على نهج الإخوان.. "برهامي" يُفتي "بتكفير" مؤيدي الموقف الروسي ضد تركيا
الأربعاء 02/ديسمبر/2015 - 07:23 م
طباعة
الدكتور محمد الشحات الجندي،
تماشيًا مع الموقف الإخواني المعادي لروسيا بسبب ما تقوم به في سوريا من تسديد ضربات موجعة لتنظيم الدولة "داعش" والجماعات المسلحة، التي تسببت في إطالة عمر الأزمة السورية حتى الآن، وكذلك قرارات روسيا بفرض حظر اقتصادي على الجانب التركي الممول الأول لجماعة الاخوان والحاضن لهم، أصدر ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، فتوى قال فيها "إنه لا يجوز دعم روسيا ضد تركيا، كما أفتى بعدم جواز الفرح بضرب روسيا لتركيا، وقال برهامي في فتواه على الموقع الرسمي للدعوة السلفية "أنا سلفي" "لا يجوز لمسلم بحالٍ أن يتمنى أو يفرح بضرب أو قتل كافر لمسلم؛ فضلاً عن أن يأمره بذلك أو يحرِّضه عليه لعداوةٍ بينه وبيْن المسلم، ونحن نختلف مع "أردوغان" مِن أجل دعوته للعلمانية حين أتى إلى مصر وهو ومِن أجل موقفه مِن اختيار "خيار الصدام" المؤدى إلى الفوضى في مصر مع أنه لم يختره قط لبلاده، وتابع :"لا يمكن أن نرضى ولا نفرح، ولا أن نطالِب "روسيا الكافرة" أن تعتدى على "تركيا"، وكذلك لا نكفـِّره -كما يصنع البعض، بل هو متأول تأويلاً يَمنع مِن تكفيره، ولا يصح أن يُقال عمن يدعو للعلمانية والليبرالية أن منهجه إسلامي مِن أجل مواقف عادلة وقوية في نصرة المستضعفين المسلمين، بل نقبل منه الحق ونرد عليه الباطل"، وتابع نائب رئيس الدعوة السلفية :"لا يصح أن نقول عمن يدعو لتكفير المسلمين وقتلهم وتخريب بلادهم بأن منهجه إسلامي، بل هو مِن أهل البدع والضلال "وإن رفع راية الإسلام"؛ فمَن كان "مِن الإخوان وحلفائهم" كذلك؛ فهو مبتدع منحرف "ولو انتسب إلى السلفية". واستطرد: "أما الإعلاميون وغيرهم الذين يحرِّضون روسيا على ضرب تركيا؛ فهم بذلك على ضلال وموالاةٍ محرمة لأعداء الله المعتدين على بلاد المسلمين".
والغريب في الأمر أن التحالف الدولي بقيادة أمريكا يقوم منذ ما يفوق العام تقريبًا بضرب بعض المناطق السورية بدعوى أنه يقصف تنظيم الدولة "داعش" ولم نسمع صوتًا لبرهامي ولا لدعوته السلفية أو حزب النور، اليس ما تقوم بقصفهم طائرات التحالف الدولي مسلمين وان موالاة أمريكا وتحالفها الدولي موالاة للكفار حسب فهم وتأويل برهامي وجماعته، أم أن برهامي أراد التقرب مرة أخرى مع جماعة الإخوان بعد فشل حزبه السياسي في الانتخابات البرلمانية؟
تكفير إخواني:
الشيخ سعيد عبد العظيم
أصدر هذه الفتوى تضامنا مع استمرار فتاوى المتحالفين مع جماعة الإخوان في تكفير كل من يدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد تركيا، زاعمين أن الحرب ضد تركيا هي حرب ضد العالم الإسلامي والدولة الإسلامية، في الوقت الذى رد فيه إسلاميون وأزهريون بأن هذا الفكر يعبر عن فكر الخوارج وخلط السياسة في الدين. وجاءت فتوى الشيخ سعيد عبد العظيم، أحد مؤسسي الدعوة السلفية، والذى تمت الإطاحة به مؤخرا، بأن حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والروس على ضرب الأتراك، نوع من موالاة الكافر الظالم على انتهاك حرمات المسلمين الدينية والدنيوية. وأضاف "الداعية السلفي، في فتواه عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": "دعم بوتين كفر ونفاق، نحذر كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أن يشارك فيه"، على حد قوله.
فيما واصل عاصم عبد الماجد، أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية، والقيادي بتحالف دعم الإخوان في الخارج فتاويه الشاذة، زاعما أن روسيا طالبت بتحويل أحد مساجد تركيا لكنيسة مقابل الاعتذار، وتابع: "وفقاً لهذا الشرط فمن قال اغضب يا بوتين «كافر»". وقال عبد الماجد في بيان له عبر صفحته على "فيس بوك": "مرة ثانية أؤكد من قال اغضب يا بوتين كافر، أبلغوهم هذا الحكم حتى يعودوا إلى دينهم إن شاءوا"– على حد زعمه. ومن جانبه، رد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، على هذا التكفير قائلا إن أنصار جماعة الإخوان يخلطون بين الدين والسياسة، موضحا أن تكفيرهم لشخص يؤيد موقف سياسي معين لا علاقة له بالدين. وأكد عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن التكفير في كل شيء هو فكر الخوارج الذى يتبعه أنصار الإخوان لمعاقبة خصومهم، موضحا أن الجماعة تدعم تركيا عبر إصدار فتاوى ملغومة تمنع دعم أي دولة أو شخصية سياسية للموقف الروسي. فيما قال الشيخ أسامة القوصي، الداعية السلفي، إن منهج التكفير أصبح منهج الإخوان وأنصارهم ضد كل من يخالفهم، أو يتبنى موقفا يخالف موقفهم، بل وصل أيضا إلى تكفير من لا يدعم الدول التي تساندهم. وأضاف الداعية السلفي، أن الفتاوى التي صدرت بتكفير كل من يدعم الرئيس الروسي هي فتوى لا علاقة لها بالدين الصحيح، حيث إن الدين لا يكفر أحدا بناء على موقف سياسي، خاصة أن ما يحدث في دول العالم شئون سياسية ولا علاقة لها بالدين، موضحا أن مثل هذه الفتاوى تؤكد غلو مبدأ التكفير لدى الإخوان وأنصارهم.
بيان هيئة القرضاوي:
الشيخ يوسف القرضاوي
وفي نفس السياق قد كشف بيان صادر عما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، برئاسة الشيخ يوسف القرضاوي، الثلاثاء 1 ديسمبر 2015، عن قلق وانزعاج التنظيم الدولي للإخوان من العقوبات الاقتصادية الروسية على تركيا.
ودعا الاتحاد في بيان له، المسلمين إلى دعم الاقتصاد التركي، على خلفية العقوبات الاقتصادية التي فرضتها موسكو على أنقرة إثر إسقاط الأخيرة مقاتلة اخترقت مجالها الجوي.
وجاء في البيان الاتحاد: "يثمن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وجماهير الأمة العربية والإسلامية، مواقف تركيا المشرفة من قضايا أمتنا الإسلامية العادلة، خاصة موقفها من الثورة السورية، وتضحياتها الجمة من أجل الشعب السوري الثائر ضد حكومة بشار الأسد المجرمة التي قتلت منهم مئات الآلاف، وسجنت عشرات الآلاف، وما زالت تشرد الملايين."
وأضاف: "يدعو الاتحاد منظمة التعاون الإسلامي، وكل الدول الحرة مساندة تركيا في مواقفها الشجاعة ومحافظتها على مبادئها وسيادتها ويطالب الاتحاد العرب والمسلمين جميعا بالوقوف مع تركيا، وتأييدها ودعمها بكل ألوان الدعم والتأييد.
ويدعو الله أن يلهم الرئيس المؤمن أردوغان ورئيس وزرائه الأمين أوغلو الحكمة والسداد لنصرة الحق، والعمل لخير الإسلام والمسلمين، والإنسانية".
وتابع قائلا: " يؤكد الاتحاد ضرورة دعم الاقتصاد التركي، ويرى ذلك واجبا أخلاقيا إسلاميا تقتضيه الأخوة الإيمانية، ويستلزمه الولاء للمسلمين، الذي تضافرت عليه آيات القرآن الواضحة، والسنة النبوية الصحيحة."
ويشكل عناصر التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الجزء الأكبر من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والذي يهيمن عليه يوسف القرضاوي مفتي التنظيم الدولي.
وكانت روسيا فرضت عقوبات اقتصادية صارمة على تركيا عقب إسقاط الأخيرة مقاتلة روسية في سوريا وهو ما أدى إلى منع ظهور المقاتلات التركية في سماء سوريا، عقب تهديد موسكو بإسقاط أي طائرة تابعة لأنقرة في سوريا.