إخوان المغرب على بعد خطوات من "التمكين" ! (1من2)

الأحد 18/أكتوبر/2015 - 11:12 م
طباعة
 
قد يبدو من العبث العلمي و الترف الفكري محاولة إعادة الربط الإيديولوجي و العقدي بين حزب العدالة و التنمية و ذراعه الدعوي (مركز القرار و التوجيه) المتمثل في حركة التوحيد و الإصلاح و التنظيم الدولي للإخوان المسلمين في مصر، و ما على القارئ إلا الرجوع إلى الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين (إخوان ويكي) و كذا مراجعات عبدالإله بن كيران على قناة المحور و كذا حوار السيد محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد و الإصلاح مع الإخواني الآخر أحمد منصور في برنامج بلا حدود بالإضافة إلى خرجات قيادات الإخوان على صفحاتهم الفيسبوكية (عبد الصمد الإدريسي و غيره). و رغم إصرار إخوان المغرب على إنكار أي ارتباط لهم بالتنظيم الأم في تقية دينية و سياسية واضحة فإنهم يقرون بأن الاستقلالية تبقى تنظيمية بالأساس رغم التلاقي الموضوعي في الطروحات و الأطروحات و وحدة الأهداف. و لعل غياب أدبيات مكتوبة توثق لفكر الجزب و الحركة على السواء يعكس ذكاءا ثاقبا يدخل في إطار المداراة الدينية التي جنبت الحزب توثيق بعض المواقف التي تعتبر ذات حساسية بالغة على مشروعه الايديولوجي (الوطن، الملكية، الديموقراطية، الموقف من جماعة الإخوان المسلمين و استراتيجية التنظيم على المدى البعيد......). و نرى أن عدم توثيق أدبيات الحزب و الحركة معا مرده إلى ا استفادته من التجربة المصرية حيث استطاع الباحثون و المراقبون و المتتبعون للجماعة الوقوف على الأخطاء التاريخية للجماعة و بعض الجرائم البشعة التي دونها أعلامها و مؤسسيها (أحمد عادل كمال (النقاط فوق الحروف)، صلاح شادي (حصاد العمر)، علي عشماوي (التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين) و كلهم قيادات من الصف الأول في الجماعة و مؤسسين بارزين في الجماعة أو في التنظيم الخاص و هو الجناح العسكري في جماعة الاخوان المسلمين و الذي كان يتزعمه عبد الرحمان السندي.....
السيد عبد الإله بن كيران صرّح مباشرة بعد فوزه في العديد من المدن الكبرى أن هذه النتيجة جاءت كنتاج لمجهودات دامت أكثر من 20 سنة من العمل المتواصل و المستمر  أعطى للحزب هذه المساحة من الانتشار في صفوف الطبقات الاجتماعية بمختلف تكويناتها و تشكيلاتها لتنضاف إلى النجاح الباهر الذي حققه الحزب على مستوى الانتخابات التشريعية لشهر نونبر 2011 و التي بوأت الحزب المرتبة الأولى و بالتالي قيادة التجربة الحكومية في مرحلة ما سمي بحكومات الربيع العربي. 
و قد لاحظ بعض الفاعلين السياسيين و انتقد بعدهم الآخر حضور الخطاب الديني القوي في التعبيرات السياسية لعبد الإله بن كيران.  ورغم أن هذا الأخير أصر على استعماله كجزء من المعتقد الحزبي و كذا التكوين الشخصي فإن حقيقة الاعتقاد عند هذا المكون السياسي-الديني تروم بالأساس إدخال عامل الدين فى السياسة الذي يعتبر اساس انطلاقة الجماعة الأم بمصر فى خطابها السياسي، وهنا عادة ما يجد الحزب نفسه محاصراَ ما بين هذا الخطاب (الديني) الذى يفترض فيه المصداقية وما بين تقلبات السياسة ومواقفها التى تتطلب اساليب اخرى لا تتوفر عند اهل هذا التنظيم ليفاجأ الكثير من مؤيديهم بالتناقضات التى تحدث منهم وخاصة عند معالجاتهم لتلك الاساليب بطرق و آليات مختلفة اهمها العنف اللفظي والكذب و المداراة، حيث لا يتردد الحزب في إيجاد المنطلقات القرآنية لتبرير العنف و التجريح و القذف و السب. ففي الوقت الذي يبرر به أحد رموز الإخوان في مصر ممثلا في وجدي غنيم هجومه على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حين يقول: "اللهم عليك بالسيسي ... ومن أيده ... ومن فوضه ... ومن سانده ... ومن سكته عليه ... ومن برر له ... اللهم أذقهم مرارة الداء ... وفقد الأبناء .. وثكل النساء .... لا ترفع لهم رايه ... حل بينهم وبين كل غايه ... رمل نساءهم ... يتم أطفالهم ... شل أركانهم .. اجعل دائرة السوء عليهم ... اللهم أرنا فيهم يوما أسودا قبل الممات"  (الصفحة الرسمية للمدعو وجدي غنيم)، نجده يبرر هذا الهجوم بالآية القرآنية: "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا " (النساء الآيات 148-149). نجد السيد رئيس الحكومة المغربية يستنجد بنفس الآيات الكريمات من أجل تبرير عنفه اللفظي اتجاه باقي الفاعلين السياسيين. هذا و قد استشهد السيد عبد الإله بن كيران بنفس الآية الكريمة قبل بضعة أيام خلال المناظرة التي نظمتها إذاعة mfm  بشراكة مع جريدة المساء. 
وقبل أن نستعرض إلى الانتشار "الخطير" للحزب الحاكم في دواليب الدولة، وجب إحاطة القارئ الكريم بخطة التمكين التي تتبناها جماعة الاخوان المسلمين و التي يعبّر عنها إعلاميا ب"وثيقة التمكين" و التي تم ضبطها بمكتب خيرت الشاطر (الرجل رقم واحد في التنظيم)في 1992.وهذا ماسنتناوله في الجزء الثاني من رؤيتنا

شارك