صبحي الطفيلي.. أول أمين عام لحزب الله اللبناني
الجمعة 24/يناير/2020 - 11:15 ص
طباعة
أحد مؤسسي حزب الله اللبناني والأمين الأول للحزب، والذي استقال منه عقب حياد الأمين العام الحالي حسن نصرالله عن أهداف الحزب التي أسس من أجلها.
حياته
ولد في العام 1948م، في بلدة بريتال اللبنانية (في منطقة البقاع اللبنانية)
تلقى علومه الأولى في منطقته.
درس الشيخ الطفيلي كأقرانه من علماء الشيعة العلوم الدينية، فسافر إلى النجف في العراق، وتلقى دروسه على يد الإمام محمد باقر الصدر، وكان رفيقه في الدراسة آنذاك الشيخ عباس الموسوي الأمين العام الثاني لحزب الله. وبعد دراسته عاد مرة أخرى إلى لبنان وأسس عام 1979 تجمعاً ضم العديد من علماء المسلمين أطلق عليه اسم "تجمع علماء المسلمين" واتخذ من منطقة البقاع مقراً له.
منذ عودته إلى لبنان عمل في الوسط الديني والسياسي في منطقة البقاع اللبنانية.
وعقب انتصار الثورة الاسلامية في إيران بقيادة آيه الله الموسوي الخميني في العام 1979م، أعلن ولاءه لها وساعد الحرس الثوري الإيراني على العبور إلى لبنان وتدريب مجموعات فيه لمقاومة الاجتياح الإسرائيلي، كما زار إيران مرات عدة والتقى بقيادات عدة فيها.
مع بداية الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982م، شارك مع الحرس الثوري ومجموعة من قيادات العمل الإسلامي والميداني في تأسيس حزب الله اللبناني.
خاض معارك قاسية ضد حركة أمل اللبنانية في منطقة إقليم التفاح أيام توليه الأمانة العامة للحزب فيما أصبح يعرف بحرب الأشقاء. (ويقال أن ابنه البكر قد أصيب في إحدى هذه المعارك).
في حزب الله:
لعب الشيخ صبحي الطفيلي و عباس الموسوي وناشطين ورجال الدين شيعية مع اختفاء مؤسس حركة امل موسى الصدر، سعو الي تأسيس تنظيم جديد.
وكان الطفيلي والموسوي علي علاقة بحزب الدعوة الاسلامية العراقي، الذي نشأ برعاية إيران مالوا مع المد الإيراني ورأوا ضرورة انشاء مشروع حزبي ديني سياسي وحتى مسلح.
ويقول فحص موضحا: «لقد بدا بعد الثورة وحتى الاجتياح الإسرائيلي والاحتلال عام 1982، وكأن حركة أمل هي مشروع إيران الشيعي في لبنان. ولكنه مشروع معقد ويحتاج إلى صبر وجدل طويل بفعل التكوين القريب من النهج الليبرالي الذي رعاه الإمام الصدر، وأكد عليه في حركة أمل، من دون أن يمنع من نمو تيار ديني من دون مشروع سياسي ديني في حركة أمل بسبب انتباه الإمام الصدر.
ولكن هذا التيار مع الثورة الإيرانية وغياب الإمام الصدر، أصبح أكثر قناعة بالمشروع السياسي الديني، وعندما لم يجد في حركة أمل مجالًا لتنفيذ رؤيته، شرع في توثيق علاقته بإيران والتفاهم العميق معها على علاقة عفوية، وقد تجلى ذلك في حركة سفر إلى طهران وبيروت، وفي سعي إيران إلى احتضان الحوزات الدينية التي نشأت في لبنان بعد زعزعة النجف، وبدعم من المرجع الإيراني السيد الكلبياكاني والسيد الخوئي، وقد تم لإيران ذلك بعد جهد كبير وتحول السيد عباس الموسوي والشيخ صبحي الطفيلي ورفاقهما من المشايخ في حركة أمل والمستقلين، خاصة من كان منهم على علاقة بحزب الدعوة إلى السياق الإيراني، وإن بقي عدد منهم فاعلين في تنظيم حركة أمل كالشيخ نعيم قاسم.
وكما ان علاقات إيران مع أمل تأثرت بسبب اختلاف الضرورات السياسية لدى كل منهما، وهو ما فتح الباب لإنشاء حزب الله، فإن نفس سوء التفاهم حدث بين إيران الثورة وحركة فتح، إذ ظهرت تدريجيا تباينات بين الثورة الفلسطينية ودولة الثورة في إيران التي كانت ترى الثورة الفلسطينية وفتح ورقة في مشروعها النضالي ضد الغرب، بينما كانت حركة فتح تنظر لعلاقاتها مع إيران كطريقة لتعزيز قوتها في نضالها القومي من أجل استعادة الأراضي الفلسطينية المحتلة. وكما أدت التباينات بين طهران وأمل إلى ولادة حزب الله، أدت التباينات بين طهران وفتح إلى ولادة حماس والجهاد الإسلامي لاحقا.
وعلى هامش 'المؤتمر الأول للمستضعفين' اجتمع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الخميني بعدد من علماء ودعاة الشيعة الذين شاركوا في هذا المؤتمر، وكان من بينهم: محمد حسين فضل الله، صبحي الطفيلي، وممثل حركة أمل في طهران إبراهيم أمين، وتدارس معهم الخطوات الأولى اللازمة من أجل إنشاء هذا الحزب الجديد.
للمزيد عن حزب الله اضغط هنا
تولي الطفيلي منصب الأمين العام الأول لحزب الله في الفترة من عام 1989 حتى عام 1991، ثم أجبر على الاستقالة بعد إعلانه من جانب واحد العصيان المدني على الحكومة اللبنانية الأمر الذي رفضه الحزب، وتولى منصب الأمين العام الشيخ عباس الموسوي خلفاً له، لكنه لم يستمر أكثر من تسعة أشهر، فقد اغتالته إسرائيل في عام 1992 ليقود الحزب من بعده الشيخ حسن نصر الله الذي لايزال يشغل هذا المنصب حتى الآن.
في العام 1991م، جرت انتخابات ثانية في حزب الله وتم انتخاب السيد عباس الموسوي خلفا له، حيث عاد الشيخ صبحي الطفيلي كواحد من أعضاء مجلس شورى حزب الله.
وبعد اغتيال السيد عباس الموسوي 1992 بدأ التباين بين القيادة الجديدة لحزب الله والشيخ صبحي الطفيلي، الذي كان له العديد من الملاحظات خاصة على العمل السياسي لحزب الله،
فقد اعترض الشيخ صبحي الطفيلي على دخول حزب الله في الانتخابات النيابية اللبنانية العام 1992م. مع أن مقرّبين منه (مثل الشيخ خضر طليس) كانوا قد دخلوا الانتخابات البرلمانية عن حزب الله.
كما اعترض الطفيلي علي اتفاقية التفاهم بعد حرب نيسان/ ابريل (عناقيد الغضب) 1996م. كما كان له اعتراض على "شخصنة" الحزب وربط الامور كلها بشخص واحد والابتعاد عن منطق الشورى.
وعقب توقع اتفاقية التفاهم، انصرف الشيخ الطفيلي لممارسة الدعوة والتبليغ الديني وسط أبناء الطائفة الشيعية وبخاصة الفقراء منهم في منطقتي بعلبك الهرمل. فأنشا حوزة عين بورضاي في منطقة البقاع اللبنانية.
كما عارض الطفيلي، اتفاق التحالف الذي جمع حزب الله وحركة أملن الانتخابات النيابية اللبنانية التي جرت في العام 1996م.
وبعدها رفع الطفيلي بالتدريج لواء المعارضة لسياسات الحزب ومن بينها المشاركة في الانتخابات النيابية، متهماً قادة الحزب بالمساومة، ومنتقداً تعاونهم مع النظام السياسي اللبناني “الفاسد”.
ومع بداية 1997، واحتجاجا على تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للشيعة في لبنان أعلن الشيخ الطفيلي العصيان المدني على الدولة اللبنانية، كما أعلن قيام ثورة الجياع. وقد عارض حزب الله رسميا هذه التحركات ودعا إلى مقاطعتها.
وكانت العصيان المدني أحد أكبر التحديات الداخلية، فالشيخ صبحي الطفيلي أول أمين عام له، بدأ الطفيلي تحركه في 4 مايو 1997، وأعلن قيام حركته التي أطلق عليها اسم “ثورة الجياع”، وهدفها إسقاط النظام السياسي اللبناني عبر ثورة شعبية شكلت من خلال مواقفها ونزولها للشارع تحدياً واقعياً لـ”حزب الله”، وتداعى إلى الأذهان احتمال حدوث انقسام داخل الحزب.
وفي يوم القدس العالمي في رمضان 1998 الذي اعتاد حزب الله على إحيائه في مدينة بعلبك ـ ساحة رأس العين بمراسم خاصة، أعلن الطفيلي عن إقامة المراسيم نفسها في المكان ذاته. فكان الإعلان كافياً للتعبير عن خروجه من الحزب، ما دفع قيادة الحزب إلى اتخاذ قرار بفصله بتاريخ 24 يناير 1998، وإلى إصدار بيان حول مواقفه وممارساته التي تكشف حسبما جاء في البيان “أن ما يقوم به ليس حركة مطلبية، بل سعيا إلى تقسيم الساحة وفرزها وفرض نفسه عليها بكل الوسائل المتوفرة لديه أياً تكن الخسائر والأضرار...”.
كانت حركة الطفيلي في الواقع موجهة ضد قادة “حزب الله” قبل أن تكون موجهة ضد الحكومة اللبنانية، ورغم تأييد حزب الله لمطالب الطفيلي الاجتماعية، فإن قادة الحزب، لم يؤيدوا حركته، كما تفادوا الصدام معه. وسعوا إضافة إلى ذلك، عن طريق شخصيات شيعية مدنية ودينية إلى إزالة التوتر بينهم وبين الطفيلي، لكن هذا الأخير أصر على شعاراته، وكانت هذه الحركة بالنسبة إلىه أهم مناسبة لاستعادة سلطته التي كان قد خسرها.
ويوم عيد الفطر في 1999، أعلن الطفيلي إقامة مهرجان في حوزة “الإمام المنتظر” العلمية في مدينة بعلبك، وخلال المهرجان قامت عناصر من حزب بمحاصرة الحوزة، فحدثت اشتباكات مسلحة بين أنصاره وبعض أفراد حزب الله في حوزة عين بورضاي يوم 30 يناير 1998. وقتل أثناء تبادل إطلاق النار الذي شارك فيه الجيش اللبناني الشيخ خضر طليس (نائب سابق) وأحد الضباط اللبنانيين.
مما ادي بالجيش اللبناني لمحاصرة الحوزة وجرت بين الفريقين صدامات عنيفة أدت إلى مقتل أحد ضباط الجيش اللبناني والشيخ خضر طليس، وغادر الطفيلي وأنصاره الحوزة بعد وقوع عدد من القتلى بين الفريقين، وهكذا فشلت حركة الطفيلي بعد أقل من عشرة أشهر من ولادتها.
كما انتقد بشدة اجتياح قوات حزب الله لبيروت في السابع من مايو/أيار 2008 ورأى فيه تورطا في صراع مذهبي.
كما عارض تدخل حزب الله في الحرب السورية إلى جانب قوات بشار الأسد، ورأى فيه تهديدا للشيعة وخطأ سيدمر الأمة، وهو ما جعل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية يبادر إلى تثمين هذا الموقف.
رأى أن ثورة الشعب السوري لم تكن يوماً موجهة ضد أي مذهب أو طائفة أو أي مكون من مكونات الشعب السوري، وأنها كانت -ولا تزال- تهدف لإيجاد المجتمع الذي يكفل العدل والحرية والكرامة لجميع أبنائه على أساس المواطنة دون استثناء أو تمييز.
بعد خروجه من حزب الله وجّه انتقادات قاسية لقيادة الحزب وفي مقدمتهم الامين العام الحالي حسن نصرالله واتهمها بالعمل على حماية المستعمرات الإسرائيلية في شمال إسرائيل.
للمزيد عن حسن نصرالله اضغط هنا
خارج حزب الله:
أصدرت بحقه أحكاما قضائية عدّة، منها ما هو مرتبط بحادثة عين بورضاي ومنها ما هو عائد إلى أيام الحرب الأهلية اللبنانية، حيث يراه البعض مسؤولا عن بعض الهجمات على الجيش اللبناني في منطقة البقاع.
رغم الأحكام القضائية التي صدرت بحقه فإنه لايزال حتى الآن في منزله يستقبل زواره ويقيم معهم كل خميس مجالس عزاء حسينية، كما أنه يصرّح بحرية في الإعلام ويعقد مؤتمرات صحافية علنية.
حزب الله والتدخل في سوريا:
ووجه صبحي الطفيلي، انتقادات واسعة سياسية حزب خاصة بعدما شهده العالم العربي بعد 2011، فقد أكد الطفيلي أن حزب الله بتدخله في سوريا، استفز العالم بأسره، ونخر الأمة الإسلامية، وفتح باب الفتن، جاء ذلك في حوار مع برنامج "ستوديو بيروت" الذي تقدمه جيزيل خوري على شاشة "العربية".
وقال الطفيلي إن "لبنان ذاهب إلى حرب ستكون أعظم من كل الحروب التي مرت عليه، هي حرب بين السنة والشيعة من داخل وخارج لبنان".
وقال لصحيفة السياسية الكويتية، أن »حزب الله« اداة وهو جزء لا يتجزا من المخابرات الايرانية, وكل الاطراف على الساحة مع الاسف اصبحت اداة وتتلقى اوامرها من الخارج, انا لا اريد ان اتهم فئة دون اخرى, الجميع هنا يسعى, يتوسل ليكون اداة في يد غيره. اتوسل اليكم اجعلوني اداة.. هذه السياسة المتبعة في لبنان منذ عقود جعلت البعض اداة طيعة في ايدي قوى خارجية تغلب مصالحها الخاصة على مصلحة البلاد".
واكد ان القرار الشيعي في لبنان هو بيد حزب الله، واصبح شيعة لبنان رهينة لحزب الله ومن ثم لايران.
وتابع الطفيلي في تصريحات صحفية،: "تصرفنا في سوريا بطريقة استفزت كل الدنيا، طلبنا ممن يخالفنا بأن يقاتلنا في سوريا، وكأننا نستعدي 1.3 مليار مسلم". وأضاف: "ما كنت أتصور أن يتحدث حسن نصر الله بهذه الطريقة".
وأكد فيه أنه تم استنزاف حزب اله في سوريا، بعد أن تحول لأداة إيرانية، مؤكدًا وجود حالة تململ شديدة داخل قواعد الحزب، ويتم الالتفاف عليها عن طريق توزيع الأموال، والتحشيد المذهبي، ونشر شائعات بأنه إذا لم يشارك الشيعة في معارك سوريا، فالسنة سيقتلونهم، مشيرًا إلى أن التشييع المنتشر حاليًا لا يمت بصلة إلى فكر آل البيت.
وشدد الطفيلي على أن المستفيد الوحيد من وجود الحزب في سورية هو إسرائيل ومن يقف وراءه من المشاريع الغربية ضد الأمة الإسلامية، كما اعتبر أن تصرفات إيران لا تخدم سوى إسرائيل، وقال موجهاً كلامه للقادة في إيران: "أنتم اليوم خدم لنتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي)".
وعن الدور الإيراني في سورية قال الطفيلي إن "إيران عبر حزب الله تؤسس لتقسيم سورية وإقامة دويلة علوية عبر الساحل وأنا أسال سؤالاً بسيطاً إذا كان هذا ليس مشروع إيران لماذا أخرج أهل القصي منها وهدمت بيوتهم، لماذا نحن اليوم نريد إخراج أطفال الزبداني منها أي هدف أخر غير التقسيم والتفتيت والتحالف مع اليهود".
ودعا الأمين العام السابق لـ"حزب الله" صبحي الطفيلي حسن نصرالله ومرشد الثورة الإسلامية في إيران، على خامنئي، إلى تحمل المسؤولية والرحيل، مؤكداً أن الانسان المنصف والمخلص لأهله ودينه يجب أن يتنحى فهو مسؤول عن الدماء التي سقطت في غير مكانها وزمانها.
موقفه من إيران:
ظهر التباين بينه وبين إيران على مقاربة الملفات الشيعية في العالم العربي، وحتى أصبح يرى إيران الدولة خطرا على التشيّع.
كان وصول ايه علي خامنئي إلى منصب "المرشد الأعلى في ايران" بداية لتهميشه التدريجي داخل حزب الله، وقال: "أمرت طهران الحزب بالدخول في اللعبة السياسية اللبنانية عام 1992. كنت معارضاً لذلك لكي لا أتعاون مع دولة تحت الهيمنة السورية".
ويقول الطفيلي: "عندما كنت اميناً عاماً ل"حزب الله" لم امارس عملاً إلا اذا كان بقناعة مني وما هادنت او داهنت موقفاً اعتبره مخطئاً وجريمة يمارسه اي حاكم ايراني وقد طالبني الكثير من الحكام الايرانيين بالكثير من المواقف التي لم آخذ بها".
أضاف "في يوم من الأيام جاءني احدهم وابلغني بأن القيادة الايرانية تتمنى علي أن آخذ ملف الرهائن فأجبته بالحرف الواحد «خسئتم» .
وأشار أن لا علاقة له البتة اليوم مع قيادة "حزب الله" الحالية.ولفت:" زارني الحاج (الراحل) عماد مغنية قبل مجيء (الأمين العام الحالي ل"حزب الله") السيد حسن نصر الله الى بريتال في ربيع 2005، توقعت ان يبحث موضوع اعادة العلاقة مع قيادات الحزب ولم اكن ممانعاً او رافضاً لهذا الأمر وادعى ان هناك ملفات امنية وانه مضطر للتحدث معي في هذا الموضوع فرحبت به لكنه لم يتحدث بهذا الموضوع وانا لم افتح حديثاً من طرفي وهو تحدث بأمور اخرى".
وعلّق الطفيلي "ايران تعتبر نفسها دولة عظيمة وترفض ان تفتح ملفات مع شخص لأنه برأيها عليه ان يطيع ويسكت وأنا لا أطيع ظالماً".
وانتقد الامين العام السابق لحزب الله، الازدواجية الإيرانية في التعامل مع أمريكا في المنطقة فليس من المقبول: " أن أتحالف مع الأمريكيين في العراق وأتحارب معهم في لبنان بقيادة واحدة فهذا أمر لا يقبله عاقل"
ويري الطفيلي ان سياسية ايران في المنطقة تؤدي الي نحر الشيعة، قائلا:" وأنا قلت مراراً سابقاً ان السياسة المعتمدة من قبل إيران ستنحر الشيعة. بعضهم ربما لم يفهم لكن بتصوري فإن بعض الناس بدأ اليوم يدرك أبعاد ما قلته منذ سنوات. وستأتي الأيام وسيدركون أكثر ويعرفون الحقيقة. علينا أن نعيد النظر بسياستنا، علينا أن نتحالف مع الأمة ومستقبل الأمة ومصالحها. علينا ألا نرتبط لا بأشخاص ولا بمؤسسات ولا بتحالفات آنية، الموضوع أكبر من هذا ومن ذاك بكثير".
وأضاف الطفيلي: “يحلم الإيرانيون أن يكونوا دولة ذات نفوذ في المنطقة من خلال إضعاف الدول خاصة الدول العربية، وأنا أقول للإيرانيين: إذا كنتم مسرورين بقتل شعب سوريا وتمزيق شعبها إضافةً إلى الشعب العراقي، أقول لكم الذي خطط لتمزيق سوريا والعراق سيسعى إلى تمزيقكم؛ فتمزيق إيران أسهل بكثير من تمزيق سوريا والعراق، يجب عليكم أن تصونوا وحدة العراق وسوريا”.
وخاطب شيعة لبنان، وشيعة العراق، وشيعة سورية، وشيعة إيران بالقول: "أنتم تدافعون عن بشار وأنتم قلتم إنه قتل أطفالكم ونساءكم في كربلاء وفي النجف وفي بغداد وليس أنا من قلت هذا، أنتم قلتم إن لديكم أدلة قدمتموها إلى الأمم المتحدة".
أضاف "اعتبر ان ما وصلنا اليه وما اوصلتنا اليه ايران ومجموعة المتعاملين معها في لبنان هو مكان خطر جداً على المقاومة وعلى شبابها وعلى اللبنانيين عموماً".
كما لا يؤمن الطفيلي بـ"ولاية الفقيه" التي اسسها قائد الثورة الاسلامية في ايران ايه الله الموسوي الخميني، قال صبحي الطفيلي: "ولاية الفقيه ليس موضوعاً شرعياً بل هو بدعة تبلورت على يد بعض فقهاء المسلمين من العصر الصفوي الى اليوم واغلب فقهاء الشيعة يعرفون ان هذه بدعة لا أساس شرعيا لها.
اهل البيت من يدرس رواياتهم وحياتهم هم مع الشورى، السلطان للأمة. علي بن ابي طالب اول المدافعين عن سلطان الأمة وعن الشورى وعن ما نعتبره اليوم ديموقراطية".
موقفه من 14 آذار:
بعد وفاة رفيق الحريري في لبنان وقيام حركة 14 آذار، بدا الشيخ صبحي الطفيلي من خلال تصريحاته ومواقفه أقرب إلى هذه الحركة مع أنه لم ينضمّ إليها صراحة.
ويري الطفيلي ان فريق 14 آذار لن واضح في سياسته وتوجهاته، ولا يكذب على الشعب اللبناني، قائلا :"هم علنا حلفاء اميركا. هم علنا حلفاء فرنسا, هم علنا يقولون نحن لا نقبل ان يكون هناك سلاح في لبنان غير سلاح الجيش ويطالبون ان يسلم »حزب الله« سلاحه ولكن بالحوار وليس بالقوة, ونحن نريد محكمة, هذا قالوه قبل الانتخابات وبعد الانتخابات, قبل الوزارة وبعد الوزارة, هذا قالوه.. اذا اين غدروا؟ بمن غدروا؟ هؤلاء موقفهم واضح… وهذا مشروعهم "، بعكس فريق الاخر الذي يعد اداة في سياسية ويحول لبنان الي بلد معطل.
موقفه من السعودية:
تأتي مواقف الامين العام الاسبق لحزب الله، من السعودية وقف لرؤيته السياسية، فهو اذا كان يرفض سياسية حزب الله وايران في المنطقة وفي لبنان، فانه موقفه ياتي وفقا للمصلحة العامة للبنانيين والشعوب العربية، فاذا كانت متوافقة مع رؤيته فانه يؤيدها وان كانت مخالفة فانه يرفضها وينتقدها، اي انه ليس هناك موقف ثابت من السعودية لا مع ولا ضد.
"داعش"
وحول ظهور "داعش"، راي الامين العام الاسبق للحزب الله، أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، هي حاضنة جيدة لكل الأجهزة الأمنية في العالم، أي جهاز يمكن أن يدخل ويفعل ما يريد ويعلق على حبالهم كل أفعاله، هذه مؤسسة يستفيد منها النظام السوري والنظام العراقي والنظام الايراني والنظام الأميركي والحكام العرب الذين تنقم شعوبهم عليهم، كلهم ينادي بالويل ويشعل النار وينادي الحريق".
وتساءل: "لو صدر بيان اليوم من أميركا يقول إننا تفاهمنا مع داعش وأن داعش جماعة مؤدبة كم سيبقى هنا في الشرق الأوسط يقول هناك خطر داعش (...) أمس كانت النصرة خطيرة بالنسبة للأمريكيين واليوم يسحبون هذا الكلام".
وأكد أن "ما تقسمه أمريكا من حصص وما تطلقه من عناوين وألقاب يقبله المجتمع الدولي بدون تساؤل وكلام"، لافتاً إلى أن "المطلوب اليوم أن يكون عندنا فزاعة، هناك أنظمة في المنطقة رحبت بهذه الفكرة لأنها تستفيد منها لكن هل هذه الفكرة حقيقية؟"