شباب الإخوان ينقلبون على القيادات القديمة ويرفعون شعار "ارحلوا"
السبت 05/ديسمبر/2015 - 04:14 م
طباعة
منذ عزل محمد مرسي في 3 يوليو 2015، وتشهد جماعة الإخوان المسلمين من وقت لأخر أزمة تلو الأزمة وصراعا لا ينتهي بين جيل الشباب والشيوخ او بين الحمائم ان كان في هذه الجماعة حمائم وبين الصقور، بين من بيدهم التمويل وخزائن الجماعة وبين العاملين على الأرض، وتلك حلقة جديدة في مسلسل أزماتها الداخلية،
وتتمحور الأن او كما يبدو على السطح أسباب الصراع بين طرفي الأزمة، حول خيار السلمية ورفض العنف، الذي تطالب به القيادات التاريخية متمثلة في "مكتب الإرشاد"، فيما يعتبر الطرف الثاني المتمثل في "مكتب إدارة الأزمة"، أن "المسار الثوري" هو الحل لمواجهة النظام، وعلى الرغم من ذلك فإن اجتماع إسطنبول الأخير لم يناقش هذا الأمر، ما يشى بأن الصراع في جوهره على السلطة والنفوذ.
ومؤخرا أصدر عدد من شباب الإخوان المسلمين بيانا عبروا فيه عن غضبهم من القيادات بسبب الخلافات والصراع الدائر على إدارة الجماعة.
ويأتي البيان ليحمل تطورا جديدا ، فبعد رسالة سابقة من شباب الجماعة للقيادة طالبوا خلالها بالاعتذار او الاستقالة ، جاء الموقف هذه المرة بالرفض التام لكافة القيادات المتصارعة مطالبين إياهم بالرحيل ومنح الفرصة لقيادة جديدة تحمل رؤية مختلفة .
وأشار شباب الجماعة إلى أنهم لجأوا إلى إصدار البيان بعد استنفاذهم لكافة الوسائل قائلين " رأينا أنه من واجبنا التقدم بواجب النصيحة لإخواننا الذي هالنا ما سمعنا ولا زلنا نسمع مما يحدث بينهم فقد رأينا من أصحاب الفضل علينا في تربيتنا رفضاً للنصيحة وتهميشاً لها ولأصحابها ".
وتابع الشباب في بيانهم "لما كانت النصيحة في السر ليست ذات جدوى إذ أن الكثير منا قد نصح بالفعل سابقاً مطالباً بالتغيير والإصلاح، والكثير منا قدموا التقارير والدراسات والنصائح, وحضروا الكثير من الورش والنقاشات, وحاولوا المساعدة قدر الإمكان, لكن دون مجيب، فإننا نؤمن إيماناً عميقاً بأن الوقت قد حان لعمل المراجعات الإصلاحية حول الأساليب التي كانت تدار بها الجماعة".
وأكد الشباب في بيانهم على عدم وفوفهم في صف أيا من الفريقين المتنازعين على القيادة ، مطالبين في الوقت ذاته بعدد من الإجراءات الإصلاحية في مقدمتها إجراء انتخابات لكافة المستويات الإدارية العليا بالجماعة ، مع اشتراط عدم انتخاب أي من الأعضاء الحاليين، وكذلك من استقالوا منه بغرض الالتحاق بمناصب قيادية في حزب الحرية والعدالة.
وأضاف الشباب " إننا إن عجزنا عن إصلاح الخلل في جماعتنا وهي جزء من أمة كبيرة, فإننا بالقطع سنكون أكثر عجزاً عن إصلاح دولة بسلاحها وجيشها.. سنكون بالقطع أعجز عن التمكين لديننا ودعوتنا "، مشددين على عموم الإخوان بضرورة دعم البيان .
وأختتم شباب الجماعة بـهشتاج بعنوان " ارحلوا" .
محمود عزت
وتشهد الجماعة خلافات طاحنة بين جبهتين للصراع على ، إدارتها ، وهما ما يعرف بجبهة لجنة إدارة الأزمة ويمثلها في خارج مصر المكتب الإداري للإخوان بالخارج ، في مقابل جبهة القيادة التاريخية التي يقودها القائم بأعمال المرشد محمود عزت ، ونائب المرشد إبراهيم منير ، والأمين العام لمكتب الإرشاد القديم محمود حسين .
وتدور الخلافات في جوهرها حول المنهج الذي تتبناه الجماعة في إدارة الصراع مع النظام السياسي الحالي ففي الوقت الذي تصر فيه جبهة لجنة إدارة الأزمة أو الإدارة العليا على تبني ما يعرف باسم "المنهج الثوري" ، تتبنى جبهة القيادات التاريخية ما يعرف بـ"السلمية المطلقة ".
نص البيان:
نص البيان
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ثم أما بعد..
لقد تعلمنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الدين النصيحة: فعن عطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، أَنَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: [إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ، إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ، إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ، قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ِللهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِنَبِيِّهِ، وَلأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ وَعَامَّتِهِمْ.
وفي رواية أخرى: إِنَّمَا الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ِللهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِم.
واستناداً لما سبق فقد رأينا أنه من واجبنا التقدم بواجب النصيحة لإخواننا الذي هالنا ما سمعنا ولا زلنا نسمع مما يحدث بينهم! فقد رأينا من أصحاب الفضل علينا في تربيتنا رفضاً للنصيحة وتهميشاً لها ولأصحابها!
ولما كانت النصيحة في السر ليست ذات جدوى إذ أن الكثير منا قد نصح بالفعل سابقاً مطالباً بالتغيير والإصلاح، والكثير منا قدموا التقارير والدراسات والنصائح, وحضروا الكثير من الورش والنقاشات, وحاولوا المساعدة قدر الإمكان, لكن دون مجيب. أضف إلى ذلك أن الخلافات أصبحت علنية وتكتب عنها الجرائد صباح مساء, ويتحدث بها الجميع.. ولم يعد هناك وقت لتلك الرفاهية السلوكية في المرحلة الفاصلة التي نحياها، فإننا نؤمن إيماناً عميقاً بأن الوقت قد حان لعمل المراجعات الإصلاحية حول الأساليب التي كانت تدار بها الجماعة, وحول الفهم التنفيذي لفكر الجماعة من قبل الأفراد الذين قاموا على إدارتها في الفترة السابقة, والذي يظن بعضنا أنه حاد عن نهج الإمام البنا رحمه الله, وعن الفهم الصحيح لكتاب الله وسنة نبيه.
والله ما حملنا على ذلك إلا حبنا لديننا.. وإيماننا بطاقات جماعتنا المدفونة بسوء الإدارة.. ولعلها تكون سبباً يعين الأمة على رفع الظلم ودفع الظالمين.
واستناداً لتلك المقدمة نتقدم بمطالب لا نرى أنها تسيء لأحد، ولا تخالف أوامر ديننا الحنيف ولا نرى أنها تخالف منهج الجماعة الشوري:
1- نطالب بانتخابات جديدة لكلا من مكتب الإرشاد ومجلس الشورى بلائحة جديدة تنص على عدم انتخاب أي من الأعضاء الحاليين، وكذلك من استقالوا منه بغرض الالتحاق بمناصب قيادية في حزب الحرية والعدالة.
فنحن بحاجة ماسة إلى رؤية دماء جديدة, وأفكار جديدة, وأساليب تنفيذية جديدة.. تخرج لنا بما لديها من طاقات.. مع احتفاظنا الكامل بالاحترام لأهل الفضل في تربيتنا, وحاجتنا لمشورتهم بعيداً عن كونهم جزءاً من الإدارة أو القيادة.
2- نطالب أيضاً: بانتخابات جديدة؛ للرابطة بالخارج والمكاتب الإدارية بالأقطار ومكتب الإخوان بالخارج بلائحة جديدة تنص على عدم انتخاب أي من الأعضاء الحاليين رغبةً في الخروج من دائرة الصراع بين الفريقين، على أمل الوصول إلى فرق جديدة بوجوه جديدة ليس بينها إلا الرغبة في التقدم بدعوتنا، وما تربينا عليه جميعاً من أخوة وحب في الله.
على أن تتم هذه الانتخابات في مدة أقصاها ثلاثة أشهر
يا معشر عموم الإخوان المسلمين: إننا إن عجزنا عن إصلاح الخلل في جماعتنا وهي جزء من أمة كبيرة, فإننا بالقطع سنكون أكثر عجزاً عن إصلاح دولة بسلاحها وجيشها.. سنكون بالقطع أعجز عن التمكين لديننا ودعوتنا.. لذا كان لزاماً أن نتقدم لكم بطلبنا دعم هذا البيان.
اقراوا هذه البيان بقلب المحب لدعوته, المؤمن بأنه سيلقى الله فرداً, المعتقد بأنه إن لم يقف موقف الناصح الرافض للخطأ كان عليه كفل مما يحدث من خطأ. فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَشْهَلِيِّ, عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: [وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ, أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْ عِنْدِهِ، ثُمَّ لَتَدْعُنَّهُ وَلا يَسْتَجِيبُ لَكُمْ].
نحن نضع أمامكم هذه الفرصة لتقديم واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،[فلا خير فينا إن لم نقلها، ولا خير فيهم إن لم يسمعوها].. نضع أمامكم هذا البيان ابتغاء مرضاة الله.. ونعلم جميعاً أنه ما انضم أحدنا للإخوان إلا رغبةً في نشر الدعوة الإسلامية والتمكين لها، وعلى هذا تربينا ونشأنا
يا معشر المخلصين, المثابرين من أصحاب الفطرة السليمة: إننا ما نظن أننا أصحاب فضل عليكم ولكننا جماعة تظن أن لديها القدر والطاقات لتعين الأمة على القيام من كبوتها, ولتكون سبباً في دحر الظلم، فأعيننونا إذا رأيتم منا خيراً وقومونا إذا رأيتم منا سوءاً
ونختم كلامنا برسالة إلى قياداتنا: إننا ما علمنا من نواياكم إلا خيراً وقد كانت أمامكم فرصة لقيادة الجماعة لسنوات وسنوات.. ولكن كما تعلمون ويعلم الجميع: قد آل الوضع إلى ما هو عليه؛ لذا: عليكم أن تعترفوا أن الوقت قد حان للتغيير، وأنتم من كان يعلمنا الزهد في المناصب. وقد حان الوقت لنرى ذلك منكم عملياً: فازهدوا في القيادة، واتركوا الأمر للطاقات الجديدة.. ومرحباً بكم في مقام الإستشارة، مربين فاضلين، وإخوة أكارم. وستسير الدعوة بإذن الله.
أما مكتب إخوان الخارج: فإنا نتوقع منه الإستجابة لهذه الكلمات، وأن يرضى بالمطروح فيها وهو الذي يقدم نفسه أقرب أفكار الشباب.
أخيراً نسأل الله أن يكون هذا البيان وهذا العمل خالصاً لوجهه الكريم.. لقد نصحنا لكم فلا تكونوا من القوم الذين لا يحبون الناصحين.. نقول ذلك وكل واحد فينا يتمثل قوله تعالى: {فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد}.
هذا البيان يمثل من يوافق عليه من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين
فهل تشهد الأيام القادمة تصاعد هذه الأزمة، أم انه سوف تستجيب قيادة الجماعة لمطالب الشباب؟