طائرات بونتلاند ومخاوف مقديشو: صراع السيطرة في وجه تمدد داعش

أعلنت سلطات
بونتلاند، الإقليم شبه المستقل في شمال شرق الصومال، عن حصولها على أربع مروحيات
قتالية حديثة لتعزيز عملياتها ضد تنظيم "داعش" في منطقة جبال الميسكاد،
بحسب ما أفاد موقع كاسيمادا أونلاين المحلي. وتأتي هذه الخطوة في وقت يتزايد فيه
التهديد الذي يشكله التنظيم المتشدد، وسط تراجع قدرة الحكومة الفيدرالية على فرض
سيطرتها على العاصمة مقديشو ومحيطها.
وقال محمد أحمد
فاديجو، المتحدث باسم عملية "هيلاك"، القوة الأمنية الخاصة في بونتلاند،
إن المروحيات ستستخدم في "ضربات دقيقة ونشر سريع للقوات ودعم لوجستي وإجلاء
الضحايا من مناطق وعرة يصعب الوصول إليها برا". وأضاف أن بونتلاند قامت بشراء
هذه المروحيات بمواردها الخاصة، دون الإفصاح عن المصدر أو القيمة الكاملة للصفقة،
والتي تقدر بملايين الدولارات.
داعش يستغل
الانقسام السياسي ويعزز وجوده
منذ تأسيس فرعه
المحلي عام 2015، سعى تنظيم داعش في الصومال إلى ترسيخ نفوذه في منطقة القرن
الأفريقي، مستفيدا من الانقسامات القبلية، وضعف الحكم المركزي، وموقع الصومال
الاستراتيجي. وتشير معلومات استخباراتية حديثة إلى تجدد جهود التنظيم لدمج نفسه
داخل الفصائل المحلية المسلحة، وتوسيع شبكات التجنيد لتشمل مجندين من إثيوبيا،
السودان، وتنزانيا.
ويؤكد تقرير
صادر عن مركز مكافحة الإرهاب (CTC) أن التنظيم وسع نشاطه الدعائي ليشمل
لغات مثل الأمهرية والسواحيلية، مما يعكس تحولا استراتيجيا نحو التوسع في شرق
أفريقيا.
تحول جهادي من
الداخل إلى العابر للحدود
ويوثق عدد جديد
من صحيفة النبأ، الناطقة باسم داعش، تحول التنظيم في الصومال من كونه حركة تمرد
محلية إلى لاعب في شبكة الإرهاب الدولية. فقد اتهم بالضلوع في هجوم استهدف السفارة
الإسرائيلية في السويد خلال مايو 2024، كما كثف دعواته للمقاتلين الأجانب للانضمام
إلى صفوفه، مروجا للصومال كـ"أرض تمكين" جديدة.
ضعف الجهود
الدولية وتحديات AUSSOM
ورغم تشكيل بعثة
الاتحاد الأفريقي الجديدة للدعم والاستقرار في الصومال (AUSSOM)، والتي يفترض أن تحل محل ATMIS وتنشر أكثر من 12,000 عنصر، لا تزال التحديات الأمنية قائمة. فضعف
التنسيق، وعدم الاستقرار الإقليمي، والتمويل غير الكافي يقيد فعالية هذه الجهود في
مواجهة كل من داعش وحركة الشباب.
التداعيات
الإقليمية والدولية
إن تزايد نفوذ
داعش في الصومال يشكل تهديدا مباشرا للأمن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن،
ويؤثر على دول الجوار مثل كينيا وإثيوبيا. كما أن شبكات التهريب العابرة للحدود
التي يستخدمها التنظيم تعزز من قدراته على تمويل العمليات الخارجية وتنفيذ هجمات
بعيدة المدى.
نحو مواجهة
شاملة
مع استمرار
هشاشة الوضع الأمني، وتحول الصومال إلى مركز جهادي ناشئ، يبدو أن الرد العسكري
وحده لن يكون كافيا. يتطلب الأمر تعاونا دوليا أوسع لمعالجة الأسباب الجذرية
للتطرف، من التهميش السياسي والفقر إلى ضعف الحكم المحلي.
بينما تمثل
مروحيات بونتلاند خطوة مهمة في ردع داعش محليا، فإن التحدي الأكبر يتمثل في منع
الصومال من أن يصبح معقل داعش العالمي التالي — وهو سيناريو بدأت ملامحه تتشكل
بالفعل.