انتُخب مرشح حزب "حركة نداء تونس" محمد الناصر اليوم الخميس 4 ديسمبر 2014، رئيسا لمجلس نواب الشعب البرلمان التونسي الجديد بأغلبية الأصوات وتجري الآن عملية انتخاب نائبين له.

والجدير بالذكر أن هذا المجلس هو ثاني مجلس منتخب بعد الإطاحة بحكم الرئيس زين العابدين بن علي في ثورة شعبية نهاية عام 2010.

وأعلن رئيس الجلسة علي بن سالم، حصول محمد الناصر(80 عامًا) على 174 صوتًا من جملة 214، في حين تم تسجيل 4 أوراق ملغاة و39 ورقة بيضاء.

كما انتخب أعضاء البرلمان نائبا أولا لرئيس المجلس، من حركة النهضة الإخوانية، عبد الفتاح مورو، حيث حصل مورو على 157 صوتا مقابل 33 صوتا للمرشحة الثانية للمنصب مباركة البراهمي أرملة النائب الراحل محمد البراهمي عن الجبهة الشعبية.

وكانت حركة النهضة حلت ثانية في الانتخابات التشريعية التي جرت في 26 أكتوبر الماضي بفوزها بـ69 مقعدا.

ومن المتوقع أن يشهد البرلمان التونسي خلال المرحلة المقبلة صراعات عديدة بين أطرافه وبالأخص في ظل قيادة علمانية مع إخوانية، حيث أنه من المعروف أن حركة نداء تونس العلمانية، التي رأست البرلمان على خلاف دائم مع حركة النهضة الإخوانية التي أصبحت نائبًا أولا لها.

ويقول مراقبون، وسوف تشهد المرحلة القادمة في البرلمان التونسي، العديد من الاختلافات والنزاعات الداخلية لعدم توافق الآراء، وستحتدم الأمور فيما بينهما.

كما رأى آخرون أن نداء تونس وحركة النهضة سيتحالفان سويًا تحسبًا من اشتعال الأجواء في البرلمان في الفترة المقبلة

وكان البرلمان التونسي عقد الثلاثاء 2 ديسمبر أولى جلساته بحضور أعضاء الحكومة الحالية فيما تغيب رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي.

الناصر، الرئيس الجديد للبرلمان التونسى، من مواليد مارس 1934، بمحافظة المهدية.

درس القانون وتخرج عام 1956 من معهد الدراسات العليا في القانون بتونس، ثم حصل على شهادة الدكتوراه في القانون الاجتماعي من جامعة باريس بانتيون - السوربون سنة 1976.

رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر التحق بحزب "نداء تونس" بعد اغتيال السياسي والنائب في "المجلس التأسيسي" محمد البراهمي، وانتخب الناصر نائب رئيس الحزب.

شغل الناصر، منصب وزير العمل والشئون الاجتماعية في مناسبتين في عهد الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، أول رئيس للجمهورية التونسية.

في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي، شغل محمد الناصر منصب رئيس البعثة الدائمة لتونس لدى الأمم المتحدة والهيئات الدولية المختصة بجنيف، خلال الفترة الممتدة بين 1991 و1996.

كما عين منذ سنة 2005 منسقاً للميثاق العالمي للأمم المتحدة بتونس ومدققا اجتماعيا، فضلا عن كونه مستشارا دوليا منذ العام 2000.

بعد الثورة التي أطاحت بنظام بن على، في 14 يناير 2011، تم تعيينه وزيرا للشئون الاجتماعية في حكومة الباجي قائد السبسي التي قادت تونس من نهاية فبراير 2011 وحتى ديسمبر 2011.

وهو نائب رئيس المؤسسة الدولية لقانون الشغل والضمان الاجتماعي والرئيس المؤسس لمعهد التدقيق الاجتماعي بتونس والرئيس المؤسس للمهرجان الدولي للموسيقى السمفونية في منطقة الجم.

ويعتبر محمد الناصر الرئيس المؤسس للجمعية التونسية للقانون الاجتماعي سنة 1985، والمدير المؤسس للمجلة التونسية للقانون الاجتماعي، وهو نائب رئيس المؤسسة الدولية لقانون الشغل والضمان الاجتماعي، والرئيس المؤسس لمعهد التدقيق الاجتماعي في تونس.

ولد عبد الفتاح مورو، في 1 يونيه 1948 في تونس، وهو محام وسياسي في التيار الإسلامي التونسي وأحد القادة التاريخيين لحركة النهضة.

درس مورو في المدرسة الصادقية، ثم ذهب إلى كلية الحقوق في جامعة تونس، وتخرج في عام 1970، وحصل على شهادة في القانون وأخرى في العلوم الإسلامية، عمل قاضيًا حتى عام 1977، ثم أصبح محاميًا، وهو متزوج وله أربعة أولاد وفتاة.

بدأ مورو أنشطته الإسلامية عام 1960، في المدارس الثانوية والمساجد، وفي عام 1968 التقى راشد الغنوشي، في تونس العاصمة في إحدى المساجد، وبدأ يتفق معه في تأسيس حركة إسلامية في تونس.

 في عام 1973، و بعد محاولة تنظيم اجتماع سري لـ100 شخص في مدينة سوسة التونيسية، تم اعتقال عبد الفتاح مورو وراشد الغنوشي من قبل السلطات التونيسية، مع عددٍ من القيادات وحكم عليهم بعشر سنوات سجنًا، خلصتهم منها وساطة محمد مزالي رئيس حكومة بورقيبة في الثمانينات والذي رأى في الإسلاميين المتأثر غالبهم بالثورة الإيرانية قوة مضادة لليسار المتغول في تلك الفترة. 

لمزيد من التفاصيل عن مورو أضغط هنا