صراعات الهيمنة بين الجماعات الليبية المسلحة تهدد مسارات التسوية
الخميس 22/يناير/2015 - 10:39 م
طباعة
تشهد ليبيا حاليًا جملة من الصراعات، ليبيا التي أصبح لديها (برلمانان وجيشان وحكومتان) من ناحية وفصائل إسلامية متنوعة على رأسها جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة والجماعات السلفية وولاية داعش في ليبيا من ناحية أخرى، فيما يمكن أن نسميه "صراع الهيمنة" الأمر الذي يحول الدولة الليبية إلى ساحة مفتوحة للإرهاب والعنف وتفكك ما بقي من مؤسسات الدولة.
برنادينو ليون مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا في تطور أخير دعا جميع الجماعات المسلحة للحوار وسيشمل في مرحلته الثانية الجماعات المسلّحة "وأنّ الخطوة التالية ستكون السعي لمحادثات مع الميليشيات وأن المنظّمة الدولية تعتزم إجراء محادثات مع "الميليشيات" التي سيطرت على أجزاء واسعة من البلاد على أمل إقناعها بالانسحاب من المدن الكبرى وتجنب حرب أهلية وإنّ المحادثات التي بدأت في بلدة غدامس الجنوبية قرب حدود الجزائر استهدفت بدء عملية سياسية، لكن المشرعين المشاركين لم يمثلوا بصورة مباشرة الميليشيات التي تسيطر على طرابلس وأجزاء أخرى من البلاد.
وبالتوازي مع ذلك يحاول تنظيم داعش حسم الزعامة في ليبيا وفرض سيطرته على مؤسسات الدولة والمنشآت الحيوية، وذلك باجتثاث كلّ من يقف أمامه ويحول دون تحقيق أهدافه الاستراتيجية خاصّة إذا تعلّق الأمر بتنظيم آخر له أتباعه والموالون له من كتائب ومجموعات إرهابية.
وأكدت العديد من المصادر أن الصراع بين تنظيمي داعش والقاعدة في ليبيا على أشدّه هذه الأيام، وقد يؤدي إلى انفجار وشيك بالمنطقة بسبب تواتر أنباء عن احتمال إعلان تنظيم أنصار الشريعة مبايعته للقاعدة والقطع نهائيا مع الدولة الإسلامية رغم مؤشرات التقارب بينهما مما جعل البغدادي يفوّض مقاتليه في ليبيا والموالين له لاحتواء تنظيم أنصار الشريعة في بنغازي، ومحاولة تطويعه بغرض إضعاف القاعدة وضرب أنصارها.
هذا الصراع المتنامي يكشف عن تزايد اخر في عدد الميليشيات المتقاتلة في ليبيا والتي بلغ عددها وفقا للعديد من الإحصاءات تترواح ما بين 1700 إلى 2000 ميلشيا تنتشر في مختلف أنحاء البلاد وعدد حاملي السلاح ما بين 200 ألف إلى 250 ألفًا
غرب وجنوب ليبيا و"سطوة "التنظيمات الإرهابية
وتتركز في شرق العاصمة وحدها 8 ميليشيات رئيسية أبرزها:
1- درع ليبيا وهي تجمع لعدد من الكتائب التي شاركت في إطاحة القذافي وتسيطر على مصراتة وسرت، الجفرة، بني وليد، ترهونة، الخمس، مسلاتة وزليطن وتصر قوات درع ليبيا على الحياد وعدم الانخراط في الاشتباكات بين قوات فجر ليبيا الاخوانية والاسلامية وقوات خليفة حفتر ولها نفوذ كبير في طرابلس، وتتهم بأنها وراء اختطاف رئيس الوزراء السابق علي زيدان، وهي مقربة من الإسلاميين.
2- كتائب الزنتان وهى قبيلة جبلية في منطقة الجبل الأخضر و تقع في الجنوب الغربي لطرابلس، وأبرزها القعقاع والصواعق كانت لها سيطرة على المطار، وطرابلس الغربية بالكامل، وتوجهها وطني وتحالفت مع الجنرال المتقاعد خليفة حفتر وساهمت في تحرير طرابلس وسيطرت على المطار، وقبضت على سيف الإسلام القذافي، وهي التي اقتحمت مقر البرلمان الليبي ، وهناك من يتهمها بأنها تتبع لمحمود جبريل رغم نفي هذا الأخير، وسبق لها دعم رئيس الحكومة السابق علي زيدان عند اختطافه
3- كتيبة ثوار طرابلس و بدأت تفكيك نفسها والاندماج في الجيش الليبي
4- قوات فجر ليبيا وهي مليشيات من مصراتة ومدعومة من الاخوان وكتائب إسلامية متحالفة معها وغرفة ثوار ليبيا وقوة درع ليبيا الوسطى، والمعسكر 27 وكتائب من غريان، وكتائب من مصراتة وكتائب من زليتن، ومن قاعدة معيتيقة والزاوية ومسلاته، إضافة إلى الحرس الوطني بقيادة خالد الشريف وسيطرت على مطار طرابلس الدولي، بعد نحو شهر من المعارك العنيفة مع ميليشيات الزنتان المدعومة من اللواء حفتر.
5- الجماعات السلفية ويقدر عددها بالآلاف، وتنتشر في غرب طرابلس وضواحيها، الزاوية، ومصراته والخمس وزليتن. بعد سقوط القذافي حاولت الاندماج في الحياة السياسية وكونت حزب "الأصالة والتجديد" السلفي
6- مليشيات متفرقة و تكونت بعد حرب التحرير في العاصمة منها مليشيا النواصي بقيادة عبد الرؤوف كارة وتعد من أشرس المليشيات. وتسيطر على قاعدة - معيتيقة وبعض السجون وعلى منطقة سوق الجمعة بالكامل ومحيطها.
7- مليشيا صلاح البركي وتتبع إدارياً لميليشا غنيوة وهي تجمع لمجموعات ومزيج من الثوار السابقين واللاحقين والإسلاميين.
8- ميليشيا بشير السعداوي وتسيطر على محيط الهضبة الشرقية جامعة طرابلس وباب بن غشير.
الجماعات التابعة للقاعدة:
يشكل تنظيم القاعدة جزء رئيسيي من الفصائل والمليشيات المسلحة في ليبيا والتى من أبرزها
1- جماعة تحكيم الدين وهى جماعة جهادية جديدة محسوبة على تنظيم القاعدة، تأسست حديثا، وتبنت التفجير الذي استهدف أحد مقرات قوات الصاعقة، وتتركز في بنغازي والمناطق المجاورة لها .
2- مجلس شورى الشباب على صلة بتنظيم القاعدة.
3- اللواء السابع عشر من فبراير وهو على صلة بتنظيم القاعدة.
4- تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي
5- وجماعة الموقعون بالدم
ولكن لازال وضع القاعدة في الداخل الليبي قويا وذلك لوجود العشرات من قادة تنظيم القاعدة ، ومعهم المئات من أتباعهم يفرضون سطوتهم بقوة السلاح على العديد المدن والبلدات الليبية في الغرب والجنوب ومن أبرزهم:
1- مختار بلمختار، وكان قائدًا لكتيبة "المرابطون" في مالي، وانتقل إلى ليبيا ليقود تنظيم القاعدة فيه
2- مفتاح الدوادي، وهو ليبي من صبراته، رئيس المجلس العسكري لصبراتة، كان سجينًا سياسيًا في سجن بوسليم على ذمة قضية "أمير معسكر الأنصار في أفغانستان"، وهو مؤسس هذا المعسكر، وأمير هذه الجماعة، ويمتد تنظيمه لتنظيم المدعو عوض محمد الزواوي الذي مات في سجن بوسليم من سنة 1996 - ثم هرب الدوادي إلى أفغانستان، حيث أسس معسكر الأنصار هذا بتوجيهات من زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، واشتهر الدوادي بين أفراد تنظيمه في أفغانستان بـ" أبو عبدالغفار۔
3- صلاح البركي، أحد أعضاء الجماعة الإسلامية المقاتلة، واسمه الحقيقي صالح عمران البركي، وهو الآن رئيس المجلس العسكري لمنطقة "بو سليم" وضواحيها من العاصمة الليبية طرابلس، وهو الآمر الفعلي لأغلب كتائب ميليشيات طرابلس حتى المدعو غنيوة الككلى، يتلقى التوجيهات منه، وكان البركي سجينا في معتقل بوسليم، منذ سنة 1989 في قضية العائدين من أفغانستان، وكان معروفا هناك باسم "القعنبي " وكنيته "أبو أيوب"، وله أخ مات في سجن بوسليم سنة 1996 اسمه عبدالحكيم البركي.
4- إسماعيل الصلابي من بنغازي، أمير أكبر الكتائب في المنطقة الشرقية المعروفة باسم "شهداء 17 فبراير" و"سرايا راف الله السحاتي" و"أنصار الشريعة"، بمنطقة الهواري في مدينة بنغازي، ولهم محل أدوات منزلية بالمدينة.
5- ناصر طيلمون، أحد أعضاء الحرس الوطني، وأحد أبرز قادة سجن الهضبة، وهو السجن الذي تسلم له كل رموز نظام معمر القذافي، خرج في عفو المصالحة التي سعى فيه سيف نجل القذافي، وهو من مجموعة تنظيم القاعدة الذين تسلمتهم ليبيا من دولة الأردن، عندما نزل بها هو ومجموعة ليبيين قادمين من أفغانستان، وكان سائق أسامة بن لادن في أفغانستان.
6- عبدالوهاب القائدي، ليبي من الجنوب ويقطن مدينة طرابلس، أحد العائدين من أفغانستان، وكان الذراع اليمنى لأسامة بن لادن.
7- سفيان بن قمو، أمير كتيبة أنصار الشريعة في درنة بشرق ليبيا، والذي كان سائقا لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الراحل،
8- سالم البراني دربي، ناشط في تنظيم القاعدة، وتمت ملاحقته من طرف النظام الليبي السابق، وكان مختفيا في الجبال منذ عام 1996، والآن خرج ليقود كتيبة الشهداء في بنغازي.
9- محمد الدربوكي، واسمه محمد سليمان الدربوكى، من مواليد 1971، شارك في محاولة اغتيال القذافي، وهو الآن أحد القادة الميدانيين لأتباع تنظيم القاعدة في الجبهة الشرقية.
10- عبدالباسط عزوز، من أشرس أعضاء تنظيم القاعدة، وهو المستشار الأول لأيمن الظواهري، والقائد الميداني للتنظيم في ليبيا، وهو موجود في مدينة درنة، ومسئول عن إدخال مجموعات مقاتلة من أفغانستان لليبيا.
11- عبدالحكيم بلحاج، واسمه عبدالحكيم الخويل دي بلحاج، أمير الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة.
12- عبدالحكيم الحصادي، عضو في الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وهو من مدينة درنة أيضًا، وهو أكبر القواد وأخطرهم، وزعيم الكتائب في درنة.
13- مصطفى خليفة الساعدي، من أتباع القاعدة، وخطيب في عدة مساجد بطرابلس.
14- الصديق الغيثي، كان أحد كوادر القاعدة في أفغانستان، ومن المقربين من ابن لادن، وصديق لعبد الحكيم بلحاج.
الجماعات التابعة لداعش:
تعد منطقة الصحراء الليبية الجنوبية، وأهم مدنها الكفرة في الجنوب الشرقي وسبها وغات في الجنوب الغربي، من أخطر المناطق التي يسيطر عليها مجموعات قبلية مسلحة صغيرة، والجماعات المسلحة العابرة للحدود لتعلن جماعة ليبية تسمى «مجاهدي ليبيا»، مبايعة أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم "داعش" ودولة الخلافة
وقال بيان صوتي تم نشره في وقت سابق على موقع «يوتيوب» إن «جمعا من الفصائل والكتائب على أرض ليبيا بولاياتها الـ3 برقة وفزان وطرابلس، تعلن مبايعة الخليفة البغدادي على السمع والطاعة ودعا البيان المسلمين في كل مكان لمبايعة البغدادي ونصرته، وهدد من وصفهم بـ«المترددين من العلمانيين وقوات الجيش» بالحرب، كما حث القبائل الليبية على اللحاق بهم.
واستولى تنظيم داعش على مدينة درنة الليبية كأول مدينة تنضم لتنظيم «داعش» من خارج العراق وسورية، بعد إعلان مجموعة من المسلحين في المدينة ولاءهم للتنظيم، وانتشرت المحاكم الدينية بالمدينة والتي تصدر أحكامها بالإعدام علنًا، وبجلد المواطنين المتهمين بخرق أحكام الشريعة، فضلاً عن الفصل بين الذكور والإناث في المدارس والفصول للتحول إلى مركز قوي يتبع تنظيم «داعش» في ليبيا، ويصبح نموذجًا للتنظيم في محاولته للتوسع في مناطق أخرى خارج العراق وسورية خاصة بعد ان قام عددًا من المسلحين التابعين لتنظيم «داعش» بالعودة إلى ليبيا مرة أخرى هذا العام ، واستطاعوا توحيد معظم الفصائل الجهادية الموجودة في درنة، ومهدوا الطريق للسيطرة على المدينة عن طريق تصفية جميع معارضيهم سواء أكانوا مدنيين أو جهاديين من جماعات أخرى.
تنظيم "جند الخلافة " التي يتركز في الجزائر بالأساس شكل محور دعم لدواعش ليبيا، حيث أرسل برقية إلى البغدادي تضمنت ما أسماه التنظيم “الانحرافات العقدية لتنظيم أنصار الشريعة بعد مقتل الزهاوي
وجاء في نص الرسالة: "بعد مقتل الشيخ الزهاوي، حدثت في جماعة أنصار الشريعة اضطرابات بسبب عدم وجود الكفاءة لتولي المنصب الشاغر الذي خلفه الشيخ الزهاوي، لا في العلم ولا في القيادة العسكرية، فسبب هذا الاضطراب هوسا لدى قيادة التنظيم خوفا من التحاق جنودهم بالدولة الإسلامية".
ويحاول فرع تنظيم "داعش" في العاصمة طرابلس، استمالة الأمازيغ الطوارق في كل من ليبيا، والجزائر، وشمال مالي، للالتحاق بالتنظيم، ومبايعة زعميه أبوبكر البغدادي من خلال تسجيل باللغة الأمازيغية منسوب لمقاتلين من التنظيم نشرته مواقع جهادية، على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان “رسالة إلى إخواننا الموحدين”، وبدأ التسجيل بعبارة “فيديو لإعلام ولاية طرابلس التابعة لدولة الخلافة داعش.
وقال أحد هؤلاء المقاتلين الذي يسمي نفسه أبوسليمان الطارقي: “هذه رسالة إلى إخواننا في كل مكان سواء في ليبيا أو مالي أو الجزائر، آن الأوان يا إخواتي لكي نبايع دولة الخلافة، لأن هذه الدولة تختلف حقيقة عما يقوله الناس عنها”.
شرق ليبيا والبعد عن سطوة "داعش ":
ابتعدت بنغازي ومنطقة شرق ليبيا عن تنظيم داعش والقاعدة نوعا ما وذلك بسبب تركز 9 ميليشيات رئيسية، بالإضافة إلى قوات حفتر "الجيش الوطني" التي استطاعت السيطرة على معظم مناطق بني غازى وشرق ليبيا بالتحالف مع إقليم برقة الذى يهدف الى إلى الحصول على الفيدرالية للمناطق الشرقية من ليبيا وتتركز القوات التابعة له في حوض سرت وفي طبرق أقصى الشرق الليبي
من هذه الميلشيات والكتائب:
1- قوات الصاعقة وهي قوات خاصة انشقت عن نظام القذافي وانحازت للثورة وتعدادها 3 آلاف مقاتل، وكان يفترض أن تكون نواة الجيش الليبي الجديد، لكنها اصطدمت بالكتائب الإسلامية وخاصة تنظيم أنصار الشريعة، وحتى تلك التابعة لقيادة الأركان، وتدعم قوات خليفة حفتر رغم إعلانها الحياد.
2- اللواء 319 ويسمى أيضا كتيبة شهداء 17 فبراير، وهى من الكتائب القوية التي شاركت في الثورة الليبية، ومحسوبة على تنظيم الإخوان المسلمين، وانضمت إلى قيادة الأركان الجيش الليبي، ولكن شكليا فقط، خاصة بعد رفضها الانسحاب من مقرها في بنغازي بطلب من قيادة الأركان، مشترطة انسحاب كافة الكتائب المسلحة من المدن دون استثناء.
3-قوات اللواء حفتر ويطلق عليها "الجيش الوطني" وهي مكونة من ضباط في الجيش وثوار شاركوا في الحرب ضد القذافي ويقودهم الجنرال المتقاعد خليفة حفتر وسيطر على بنغازي و يهاجم طرابلس حاليا وانحازت له عدة قطاعات عسكرية في الجيش الليبي خاصة من القوات الجوية، وانضم إليه إقليم برقة وقوات الصاعقة في بنغازي وكتائب القعقاع والصواعق في الزنتان وطرابلس، وشكلوا تحالف عسكري ضد الكتائب الإسلامية سواء كانت محسوبة على الإخوان أو محسوبة على السلفية الجهادية.
4- جماعة "أنصار الشريعة وتقاتل "الجيش الوطني" بقيادة حفتر انصار الشريعة وتتركز أكثر في بنغازي ودرنة في الشرق الليبي، وتنتمي إلى السلفية الجهادية، صنفتها الولايات المتحدة الأمريكية كمنظمة إرهابية رغم نفيها انتماءها إلى تنظيم القاعدة، تمتلك عدة مؤسسات خيرية وعيادات طبية والعلاج بالرقية الشرعية، سبق أن دخلت في اشتباكات مسلحة مع قوات الصاعقة، واتهمت بتصفية أفراد من الجيش والشرطة الليبيين.
5- كتيبة شهداء بوسليم
6- كتيبة راف الله سحاتي على صلة بتنظيم القاعدة ويقودها إسماعيل الصلابي شقيق الداعية والمؤرخ علي الصلابي عضو الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين والمقيم في قطر، ومحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين
تحولات ما بعد" دولة الخلافة " بين القاعدة وداعش:
تحولات الأوضاع في ليبيا حاليا زاد من حدته بين داعش والقاعدة مقتل محمد علي الزهاوي، أمير تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا، الذي كان يعتزم إعلان مبايعته لداعش، مما يوحي بتفكك التنظيمات الجهادية والانقسامات الحادة داخلها ممّا يضعفها ويعصف بوحدتها، ويحول الامر برمته الى مواجهات دموية بين الموالين لداعش والمؤيدين لمشروع الظواهري الجهادي، وبالتالي تعطّيل مسار الحوار بين الشرق والغرب الليبي.
لتصبح الجماعات المسلحة وعلى رأسها داعش والقاعدة أمام عدة خيارات تتمثل فيما يلى
1- نقض بيعة الظواهري ومبايعة خليفة المسلمين الجديد "أبو بكر البغدادى " مما سيؤدى الى العزلة السياسية والجهادية للقاعدة لصالح داعش
2- ظهور العديد من التنظيمات الإسلامية الموازية للقاعدة والتي تتبنى أطروحات مخالفة، سيدفعها إلى التصدّع وظهور سياسة جديدة للتحالفات بين التنظيمات الجهادية قد تبتعد داعش والقاعدة اللذان وضعا مستقبل المشروع الجهادى بالكامل على المحك .
3- شكلت الانشقاقات المتتالية في صفوف قاعدة المغرب الإسلامي لصالح داعش، ضربات قاصمة لظهر أمير التنظيم، عبدالمالك درودكال، الذي أكد وفاءه للقائد المرجعي للقاعدة الظراهري مما يؤشر على وجود زعامات جديدة في الداخل الليبي
ولكن يبقى السؤال: هل دعوة برنادينو ليون مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا للحوار تشمل "داعش" والقاعدة والمجموعات المتطرفة الأخرى؟ أم ستتحول ليبيا إلى ساحة مفتوحة للحرب بين الجماعات الجهادية المسلحة؟!