سرايا أنصار السنة في سوريا

الأربعاء 02/يوليو/2025 - 01:36 ص
طباعة سرايا أنصار السنة
 
سرايا أنصار السنة هي جماعة مسلحة جهادية متطرفة ظهرت في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024. تتبنى الجماعة فكرًا سلفيًا جهاديًا متشددًا، وتتميز بخطاب طائفي معادٍ للشيعة، العلويين، الدروز، والمسيحيين. تأسست الجماعة رسميًا في 1 فبراير 2025 على يد شخص يُعرف بـ"أبو عائشة الشامي"، وهو قائد سابق في هيئة تحرير الشام، غادرها بسبب رؤيته لتساهلها تجاه الأقليات الدينية، خاصة الشيعة والعلويين.

 الهيكلية التنظيمية:  
القيادة: يقود الجماعة "أبو عائشة الشامي"، وهو اسم حركي يشير إلى أصله السوري، لكن لا توجد تفاصيل دقيقة عن هويته الحقيقية أو خلفيته. كما يبرز اسم "أبو الفتح الشامي" كمسؤول عن القسم الشرعي في التنظيم.
 البنية: تتبع الجماعة نموذج "الخلايا اللامركزية"، حيث تعمل مجموعات صغيرة مستقلة تنظيميًا ولكنها مترابطة فكريًا، مع قيادة غامضة تنسق العمليات وتضبط الخطاب الشرعي.
 عدد الأفراد: تشير تقارير إلى أن عدد أفراد الجماعة لا يتجاوز العشرات، موزعين في مناطق متفرقة مثل إدلب، ريف دمشق، حمص، والساحل السوري.

 الأهداف والأيديولوجيا:  
الأهداف: تسعى الجماعة إلى "إزالة" الشيعة، العلويين، الدروز، والمسيحيين من سوريا، إما عبر القتل أو التهجير، كجزء من خطة ديموغرافية لتغيير تركيبة المناطق لصالح "أهل السنة والجماعة".
 الأيديولوجيا: تتبنى فكرًا سلفيًا جهاديًا متشددًا، مع خطاب طائفي يكفر الأقليات الدينية ويتهم الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع بالتساهل معها. تعتبر الحكومة الحالية "خارجة عن الإسلام"، لكنها لم تعلن مواجهتها مباشرة، مركزة على استهداف الأقليات.
العلاقة مع جماعات أخرى: هناك تكهنات بأن الجماعة قد تكون واجهة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أو فصيلًا منشقًا عن هيئة تحرير الشام، مع عناصر سابقة من فصائل أخرى.

 العمليات البارزة:  
مجزرة أرزة (حماة): في فبراير 2025، تبنت الجماعة هجومًا في قرية أرزة بريف حماة، أسفر عن مقتل 12 علويًا.
هجوم تلذهب: في نفس اليوم، هاجمت الجماعة تلذهب وقتلت خمسة من أعضاء الأمن السابقين التابعين للحكومة البعثية.
قتل قرويين شيعة: أعلنت مسؤوليتها عن قتل 10 قرويين شيعة في حماة.
تفجير كنيسة مار إلياس (دمشق): في 22 يونيو 2025، تبنت الجماعة هجومًا انتحاريًا على كنيسة مار إلياس بحي الدويلعة بدمشق، أسفر عن مقتل 25 شخصًا وإصابة العشرات، وهو أكبر هجوم استهدف المسيحيين في سوريا منذ 1860. وصفت الجماعة الهجوم كرد على "استفزازات" المسيحيين وحظر الأنشطة التبشيرية السلفية.
عمليات الساحل السوري: شاركت في أعمال عنف بالساحل السوري أسفرت عن مقتل حوالي 1700 شخص، معظمهم علويون، في مارس 2025.

 النشاط الإعلامي:  
تعتمد الجماعة بشكل رئيسي على تطبيق تلغرام لنشر بياناتها وتبني عملياتها، عبر قنوات مثل "مؤسسة العاديات الإعلامية"، "قناة المنهج والعقيدة"، و"قناة النور الدعوية". بعض هذه القنوات تم حذفها، لكن الجماعة أسست قنوات بديلة.
تنشر الجماعة أسماء وصور الأشخاص المستهدفين، مع فتاوى تكفر الأقليات وتحرض على العنف.
تظهر منشوراتها تخبطًا منهجيًا، مع تركيز على الصعود الإعلامي عبر نشر تقارير تنتقدها لإظهار شهرتها.

 الانتشار الجغرافي:  
تنشط الجماعة في مناطق مثل إدلب، ريف دمشق، حمص، ريف حماة، والساحل السوري.
هناك تقارير عن خلايا متعاطفة في شمال وغرب العراق، السودان، وليبيا، مما يشير إلى مرونة تكتيكية.
تسعى للوصول إلى الحدود اللبنانية لتوسيع نفوذها إلى لبنان.

 العلاقة مع الحكومة السورية الانتقالية:  
تتهم الجماعة الحكومة برئاسة أحمد الشرع بالعمالة للغرب والتساهل مع الأقليات، لكنها لم تعلن مواجهتها المباشرة، مركزة على استهداف الأقليات بدلاً من قوات الحكومة. الحكومة السورية وصفت الجماعة بالإرهابية، وأشارت إلى ضعف عددها وتشتتها، لكن فشلها في منع هجمات مثل تفجير كنيسة مار إلياس أثار انتقادات حول ضعف الأمن.

 التوجهات المستقبلية:  
هددت الجماعة بتوسيع عملياتها ضد الأقليات، خاصة العلويين، الدروز، والمسيحيين، مع خطط لتغيير ديموغرافي عبر الاغتيالات، التفجيرات، وتدمير المقامات المذهبية.
هناك مخاوف من أن تستغل الجماعة الفوضى الأمنية في سوريا لتعزيز وجودها، خاصة في المناطق الريفية البعيدة عن سيطرة هيئة تحرير الشام.

 التقييم:
سرايا أنصار السنة تمثل تهديدًا أمنيًا خطيرًا في سوريا بسبب خطابها الطائفي المتطرف وعملياتها الدموية. رغم صغر حجمها، فإن قدرتها على تنفيذ هجمات مثل تفجير كنيسة مار إلياس تظهر ضعف البنية الأمنية للحكومة الانتقالية. ارتباطها المحتمل بداعش أو انشقاقها عن هيئة تحرير الشام يجعلها فصيلًا يحتاج إلى مراقبة دقيقة، خاصة مع تهديداتها بتوسيع العمليات إلى لبنان.

شارك