مقتل شادي المنيعي.. تصفية جسدية للتنظيم أم موت مؤقت؟!
الجمعة 23/مايو/2014 - 05:14 م
طباعة
أنصار بيت المقدس
نجحت القبائل البدوية بسيناء، بالاشتراك مع رجال العمليات الخاصة، في إنهاء أسطورة شادي المنيعي، والذي كان بمثابة زعيم لجماعة "أنصار بيت المقدس" التي شنت مئات العمليات الإرهابية في البلاد خلال الفترة السابقة، وتسببت في تأجيج عملية الأمن بسيناء.
وجاءت تصفية المنيعي بعد أن اشترك فيها عرب وقبائل سيناء فجراً، وتمكنت القبائل التي حشدت رجلين من كل قبيلة، وتم اكتمال عدد المشاركين لـ15 من رجال وشباب القبائل مشكلين "كتيبة القصاص"، واشتركوا مع الحملة الأمنية من رجال العمليات الخاصة، ورصدوا سيارة الخطير "المنيعي"، والذي كان يشكل مصدر خطورة كبيرة في الوضع الأمني بسيناء بأكملها، والمخطط الأول لكل العمليات الإرهابية عقب مقتل "توفيق محمد فريج" زعيم الجماعة في مارس الماضي.
وقال البدو إنهم حاصروا سيارته وقام 15 مسلحا في توقيت واحد بإطلاق النار على سيارة المنيعي، ومن شدة وكثافة إطلاق النار على سيارته احترقت السيارة؛ مما أدى إلى مقتل كل من شادي المنيعي، وسليمان الحمادين شقيق زوجة شادي، وسالم الحمادين، والتكفيري أحمد زايد كيلاني.
ولد المنيعي بقرية المهدية، وهو من عائلة المنايعة، وهي فرع من قبيلة السواركة، التي تجمع كل فئات المجتمع السيناوي، وحصل على دبلوم التجارة، متزوج ولديه طفلان، والده المجاهد السيناوي عيد أبو شمه المنيعي، أحد المجاهدين السيناويين الذي واجه الإسرائيليين خلال حرب الاستنزاف، وكان أيضا أحد الفدائيين في منظمة التحرير الفلسطينية، وكان يتلقى معاشًا منها حتى وفاته قبل نحو العام والنصف، أما والدته فهي من محافظة الشرقية، ويُقال إنه على صلة قرابة بعادل حبارة، المتهم المحبوس حاليًا على ذمة عدد من القضايا.
أنصار شادي المنيعي
شادي المنيعي أحد أبرز الإرهابين المحترفين، اعتقل لأول مرة عام 2007 بتهمة تجارة الرقيق وتهريب الأفارقة إلى تل أبيب، وخلال تواجده في السجن تعرف على "سليمان حرب المنيعي" المشهور بـ"أبو مريم"، وصار أقرب أصدقائه خلال هذه السنوات الماضية، حيث كانا يخططان للعمليات الإرهابية سويًّا، وقد قتلت القوات المسلحة "أبو مريم"، أواخر يناير الماضي.
انضم المنيعي إلى جماعة "التوحيد والجهاد" خلال تواجده بالسجن، وعندما خرج عقب ثورة 25 يناير بدأ يعتنق الفكر التكفيري ويروج له عن طريق استقطاب الشباب وتدريبهم على القتال لتنفيذ عمليات إرهابية تحت مسمى الجهاد، حتى إنه أصبح العقل المدبر لجماعة أنصار بيت المقدس، وهو المتهم الأول في واقعة اغتيال المقدم محمد مبروك، الضابط بجهاز الأمن الوطني.
كان يدرب المنيعي، الشباب على القتال، في منزله بمنطقة العجراء، من شمال أفريقيا و السودان، وكان يتم تدريبهم بمنطقة محيطة بالمنزل على القتال؛ تمهيدا لإرسالهم للقتال في سوريا، ويتم تهريبهم عبر الأردن.
توسط المنيعي، في عملية الإفراج عن الجنود السبعة المختطفين خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسي.
من أشهر العمليات الإرهابية التي قام بها:
اختطاف 25 سائحًا صينيًّا في يناير 2012، وذلك كمساومة للسلطات للإفراج عن 5 محكومين عليهم بالإعدام، متهمين في قضية طابا، وتمت الاستجابة لمطالبه وإعادة محاكمتهم.
تورط أيضا في عمليات تفجير خطوط الغاز في سيناء، والهجوم المتكرر على الكمين الموجود في طريق الريسة- العريش.
وتسبب في منع المرشح الرئاسي حمدين صباحي، من دخول رفح والشيخ زويد لإقامة مؤتمره الانتخابي، مرجعًا الأمر لدعم حمدين نظام الأسد في سوريا.
تدريبات الجماعات الإرهابية
ازداد المنيعي في عملياته الإرهابية عقب عزل محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان من الحكم، بالأخص في سيناء، وواجه الجيش بضراوة الجماعات الجهادية والتكفيرية، وكان من بينها أنصار بيت المقدس، التي تزعمها المنيعي، خلفًا لزعيمها الروحي "أبو منير"، الذي قتل قبل نحو شهرين.
وقد شملت عملية التصفية كلا من "شادي المنيعي" القيادي الأول في جماعة أنصار بيت المقدس، و"سليمان الحمادين" شقيق زوجة شادي، و"سالم الحمادين" القياديين في الجماعة، وأحد الموالين لها "أحمد زايد"، وذلك لدى تحركهم وخروجهم من مناطق المواجهات جنوب الشيخ زويد ورفح واتجاههم نحو منطقة "جبال المغارة" بوسط سيناء.
ووصفت بعض القيادات الجهادية المنشقة مقتل المنيعي بأنه أمر كان متوقعا، خاصة في ظل ما انتشر عن تعاون أنصار بيت المقدس مع إسرائيل ضد الأمن المصري، فضلا عن أعمال التفجيرات التي ترتكبها الجماعة ضد الاستقرار الداخلي لخدمة أهداف إسرائيل.
كما أوضح مصدر من جماعة السلفية الجهادية برفح، أن مقتل المنيعي، وإشعال النار بجثته هو نتيجة طبيعية لانشقاقه على الجماعة بعد مرحلة من الخلافات والصراعات داخلها، متوقعا أن تكون "بيت المقدس" تخلصت منه حتى لا يكشف علاقتها بعدد من المخابرات الخارجية، على رأسها إسرائيل.
يعتبر مقتل المنيعي ضربة موجعة لجماعة أنصار بيت المقدس، حيث كان العقل المدبر لها، ولا تخلو عملية إرهابية من تخطيطاته، ولكن سيظل هناك سؤالا يطرحه الكثيرون، هل نهاية بيت المقدس ستكون بمقتل المنيعي، أم ستكون زيادة في إصرارهم على استكمال عملياتهم الإرهابية؟ وهل مقتله سيكون تصفية جسدية للتنظيم أم موت مؤقت؟
فعلى غرار اختيار أنصار بيت المقدس، للمنيعي كي يتزعمها، عقب مقتل توفيق فريج زيادة، منذ شهرين، الذي كان يتزعم الجماعة، فمن المحتمل أن يختار التنظيم في الفترة المقبلة "أبو قتادة المقدسي" الرجل الثاني في التنظيم، وراعي التنظيمات المُعتنقة لفكر تنظيم القاعدة بسيناء، وتقول مصادر أمنية إنه همزة الوصل بين القاعدة الأم، بقيادة أيمن الظواهري، والجماعات المنتمية لها فكريًّا وتنظيميًّا في شبه جزيرة سيناء، وقطاع غزة، وقد يكون الأخطر في المرحلة المقبلة؛ حيث إنه خفي الهوية وغير مشهور إعلاميًا بعكس المنيعي.