التخريب الطائفي الإيراني يتواصل بالخليج.. البحرين نموذجًا
السبت 31/أكتوبر/2015 - 02:45 م
طباعة
لا تزال إيران مصرة على التدخل في الشئون الداخلية في دول الخليج العربي من خلال دعاوى طائفية وتخريبية، وهو الأمر الذي دفع الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وزير الخارجية البحريني، إلى وصف الأمر بأنه عملية تخريب إيرانية في الدول العربية، تعد تهديدًا كبيرًا للمنطقة وتصرفات لا تقل عن تهديد "داعش"، بعد الكشف عن تورطها في تهريب أسلحة إلى البحرين.
حديث وزير الخارجية البحريني يكشف عن مخطط إيراني ممنهج ومستمر لتخريب الدول العربية والخليج بشكل عام وعلى تركيزه على مملكة البحرين بشكل خاص، باعتبارها أصغر دول الخليج وأكثرها تعرضًا للتدخل الإيراني؛ بسبب تواجد عدد كبير من الشيعة بها؛ ولذلك تعمل إيران على التدخل بكافة السبل في شئونها من خلال ما يلي:
1- يعتبر الإيرانيون أن التدخل في البحرين أمرًا مشروعًا باعتبارها جزءًا من إيران، وإحدى مقاطعاتها الإدارية على حسب المادة الثانية عشرة من الدستور الإيراني المعدل لعام 1989م، واعتبرت الأمر منهجًا عقائديًّا وسياسيًّا لولاية الفقيه.
2- المواقف المتشددة من جانب إيران ضد البحرين والتي تعبر عن عدائية شديدة وموقف متحامل تجاه المملكة، عبر سلسلة منتظمة من الفعاليات والإجراءات الضاغطة، توزعت على عموم مؤسسات الدولة، والحوزات العلمية وامتدت آثارها إلى تعبئة الشارع الإيراني النظام البحريني.
3- خامنئي نفسه وهو المرشد الأعلى للثورة الإيرانية لا يكف عن التدخل في الشأن الداخلي للبحرين، ويشدد على إذكاء الفتنة الطائفية، منذ فبراير 2011 وحتى الآن من خلال إعلانه تضامن الشعب الإيراني مع من يصفهم ثوار البحرين لإنهاء النظام السياسي القائم من خلال الانقلاب الثوري والانتقام من الحكام الأعداء.
4- لا تكف الحكومة الإيرانية عن تزكية حالة الاضطراب الداخلي، وتصعيد الأنشطة المعادية داخل البحرين، والضغط السياسي، لتمكين القوى الانقلابية من تحقيق أهدافها وقيام وزارة الخارجية الإيرانية بالتنديد بشكل مستمر بإجراءات حكومة البحرين في التعامل مع الأحداث، وسعي الوزارة إلى تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي.
5- التصريحات المعادية لمملكة البحرين التي يدلي بها مدير عام شئون الخليج والشرق الأوسط بوزارة الخارجية الإيرانية، فلم يكف عن إظهار عدائيته للمنامة منذ بداية الأزمة وحتى الآن، مما يتنافى والأعراف الدبلوماسية بين الدول .
6- تعمل الحكومة الإيرانية عبر قنوات الاتصال الإعلامي على تأجيج احتجاج المعارضة، تحت شعار إسقاط النظام من خلال قناة العالم إحدى مؤسّسات هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانيّة IRIB والتي تشمل أكثر من 35 قناة إذاعيّة وتلفزيونيّة حكوميّة، وتضم حالياً أكثر من 25000 موظف وتعتبر من الهيئات والمؤسّسات التي يشرف عليها المرشد مباشرة، عبر ممثليه، ومنهم الحرس الثوري، بالإضافة إلى أكثر من 30 قناة فضائية موزعة على عدة دول، منها العراق، لبنان، وإفريقيا مهمتها نشر الأيديولوجية الإيرانية وتصدير الثورة والدعوة إلى إشاعة الإرهاب تحت شعارات إنقاذ المستضعفين ومناصرة المغلوبين على أمرهم.
7- البرلمان لا يتوقف عن مهاجمة البحرين؛ حيث أصدر بيانًا وقعه 267 نائبًا في البرلمان يتبنى فيه دعم المطالبات الشعبية في المنطقة خاصة في البحرين، وعلى جيش المملكة للوقوف في صف شعبه واتخاذ الخطوات الحاسمة لإسقاط النظام الملكي الدستوري، كما حث المعارضة على اشتراط عدم الدخول في الحوار الوطني مع الدولة، إلا بعد تنحية رئيس الوزراء .
8- التركيز من قبل المؤسسات الإيرانية فيما يخص البحرين على تبني الطائفية تحت دعوى "مظلومية الشيعية وتجديد الدعوة إلى المتظاهرين وتشجيعهم على مواصلة الضغط على الحكومة بهدف إسقاط النظام الوطني".
9- نشر الإرهاب؛ حيث أعلنت وزارة الداخلية البحرينية عن أنه تم القبض على عدد من المشتبه بتورطهم في أعمال إرهابية ومحكومين ومطلوبين في قضايا إرهابية أخرى، وأنه تم الكشف عن مخبأ للمتفجرات تحت الأرض داخل منزل، وضبط موقع آخر بالقرب منه، وأنه يستخدم كورشة لتصنيع القنابل محلية الصنع بقرية النويدرات وسط منطقة مأهولة بالسكان وتم العثور في المخبأ على كميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار والمواد التي تدخل في صناعتها، قدرت بما يفوق (1.5) أطنان، ومن ضمنها مادة C4 وRDX شديدة الانفجار ومادة TNT المتفجرة، بالإضافة إلى مواد كيميائية وعدد من العبوات المتفجرة الجاهزة للاستخدام وأسلحة أوتوماتيكية ومسدسات وقنابل يدوية وكميات من الذخائر الحية والأجهزة اللاسلكية، وأنه تبين من خلال عمليات البحث والتحري وجمع المعلومات بأن المقبوض عليهم على ارتباط وثيق بعناصر إرهابية موجودة في العراق وإيران.
مملكة البحرين لم تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا التدخل الإيراني المكشوف بل اتهمت طهران صراحة بدعم الجماعات الإرهابية، وتقدمت بشكوى رسمية للأمم المتحدة بتدخل إيران في شئونها، وأعلنت وزارة الخارجية بالمملكة القائم بالأعمال الإيراني محمد رضا بابائي شخصًا غير مرغوب فيه، وقامت بسحب السفير البحريني من طهران راشد سعد الدوسري، معتبرة أن الأمر جاء في ظل استمرار التدخل الإيراني في شئون مملكة البحرين دون رادع قانوني أو حد أخلاقي ومحاولاتها الآثمة وممارساتها لأجل خلق فتنة طائفية، وفرض سطوتها وسيطرتها وهيمنتها على المنطقة بأسرها، من خلال أدوات ووسائل مذمومة لا تتوقف عند حدود التصريحات المسيئة من كبار مسئوليها، بل تتعداه إلى دعم التخريب والإرهاب والتحريض على العنف عبر الحملات الإعلامية المضللة، وأن إيران بذلك تدعم الجماعات الإرهابية من خلال المساعدة في تهريب الأسلحة والمتفجرات، وتدريب عناصرها، وإيواء المجرمين الفارين من العدالة.
ولكن وبعد هذه الإجراءات القانونية من مملكة البحرين ضد التدخل الإيراني السافر في شئونها يبقى السؤال هل سترتدع دولة الخميني عن استخدام وسائل غير قانونية للتدخل في الشأن البحريني؟ هذا ما ستجيب عليه الأيام القادمة.