ذكرى أكبر عملية لحزب الله السني ضد الحرس الثورى الإيراني
الأحد 19/أكتوبر/2014 - 06:39 م
طباعة
فجأة تحول احتفال شعبي كبير بحضور عدد من قيادات الحرس الثوري في مدينة سرباز" بمحافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية، إلى حالة من الفوضى وسقط عشرات الضحايا والمصابين، عقب تفجير انتحاري لأحد عناصر تنظيم جند الله السني، أحد أهم التنظيمات المسلحة في الإقليم، والذي نفذ العديد من العمليات ضد أهداف إيرانية وذلك في يوم 19 أكتوبر سنة 2009.
فقد قتل 42 شخصاً، بينهم عددٌ من قادة قوات الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، وأصيب نحو 40 آخرين بجروح، في عملية انتحارية مشبوهة استهدفت اجتماعاً لقادة الحرس مع رؤساء قبائل، سنّية وشيعية، في مدينة "سرباز" في منطقة بيشين التابعة لمحافظة سيستان بلوشستان (جنوب شرق إيران)، قرب الحدود مع باكستان.
وذكر التليفزيون الإيراني أن 42 شخصاً قتلوا في هجوم يوم أمس، بينما قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) إن الاعتداء هجوم انتحاري، موضحة أن «رجلاً فجّر المواد التي كان يحملها خلال ملتقى الوحدة بين زعماء عشائر محليين من السنّة والشيعة» وقادة الحرس الثوري في بيشين في محافظة سيستان بلوشستان.
الضحايا
العميد نور علي شوشتري
وأكدت وكالة «مهر» الإيرانية مقتل مساعد قائد القوة البرية للحرس الثوري، قائد مقر القدس، العميد نور علي شوشتري، وقائد الحرس في سيستان بلوشستان العميد محمد زاده، وقائد الحرس في مدينة إيران شهر وقائد لواء أمير المؤمنين خلال هذه العملية.
وأكدت وزارة الداخلية أن من «بين الشهداء عدة أشخاص أبرياء من السنّة والشيعة ووجهاء عشائر وقادة في الحرس الثوري»، مشددة على أنه «سنعتقل في وقت قريب جداً منفّذي هذا العمل الإرهابي وسنعاقبهم»
جند الله تعلن مسؤوليتها
وأعلن تنظيم جند الله السني بقيادة عبد الملك ريجي ، مسؤوليته عن التفجير الذي راح ضحيته عدد من قيادات الحرس الثوري الإيراني في المحافظة ذات الأغلبية السنية.
وأعرب الرئيس الإيراني"وقتها" محمود أحمدي نجاد، في بيان، عن «أسفه الشديد للجريمة النكراء التي نفّذها بعض المأجورين المرتبطين بالأجنبي، والتي استشهد على أثرها عدد من المواطنين وقادة حرس الثورة الإسلامية الذين نذروا أنفسهم للدين والشعب، وفي مقدّمهم نائب قائد القوة البرية لحرس الثورة الإسلامية الشهيد العميد نور علي شوشتري».
ورأى رئيس مجلس الشورى الإسلامي "وقتها"، علي لاريجاني، أن هدف الإرهابيين من العمليات هو زعزعة الأمن وعرقلة التقدم في المحافظة. واتهم، في بداية الجلسة العلنية لمجلس الشورى، واشنطن بالوقوف وراء الهجوم، قائلاً «نعدّ الهجوم الإرهابي الأخير نتيجة لأعمال الولايات المتحدة. إنه دليل على عداء أميركا لبلادنا».
وأضاف رئيس البرلمان، الذي غادر أمس طهران متوجهاً إلى جنيف للمشاركة في مؤتمر الجمعية العامة لاتحاد البرلمانات الدولي، أن الرئيس الأميركي باراك «أوباما قال إنه سيمد يده إلى إيران، لكن مع هذا العمل الإرهابي لقد أحرق يده».
وقال مؤسس رابطة أهل السنة في إيران عبد الرحيم ملاّ زاده البلوشي للجزيرة إن الهدف من الهجوم رسالة إلى الحرس الثوري لوقف ما سماها سياسة البطش وتعديل المعادلة السكانية وتهجير البلوش من أرضهم، مشيرا إلى أن ثلث سكان إيران من السنة ولكنهم يعانون في ظل "النظام الطائفي".
ونفى البلوشي أن يكون الملتقى المستهدف للتقريب بين السنة والشيعة، واتهم السلطات بتسليح بعض قادة البلوش بعضهم ضد بعض. كما نفى تلقي منظمة جند الله دعما من الخارج، مشيرا إلى أن عناصر المنظمة متواجدون في جبال سيستان بلوشستان، وعد تلك الاتهامات شماعة لتصدير أخطاء النظام إلى الخارج.
اتهامات لدول أجنبية
وأفاد التليفزيون الإيراني أن وزارة الخارجية في طهران استدعت دبلوماسياً باكستانياً رفيع المستوى لديها، أدلة إيرانية على أن مرتكبي الهجوم جاؤوا من باكستان وإسلام أباد تتعهد بـتأمين حدودها مع الجمهورية الإسلامية وأضافت محطة «برس تي.في»، أن «وزارة الخارجية الإيرانية، تقول إن هناك أدلة على أن مرتكبي هذا الهجوم جاؤوا إلى إيران من باكستان.
أكد المسئول الباكستاني لطهران أن بلاده ستتخذ كل التدابير من أجل تأمين حدودها مع إيران». وكان مساعد الشؤون الأمنية في محافظة سيستان بلوشستان، جلال سياح، قد اتهم «جند الله الموجودة في المنطقة» بالمسئولية عن الهجوم، قائلا «الزمرة معروفة ويتدرّب عناصرها في إحدى الدول الجارة، ولهم مراكز فيها ويُقدّم الدعم لهم من أميركا، ونحن متأكدون من ذلك»، مضيفاً «إن العناصر الذين ألقينا القبض عليهم من هذه الزمرة سابقاً اعترفوا بذلك، وأكدوا قيامهم ببعض العمليات الإرهابية، ولجوءهم إلى دول الجوار».
وكان مدير العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني، العميد رمضان شريف، قد اتهم «أعداء الثورة الإسلامية وأعداء الأمن والسلام في المنطقة، الذين لا يريدون الوئام بين الشيعة والسنّة ويخططون للتآمر وتهديد الأمن والسلام في المنطقة، وخاصة إيران»، بأنهم «ضالعون في هذا الاعتداء». كذلك، نقل التلفزيون الإيراني عن مصادر مطّلعة قولها إن «الحكومة البريطانية ضالعة مباشرة في الهجوم الإرهابي بتقديم معدات واستخدام إرهابيين محترفين».
وقال تقرير التليفزيون إن محللين يعتقدون أن الهدف من الهجوم كان «إعادة توجيه» أجزاء من مشاكل الغرب في أفغانستان عبر الحدود إلى إيران.
ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية التعليق مباشرة على التصريحات الإيرانية، بدوره، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أيان كيلي، الاتهامات الإيرانية لواشنطن بالتورّط في الهجوم، وقال إنها «غير صحيحة بتاتاً»، واصفا الهجوم بأنه عمل إرهابي، مشيراً إلى أن بلاده تقدم تعازيها في الضحايا الأبرياء.
المتهمون
وجهت الأجهزة الامنية الايرانية اتهامات الي عبد الملك ريجي قائد تنظيم جندالله السني، في بلوشستان، وفي فبراير 2010 ألقي القبض على ريجي. وقالت قناة «برس تي في» الإيرانية الرسمية نقلا عن وزير الاستخبارات حيدر مصلحي إن ريجي كان موجودا في قاعدة عسكرية أمريكية قبل 24 ساعة من إلقاء القبض عليه.
الإعدام
حكمت محكمة الثورة في طهران على عبد المالك ريجي شنقا في سجن "ايوين"، بتهمة المحاربة والإفساد في الأرض لارتكابه 79 عملا إجراميا، في مقدمتها تفجيرات 19أكتوبر 2009.
ونفذت السلطات الإيرانية فجر الأحد 20 يونيه 2010 حكم الإعدام شنقا في عبد المالك ريجي، زعيم جماعة "جند الله" السنية المتمردة.
وقالت النيابة العامة في طهران، إن "ريجي" زعيم مجموعة إرهابية معادية للثورة في شرق البلاد"، وتابعت بأنه "مسئول عن عمليات قطع طرق وسرقات مسلحة وزرع قنابل وعبوات في أماكن عامة وهجمات مسلحة على القوات العسكرية وعمليات قتل وجرح وإثارة الرعب، مضيفة: إن تنظيم جند الله تحت قيادة ريجي قام منذ عام 2003 بـ35 عملية خطف رهائن من الرعايا الإيرانيين والأجانب، و25 عملية ابتزاز، وأکثر من 40 عملية مسلحة في قطع الطرق، ما أسفر عن مصرع 154 من قوات الأمن وإصابة 320 شخصا بجروح.
كما اتهمت المحكمة بإقامة علاقات مع عناصر من أجهزة الاستخبارات الأجنبية بمن فيهم ضباط الاستخبارات الأمريكية"، ذكرت الصحف الإيرانية أن ريجي "اعترف" بعد اعتقاله بأن واشنطن عرضت عليه المساعدة لمحاربة النظام الإسلامي الإيراني، لكن الخارجية الأمريكية شككت في هذه المعلومات.