الدعوة السلفية بين المطالبة بمراجعات الإخوان والتحريض ضد قانون بناء الكنائس
الثلاثاء 06/سبتمبر/2016 - 11:27 ص
طباعة
في طور جديد من أطوار الدعوة السلفية بزعامة "ياسر برهامي" الذي يعد الرجل الأول في الدعوة السلفية، وإصرارًا على رفض الدعوة وذراعها السياسية "حزب النور" لقانون بناء الكنائس، ورغم أن مجلس النواب المصري أقر قانون بناء الكنائس- إلا أن هذا القانون لا يزال يثير ردود فعل رافضة له، وفي هذا الإطار كشفت مصادر بالدعوة السلفية أن قادة الدعوة السلفية بدءوا يتحركون لمواجهة مخاطر هذا القانون على هوية مصر الإسلامية، وعلى إحداث فتنة داخل المجتمع خاصة مع ردود الفعل الغاضبة من السلفيين المتشددين؛
ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية
حيث طلب "ياسر برهامي" نائب رئيس الدعوة السلفية مقابلة شيخ الأزهر لشرح مخاطر هذا القانون، إلا أن شيخ الأزهر اعتذر نتيجة مشاغلة الخارجية، كما حذر برهامي القيادات الأمنية من احتمال عدم سيطرة قادة الدعوة السلفية على أبنائها، خاصةً في الصعيد عند تطبيق هذا القانون، إلا أن القيادات الأمنية طلبت منه محاولة السيطرة على السلفيين؛ لأن القانون في النهاية لا يزال في يد المحافظ .
وفي ظل تلك التطورات قررت الدعوة السلفية عقد اجتماع طارئ غداً على مستوى المحافظات لدراسة إبعاد هذا القانون وتأثيراته.
كمال زاخر منسق التيار العلماني القبطي
في المقابل انتقد كمال زاخر منسق التيار العلماني القبطي عدم الأخذ برأي التيار العلماني القبطي في هذا القانون لأن الكنيسة ليست هي فقط ممثلة الأقباط وانتقد زاخر قانون بناء الكنائس لأنه يقسم مصر إلى مسلمين وأقباط وهو ما يتنافى مع مبدأ المواطنة وانه يجب إصدار قانون موحد لبناء دور العبادة وليست الكنائس فقط . من جهة أخرى تفجر الخلاف مرة أخرى بين الأزهر والأوقاف بعد قرار الأوقاف إنشاء مراكز للخطاب الديني وهو ما اعتبره
د/ محمد رأفت عثمان عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر
د/ محمد رأفت عثمان عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر تدخلا في اختصاصات الأزهر فيما طالب عدد من الخبراء بضرورة عقد اجتماع عاجل للجنة العليا للدعوة لتدارك هذا الخلاف والذي يؤثر سلباً على الدعوة.
وقال هشام النجار الباحث في الشئون الإسلامية: إن التنافس بين المؤسستين يعطي الفرصة للإخوان والسلفيين والتيارات المتشددة الأخرى لاستغلال هذا الخلاف لنشر سمومها والتشكيك في خطب الأزهر والأوقاف وارجع صلاح هاشم الباحث الإسلامي الصراع القائم بين الأزهر والأوقاف لغياب الرؤية في الخطاب الديني في المجتمع المصري وعجز الدولة المصرية عن تحديد شكل الإطار العام الذي يتحرك فيه ممثلو المؤسسات الدينية.
إن الأزهر لم يهتم بدوره في تنظيم تلك العملية وبناء قدرات الأئمة ،وأرجع هاشم ذلك إلى انشغال الأزهر بشئون سياسية ليس لها علاقة بالجوانب الدينية ورداً على تلك الانتقادات قال د/ عبد الغفار هلال الأستاذ بجامعة الأزهر إن الأزهر والأوقاف حريصان على تجديد الخطاب الديني ووضع القواعد لذلك .
مارجريت عازر عضو مجلس النواب
فيما علقت مارجريت عازر عضو مجلس النواب، على تصريحات عبدالمنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية، والتي قال فيها "إنه لا يجوز مشاركة المسلمين في بناء الكنائس"، قائلة: "أفكاره مخزية ولا يوجد فرق بين مسلم ومسيحي". وأضافت عازر، في مداخلة هاتفية لبرنامج "انفراد" تقديم سعيد حساسين المذاع على فضائية "العاصمة"، أن الإسلام دين سمح، ولا يجب تشويه صورته بأفكار لن نرتضي أن يتم نسبتها للإسلام، متابعة: "لو أن هناك مليار مسجد، فلن يؤثروا في العقيدة المسيحية والعكس". وأضافت أن "الشعب المصري يرفض كافة الأفكار المتطرفة، واتركونا نبني مصر، وكلنا في مركب واحدة"، مشيرة إلى أن الجميع يعيش في وطن، وكأنه شخص واحد، ومثل تلك الأفكار لن تؤثر فيه. وكان عبد المنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية، قال "إنه لا يجوز مشاركة المسلم في بناء الكنائس، ولكنه يحرسها ويحميها فقط".
المهندس عبد المنعم الشحات
وفي سياق مختلف طالب المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية، جماعة الإخوان المسلمين بالمراجعات، قائلا: "أمنيتي أن يتوبوا من الفكر الصدامي، والتبرؤ من خطابها خلال الفترة الماضية".
وأضاف "الشحات"، في تصريحات صحفية "الفرق بين دعوتنا والإخوان، أننا مستمرون في خطنا منذ النشأة وحتى الآن".
وتابع متحدث الدعوة السلفية: "كنا نظن في فترة من الفترات أن الخط الصدامي عند الإخوان أغلق، لكن أحداث 30 6 كشفت عكس ذلك".
وطالب الشحات، خلال لقائه ببرنامج "انفراد" تقديم الإعلامي سعيد حساسين المذاع على فضائية "العاصمة"، قيادات الجماعة الإرهابية بمراجعة أفكارهم مرة أخرى.
وأوضح أن قيادات الدعوة السلفية تحدثت مع جماعة الإخوان بعد وصول الأخيرة للحكم، وتم توجيه النصائح لها باحتواء الجميع، ولكنها لم تستجب، وقال: "كان هناك محاولات من الدعوة السلفية مع الإخوان لإنهاء اعتصام رابعة بطريقة سلمية، ولكنهم رفضوا".
شريف الهواري
ومن الجدير بالذكر أن شريف الهواري مسئول المصالحات داخل الدعوة السلفية قد وضع في وقت سابق شروط للتصالح مع الإخوان حيث قال في حوار له منشور في جريدة التحرير في 19 يوليو 2016، نحن نقوم بدورنا من أجل مصلحة البلاد، وقدمنا العديد من الاقتراحات الرامية إلى إعداد مراجعات فكرية داخل السجون، لا سيما أننا نمتلك من الخبرة ما يؤهلنا للقيام بهذه المهمة، لكن لا بد أن يحدث ذلك بمشاركة علماء من الأزهر والدعوة السلفية، ولا شك أن المراجعات هي بداية حقيقة لإنقاذ مصر، لكن على الإخوان التوقف عن سياسة الترهيب التي ينتهجونها.
وفي رده عن مساعي الدعوة السلفية لتقديم مبادرة من شأنها تحقيق مصالحة مع الإخوان قال: يجب علينا لفت الانتباه إلى أن هناك عملية تخوين بين الإخوان فيما بينهم، فبعضهم يتهم القيادات بأنها فاشلة وخائنة، ونحن قد وجهنا لهم تحذيرات، وللأسف الشديد الإخوان يتاجرون بدماء الناس، ومع ذلك ما زلنا نقول إن الحل هو الصلح، ولكن أن يكون على ثوابت، فلا بد من تغيير منهج من كفر المسلمين وأفكارهم التي انحرفت، فهم من خونوا الناس لمجرد الاختلاف في الرأي، كما لا بد من أن يعلنوا ابتعادهم عن المنهج التصادمي والتكفيري والعنف الذي انتشر خلال الفترة الماضية، فهو أمر لا يصح، إضافة إلى إجراء مراجعات حقيقة ويستغفروا الله، ويعلنوا أنهم ارتكبوا ذنبًا لأنهم شوهوا صورة المسلمين، وضيعوا الشباب وعرضوهم لصدام خاسر 100%، والبلد كانت ستتعرض لنكبة مع مرسي، مثلما حدث في سوريا والعراق.
وعن الشروط التي تجب على الإخوان لقبول عودتهم مرة أخرى لجسد الوطن قال: لا بد أن تكون البداية التوبة إلى الله والندم على ما فعلوه، وأن يتبرؤوا من التكفير والعنف والصدام، وأن يعلنوا أنهم وقعوا في أخطاء، وليس من العيب الاعتراف بذلك، بل إنها من الرجولة والجرأة، كما لا بد من فتح صفحة جديدة، وفي النهاية إن الله غفور رحيم، ربنا قال للمشركين إذا أعلنتم توبتكم سنقبلكم، باب التوبة مفتوح محدش يقدر يقفله، ولا بد على المصريين أن يفتحوا الباب للتصالح مع كل من لم يتلوث بدم أو عنف، حتى تسير الأمور.
أما إجراءات المصالحة التي تحدث عنها شريف الهواري فقال عنها: إذا أردنا الحل، وكنا نبحث عن مصلحة مصر، لا بد من الجلوس في مناظرات علمية مع رموز الإخوان المُحركة، وأن يقود هذه المبادرة شخصيات فاهمة ومتقنة، يقيموا عليهم الحجة، بأن ما فعلوه خطأ بالدليل، فعندما يقتنعوا بذلك، يخرج بعد ذلك رموز الإخوان على الهواء، ويعترفوا أنهم وقعوا في أخطاء ويستغفروا، ويقولوا: "توبنا إلى الله، ونرجو أن يسامحنا الناس في حقوقهم"، ونبدأ نضع النقاط على الحروف، لكن أن تتحول المسألة إلى صلح ومشي حالك، فهذا يعد تغرير بالبلد، لا بد من علماء الوسطية والاعتدال من الأزهر والدعوة السلفية، الذين وقفوا مع البلد في أزمتها، أن يقفوا ويطلبوا منهم المناظرة حتى نظهر لهم الأخطاء الشرعية التي وقعوا فيها، بعد الاعتراف والتوبة إلى الله واستسماح أصحاب الحقوق، ثم بعد ذلك يتم التفاهم، ومن لا يثبت عليه أي تورط في عنف يعيش حياته كمصري، ومن أخطأ يتحمل نتيجة الخطأ.
وعن مدى قبول الإخوان لهذه الشروط قال: هذه هي المشكلة، لذلك أتحدث عن ضرورة أن يتم مواجهتهم بشكل صريح مع علماء يقيمون عليهم الحجة، فإذا لم يقتنعوا، يكون الحديث ليس له جدوى من الأساس، وذلك حتى لا نضحك على أنفسنا، علينا أن نتذكر أن الجماعة الإسلامية قدّمت مراجعات، وكان لديها جرأة في الاعتراف بالخطأ، لكن للأسف كان بينهم غير المقتنعين بفكرة المصالحة مع الدولة ، مثل عاصم عبد الماجد وغيره، وعادوا مرة أخرى للعنف، لكن من اعترف من داخله، مثل ناجح إبراهيم وكرم زهدي، لم يعودوا مرة أخرى، ويحملون الآن فكر إصلاحي تنويري، وبفضل الله يشيدون بموقف الدعوة السلفية.
وحينما سئل: لماذا لم تقدموا مبادرة لجهات الدولة للمصالحة مع الإخوان؟ قال: تحدثنا في حلقات ودروس وندوات، لكن إلى من نقدم المبادرة، إذا كان الإخوان رفضوا مبادرة حزب النور وهم في السلطة، ورغم الخسائر الفادحة التي وجهت لهم بعد 30 يونيو، فإنهم يستكبرون الجلوس مع أحد، ويتحدثون عن أننا خونة وعملاء ومرتدين، ونحن الآن نوجه الحديث للعقلاء منهم، دعونا نتناقش شرعا وبالدليل، ونقدم ما يرضي الله، ونحفظ دماء الناس، فإذا انهارت مصر تنهار الدنيا بأسرها، الإخوان ينظرون لمن يخالفهم على أنهم شياطين، لكن إذا جلسوا بهدوء وتناقشنا بالدليل لن يجدوا أي ردود، لأن ما فعلوه خطأ شرعا 100%، فقد عملوا على تهييج مشاعر وعواطف الناس، و"خلعوا وسابوهم بعد ما ورطوهم.. كانوا يقعدوا معاهم لو رجالة".