واشنطن تواصل ضغطها على حزب الله.. عقوبات جديدة تستهدف شبكات التهريب والتمويل
السبت 29/مارس/2025 - 05:36 ص
طباعة

في خطوة جديدة ضمن سلسلة الضغوطات المتزايدة على جماعة حزب الله اللبنانية، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الجمعة عقوبات جديدة تستهدف خمسة أفراد وثلاثة كيانات تربطها علاقات وثيقة مع الحزب.
وتشير التقارير إلى أن هذه العقوبات تركز على الشبكة المالية التي تدير مشروعات تجارية ضخمة وتشرف على عمليات تهريب النفط التي تدر عوائد مالية كبيرة لصالح الحزب المدعوم من إيران.
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان رسمي أن العقوبات تأتي في إطار جهودها المستمرة لمكافحة الأنشطة المالية التي تمولها جماعة حزب الله، بما في ذلك عمليات التهريب التي تساهم في تعزيز أنشطتها العسكرية والسياسية في لبنان والمنطقة.
وقال البيان إن العقوبات استهدفت الفريق المالي لحزب الله الذي يشرف على مشروعات تجارية وشبكات تهريب النفط.
وأضاف أن هذه الشبكات تساهم بشكل كبير في تعزيز قدرة الحزب على تمويل أنشطته في لبنان والخارج، بالإضافة إلى تمويل العمليات العسكرية والأنشطة الأمنية التي يقوم بها الحزب في المنطقة.
وتشمل العقوبات أيضاً خمسة أفراد وثلاثة كيانات، هم جزء من شبكة معقدة تعمل على تهريب النفط من دول عدة، بما في ذلك إيران، في خرق للقرارات الدولية.
وتعد هذه الشبكات جزءاً من الجهود المستمرة لحزب الله لتوسيع نطاق تمويله بعيداً عن الرقابة الدولية، مما يزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى قطع مصادر تمويله.
ومن بين الأفراد الذين طالهم القرار، أشارت وزارة الخزانة الأمريكية إلى أن بعضهم من أفراد عائلات مسؤولين بارزين في حزب الله وأصدقاء مقربين من القيادات العليا في الجماعة.
وتستهدف هذه العقوبات هؤلاء الأفراد بسبب دورهم الكبير في تسهيل العمليات الاقتصادية والمالية التي تنفذها جماعة حزب الله، ما يشير إلى تعقيد الروابط بين الأنشطة المالية للحزب وأسرته السياسية والعسكرية.
وتعتبر هذه الخطوة جزءاً من استراتيجيات أوسع تحاول من خلالها الولايات المتحدة إحكام الضغط على الحزب بهدف تقليص قدرته على التمويل، وتقليص أنشطته العسكرية في لبنان.
ولا تقتصر العقوبات على الأفراد والكيانات المالية فقط، بل تتضمن أيضاً منع أي تعاملات تجارية مع هذه الأهداف، مما يزيد من عزلتها الاقتصادية.
ويُنظر إلى هذه العقوبات الجديدة على أنها تصعيد إضافي في حملة الضغط التي تشنها الولايات المتحدة على حزب الله، وهي تأتي بعد سلسلة من الإجراءات العقابية السابقة التي استهدفت الأذرع العسكرية والاقتصادية للجماعة. وتحاول الولايات المتحدة، من خلال هذه العقوبات، قطع إمدادات التمويل التي يحصل عليها حزب الله من مصادر متعددة، بما في ذلك إيران، التي توفر دعماً مالياً كبيراً للحزب.
كما أن هذه العقوبات تأتي في وقت حساس بالنسبة للبنان، حيث يعاني البلد من أزمة اقتصادية خانقة تتفاقم بفعل الأزمات السياسية والاقتصادية المستمرة.
ويزيد من تعقيد الوضع اللبناني أن حزب الله يلعب دوراً مهماً في الحياة السياسية اللبنانية، حيث يعد أحد القوى العسكرية والسياسية الرئيسية في البلاد، ما يجعله هدفاً رئيسياً للضغط الدولي.
في الوقت الذي لم يصدر فيه أي رد رسمي من حزب الله حول هذه العقوبات الجديدة، كان من المتوقع أن تواصل الجماعة رفضها للمطالبات الدولية بوقف أنشطتها العسكرية والاقتصادية.
على الجانب الآخر، لا يزال المجتمع الدولي يراقب تطورات الوضع في لبنان عن كثب، حيث تتزايد المخاوف من أن تؤدي الضغوطات الاقتصادية والسياسية إلى مزيد من التصعيد في البلاد، خاصة في ظل تزايد التوترات بين القوى السياسية المختلفة.
وفي سياق متصل، يواصل الحلفاء الإقليميون لحزب الله دعمهم للجماعة، لا سيما إيران التي تعد الداعم الرئيسي للحزب.
وتعكس هذه العقوبات المساعي الأمريكية المستمرة لتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة من خلال تحجيم دور حزب الله، الذي يُعتبر أحد الأذرع العسكرية والسياسية لإيران في الشرق الأوسط.
تشير بعض التقارير إلى أن العقوبات الأمريكية قد تساهم في تعزيز الضغوط الاقتصادية على لبنان، حيث إن العديد من الشركات والأفراد اللبنانيين الذين يتعاملون مع كيانات وأفراد مرتبطين بحزب الله قد يتعرضون للعقوبات أيضاً.
وهذا من شأنه أن يزيد من عزلة لبنان الاقتصادية عن النظام المالي الدولي ويصعب تحصيل المساعدات الاقتصادية الدولية التي يحتاج إليها البلد في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي يمر بها.
وفيما يواصل حزب الله تحدي العقوبات، لا يبدو أن الولايات المتحدة ستتراجع عن خطتها لفرض المزيد من العقوبات على جماعة حزب الله وأذرعها الاقتصادية.
وبينما تبقى احتمالات التصعيد العسكري والسياسي قائمة، فإن هذه العقوبات تمثل جزءاً من حرب اقتصادية أوسع تهدف إلى إضعاف قدرة حزب الله على الاستمرار في الأنشطة العسكرية والتجارية التي تعتبرها الولايات المتحدة تهديداً للأمن الدولي.
من الواضح أن العقوبات الأمريكية على حزب الله تعكس تصعيداً متزايداً في المواجهة بين الولايات المتحدة والحزب، وتستهدف التأثير على قدراته الاقتصادية والمالية بشكل مباشر.
ومع استمرار الضغوطات الدولية، يبقى التساؤل قائماً حول مدى قدرة لبنان على التكيف مع هذه الضغوطات، وسط تحديات سياسية واقتصادية معقدة.