الشبراوي يهدر دم البحيري بفتوى جديدة
الإثنين 06/أبريل/2015 - 01:56 م
طباعة
على خلفية الجدل الدائر حول إسلام بحيري وبرنامجه على قناة القاهرة والناس، وفي تصعيد للأحداث قد يسبب الكثير من المشكلات، ويدخلنا في حروب تكفيرية جديدة، وقد يكون بداية لإراقة دماء الأبرياء، طالب الشيخ محمد عبد الخالق الشبراوي، شيخ عموم الطريقة الشبراوية الخلوتية ورئيس
جبهة الإصلاح الصوفي، بإهدار دم الباحث "إسلام بحيري"، وكل من يتطاول على رموز ديننا الإسلامي الحنيف. وقال "الشبراوي": "في الماضي القريب عندما أهدر العالم العلامة الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الجامع الأزهر دم الكاتب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي لخطئه في كتاباته "الحسين شهيدًا"، فاعتذر وتاب ورجع إلى رشده"- على حد قوله. وأضاف شيخ الطريقة الشبراوية، على صفحته على "فيس بوك"، "على الدولة مساعدة المشيخة العامة للطرق الصوفية ماديًّا ومعنويًّا من خلال القنوات التليفزيونية، وكذلك علماء الأزهر مثل الشيخ محمود عاشور، وكذلك الشيخ فوزى الزفزاف، وأن يفسحوا المجال لمشايخ الصوفية للاستفادة بعلومهم من أهل التحقيق ويجب تطهير الأزهر ممن يخرج على ثوابت هذا الدين الحنيف والعظيم".
ومن اللافت للنظر أن تلك الفتوى أو هذا التصريح رغم خطورته على حياة الكثيرين من ناحية ومن ناحية أخرى أنه يعد تهديدا واضحا لأي أحد يفكر في البحث في علوم الدين، وكأننا نعيد إغلاق باب الاجتهاد مرة أخرى، وكأن دعوة الكثيرين ومنهم رئيس الجمهورية وعلماؤها- حول تجديد الخطاب الديني محكوم داخل صندوق كتب التراث التي تم إنتاجها في القرون الأربعة الأولى، وكان الزمن توقف بنا عند هذه القرون. إلا أن تلك الفتوى أو ذلك التصريح لا يستند إلى شيء من كتاب الله عز وجل ولا سُنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
عن حد الردة
لقد أصبح من المعروف للعامة قبل الخاصة أن هؤلاء الدواعش ينتجون دينا على هواهم، دينًا يبيح القتل لمن خالفهم الرأي وليس فقط المثقفون، والأمثلة كثيرة تدل على عداء هؤلاء الدواعش للفكر والثقافة وقتلهم لمخالفيهم الرأي دون الاستناد لدين أو ضمير إنساني، فالمثقف هو عدوهم الأول وليس تاجر المخدرات ولا بائع الهوى فلم نسمع يوما أنهم هددوا تجار المخدرات أو بائعي الأعضاء البشرية أو تجار البشر، بينما دوما ما نسمع عن توعدهم ووعيدهم للمثقفين، ولنتذكر ما فعلوه في نجيب محفوظ وفرج فودة ونصر حامد أبو زيد وغيرهم الكثير، أما بخصوص الوهم المسمى حد الردة، فهناك من العلماء من يُنادي بأن المرتد لا يُقتل، واستشهدوا بأن الرسول ارتد في زمنه عدد من الناس ولم يُهدر دمهم، وكذلك عمر بن الخطاب أنكر قتل المُرتدين وتبرأ من قتلهم. كذلك ردوا على حروب "أبو بكر" للمرتدين بأنها حرب سياسية وليست حروب ارتداد عن الدين، أيضاً أن من قاتلهم أبو بكر ليسوا مرتدين كلهم فكان فيهم من لم يؤمن أصلاً، وفيهم المتربصون فيتبعون الغالب، وفيهم من امتنع عن الزكاة، وبشكل عام فإن حروب أبي بكر لتلك القبائل كان سياسيا بشكل كبير، فقد كان في انفصالهم عن الجسم الإسلامي ضربة قوية للمسلمين. ويستدل القائلون بعدم قتل المرتد بقول الإمام إبراهيم النخعي الذي رُوي عنه أنه قال بعدم قتل المرتد، وفي عصرنا الحالي يوجد الكثير من العلماء من قال بعدم قتل المرتد، ومنهم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب؛ حيث إنه صرح بذلك في إحدى المقابلات التلفزيونية وقالها صريحة: "لا أؤمن بحد الردة".
ومما قد استدل به المسلمون على أن المسلم قد يقع في الردة آيات، منها قول الله تعالي: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ﴾ (التوبة/74)، وقوله: ﴿لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ﴾ (فصلت/37)، وقوله: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ءامَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا﴾ (الحجرات/15). فهذه الآيات تدل على أن المسلم قد يقع في الكفر إذا قال كلاما كفريا أو فعلا، أو اعتقد اعتقادات كفرية، ولكن القرآن لم يذكر عقوبة دنيوية على ذلك، فالقرآن لم يذكر أي عقوبة للمرتد في الدنيا، وليس على الإنسان أن يتصرف كما يريد ويقتل الناس، إنما كل إنسان خلقه الله حر كامل الحرية في اعتقاد ما يريد، وليس على البشر إقامة أي حد، كما فصل ذلك في القرآن نفسه، أن العقوبة هي في الآخرة ولم يطبقها النبي على أحد في الدنيا، فالسياسة لعبت الدور الأكبر في هذا الخصوص، وأُدخلت أحاديث مصطنعة عن النبي، ولكن القرآن شاهد بأنه لا يوجد أي دليل على القتل للمرتد.