أردوغان يراهن على بث الفوضى في ليبيا عبر الجماعات الإرهابية والمرتزقة
الإثنين 17/أغسطس/2020 - 12:40 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
في ظل سخط عناصر المرتزقة والميليشيات ضد حكومة الوفاق بسبب عدم توافر المرتبات، أعلن عدد من المرتزقة السوريين عن خلافهم مع أنقرة التي امتنعت عن إعطائهم الرواتب المتفق عليها، مؤكدين أنهم لن يتنازلوا عن حقوقهم، وهو ما دفعهم للتظاهر أمام مقر كتيبتهم في مدينة أعزاز السورية، مطالبين بمستحقاتهم أسوة ببقية العناصر.
وهدد المرتزقة بالتصعيد باستخدام كافة الوسائل الممكنة سواء بالتظاهر أو التواصل مع وسائل الإعلام المختلفة، حيث أكد متحدث باسم مجموعة من المرتزقة السوريين من فرقة تدعى «الحمزات»، أن فرقته كانت من أوائل من توجهوا إلى ليبيا، وذهبوا إليها بداية العام، وظلوا فيها 5 أشهر ونصف، وتتابع وصول آخرين حتى أصبح عددهم أكثر من 2000.
وأضاف أن عناصر الفرقة تقاضوا رواتب 4 أشهر فقط، والشهر الخامس لم يحصلوا عليه، ورفضوا الاستماع لهم، وقالوا إنهم مفصولون، ولم يقبلوا بأي اعتراض من جانبهم، موضحاً أن عناصر الفرقة خاضوا أكثر من ألف معركة، والكل قد أخذوا رواتبهم ما عداهم، كما حرموا من المنحة التي تبلغ 300 دولار، حيث أعطوها للبعض وحجبوها عن البعض الآخر.
وأكد المتحدث استعدادهم للخروج والتظاهر حتى يصل صوتهم إلى أردوغان، وإلى ليبيا، للحصول على حقهم في الرواتب، مشدداً على أنهم صامدون ومستعدون للقتال حتى الحصول على حقوقهم كاملة.
على صعيد آخر، أشارت المصادر إلى أن عناصر المرتزقة وإرهابيي «داعش» والميليشيات المدعومة من تركيا تستغل هذه الأيام قاعدة «الوطية» لتثبيت أقدامها وتنفيذ سياسة الأمر الواقع، حتى بعد الضربة الجوية القاسية التي تلقتها في يوليو الماضي، حيث تم استهداف 9 مواقع تركية في القاعدة.
وكشف اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، في وقت سابق، عن دفع تركيا بقيادات التنظيمات الإرهابية لمهاجمة المناطق المحررة، وأنها ترعى اجتماعات أمراء تنظيمي «داعش» و«الذئاب الرمادية» المصنفتين كمجموعات إرهابية.
وقال المحجوب، إن من بين المجتمعين فايز العقال، والي الرقة في فترة سيطرة تنظيم «داعش» على المنطقة، وشقيقيه خالد، وفاضل، بالإضافة لمفني الكحل مسؤول تسليح «داعش» في الجانب الغربي لما يسمونه ولاية الرقة.
في سياق آخر، كشف المحجوب، أن جثث المرتزقة السوريين الذين قتلوا في ليبيا، خلال المعارك الأخيرة، بين قوات الجيش الليبي وقوات ميليشيات الوفاق، عادت إلى ذويهم، دون أعضائهم الحيويّة، بعدما تمّ سرقتها للاتجار بها.
وأوضح المحجوب في تصريحات صحفية له أن معلومات حصلوا عليها من سوريا، تفيد بأن أغلب جثث المرتزقة التي تصل من ليبيا إلى معبر حوار كلس العسكري الواقع في مدينة حلب، تكون مسلوبة الأعضاء؛ حيث تتم سرقتها للاتجار بها، دون أن يتمّ الكشف إلى حدّ الآن عن الجهة المسؤولة عن هذه العمليّة.
إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية ليبية تنفيذ عملية مداهمة على خلية تنتمي لتنظيم «داعش» الإرهابي كانت تخطط لتنفيذ هجمات إرهابية؛ لزعزعة الأمن في الجنوب.
وأوضحت المصادر أن مجموعة من جنود «كتيبة خالد بن الوليد المقاتلة» والغرفة الأمنية «مرزق» التابعة ل«الجيش الليبي» نفذت مداهمة على أحد مواقع تنظيم «داعش» الإرهابي، في منطقة غدوة جنوب غربي ليبيا.
وأوضحت المصادر أن قوات الجيش كانت قد رصدت تحركات المجموعة في المدينة، وجهزت القوات لمداهمة الوكر لتبسط سيطرتها عليه، بعد مواجهات مسلحة.
وأسفرت المواجهات عن القضاء على 3 عناصر بينهم «داعشي» أجنبي، وانتحار آخر بحزام ناسف، بعد محاصرتهم، خشية إلقاء القبض عليه.
وتعد هذه ثاني عملية نوعية ينفذها الجيش الليبي على عناصر «داعش» في الجنوب الليبي، خلال أقل من 48 ساعة؛ حيث نفذ الجيش الليبي، الجمعة، عملية نوعية على عناصر التنظيم في منطقة «وادي الحياة» جنوبي البلاد.
هذا وكان مصدر عسكري ليبي كشف عن أنّ تنظيم داعش الإرهابي، بدأ يتحرك من جديد في مناطق غرب وجنوب البلاد بتنسيق مع المخابرات التركية.
وأضاف المصدر، أنّ نظام أردوغان يراهن على بث الفوضى في ليبيا من خلال الجماعات الإرهابية المحلية والمرتزقة، وكذلك المتطرّفين القادمين من منطقة الصحراء الكبرى، مشيراً إلى أنّ هدف الأتراك إطلاق يد داعش في البلاد.
وأضاف: لوحظ خلال الأيام الماضية تحرك لعناصر التنظيم جنوب غرب البلاد وغرب طرابلس مثل صرمان وصبراتة والجبل الغربي. في الأثناء، أعلن مدير فرع الإدارة العامة للدوريات الصحراوية بالمنطقة الجنوبية التابعة لوزارة الداخلية بالحكومة الليبية، المقدم أسامة عثمونة، أن الدوريات الأمنية صدّت بالتعاون مع كتيبة خالد بن الوليد بالقوات المسلحة هجوماً لتنظيم داعش استهدف منطقة غدوة، جنوبي سبها كبرى مدن إقليم فزان.
ورجّحت مصادر أمنية، أن تكون العناصر التي تم القضاء عليها، خطّطت لاستهداف منشآت نفطية في الجنوب، مع جماعات أخرى مرتبطة بالمخابرات التركية النشطة في دول الصحراء الكبرى.
وأوضحت المصادر، أن عناصر داعش تبادلوا إطلاق النار مع قوات الجيش الوطني التي داهمت وكرهم واستمرت في المقاومة، مشيرة إلى أنّ أحدهم قام بتفجير حزام ناسف كان يرتديه بعد فشل محاولته الفرار، ما أدى لانفجار قوي سُمع في مختلف أنحاء البلدة.