استمر تنظيم "أجناد مصر" الإرهابي، الذي أدرجتة حكومتي مصر والإمارات، تنظيماً إرهابياً في تبني العمليات الإرهابية التي تستهدف قوات الشرطة المتمركزة امام الجامعات، وأقسام الشرطة، ومن بين العمليات تلك الأخيرة التي تبناها التنظيم الإرهابي، تفجير عبوة ناسفة أمام قسم الطالبية.

ورجح مراقبون أن يكون التنظيم الجديد، يتكون معظم اعضاءه من عناصر حركتي "حازمون" و"طلاب الشريعة"، الذين جنحوا خلال الفترة الأخيرة خاصة الفترة التي سبقت إسقاط الرئيس الإخواني محمد مرسي يوليو 2013، إلى العنف والتهديد بحمل السلاح حال إسقاط حكم اللإخوان.

التنظيم اعتاد بث فيديوهات توثق عملياته الإرهابية، حيث أصدر مؤخراً مقطع فيديو مصور، يرصد سبعة عمليات استهدفت قوات شرطية في عدة مناطق بالعاصمة القاهرة ومحافظة الجيزة المتاخمة لها.

وتبنت الجماعة التي أدرجتها الحكومة المصرية والإماراتية تنظيماً إرهابياً أخيراً العديد من العمليات الإرهابية، أبرزها سلسلة التفجيرات التي وقعت أمام جامعة القاهرة واما القصر الرئاسي "الاتحادية"، ما أسفار عن مقتل العددي من الضباط الشرطة، فضلاً عن أخرين.

وذكرت الجماعة، في بيانات عممتها اخيراً ان تلك العمليات تدخل ضمن سلسلة حملة أطلقت عليها "القصاص حياة"، في إشارة إلى قيام قوات الأمن بقتل العشرات من أنصار الرئيس "المعزول"، محمد مرسي، في ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر"، أغسطس 2013.

وفي أول تعليق من جانب وزارة الداخلية على بيان جماعة "أجناد مصر"، قال المتحدث باسم الوزارة، اللواء هاني عبداللطيف، إن جماعات مثل "أجناد مصر"، و"أنصار بيت المقدس"، هي "مجرد مسميات"، مؤكداً أن "العنصر الإرهابي واحد.، مضيفاً: "جماعة الإخوان والعناصر الإرهابية تتستر خلف أسماء وهمية، كأجناد مصر، وأنصار بيت المقدس وغيرها من أسماء الجماعات، التي يقف خلفها عنصر إجرامي واحد، بهدف تشتيت الأمن والسيطرة الأمنية على تلك الجماعات خلال الفترة الماضية، ومحاولة تشتيت القبضة الأمنية وراء جماعات وهمية".

وشدد عبد اللطيف، في تصريحات صحافية مؤخراً، "الجهود الأمنية مستمرة في ملاحقة تلك العناصر، للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة"، مشيراً إلى أن التحريات الأمنية تمكنت خلال الفترة الماضية من "إسقاط العديد من الخلايا الإرهابية الخطرة."

كان القيادي الجهادي أبو قتادة المصري انتقد، عبر حساب يحمل اسم "أنصار الخلافة" على موقع يوتيوب تنظيم "أجناد مصر"، الذي تم الإعلان من خلاله عن تدشين حملة "القصاص حياة"، قائلًا: "إلى الإخوة في أنصار بيت المقدس، يطلعوا يوقفوا دول عند حدهم".. في إشارة إلى "أجناد مصر"، التوقيت ده توقيت مخابراتي بامتياز.

وقال: أنا أتوجه بالشك هنا لأجناد الأرض.. دول شكلهم مخابرات أو إخوة متحمسين مش فاهمين تعقيد الصراع.

ويرى الخبير في الحركات الإسلامية كمال حبيب، أن التصنيف الأدق لجماعة أجناد مصر هو أنها تنتمي للتيار السلفي الجهادي، لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن مظاهرات جماعة الإخوان تضم على هوامشها بعض المنتمين لتيار السلفية الجهادية، بالإضافة إلى أن هناك مجموعات سائلة في المسافة التي تفصل بين الإخوان والسلفية الجهادية، لافتًا إلى أن هذا الخليط قد ينتج عنه تشكيل مجموعة عمل جديدة، لافتًا إلى أن هذه المجموعة، وإن حدث وضمت شبابًا من الإخوان، فإنها بالتأكيد منفصلة عن الإدارة المركزية للجماعة.

كانت مؤسسة الكنانة الإعلامية قد كشفت عن فتح حوار شامل مع المنسق العام لأجناد مصر، وطلبت من وسائل الإعلام إرسال الأسئلة لحين طرحها على المنسق العام له.

وحصرت مؤسسة الكنانة الأسئلة، التي عرضتها على المنسق العام لتنظيم الأجناد، حيث كانت على شكلها التالي:

ما هو منهج أجناد مصر، وما حكمكم على العوام وما موقفكم من 30 يونيو ولماذا لم تظهروا إلا بعدها، وما موقفكم من الأقباط في مصر، ولماذا لا تستهدفون الصهاينة، وهل لكم ارتباط أو تبعية لأي جماعة أخرى، وما علاقتكم بأنصار بيت المقدس وما موقفكم منهم؟

إلى ذلك، حدد المنسق العام للتنظيم، مجد الدين المصري، المرتكزات الفكرية للتنظيم، وذلك عبر حوار أجرته مؤسسة "الكنانة" المعنية بنشر أخبار التنظيمات الجهادية معه، اللافت للنظر، وربما مثّل مُفاجأة كبرى لخبراء الحركات الأصولية، هو اعتماد التنظيم الإرهابي في عملياته التي تبناها، منذ إعلانه عن نفسه تنظيماً جهادياً، أواخر يناير 2014، على قاعدة "الطائفة الممتنعة"، التي تبناها الداعية السلفي ابن تيمية، والتي تستوجب قتال كل مسلمٍ امتنع عن إقامة شيء من شعائر الإسلام، أو عطل ركناً من أركانه.

وتكمن خطورة استخدام قاعدة "الطائفة الممتنعة"، كونها تُبيح القتل، حتى ولو لم يكن مُعطل الشريعة كافراً، وهو الأمر الذي يفتح الباب أمام قتل المسلمين بتلك المزاعم.

والطائفة الممتنعة، هي شريحة من الأشخاص امتنعوا عن إقامة شيء من شعائر الإسلام الظاهرة، وقال الشرع إنهم لهم شوكة ظاهرة، لا يمكن إلزامهم بإقامة تلك الشعيرة إلا بالقتال، أما لو امتنع أفراد أو جماعة لا شوكة لها ولم يقاتلوا فلا يقاتلون، بل يلزمون بأمر الشارع.

وحدد الإمام ابن تيمية، في مجموع الفتوى حكمهم، قال "كل طائفة امتنعت عن شعيرة من شعائر الإسلام الثابتة حتى ولو لم يكن تركها كفراً مثل الأذان فيشرع قتالها، حيث تعتبر في هذه الحالة طائفة ممتنعة عن الشريعة ولو لم يحكم بكفرها".

وأوضح ابن تيمية، أنه قد يجتمع وصف الكفر ووصف الطائفة الممتنعة إذا كانت الطائفة ممتنعة عن مسالة تركها كفر مثل الصلاة ومثل الحكم بما أنزل الله.

واجتمع العلماء على حكم ابن تيمية في الطائفة الممتنعة، وهو أن "أعوان الطائفة الممتنعة وأنصارها إذا انتصر بعضها ببعض حتى صاروا ممتنعين فهم مشتركون في الثواب والعقاب كالمجاهدين، لأن الطائفة الواحدة الممتنع بعضها ببعض كالشخص الواحد".

والطائفة الممتنعة لغة ً

يقصد بها مجموعة من الناس، تعاونت وتكاتفت ومنع بعضها بعضاً، حتى أصبح لهم منعة، بغض النظر عن عقائد المجموعة وهل هي صالحة أو طالحة..

والطائفة الممتنعة، هو اسم مركب من الطائفة، والممتنعة، فالطائفة هي المجموعة من الناس، والممتنعة من المنعة قال منيع: اعتز وتعسر، وفلان فـي عز ومنعة، بالتحريك وقد يسكن.

وقال ابن تيمية إن الطائفة الممتنعة، تطلق على الطائفة التي امتنعت عن بعض واجبات الإسلام الظاهرة المتواترة، لذلك وجب قتالها حتى ولو تكلموا بالشهادتين، وامتنعوا عن الصلاة، والزكاة، أو صيام شهر رمضان، أو حج البيت العتيق، أو عن الحكم بينهم بالكتاب والسنة، أو عن تحريم الفواحش، أو الخمر، أو نكاح ذوات المحارم، أو عن استحلال النفوس والأموال بغير حق، أو الربا، أو الميسر، أو الجهاد للكفار، أو عن ضربهم الجزية على أهل الكتاب، ونحو ذلك من شرائع الإسلام، فإنهم يقاتلون عليها حتى يكون الدين كله لله.

واختلف العلماء في الطائفة الممتنعة لو تركت السنة الراتبة كركعتي الفجر هل يجوز قتالها، فكان رأيهم على قولين:

1 - الواجبات والمحرمات الظاهرة والمستفيضة فيقاتل عليها بالاتفاق حتى يلتزموا أن يقيموا الصلوات المكتوبات ويؤدوا الزكاة ويصوموا شهر رمضان ويحجوا البيت ويلتزموا ترك المحرمات، وقتال هؤلاء واجب ابتداء بعد بلوغ دعوة النبي لهم.

2 - إذا بدأوا المسلمين القتال فيتأكد قتالهم، وأبلغ الجهاد (الجهاد) الواجب للكفار والممتنعين عن بعض الشرائع.

وعن منهج التنظيم الجهادي، قال المنسق العام، إن قتال ضباط الجيش والشرطة والقضاة واجباً شرعياً، كونهم عطلوا الشريعة، وحاربوا المسلمين، موضحاً أن الأصل في شعوب المسلمين هو الإسلام، إلا أنه لا يجوز  شرعاً تعطيل بيان أحكام من تجاوز منهم ووقع في الكفر، تفادياً للوقوع في بدعة الإرجاء، مشيراً إلى أن المنهج العقدي للتنظيم هو تحرير العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد. 

وقال المنسق العام للتنظيم، إنهم يمتلكون خطة في التدرج الجهادي، وإنهم يقدمون جهاد العدو القريب على العدو البعيد، في إشارة إلى عدم جهادهم إسرائيل، مشيراً إلى أنهم  يكتفون بالعبوات الناسفة خلال تلك المرحلة، كونها الأنسب للمرحلة الأولى في حرب العصابات، مشيراً إلى أنهم ملتزمون بعهد الأمان مع الأقباط، طالما لم يقوموا بمواقف عدائية تُجاه أهل الإسلام.

 ولم ينفي المنسق العام للتنظيم، علاقته بتنظيم "أنصار بيت المقدس" الذي غير اسمه إلى ولاية سيناء، بعد مبايعة زعيم تنظيم "داعش" أبوبكر البغدادي، وقال: "هم خير من نتواصل معهم إلا أننا لم نتبعهم تنظيمياً"، نافياً تبعيتهم لأي جماعة داخلية كانت أو خارجية، مستبعداً حدوث تصادم بين الجماعات الجهادية في مصر.