مع سيطرته على معظم مخيم اليرموك.. "داعش" يقترب من قلب دمشق
الأربعاء 13/أبريل/2016 - 04:05 م
طباعة
بات تنظيم "داعش" يسيطر على الجزء الأكبر من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، بعد طرد تنظيم "جبهة النصرة" من مواقع عدة فيه، حسبما ذكر مسئول فلسطيني رفيع المستوى، وهو ما يعتبر تهديدًا للحكومة السورية؛ نظرا لموقع المخيم من العاصمة دمشق.
"اليرموك" في يد "داعش"
وقال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في سوريا، أنور عبد الهادي، لوكالة فرانس برس، الثلاثاء: "شن داعش هجومًا على عدد من مواقع حليفه السابق في اليرموك تنظيم جبهة النصرة (ذراع القاعدة في سوريا)، وحقق تقدمًا كبيرًا، بعد أن سيطر على نحو 60 بالمئة منه".
وأضاف أن «التنظيم حاصر عناصر جبهة النصرة في مناطق عدة وطالبهم بالانسحاب»، مشيراً إلى أن «عدداً من عناصر جبهة النصرة بايعوا داعش».
وأكد عبدالهادي أن الاشتباكات أسفرت «عن مقتل عدد كبير من عناصر جبهة النصرة وثلاثة مدنيين».
وأكد نشطاء سوريون معارضون، من جهتهم، حدوث معارك عنيفة بين "النصرة" و"داعش" في مخيم اليرموك، مشيرين الى وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وهاجم تنظيم داعش، في الأول من أبريل 2015، مخيم اليرموك الذي دخله من حي الحجر الأسود المجاور، بتنسيق مع "جبهة النصرة". وتمكن من السيطرة على 70 في المئة من المخيم قبل أن ينسحب إلى الأحياء الجنوبية منه.
مخيم اليرموك
يضم مخيم اليرموك أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا،؛حيث تجاوز عدد سكانه الـ 140 ألف نسمة، بما فيهم لاجئون فلسطينيون ومواطنون سوريون، ويقع في ريف العاصمة دمشق من الجهة الجنوبية، ويبعد عن قلبها بنحو 8 كيلومترات فقط.
وبقيت أعين جميع الفصائل المسلحة مشدودة نحو المخيم، الذي يعتبر الأقرب إلى مدخل العاصمة من الجهة الجنوبية، ومن يسيطر عليه يستطيع أن يشن هجمات على أحياء، مثل الزاهرة والميدان، وهو ما تحلم به "جبهة النصرة" فرع تنظيم القاعدة، والجيش الحر، وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" التي ما زالت تراهن على معركة قرب دمشق؛ ما شجعها على إفشال جميع محاولات الهدن وتحييد المخيم عن الصراع.
لذلك تعتبر السيطرة على مخيم اليرموك أحد أهم المكاسب للاقتراب خطوة إلى قلب العاصمة السورية دمشق، عبر أحيائها الجنوبية "الميدان" و"الزاهرة".
ومنذ انطلاق الأحداث في سوريا في عام 2011 شكلت عدة فصائل فلسطينية تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في المخيم لجانا شعبية لإدارته، إلا أنه سرعان ما انتقلت السيطرة إلى أيدي عناصر من تنظيمات إسلامية متشددة، مثل "جبهة النصرة" وغيرها، التي اشتبكت مع القوات السورية وعناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، القيادة العامة الموالية للنظام في المخيم؛ الأمر الذي أدى إلى نزوح الآلاف من سكانه، ومقتل المئات نتيجة للقصف والحصار والجوع،، لم يبقي في المخيم حاليًا سو نحو ستة آلاف مدني، ويبلغ عدد عناصر تنظيم داعش فيه نحو ثلاثة آلاف يتوزعون في المخيم وفي حي الحجر الأسود المجاور له، في حين يبلغ عدد مسلحي تنظيم "النصرة" نحو 300 عنصر.
صراع "داعش" و"النصرة"
وكان تنظيما "داعش" و"النصرة" يسيطران على نحو 70 %من مخيم اليرموك، فيما كانت تسيطر الفصائل الفلسطينية وقوات الأمن السوري على شمال المخيم.
واعتبر عبد الهادي أن "التصعيد الذي قام به داعش في المخيم، جاء نتيجة هزيمته الأخيرة في تدمر والقريتين؛ ليثبت أنه ما زال قويًّا وقادرًا على القتال".
وطالب عبد الهادي "القوى الإقليمية الداعمة لداعش بالتدخل لمواجهة هذا الهجوم، ولتكف داعش عن الجرائم التي ترتكبها بحق أهلنا".
"اليرموك" الآن
يسعى "داعش" للسيطرة على مخيم اليرموك؛ لأنه يقربه خطوة كبيرة من العاصمة دمشق والتي فشلت الفصائل المسلحة المعارضة والجماعات المسلحة الأخرى كجبهة النصرة في فرض كلمتها على المخيم، ويعتبر استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية على المخيم الخطوة الأكثر خطورة على أمن دمشق؛ لأن اليرموك يعتبر أقرب نقطة للعاصمة السورية.. فهل يستطيع النظام السوري اقتحام المخيم وطرد "داعش" وباقي الفصائل المسلحة الأخرى، أم أن تنظيم الدولة سيفرض كلمته في اليرموك ويقترب خطوة من العاصمة؟