الإفتاء المصرية في ذكرى أكتوبر: "جماعات التكفير نجحت فيما فشل فيه الاستعمار"
الثلاثاء 06/أكتوبر/2015 - 01:22 م
طباعة
أكد مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية أن جماعات العنف والتكفير التي تجتاح المنطقة العربية والإسلامية إنما تمثل الوجه الآخر للاستعمار القديم، والذي فشل في تثبيت أركانه وترسيخ دعائمه في المنطقة، فذهب بجيوشه وعاد بجيوش جديدة تتمثل في حركات العنف والتكفير المنتشرة في المنطقة.
جاء ذلك في تقرير جديد أصدره المرصد بمناسبة احتفالات أكتوبر العظيم واستعادة السيادة المصرية على كامل التراب المصري العزيز، حيث أكد المرصد أن ما تواجهه الأمة العربية والإسلامية اليوم من جماعات العنف والتكفير هو في حقيقة الأمر موجة جديدة لحركات الاستعمار القديم في المنطقة، والتي نجحت في غزو عقول الكثير من أبناء الأمة وغرس الأفكار المتطرفة والتكفيرية في عقولهم ليتحولوا إلى أدوات تنفذ مصالح الجهات الأجنبية في بلاده وأوطانه.
وأشار التقرير الصادر عن مرصد دار الإفتاء إلى أن جماعات العنف والتكفير قد نجحت في تفتيت العديد من دول المنطقة التي لم تستطع قوى الاستعمار القديم أن تفتتها، وبالفعل بات شبح التقسيم يهدد دول كثيرة في المنطقة، بل بات الحديث عن التقسيم هو المخرج الوحيد المتاح لحل مشكلات عدد من دول المنطقة.
وأضاف التقرير أن جماعات العنف والتكفير قد نجحت أيضًا في إثارة النعرات الطائفية وإذكاء الصراعات المذهبية والعقدية في عدد من الدول العربية والإسلامية، واستطاعت أن تجر الكثير من الطوائف والفرق إلى مزلق الطائفية البغيض والذي بدوره سهل كثيرًا في توسيع الفجوة بين المذاهب والفرق في المنطقة وجعل من مبدأ تقسيم الدول واقعًا معاشًا قبل أن تقره القوانين والأعراف الدولية، وهو أمر سعت إليه الكثير من قوى الاستعمار القديم دون جدوى، فما كان من تلك الحركات المتطرفة أن نجحت فيما أخفق فيه الاستعمار القديم.
ولفت التقرير إلى وجود العديد من الشواهد التي تؤكد على علاقة التنظيمات التكفيرية بجهات أجنبية وغربية، وقد وصل الأمر إلى قيام إسرائيل بعلاج المصابين من جبهة النصرة، وتنظيم "داعش" في المستشفيات الإسرائيلية، ففي شهر نوفمبر من العام 2014 قام عدد من أبناء الطائفة الدرزية من هضبة الجولان ومن المناطق الدرزية في إسرائيل بتنظيم مظاهرة أمام مستشفى "زيف" في مدينة صفد الواقعة شمالي إسرائيل احتجاجًا على المساعدات الطبية الإسرائيلية للجرحى من "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" ممن يصابون خلال المعارك الدائرة في سوريا، وهو أمر يؤكد وجود علاقة بين تلك التنظيمات والحركات الإرهابية، وبين عدد من الجهات والدول الأجنبية صاحبة الأطماع في المنطقة.
وأكد التقرير أن نصر أكتوبر المجيد قد كتب شهادة وفاة للأطماع الأجنبية في مصر، والتي ما لبثت أن عادت في ثوب جديد عبر تنظيمات العنف والتكفير، وهو أمر يؤكد أن مصر مازالت في مواجهة شرسة مع تلك القوى من أجل الحفاظ على أمن مصر وسيادتها.
ودعا التقرير إلى توفير الدعم اللازم والمساندة القوية والتماسك المجتمعي للمؤسسات المصرية حامية في حربها ضد الإرهاب، مؤكدًا أنه وكما انتصر الجيش المصري في ملحة أكتوبر المجيدة، فإنه قادرة بعون الله وقدرته، ودعم أبناء الوطن المخلصين على صد أمواج التكفير العاتية وردها مدحورة، والحفاظ علي الوطن آمنًا مطمئنًّا.