بين إبراهيم منير ومحمد كمال.. الإخوان من العمالة لأمن الدولة إلى الإرهاب المسلح
الإثنين 10/أكتوبر/2016 - 03:23 م
طباعة
حسام الحداد
بعد تصفية القيادي الإخواني محمد كمال على أيدي قوات الأمن المصرية، اكتشف العديد من أسرار الجماعة الإرهابية ما بين العلاقة بجهاز امن الدولة وتشكيل مجموعات نوعية مسلحة خاصة بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة، بقيادة محمد كمال نفسة، غير العديد من الأسرار الأخرى والتي ربما يعرفها القارئ العادي لأول مرة، فقد أثار فيديو لأمين التنظيم الدولي للإخوان إبراهيم منير، يعترف فيه بعمالته لأمن الدولة في فترة الستينيات، زلزالا داخل جماعة الإخوان الإرهابية، بين من يقول: إن مسني الجماعة يخونون التنظيم، وبين من يدافع عن أمين التنظيم الدولي.
إبراهيم منير
حيث تداول نشطاء بجماعة الإخوان، مقطع فيديو من حوار لنائب القائم بأعمال المرشد وأمين عام التنظيم الدولي إبراهيم منير، يعترف فيه بتعاونه مع أجهزة الأمن عندما كان متواجدا في مصر في منتصف الستينيات، مؤكدًا أن اللواء حسن أبو باشا، وزير الداخلية الأسبق، كان وقتها مفتشًا بمباحث الجيزة وطلب لقاءه ليتعرف عليه بوصفه مصدر تتعامل معه أجهزة الأمن داخل الجماعة.
ووفقًا لتصريحات "منير" في الفيديو المقتطع من أحد البرامج على قناة إخوانية، فإن مسئولين بأجهزة الأمن أبلغوه أنهم يستعدون لشن حملة موسعة ضد عناصر الجماعة تشمل نحو 200 إخواني بينهم "منير" نفسه، وأضاف: "قالوا لي منقدرش نستثنيك عشان محدش يقول إنك بتشتغل معانا، لكن استثنونى من أي انتهاكات داخل السجون وقتها".
أحمد منصور
واتهم أحمد منصور الإعلامي المحسوب على جماعة الإخوان، إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولي للإخوان، بأنه كان عميلا لأمن الدولة في وقت سابق، واستند لفيديو لإبراهيم منير يعترف فيه بأنه كان عميل سابق لأمن الدولة.
وقال منصور في بيان له: "هل الأمين العام للتنظيم الدولي للإخوان عميل لأمن الدولة ؟ فأصابتني الصدمة والذهول حينما شاهدت الأمين العام للتنظيم الدولي للإخوان ونائب المرشد العام إبراهيم منير يعترف ببساطة شديدة في الحلقتين الثالثة عشرة والرابعة عشرة من برنامج "مراجعات" الذي يقدمه عزام التميمي على قناة الحوار - الإخوانية - أنه استخدم من قبل ضابط كبير في "أمن الدولة" خلال الستينيات من القرن الماضي وتحديدا قبل محنة العام 1965، وكان يكلف بكتابة التقارير والإجابة على التساؤلات التي يريدونها وشرح لهم كتاب "معالم في الطريق".
وتابع منصور: "حسب اعترافات إبراهيم منير فإن علاقته توطدت بأمن الدولة عبر الضابط الذي جنده حتى أنهم من كثرة استفادتهم منه كمصدر رئيسي داخل الإخوان طلبوا منه التفرغ لهم على أن يمنحوه المال وألا يهتم بدراسته وسوف يرتبون نجاحه، وأنه كان يقول لهم في الآراء والتقارير التي كان يكتبها أنها تعبر عن رأى الإخوان".
واستطرد: "التقارير التي كان يعدها عن الإخوان من داخل السجن، لأن المعهود والمتعارف عليه مع العملاء أنهم يقبضون عليهم ويضعونهم في السجون مع الإخوان حتى يستمروا في كتابة التقارير والإبلاغ عما يحدث، وداخل السجون وفي نفس الوقت استمرار خداع الإخوان بهم أنهم معتقلون مثلهم".
عزام التميمي
في المقابل قال عزام التميمي القيادي الإخواني بلندن، إن أحمد منصور يدعى فيه أن إبراهيم منير اعترف في لقاءاته معي في سلسلة مراجعات بعمالته لجهاز أمن الدولة في مصر، ومثل هذا الاستنتاج بالتأكيد خاطئ.
وأضاف في بيان له نشره عبر صفحته على "فيس بوك": "وكم تمنيت على أحمد منصور لو لم يقحم موقفه الشخصي من إبراهيم منير ومن الخلاف القائم بين الإخوان في قضية أقل ما يقال فيها إنها تشويه للتاريخ وقدح وافتراء".
وتابع: "لم يكن ما حدث قبل أكثر من خمسين عاماً تجنيداً لإبراهيم منير عميلاً وإنما محاولة من قبل الإخوان والنظام الإبقاء على قناة خلفية للتواصل بين الإخوان وأمن الدولة وبمعرفة بعض المسئولين في الإخوان في ظروف غير مسبوقة وفي غاية الصعوبة، وهذا أمر يحصل في كثير من التنظيمات".
مجدي شلش
وعلى صعيد آخر لقد فجر مجدي شلش، عضو اللجنة الإدارية لجماعة الإخوان، والصديق المقرب من محمد كمال، عضو مكتب إرشاد الجماعة ومسئول تحركاتها الداخلية، الذي قتل منذ عدة أيام، مفاجآت كبيرة حول وضع الجماعة الآن، وقصة إعادة تأسيس الجناح المسلح بقيادة كمال، الذي أطلقوا عليه "الحراك الثوري" داخل مصر لإسقاط الدولة، وإعادة ما وصفوه بـ"الشرعية" عبر السلاح.
"شلش"، في حواره، مع إحدى القنوات التابعة للجماعة، والتي تبث من تركيا، كشف مخطط الإخوان منذ فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة ففي أغسطس 2013، واختفاء قيادات الجماعة، وهروب بعضهم، وصولًا لتخطيط "الإرهابية" لتنظيم جناح مسلح بقيادة محمد كمال الذي اعتبر مهندس تأسيس اللجان النوعية داخل الجماعة ومحركها الأول.
يقول القيادي الإخواني، إن فكر ونهج الجماعة بدأ يتغير منذ فض رابعة، حيث بدأ الاتجاه لتشكيل مجموعات جديدة تقودها بعيدًا عن العمل الإصلاحي ليتحول إلى المسلح الذي وصفه بـ"العمل الثوري" داخل الدولة، وكان ذلك بتحركات "كمال" عندما سعى لتجميع شباب وقيادات "الإرهابية"، ممن رفضوا النظام المصري ليقودوا تحركات جديدة ضده.
اعتبر أعضاء الإخوان، "كمال"، قائدًا جديدًا، بعدما اتفقوا عليه جميعًا رئيسًا لإدارة اللجنة الإدارية العليا الأولى، أو إدارة الأزمة داخل مجلس الشورى العام للجماعة في فبراير عام 2014؛ ليعلق هشام خفاجي، القيادي بالجماعة والذي قتل في وقت سابق بأنه "عقل جديد لجماعة الإخوان وقد يبنى عليه تأسيس جيل جديد في الجماعة".
نظرة أعضاء الإرهابية، إلى قائدهم الذي عمل أستاذًا في كلية الطب بجامعة أسيوط، على أنه قادر على إعداد جيل جديد من شباب الإخوان، يؤكد ذلك الدافع الكبير الذي فكروا فيه مليًا، بحمل السلاح عبر قيادة تمتلك ذلك الفكر وعلى استعداد كبير لتطبيقه على أرض الواقع.
وهو ما يؤكد عليه "شلش"، الذي اعترف بأنه عاش مع "كمال"، وكان رفيقًا له في شقته، وأنه يحمل في عقله الفكر المسلح الذي وصفه بـ"الفكر الثوري للجماعة"، ويمثل إدارة كان هدفها نقل الاتجاه الإصلاحي الذي طالما ما تشدقوا به إلى "العنف".
يؤكد شلش أن كمال رأي من الأهمية "استشراق مستقبل الجماعة"، بضرورة امتلاك الأدوات التي تساعدهم على تنفيذ مخططتهم وإعادة مشروعهم الإسلامي مرة أخرى، في إشارة إلى "أخونة الدولة"، مع كسر النظام الحالي الذي اعتبروه عدوهم الأول حتى وإن كان الضحية سقوط هو الشعب المصري نفسه.
انطلاقًا من هذه الفكرة الممتلئة بالعنف، بدأ محمد كمال ومساعديه في جمع "أدواتهم"، والتخطيط لإدارة لجان مختلفة في أغلب محافظات مصر، لتنفيذ مخططهم المتشح بالسواد، لاسترجاع "الجناح المسلح" داخل الجماعة مرة أخرى في عهدنا الحالي.
كما يشير شلش إلى أن أغلب أعضاء الجماعة في المحافظات رفضوا "السلمية"، أو التعايش في المجتمع واللجوء للعنف، وذلك بعدما أعدت اللجنة الإدارية العليا في الإخوان خطة، وتم عرضها على جميع الأعضاء في 2014، بأن يتلخص تحركهم على المظاهرات والضغط الشعبي فقط دون اللجوء للمواجهة والعنف، لكن الجميع رفضه وفضل حمل السلاح تم اسمك "الحراك السوري".
مسألة السلمية كانت مرفوضة رفضًا تامًا لدى شباب وقيادات الإخوان، في أغلب المحافظات والشعب - كما يقول "شلش" - وهو ما فعله محمد كمال، للبدء في جناحه الخاص والذي اعتبر شعاره "الإرباك والإنهاك والإفشال"، للدولة هو الحل لإسقاط النظام.
سيدات الجماعة دخلن هن الأخريات على خط المواجهة المباشرة، كما يذكر القيادي الإخواني، بأن رسائل جاءتهم من "الأخوات"، مفادها أن قيادات الجماعة إذا تراجعوا عن فكرة الإرباك والإنهاك لن يكون لهم طاعة عند نسائهم، وهو بمثابة تمسك كبير من فتيات وسيدات "الإرهابية" بالعنف المسلح، بل أبدين رغبتهن في المشاركة.
في الخامس والعشرين من يناير عام 2015، كانت أولى خطوات تنفيذ الخطة التي وضعها قائد الحركات النوعية داخل الإخوان لشل مفاصل الدولة – كما وصفوا – باعتبار أن من يحملون "الفكر الثوري" قادرون على حكم الدولة مجددًا، حيث بدأت تحركاتهم بالتحريض للحشد قبل ذكرى الثورة بأيام في جميع المحافظات، ونشر خطاب عاطفي لجميع أبناء التيار الإسلامي لمشاركتهم بهدف تشكيل موجه تركب على الاحتفالات يتسلل بداخلها الشباب للسيطرة على الميأدين وتنفيذ عمليات اغتيالات مختلفة.
واكتملت تلك الدعوات، بإعلان 5 حركات منبثقة عن الجماعة، وتتبنى فكر المواجهة المسلحة وهي "بلاك فاير"، و"مولتوف عفاريت"، و"العقاب الثورى"،و"وَلَّع"، و"مشاغبون"، وشاركتها في التظاهرات تزامنًا مع ترويج اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان لدعواتهم.
يكشف "شلش"، تلك المؤامرة بالتأكيد أن جميع أعضاء الجماعة كان يسود بداخلهم أن الثورة قد ماتت ولا بديل عن حمل السلاح، فكانت عمليات الشغب التي حدثت في ذلك اليوم، "دفعة قوية لاستمرار العنف"، أي "الحراك الثوري" - كما يعتبرون.
محمد كمال، ومجلس إدارته المسلح، وضع خطة بعد الخامس والعشرين من يناير 2015، تستمر لمدة 6 شهور، تمتد لـ 6 شهور أخرى، معتبرين في ذلك الوقت أن 25 يناير من العام التالي 2016، هو يوم الاحتفال بسقوط النظام - بحسب خطتهم.
مجدي شلش يقول: "كنت أتابع الغرفة المركزية لإدارة العمليات في يناير 2015 مع هشام خفاجي، وكان مسئول المكتب الإدارية في القليوبية هو وطاهر إسماعيل، منذ 23 يناير حتى 27 يناير، وأخبرني أن الجماعة تفكر في الحسم، وأن الثوار يستطيعون امتلاك الحراك في الشارع، وبعض الإخوان قالوا إننا لم نُعد نفسنا لذلك، أو لعودة مرسي لقصره ومكانه، لكننا كملنا طريقنا".
محمد كمال
وعن تلك الخطة يشير الإخواني إلى أن محمد كمال وإدارته أعدوا وخططوا لهذه الموجة تخطيطا كبيرا، حيث قارون نزول شباب الجماعة للتظاهر في الشارع، والذي قاسوه بنسبة 15%، وبين يوم 25 يناير الذي وصل الأمر إلى 40% في جميع المحافظات، بل تخطى في محافظات الجيزة والإسكندرية، والقاهرة إلى 90% من شباب الإرهابية.
"الإخوان في الشارع والمناطق أشربوا المعنى الثوري، ولا يمكن أن يتراجعوا عنه"، هكذا يؤكد القيادي الإخواني، أنهم ماضون في طريق العنف حتى النهاية، حيث إنهم ربوا جيًلا من الشباب الذي حمل لواء العنف ولا يمكنه تركه في أي وقت، وهو اعتراف واضح بتبني الاتجاه المسلح، ورفض أي اتجاه للتصالح أو العمل في المجتمع مرة أخرى كأي فصيل سياسي.
المرشد العام محمد بديع
الجماعة اعتبرت أن دعوة المرشد العام محمد بديع حينما قال: "سلميتنا أقوى من الرصاص"، أصبحت بلا جدوى لهم، لرغبتهم في حمل السلاح وإعادة النظام الخاص للجماعة مرة أخرى، وهو ما اعترف به "شلش"، بأن شعارهم كان "سلميتنا أقوى بالرصاص"، واعتبر ذلك عدم تعارض مع قول المرشد، مبررًا ذلك لشبابهم بأن كل مرحلة لها أدواتها.
كانت حجج الإخوان إلى أعضائهم، وحلفائهم في التيار الإسلامي لتبرير العمل المسلح كثيرة، فقد اعتبروا اتجاههم للعنف "دفاع عن النفس"، بل شكلوا لجنة أطلقوا عليها "الهيئة الشرعية" لتأصيل عملهم الذي أطلقوا عليها "ثوري"، ليصبح حمل السلاح مباحًا لجميع شبابهم.
يقول شلش: "مسألة الدفاع عن أنفسنا أمر بديهي من بديهيات الإخوان، وتجوزنا ذلك بالهيئة الشرعية لتأصيل العمل الثوري، أما مصطلح العمل النوعي، فهو مصطلح أمني"، مشيرًا إلى أنهم يعتبرون الفرق بين المصطلحين كبير يتمثل في كون إطلاق لفظ "العمل الثوري" على تحركاتهم المسلحة لكي تشمل جميع أنحاء الجمهورية، بشكل كبير ويكون له تأثير واضح، وليس تحركات نوعية بسيطة.
القيادي الإرهابي، يقول إن الهيئة الشرعية التي شكلوها أطلقت عدة الفاظ كان منها "البغاة والطغاة"، على كل من يخالفهم، ووضعوهم في خانة "من يحاربون الله ورسوله"، وأن ذلك التأصيل جمعوه في 100 صفحة كاملة، ليكون منهجًا للعنف عند شباب الجماعة، حيث ظلوا يكتبونها لمدة 6 أشهر كاملة، فضلًا عن أن أحد الشيوخ المسجونين الآن، قال لهم تعليقًا عليها "إن هذه الدراسة لا تقل عن كتاب دعاة لا قضاة الذي أعده حسن الهضيبي"، فقد نقلت الإخوان إلى المفهوم المسلح.
محمود عزت، نائب مرشد الإخوان
وحول إذا كان محمود عزت، نائب مرشد الإخوان، ورئيس الجبهة الأخرى في الجماعة متفقًا معهم، يوضح "شلش"، أن عزت غائب تمامًا عن المشهد ولم يكن موجود في اللجنة الإدارية العليا الثانية، والتي شُكلت من 11 عضوًا، ضمنهم محمد كمال، والتي شكلها محمود عزت بقيادة محمد عبدالرحمن المرسى وتولى هو الإشراف عليها. لكن القيادي الإخواني يؤكد أن اجتماع اللجنة لمدة ثلاثة شهور، كان عزت فيها رافضًا الظهور وكان يتعامل معهم عن طريق الوسيط "محمد عبدالرحمن"، واتسع الصراع بينهم بسبب سياسته، وقيامه بإلغاء وثيقة الجماعة التي اتفقوا فيها على تشكيل انتخابات وقيادة الجماعة سويًا.
بعد الاتفاق على الوثيقة، أمر عزت بكتابة اعتذرا عنها، وعرضه على شباب الجماعة، ليكون هو المتفرد بسياستها، واتخذ بعدها خطوات تصعيدية ضد محمد كمال، الذي فضل أن يبعد عن نائب المرشد بعد ذلك ويقود مسألة الحراك المسلح بعيدًا عنه، وهو ما يعد استقالة واضحة من الجماعة.
"محمد كمال لم يكن راغبًا في المناصب"، كما يقول مجدي شلش، وأن جميع التهم التي وجهت له بأنه يسعى لخطفها من نائب المرشد العام محمود عزت كانت كاذبة.
ويتحدث القيادي الإخواني عن أن "كمال أدخل العمل الثوري في كل بيت إخواني ومن المستحيل أن يخرج الفكر الثوري من نساء وشباب قد شربوه، وأن يتصالحوا مع النظام، وأن الجماعة لن تعود مرة ثانية وتترك طريقها"، حيث إن الجماعة قامت بعمل مراجعات منذ 2014 بشكل كامل، وتحولوا إلى "الفكر الثوري"، رغم أن بعضهم لم يشاركوا في تلك التحركات، وهو ما يحسب على الجبهة الأخرى.
محمد كمال كان القائد الفعلي للإخوان حيث نقل الجماعة من فكرة الإصلاح إلى فكرة العمل المسلح، وهو الذي كان يديره – بحسب اعتراف رفيقه – الذي يرى أن الجماعة تحتاج إلى قائد جديد لها خلفًا لكمال، وأنهم منتشرون بشكل فعلي في جميع المحافظات ينتظرون تولي شخص آخر لقيادة الجماعة، قائلًا: "انا لست المدير، وكل شباب الإخوان يعتبرون التصالح مع النظام جريمة وخيانة للأمة".
يعلق القيادي في الجماعة محيي عيسى، على تلك الأسرار، بالتأكيد على أنه حديث خطير لمجدي شلش، رفيق محمد كمال في سنواته الذي وضع خطة لإنهاء ما وصفه بـ"الانقلاب"، معتبرًا تلك الاعترافات تحولات خطيرة تُكشف لأول مرة عن فكر مجموعة اللجنة الإدارية العليا.
واتفق عيسى، على أن شعار "سلميتنا أقوى من الرصاص"، انتهى وهو ليس قران منزل، في ظل كون محمود عزت مغيب عن المشهد ويرفض هو ومجموعته في لندن أي من أفكار مجموعة اللجنة الإدارية العليا.
"عيسى"، يؤكد أن ما قاله مجدى شلش يمثل فكرا جديدا يختلف كلية عن فكر البنا هو أقرب إلى فكر الجماعة الإسلامية قبل المراجعات، لكنه انتقده بعد الخروج والحديث عن تلك الأسرار داخل الجماعة بقوله: "كان احرى به الا يتحدث بمثل هذا الكلام على وسائل الإعلام، كلامه سيعطى الدولة وسائل لتبرير افعالها، فقد اتضح أن خلافات الجماعة ليست تنظيمية بل خلافات فكرية عميقة في أصول فكر الإخوان".
كل تلك الأسرار ربما تزيد من الصراع الداخلي للجماعة الإرهابية وعلى غرار ذلك الصراع وربما لمحاولة احتوائه تقوم الجماعة كعادتها بتكثيف عملياتها الإرهابية، هذا المخطط المحتمل والذي لا بد كم لفت الانتباه إليه لاتخاذ الإجراءات اللازمة.