
ومنذ عام 2016، شغل القانوع منصب المتحدث الإعلامي الرسمي لحركة حماس، ليصبح أحد الوجوه المعروفة في الإعلام الفلسطيني، والذي كان يتمتع بقدرة على التأثير في الرأي العام الفلسطيني والدولي.
وفي تصريح لها، قالت قناة "الأقصى" التابعة لحركة حماس إن القانوع كان أحد الشخصيات البارزة التي ساهمت في تعزيز حضور الحركة الإعلامي على مختلف الأصعدة. كانت له العديد من المداخلات في وسائل الإعلام المحلية والدولية، حيث كان يواجه التحديات التي تعترض الحركة في الساحة الإعلامية والسياسية.
وقد عبرت حركة حماس عن حزنها العميق لمقتل القانوع، مؤكدة أنه كان مثالًا في التفاني في العمل من أجل القضية الفلسطينية، وأن استشهاده لن يوقف مسيرة الحركة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت التقارير أن استشهاد القانوع يأتي بعد أيام من اغتيال القياديين البارزين في حركة حماس، إسماعيل برهوم وصلاح البردويل، إثر غارات إسرائيلية استهدفتهم.
وكان برهوم والبردويل جزءًا من المكتب السياسي لحركة حماس، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع العسكري والسياسي في القطاع. بحسب مصادر داخل الحركة، فقد قتل 11 عضوًا من المكتب السياسي منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في أواخر 2023، مما يزيد الضغط على الحركة في مواجهة الهجمات الإسرائيلية المستمرة.
منذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في 18 مارس الجاري بعد فترة من وقف إطلاق النار دام شهرين، تصاعدت الحملة العسكرية على قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 830 شخصًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، حسبما أفادت وزارة الصحة في غزة.
وتأتي هذه الهجمات في إطار جهود إسرائيل المتواصلة للضغط على حماس من أجل إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم الحركة.
ويؤكد الحديث عن التصعيد العسكري في قطاع غزة عمق الأزمة الإنسانية التي يعاني منها السكان المدنيون في المنطقة.
وتهدد الهجمات الجوية الإسرائيلية المستمرة بتدمير المزيد من البنية التحتية المدنية وتزيد من معاناة الفلسطينيين، بينما يسعى المجتمع الدولي إلى تقديم حلول دبلوماسية لوقف القتال.
ومع ذلك، يبقى الوضع في غزة غامضًا وغير قابل للتنبؤ، حيث يظل التصعيد العسكري قائمًا دون أي حلول جذرية في الأفق.
وفي ظل هذه الظروف، يبقى الأمل في إيجاد حل سياسي بعيدًا عن التصعيد العسكري المستمر، ومع استمرار القصف الإسرائيلي والهجمات الجوية على غزة، يبدو أن الأمور تتجه نحو مزيد من التدهور في الوضع الإنساني والميداني، مما يتطلب تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي لوقف العنف وإنهاء معاناة المدنيين في القطاع.