باكستان والهند على شفا مواجهة: ماذا تعرف عن الجماعات المتطرفة في كشمير؟

الأربعاء 07/مايو/2025 - 04:13 م
طباعة باكستان والهند على علي رجب
 
في 22 أبريل 2025، تعرضت بلدة باهالجام السياحية في مقاطعة أنانتناج جنوب كشمير لهجوم إرهابي مروع أسفر عن مقتل 26 سائحا وإصابة العشرات، في حادثة وصفت بأنها الأسوأ في الإقليم منذ تفجير بولواما عام 2019ن الهجوم الذي يهدد بإشعال حرب جديدة بين الهند وباكستان.

وقد تبنت جماعة "جبهة المقاومة" (TRF)، المرتبطة بتنظيم "لشكر طيبة" الباكستاني، المسؤولية عن الهجوم، الذي أحدث صدمة واسعة في عموم الهند، وتسبب بإغلاق كامل للمنطقة واندلاع احتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد الإرهاب
وأدى الهجوم الإرهابي المأساوي في باهالجام، الواقع في مقاطعة أنانتناج بجنوب كشمير، في 22 أبريل 2025، إلى مقتل 26 سائحا بريئا وإصابة العديد من الآخرين. وأعلنت جبهة المقاومة (TRF)، وهي جماعة بالوكالة مرتبطة بجماعة لشكر طيبة (LeT)، مسؤوليتها عن العمل الإرهابي. ويمثل هذا الحادث أسوأ هجوم منذ حادثة بولواما في فبراير 2019، والتي أودت بحياة 40 من أفراد الأمن. 
وقد تردد صدى المأساة في جميع أنحاء البلاد، كما وحدت الكشميريين من جميع الأديان والهويات ضد هذا العمل الوحشي وفي إدانة الأعمال الإرهابية في المنطقة. ولأول مرة منذ 35 عاما من العنف والإرهاب في الوادي، حدث إغلاق كامل، مصحوبا باحتجاجات في جميع أنحاء المنطقة تدين الإرهاب.

الخلفيات والتنظيمات المتورطة
هناك على الأقل ثلاث جماعات مسلحة رئيسية نشطة في كشمير عسكر طيبة، وحركة المجاهدين، وحزب المجاهدين، بالإضافة إلى عدد من الجماعات الصغيرة مثل تحريك المجاهدين، والبدر، والبرق، والجهاد، وغيرها.
 ورغم أن هذه الجماعات قاتلت في كارجيل تحت لواء مجلس الجهاد الموحد، إلا أنها لا تشكل كيانا واحدا موحدا. فهناك اختلافات كبيرة بينها من حيث أهدافها، ومجال عملياتها، والأفراد والجماعات التي تدعمها، وأخيرا مستوى الدعم الذي تتلقاه.

يستند هذا التحليل بشكل أساسي إلى ملاحظات محلية شخصية في كشمير. الوضع الميداني هش، ويمكن أن يسهل تغلغل الجماعات الإرهابية العابرة للحدود الوطنية في كشمير، حيث تشهد قطاعات من المجتمع تطرفا شديدا. 
جيش الأطهار هو الجناح العسكري لمركز دعوة الإرشاد، الذي يهدف إلى الدعوة والجهاد، المركز منظمة دينية تأسست عام 1987، وتقع على مساحة 190 فدانا في مرديكه، وهي بلدة صغيرة تبعد 30 ميلا شمال لاهور كان المركز، الذي مول في البداية من العرب والباكستانيين، يمتلك مواردا مثل مصانع الحديد والملابس لتوليد دخله الخاص. يدير المركز حوالي ثلاثين مدرسة، يدرس فيها حوالي 5000 طالب. 
لا يصبح جميع الطلاب أعضاء في لشكر، ولكن يمنح من يرغب منهم تدريبا عسكريا خاصا في باكستان و أفغانستان بعد التدريب، الذي يعلم فيه العسكر حرب العصابات واستخدام الأسلحة، يمنح أيضا اسما جديدا على اسم بطل أسطوري. 
وعلى الرغم من أن العسكر هم نتاج هذه المدارس، ومعظمهم من باكستان هناك أيضا آخرون من منظمات أخرى. معظمهم متعلمون وينتمون إلى الطبقة المتوسطة. 
وعلى الرغم من تلقيهم مساعدة من المخابرات الباكستانية في البداية، إلا أن المركز وجماعة عسكر طيبة لا يخضعان تماما لسيطرة المخابرات الباكستانية أو الحكومة الباكستانية، إذ نجحوا في حشد دخل مستقل. ينشط حوالي 300 من جماعة عسكر طيبة في وادي بونش وراجوري ودودا.

حركة المجاهدين (HuM) اوحركة الأنصار
كانت حركة المجاهدين (HuM) تعرف سابقا باسم حركة الأنصار، ولكنها غيرت اسمها بعد نحن أعلنت جماعة إرهابية عام 1997. تنتمي حركة المقاومة الإسلامية (HuM) إلى المذهب الديوبندي الوهابي، وترتبط ارتباطا وثيقا بفصيل مولانا سميع الحق التابع لجماعة علماء الإسلام (JUI). 
وعلى عكس جماعة عسكر طيبة، لا تمتلك حركة المقاومة الإسلامية (HuM) هيكلا تنظيميا يمكنها من تجنيد أعضائها ومعظم أعضائها من منظمات أخرى، وخاصة جماعة التبليغ. 
و معظم أعضاء حركة المقاومة الإسلامية (HuM) أفغان، وقد تدربوا على استخدام الأسلحة، بما في ذلك صواريخ ستينغر، على يد المخابرات الباكستانية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) لمحاربة السوفييت في أفغانستان وعندما انهارت حكومة نجيب الله، تم إرسالهم إلى أجزاء أخرى من العالم، من الجزائر للبوسنة ل كشمير من بين ما يقدر بنحو 5000 متطوع، يقاتل حوالي 350 منهم في كشمير.

حزب المجاهدين
إن حزب المجاهدين، على عكس المنظمات الأخرى، يعمل فقط في كشمير تأسست في عام 1989، وتسعى إلى دمج جامو وكشمير مع باكستان كولاية إسلامية.

أسسها محمد أحسن دار في سبتمبر 1989، كمجموعة جامعة للمسلحين الإسلاميين، وسرعان ما أصبح تحت سيطرة الجماعة الإسلامية في كشمير - وهو يعتبر الجناح العسكري للجماعة الإسلامية. كانت مدعومة، منذ إنشائها، من قبل المخابرات الباكستانية. يقع المقر الرئيسي للمنظمة في مظفر أباد في كشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية، ولها مكاتب اتصال في إسلام أباد وروالبندي، العاصمة السياسية والمقر العسكري لباكستان على التوالي.
 وزعيمه الحالي سيد صلاح الدين، وتعتبر أحد أهم اللاعبين الرئيسيين في نزاع كشمير؛ حيث حولت النزاع في كشمير من معركة قومية إلى معركة دينية جهادية، هي متأثرة بفكر الجماعة الإسلامية. 
ويقع مقرها الرئيسي في مظفر آباد في آزاد كشمير، ولها مكتب في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، ويوجد حوالي 800 من أعضاء حزب المجاهدين الناشطين في كشمير.

في 18 أبريل/نيسان، استضاف قائد جماعة لشكر طيبة، سيف الله موسى، تجمعا في راولكوت، وهي بلدة في الجزء الباكستاني من كشمير (بوك)، وأعلن أن نيودلهي تريد تغيير التركيبة السكانية في كشمير: " الجهاد سيستمر، والبنادق ستشتعل، وقطع الرؤوس سيستمر في كشمير ".

صعود الكيانات الجديدة :
جبهة المقاومة (TRF) : تأسست عام 2019، وبرزت كقوة فاعلة في المنطقة. يعتقد أنها واجهة لجماعة لشكر طيبة (LeT)، وقد شاركت في العديد من الهجمات البارزة.

الجبهة الشعبية المناهضة للفاشية (PAFF) : وهي إحدى المنظمات التي انضمت مؤخرا إلى الجبهة وقد أعلنت مسؤوليتها عن العديد من الهجمات ويشتبه في ارتباطها بجماعة جيش محمد (JeM).

تأثير الجماعات الجهادية العالمية :
داعش والقاعدة : سعت كلتا الجماعتين إلى ترسيخ وجودهما في جامو وكشمير. ورغم أن تأثيرهما لا يزال محدودا مقارنة بالجماعات المحلية، فقد سجلت حالات من حملات الدعاية والتجنيد التي استهدفت المنطقة. على سبيل المثال، يظهر تأسيس "تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية" ومحاولات تحريضه على شن هجمات فردية نفوذهما المستمر.

مؤشرات تصعيد 
شنت الهند يوم الأربعاء الموافق 7 مايو 2025 عملية عسكرية دقيقة ضد أهداف داخل الأراضي الباكستانية، استهدفت مواقع جماعات مسلحة متهمة بتنفيذ هجوم باهالغام الدموي الذي وقع الشهر الماضي.

وأطلقت الهند على العملية اسم “سيندور” واستهدفت تسعة مواقع تابعة لجماعات “لشكر طيبة” و”جيش محمد”، في خطوة وصفتها نيودلهي بأنها ممارسة لحقها في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب العابر للحدود، بينما ردت باكستان بإعلان إسقاط خمس طائرات هندية.

شارك