"رسامة المرأة قسيسًا" حسمته الكنيسة الأسقفية ويثير جدلًا بين الإصلاحيين
الأربعاء 25/فبراير/2015 - 11:10 م
طباعة
تثير رسامة المرأة قسيسا- (الأمر الذى حزمته الكنائس الأسقفية بعد 10 سنوات من النقاش)، جدلا لاهوتيا موسع في مختلف الكنائس والمذاهب الاصلاحية والتي تنتمى الى الفكر الانجيلي لأن الكنائس التقليدية الأرثوذكسية والكاثوليكية اعتبرت الأمر منتهيًا تمامًا، حيث لا يمكن أن يُطرح من أساسه، لاعتقادهم بأن المسيح اختار كل تلاميذه من الرجال وفي المذاهب الحديثة مازال الجدل قائمًا، حيث تقبل بعض المذاهب ذلك ويرفضها البعض، والفريقان يستندان إلى أسانيد كتابية ولاهوتية، فمثلا يرى القس عيد صلاح راعي الكنيسة الإنجيلية الثالثة بالمنيا، ورئيس المجلس القضائي والدستوري بسنودس النيل الإنجيلي، ضرورة رسامة المرأة قسيسًا ويضيف ونحن نتناول موضوع خدمة المرأة ورسامتها في الوظائف الكنسية للمشاركة الفعالة في الخدمة، نصطدم بكل تأكيد بتشكيلة الخريطة الفكرية الموجودة في مصر، مثل التفكير الإسلاميّ حول المرأة والتفكير المسيحيّ التقليديّ، وأصحاب الفكر التدبيريّ، والبعد الثقافيّ الذكوريّ المبني على عادات وتقاليد راسخة في نفوس البعض، كل هذه الاتجاهات الفكريّة لا تعطي قيمة كبيرة للمرأة وجعلت الوظائف الكنسيّة للخدمة الدينيّة حكرًا على الرجال فقط دون النساء، ونحن قد تأثرنا بها بصورة أو بأخرى، وهذا ما نلحظه عندما تطرح قضية أن تكون المرأة قاضية أو الكلام حول الولاية العامة للمرأة كرئيس للجمهوريّة مثلاً، ولا يمكن أنْ نتجاهل هذا المناخ الفكريّ المطروح، ونحن نفكر في هذه القضية الهامة.
هناك نظرة دونيّة للمرأة في المجتمع نتيجة للاتجاهات الفكريّة التي ترسخت واستقرت في وجدان المجتمع بصورة عامة والمجتمع الكنسيّ بصورة خاصة، ولكن الفكر المُصلح الذي نفخر بالانتماء له أعطى قيمة كبيرة للإنسان (رجلاً كان أم إمرأة)، ويضيف القس عيد: من الأساس اللاهوتي الإنجيلي:
مبدأ المساواة:
نرى في الكتاب المقدس مبدأ المساواة ظاهرًا جليًا في ثلاث مواقف لاهوتيّة
في قصة الخلق صورة المساواة واضحة فالله خلق الإنسان ذكرًا وأنثى دون تمييز، والتكليف الحضاري لمسئولية الإنسان واحد سواء كان رجلاً أم إمرأة، فالسلطة منحت لهما معًا.في المسيح سقطت كل الحواجز الدينيّة أو العرقيّة الاجتماعيّة والجنسيّة Gender، كما أنَّ دعوة الله للجميع بالتساوي، فالخلق متساوٍ ..ويضيف القس عيد العقيدة التي تميز ونادى بها الإصلاح الدينيّ هي عقيدة كهنوت جميع المؤمنين، وهي تحتل ركنًا أساسيًا من أركان اللاهوت والفكر الإنجيليّ المصلح، .: «كان هذا هو الإعلان الأكيد في عصر الإصلاح. تحريرًا من العبودية الرهيبة التي سادت على حياة وتفكير الملوك والعامة على السواء، إنَّ اعتبار رجال الدين أنَّهم كهنة، ولهم وحدهم حق التقرب على الله، ولأنَّهم هم وحدهم خلفاء الرسل يمارسون الأسرار التي من شأنها تقديم الخلاص -لهم حق الحرمان والحل- وهذا أصاب الفكر بالشلل» هذه العقيدة «أصبحت مقياسًا للهويّة الإنجيليَّة".
عقيدة كهنوت جميع المؤمنين- ليست عقيدة نظريَّة لكنها مرتبطة بالواقع العمليّ والإداريّ والخدمة داخل الكنيسة، ويمكن أن تُهَمش هذه العقيدة نتيجة لطغيان بعض الأنظمة السلطويَّة أو الديكتاتوريَّة، أو تندثر نتيجة فوضى النظام وضياع دور الفرد داخل الجماعة، وفقدان المعنى والمعايير الضابطة. ولعل المصطلح الأكثر قربًا الآن في مصر ويوازي كهنوت جميع المؤمنين هو مصطلح «المواطنة» الذي ينادي بالمساواة بين أفراد الوطن الواحد دون فرق أو تمييز في الدين أو الجنس أو اللون.
ليس لدينا كهنوت خاص، وبالتالي ليس لدينا رتبًا كهنوتيّة، وفكرة الرسامة ليست تسليم كما يعتقد البعض ولكن تخصيص لخدمة ما. نؤمن بكهنوت جميع المؤمنين والمؤمنات (الرجل والمرأة معًا)، الكهنوت هو مساواة في القيمة والمكانة بين الرجل والمرأة وشركة أيضًا في المسئولية.
الرافض لرسامة المرأة قسيسا:
بينما يرفض القس البرت لويس راعى الكنيسة الانجيلية بطما بسوهاج رسامة المراة قسيسا من منطلق كتابى فيقول
- رسامة المرأة ليس أمرًا وظيفيًا يتحقق من خلاله المساواة بين الرجل والمرأة، فالموضوع مرتبط بالعقيدة،
- الترتيب الإلهي يبدأ بخلق الرجل أولاً ليكون المسئول الأول الملتزم بالوصية .
- خلق الله الرجل أولاً لتكون المرأة منه، والترتيب الإلهي ينص على أن المرأة خُلقت من أجل الرجل وليس العكس صحيح .
وبالرغم أن المرأة منشأة لحياة الإنسان . والرجل لا يصلح أن يكون إناءً لإنشاء حياة إنسان آخر فهل أُنقص من شأن الرجل؟ أو قلل هذا الأمر من شأن الرجل؟ بالطبع لا لأن الطبيعة التي أرادها الله للبشر هكذا تكون، كم نري أن الترتيب الإلهي للبشرية أن الذرية التي تأتِ من المرأة تنتسب لأسم رجلها وليس العكس صحيح، بمعني عندما تلد المرأة مولودًا سواء ذكر أو أنثي فاسمه يرتبط باسم أبيه وليس باسم أمه، حتي أن الغرب دعاة رسامة المرأة قسًا لتحقيق المساواة الكاملة بحسب ظنهم فعندما ترتبط المرأة بالرجل فينسب اسمها باسم زوجها، فهل هذا قلل من شأن المرأة في شيء، أم أنه ترتيب من الله رتبه للإنسان فيكون الأمر طبيعيًا، لأن الله رتب هذا لخليقته أن يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته وليس العكس صحيحًا .