الإمارات كشفت أكاذيب المتاجرون بالقضية الفلسطينية
الثلاثاء 18/أغسطس/2020 - 09:11 ص
طباعة
روبير الفارس
مازالت أصداء الاتفاق الاماراتي الإسرائيلي تترد في وسائل الإعلام العالمية حيث
أكد مراقبون، أن الاتفاق الإماراتي – الإسرائيلي ليس حدثا عاديا، بل إنّه حدث ستكون له انعكاسات على صعيد المنطقة كلّها، من المحيط إلى الخليج.
وأشاروا إلى أنه ضربة للمزايدين الذين أمضوا حياتهم في المتاجرة بالقضيّة الفلسطينية.
من جانبه، قال المحلل السياسي خيرالله خيرالله، قليلون في المنطقة عملوا من أجل القضيّة الفلسطينية ما عملته الإمارات بدءا بمؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصولا إلى الشيخ محمّد بن زايد وليّ عهد أبوظبي.
في كلّ تاريخ العلاقة بين الإمارات وفلسطين، لم يكن من هدف لدى هذه الدولة الخليجية سوى مساعدة الفلسطينيين. هل هناك من يستطيع القول إن الإمارات وضعت يوما شرطا، من أيّ نوع كان، على الفلسطينيين في مقابل ما قدمته لهم ولقيادة منظمة التحرير الفلسطينية؟
يخشى في ضوء بعض ردود الفعل الفلسطينية، وليس كلّها، على الاتفاق الإماراتي – الإسرائيلي برعاية أميركية، من أن ينطبق على هذه الفئة من الفلسطينيين المثل الفرنسي القائل: هناك خدمات كبيرة إلى درجة لا يمكن الردّ عليها سوى بنكران الجميل!.
وأضاف، كان في استطاعة الإمارات الاكتفاء بخريطة الطريق من أجل التوصّل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل يشمل تبادلا للسفراء بين البلدين وتطبيع للعلاقات بينهما.
كان في استطاعتها تجاهل فلسطين والفلسطينيين لاعتبارات ذات طابع إقليمي ودولي في منطقة اختلفت فيها الأولويات العربيّة خصوصا منذ العام 2003 عندما سلّمت إدارة جورج بوش الابن العراق على صحن من فضّة إلى إيران.
ليس العراق دولة هامشية في المنطقة. إنّه دولة شرق أوسطية ودولة خليجية في الوقت ذاته، إضافة إلى أن العراق كان في الماضي عامل توازن مع إيران.
كشفت الخطوة الإماراتية إيران في الوقت ذاته وكشفت أنّه لا يزال هناك مكان للمزايدات والمزايدين على العرب. كذلك، كشفت أن هناك غيابا في النضج لدى بعض الفلسطينيين الذين لم يتذكروا أنّ لا فضل فلسطينيا على الإمارات.
وأشار إلى أن هناك من دون شكّ شخصيات فلسطينية لعبت دورها، بصفة استشارية، في مراحل تأسيس الدولة وطوال سنوات لاحقة ما زالت ممتدة إلى اليوم. هذا ينطبق على فلسطينيين ولبنانيين وسوريين وعراقيين. هذا شيء والتصرف بطريقة نزقة تجاه الإمارات شيء آخر لا يمتّ إلى السياسة والاعتراف بالجميل بصلة.
تسير القافلة الإماراتية. لن تتأثر لا ببعض المساكين الفلسطينيين الذين كان عليهم شكر محمّد بن زايد لتركيزه على كيفية إيجاد طريقة لإبقاء خيار الدولتين حيّا، وإن بصعوبة.. علما أنّه كان في غنى عن ذلك وعن أي غطاء للاتفاق مع إسرائيل. وفي سياق متصل قال الباحث في الحركات الإسلامية
عصام الزهيري ان التطبيع كشف عقلية الخبل الإخواني
والدليل على هذا
الاستاذ عبدالله النفيس وهو اخواني كويتي- إذا كان للإخوان جنسيات- في تسجيل له مع مذيع الجزيرة احمد منصور- يرى أن مخاطر التطبيع المستقبلية تتمثل في أن الإسرائيليين سوف يطالبون- امام المحاكم الدولية ممكن!! - بتعويضات بسبب إجلاء يهود خيبر عن الجزيرة العربية..!!. هذا الحديث الذي يبلغ من الهزل والخرافة درجة المسخرة فضلا عن انه ربما يكون افضل دعاية لعلاقات "غير مخيفة" مع إسرائيل يصدر عن عقلية دينية المظهر خاوية المحتوى فرغت موقف رفض التطبيع ومعه قضية الشعب الفلسطيني نفسها من أي مضمون. فلا يمثل رفض التطبيع في فهمها آداة ضغط على إسرائيل من اجل استرداد حقوق الفلسطينيين او حتى كما هو في صيغته الشعبية ضربا من الاحتجاج على جرائم الاحتلال. إنما يتخذ رفض التطبيع عندها غالبا شكل "الطابو" او الحرام الذي ينبغي معه ممارسة حيل تخويف الصغأر والتلاعب بخيالهم الطفولي لغرس الرعب منه في نفوسهم. امثال عبدالله النفيس ومن وراءه عقل الخبل والتلاعب الديني الإخواني كله عندما يمارسون على الوجه الآخر حيل تمرير التطبيع في حالات مثل تركيا وقطر يجرون على قواعد التحايل "الشرعية": الضرورات تبيح المحظورات وصلح الحديبية، والتاريخية: صلاح الدين عقد معاهدات مع الصليبيين، والتمكينية: ضرورات مرحلة الاستضعاف..!!. ويضيف الزهيري قائلا لكنهم لا يتعاملون ابدا مع التطبيع- كاداة سياسية لانتزاع الحقوق- مثل غيره من شئون السياسة والحياة عموما إلا من داخل ذهنية التحريم والاستحلال التي لا ترتكز إلا على التلاعب والخديعة والجهل والغباء في كل احوالها.