ألمانيا تقترح منطقة منزوعة السلاح فى سرت.. ومحاولات للسيطرة على تدفق النفط
الأربعاء 19/أغسطس/2020 - 10:16 ص
طباعة
هاني دانيال
تسعى ألمانيا إلى إيجاد حلول للأزمة الليبية بتعقيداتها المختلفة، وبالرغم من زيارة وزير الخارجية هايكو ماس إلى ليبيا أمس للتعرف على مستجدات الأمر، إلا ان الزيارة لم تأت بنتائج واضحة، فى الوقت الذى أكد فيه ماس على ان الهدوء الحذر الذي تشهده ليبيا لا يعبر عن تطورات الأمر، ولا ينبيء بقرب التوصل إلى حلول ممكنة.
ويري مراقبون أن الزيارة المفاجئة التي قام بها هايكو ماس إلى ليبيا، محاولة جادة نحو تعزيز عملية السلام بين الأطراف المتنازعة فى ليبيا، والتعرف على مستجدات التطورات على الأرض، فى ظل تحركات تركية تزعج مصر، واتفاقيات غير قانونية تبرمها الحكومة الليبية مع تركيا بخصوص التنقيب عن الغاز فى البحر المتوسط، وهو ما ترفضه كل من اليونان وقبرص.
وخلال الزيارة اقترح وزير الخارجية الألمانى إنشاء منطقة منزوعة السلاح حول مدينة سرت ، فى محاولة لفض النزاع بين الحكومة الليبية المعترف بها، وبين الجيش الوطنى الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر، ومحاولة عمل ستار او خط فاصل بين سرت والعاصمة الليبية طرابلس منعا لأى صدام داخلي أو اقليمي.
وأكد ماس على ضرورة متابعة "عملية برلين" التي ترمي إلى الفصل بين طرفي النزاع في ليبيا وإلى منع داعميهما الدوليين من إرسال الأسلحة إليهما، كما حصلت برلين على تعهد من وزراء خارجية الدول المعنية بالنزاع الليبي، خلال اجتماع في ختام مؤتمر ميونيخ للأمن، باحترام حظر الأسلحة. بيد أن جدية هذا الأمر تبقى موضع سؤال، فبعد مؤتمر برلين حول ليبيا لاحظ الأمين العام للأمم المتحدة، جوتيريش أن وقف إطلاق النار استمر فقط ساعات وحظر الأسلحة تم خرقه من جميع الأطراف.
كما دعا ماس إلى إطلاق مباحثات مباشرة بين الطرفين، وتمسك بلاده بمسار برلين لحل الأزمة في ليبيا، وإنه بالرغم من "نشهد هدوءاً خادعاً في ليبيا في الوقت الحالي، لا سيما أن الطرفين مستمران بتسليح البلاد على نطاق واسع".
وبعد مغادرة ماس الأراضي الليبية، وصل أيضاً وزيرا الدفاع القطري خالد بن محمد العطية والتركي خلوصي أكار إلى مطار معتيقية في طرابلس، من أجل إجراء لقاءات مع عدد من المسؤولين في حكومة الوفاق من أجل بحث الملفات العسكرية شرق مدينة مصراتة ووضع خطة تتعلق بسرت والجفرة.
من جانبه قال المتحدث باسم القائد العام للجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، إن تبني ألمانيا خطاب نزع السلاح من مدينة سرت يدل أن برلين وقعت تحت تأثير قوى أخرى، فضلًا عن أنها غيرت مسار مؤتمر برلين، مؤكدًا أن سرت آمنة لا توجد بها سوى الشرطة، موضحا أن المنطقة التي يجب أن تكون منزوعة السلاح هي طرابلس، مشيرًا إلى أن عدد كبير من المهجرين والنازحين خارج طرابلس الآن.
أكد أن العاصمة الليبية طرابلس تريد الأمن، و لا يمكن أن يُحل بطرابلس إلا بنزع سلاح المليشيات والسلاح غير الشرعي، ونثبت للعالم بوجود نوايا حقيقية لحل الأزمة الليبية.
اللقاءات الألمانية لم تتعلق بالجانب السياسي والعسكري فقط، حيث اجتمع ماس مع رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، المهندس مصطفى صنع اللهمن اجل التعاون فى العلاقات النفطية المشتركة، كما تم التطرق إلى الإغلاقات غير القانونية للمنشآت النفطية، والجهود الألمانية لحل الأزمة الليبية.
حضر اللقاء الذي عقد بطرابلس، عضوا مجلس الإدارة بلقاسم شنقير والعماري محمد، وعدد من المختصين بالمؤسسة، وتم خلال الاجتماع مناقشة الأضرار الاقتصادية والبيئية الناتجة عن الإغلاقات والمخاطر الناشئة عنها فيما يتعلق بالسلامة العامة، خصوصًا بسبب عسكرة المنشآت وتواجد المرتزقة الأجانب فيها، وتم التأكيد على أهمية الشفافية المالية، بالتوازي مع إعادة الترتيبات الأمنية، وضرورة إخلاء المنشآت النفطية من المرتزقة وجميع المظاهر العسكرية، وجعلها مناطق عازلة منزوعة السلاح، حتى يتمكن موظفو المؤسسة من أداء عملهم دون تعريض حياتهم للخطر وعدم استخدام النفط كورقة مساومة سياسية وتجنيبه الصراع العسكري.
وشدد وزير الخارجية الألمانية على ضرورة الإنهاء الفوري للإغلاقات، ودعم ألمانيا الجهود التي تبذلها المؤسسة الوطنية للنفط من أجل إعادة الإنتاج، على دورها المهم في الحفاظ على وحدة ليبيا.